عزيزي ( نجم النجوم ) ..

ماشاء الله .. اسلوب ادبي راقي ... واخذتنا في خيالك .. ونقّلتنا بين ارصفة الانتظار .. دون ان نحس بانفسنا ..

عزيزي .. اتمنى ان نرى ابداعك مجددا ... ولكن مع الاسف اننا لم نعهد هذا المنتدى الا بالمواضيع الرياضيه .. ويعتبر هذا الموضوع نشازا بينهم !!

مع العلم انك ذكرت اشياء تخص الرياضة فيه .. كالحكام

ولكن ماادري .. هل ترى ان هذا هو المكان المناسب لنثر ابداعك ؟؟

تحياتي ..

سحابة لم يعد لها وجود .. فقد تزوجت


ربما ورود تذبل .. ربما أناس تتزوج لتموت .. (هكذا تبدأ القصة)

سحابة قالت اليوم بكاءً ولم يرضخ لها الكلام
كنت صامتا كصحراء مدينتي «جرداء لا زرع فيها»!?
كان الحزن دماً ، والسبت وحيدا ·· والأصدقاء يذبلون غصنا غصنا
كانوا هناك ينتشلون من الزمان اوجاعا انهكت الاحلام ·· وماقتلتها
ووجدتني افضح نفسي ·· عارية مرآة الماضي ومستقبلي
ينقض حزن مختبيء في الجسد كحشرة ودودة ، وبين الاصابع حب وتذكار وطيف «سحابة»
!?

أنا وحبيبتي لا يمنحونا ساعة كي نعرش الفؤاد بالأماني ·· نسفح مر الاغنيات
وضجر
النوافذ المرتابة
كل الممرات لا مودة فيها ·· كل الوجوه متناهية التلصص
أمتطي قدميّ ·· تخاتلني غيمة ضالة في السماء ·· فاروح أرفع رأسي للأعلى إمعانا
في
التبصر
فتتجلى هذه الغيمة في الشجر الباهت الواقف على الرصيف عنوة ·· يتعلم الكلام
ولا
يثرثر إلا جدبا
هذا الشجر مملؤ ببؤس الطرقات ·· يقطر حزنا في تفاصيل دم تجمد مذ كان السبت
وحيدا
يصطفيني لخيباته ·· والزمان مجلل بالدمامل
والأرض خذلت كل عرافيها ، وماذا لو طفحت الاشجار بخضرتها !؟
ـ كيف لو أهدى الينبوع سره للرصيف !؟
متى صارت الحارات لا يعنيها موالنا ولا تسع شوقنا المحموم !؟
تنامى بداخلي شعور بكره الشجر .. ثم غفرت لها

ليس لي إلا هذه الظهيرة وشمس تجثم على الأمكنة ·· غبار يستبد بالميادين ··
وشوارع
توغل
في صمت محير وناس صابرون
أو همو لا يملكون سوى الصبر وحب الرغيف والاولاد والوظيفة وتشجيع نجوم الكرة
ومتابعتهم
·· وعشق فيفي عبده
ويختزلون حلمهم «بلحظة عابرة» ·· ويمنون النفس باسترجاع فلسطين
وللمرة الألف تخذلني سيارتي ·· وتقذفني لصمت هذه الشوارع
تسلمني لحزن الوجوه وأمضي وحيدا ·· شبه يائس انتظر !!!!!?

ليس ثمة سيارة تقف ·· لا وجوه اقطفها من حقول لم تنبت ·· لا وسيلة للقاء
«سحابة»
آآآآه ما أكبر ظلم غيابها سحابه
بالأمس كلمتني ، وفزعت عندما اخبرتني انها باتت تكلم الجدران ، وتقرأ ميكي
ماوس ،
وتنتظر معجزة للقدوم إلى مدينتي
لو أن احدهم يتعاطف مع أنتظاري وينتشلني من ذل هذه الظهيرة المنقوعة في شمس
مريرة
كأنما كل سيارات «الأجرة» تآمرت عليّ
لا يعبر هنا أحد ·· واقف ·· ليس إلا السموم والظهيرة والصمت والانتظار الدبق
والصحراء وسحابة لا تندفع
بدأت أتشفى بنفسي : أبطوله سأعيش الانتظار
أرفع ساعدي وباكمامي أمسح عرقي وانتظر أطبق باسناني على شفتي ·· والروح عارية
إلا
من الذكرى ·· أخرج قلبي لأحرقه ولا أجد ولاعة
ـ يالله ·· كل هذه الشمس ·· تشعلني ·· تذيب حلمي والناس ، وتخفق في أشعال قلب
مغرور

