مقاله الكاتب الكبير سعد الدوسري للمبدع نواف التمياط الانسان
وقع اختيار منظمة اليونيسيف على نجم منتخبنا الوطني ونادي الهلال، نواف التمياط، ليكون ضمن اللاعبين الدوليين، الذين سيتم تكريمهم خلال نهائيات كأس العالم 2002، والتي ستقام في كوريا واليابان، وذلك تقديراً لمساهماته الإنسانية في مجال دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.. هذا التكريم العالمي ليس لتقدير اللاعبين فقط، بل لتفعيل العلاقة بين الرياضيين من جهة، والأعمال الإنسانية بكل أشكالها من جهة أخرى، فهؤلاء النجوم هم رموز اجتماعية، لما للرياضة، وخاصة كرة القدم، من شعبية كبيرة بين أوساط الشباب، الذين سيلتفتون، إذا التفت نجمهم، إلى أعمال الخير.
إن التكريم الذي حصل عليه نواف، من قبل اليونيسيف، أو من قبل جريدة الرياض، التي كرمته هي أيضاً، خلال حفل تدشين مطابعها قبل أسبوعين، يدل دلالة واضحة على أن الرجل لم يتم اختياره اعتباطاً، بل لأنه ملتزم تجاه القضايا الإنسانية. وهذا يدعونا إلى توجيه سؤال لإخواننا اللاعبين:
ـ أين أنتم من المساهمات الخيرية؟؟!! ألا تفكرون في إعطاءجزء من وقتكم للأطفال الأيتام أو أطفال الاحتياجات الخاصة؟؟!! أليس من حق هذا المجتمع الذي آواكم ومنحكم الحب والنجومية، أن تتواصلوا معه ومع قضاياه؟؟!!
نحن لا نطالب اللاعبين بالتبرع المادي، أو بالانخراط بالعمل التطوعي لصالح المؤسسات الإنسانية، بل بتوجيه أنظار الناس لها، من خلال الزيارات الرمزية أو طرح الرسائل للشباب، عبر اللقاءات الصحفية، وهذا لن يأخذ من وقتهم الكثير، وسيرفع من شعبيتهم عند الناس، الذين يرون بعضهم (أي بعض اللاعبين) يشاركون في الإعلانات التجارية، المدفوعة القيمة، مما يعني أن لديهم وقتاً كافياً للمشاركات غير مدفوعة القيمة. وبهذا يصير اللاعب جزءاً فاعلاً في المجتمع، وهذا لن يحتاج إلى لياقة أو تمارين أو معسكرات.
نحن نفخر بنواف التمياط، ليس كلاعب فذ، من أمهر اللاعبين الذين أنجبتهم الساحة الرياضية العربية، بل لأنه قدّم أنموذجاً حياً للرياضي الملتزم بالأخلاق الرياضية العالية، داخل وخارج الملعب، ولأنه التزم أيضاً بالقضايا الإنسانية، التزاماً حقيقياً، فهو لا يبحث من خلال هذا الالتزام على الشهرة، فليس هناك من هو أشهر منه، بل لأنه حريص من داخله على تواجده مع هؤلاء الأطفال المحرومين جسدياً أو نفسياً أو اجتماعياً. هو حريص على دفع بعض الضرائب الإنسانية، التي يجب علينا جميعاً الالتزام بها تجاه بعض شرائح مجتمعنا، مثل أطفال الاحتياجات الخاصة أو أطفال دور الرعاية أو مرضى السرطان أو مرضى الفشل الكلوي. كل هؤلاء يحتاجون لنواف التمياط وألف نواف التمياط، من المجال الرياضي والفني والإعلامي والثقافي، والذين أقول لهم جميعاً، وبحب شديد:
اهبطوا للناس يا ناس.
شكرا نواف من الاعماق يامجموعه أنسان