كيف لو كنت في اليونان ·· أو حتى بيروت ·· لربما تأبطت سحابة ·· وأحتضنا بعضنا
··
وغنينا وما باتت تكلم الجدران
أكسر أصابعي كي أسمع فرقعه .. ولكن لا أسمع .. وأمضي انتظر ·· الشوق غبار
يتهتك ··
أزرع الرصيف بقدمي ·· اغادر للجانب الآخر من الشارع
الرصيف يختلف عن ذاك ·· هل تدري البلدية عن هذا التباين ·· أو هل فكرت البلدية
·· أنني يوما سأقف على هذا الرصيف ·· وانتظر !؟
في الانتظار لذة ولكن ألمه أمض وأحد ·· كانوا يصفونني في المدرسة «بصانع الألم
»
تخيلوا
صانع الألم
هذا الرصيف اسخف من ان يتحمل قطرة من ألمي
ترى أين كنت سأنتظر لولا هذا الرصيف ·· أو ذاك المتباين ·· ما أبعد نظر
البلدية
·· ما أحط الارصفة
ولكن على الرصيف الآخر نفس المشهد : صمت وغربة وبؤس وحنين متحفز
سيارة مرسيدس ·· أراها تقترب ·· أشير لها
تقف ·· سائقها ينظر إلي بشيء من الفضول
ــ تروح مشوار ·· سألته !!!!?
تغيرت نظرته ·· ملئت عيناه بحقد لم ابرره لحظتها ، هم بالبصق عليّ ، لكنه
تراجع بعد

ان غمرني تحديقا ودرس المسألة
بموضوعية سريعة فاختصرها ومضى ، وكأنني سمعته يتمتم ·· لاعنا أشياء كثيرة ··
أولها
أنا وأقساها أيضا أنا
مضى فازددت تعلقا بالانتظار ·· وضاقت مساحة يأسي ·· وازدادت الشوارع صمتا ··
استمرت الارصفة بليدة ·· عاجزة عن فهمي ·· مخبئة اسرار الغيث
ماعاد الاصدقاء يذبلون ·· لكن سيارتي ظلت تخذلني ·· وأنا لم أذهب لليونان ··
ولم أر

سحابة ·· ولم أكل كافيار ·· ولم تلفظني مطارات العالم ·· ولم
تألفني مطاعم الفنادق الكبرى ·· ولم أزر الجدران الرمادية ·· ولم يُقذف وجهي
بمنفضة

سجائر
ومازال فمهي مزهرا بالحلم ·· وكل صباح أحتسي قهوتي مع الموسيقى ·· ولا أحلق
لحيتي
كل
يوم ·· وفي العيد افتعل البهجة ·· وليست عندي
مشاعر محددة تجاه امريكا .. فقط أؤمن أني أكرهها ·· ولا أغلق التلفزيون إلا
عند
نشرة الأخبار ··والآن أرتدي قميص الشمس ويتبخر عطري الرديء
يتشكل طيورا مغمضة العيون وقحة الطيران وأنا لم يحدث أني فكرت في الوحدة
العربية ··

وما عنّ لي يوما ان أشتم أحدا من حكام الكُرة
ولم أتشاجر إلا مع نفسي ·· ولم يحدث أن قبلت حبيبتي في حديقة عامة
ـ فهل أتوقف على الرصيف !؟
اللعنة ·· مازال المرسيدس يمر ·· ويبتسم أيضا ·· يا الله !!!?
شككت في الأمر ·· المرسيدس الأولى سوداء ·· حالك لونها ·· هذه مالونها ·· عبرت
كالفرح
المسروق ·· لم أتبين لونها
أستوقفت شرطيا ·· قلت : سيارة مرسيدس فيها دمية ·· أعني شيء يشبه آدميا ·· هل
تعرف لونها !؟
دفعني الشرطي : «ناقصينك» !!!?
وأندفع متبرما ·· تابعته ·· أدركت ظله ·· دست عليه بهياج وفمي محشو بالصراخ ··
صرت
أصرخ ·· مع أني لم أذهب لليونان
ولكن سحابة ستحسم كلام الجدران ، وأعود احسو حزني واصنع قهوة الصباح ·· أخلع
قميص
الشمس وأرتدي ثوب الانتظار ·· وربما كشفت اسرار الغيث
قررت ألا اكترث بالظهيرة و ·· عاد الشرطي ·· رمقني باحتقار وهو يتجاوزني ··
أدركت
ظله ومشيت عليه
أنحن عبر منعطف وأفلت مني ·· مكثت واقفا
سأشتري وردا لكل سائق ·· أهبهم إياه وأقول لهم : إني إنتظرت ومازلت انتظر ·
وذاك الشجر ليس بشبيه لي ·· يوجعني ان أكون شجرا لا يمنح المدى يناعة ·· بئست
اشجار

لا تكون إلا ظهيرة ·· توجعني أكثر ان
اقترب من الينبوع ولا أنهل ظل·· وسأحلف بالطلاق أنني لا أحسد أصحاب المرسيدس
في
الوقت
الحالي
وسيقرأون في وردي ·· ان سحابة علمتني كيف أصرخ ، وكيف أفهم انني لست في
اليونان
سحابة تحثني دائما على ألا أنفر من الورد
سحابة تحب الهواء معطرا بالسكينة ·· تحب الفوضى وتقرأ مورافيا ·· وتحفظ شعري
وتشجع
كرة القدم وتعجبها الفرص المهدرة امام المرمى
سحابة دائما تتذمر من المباريات التي لا تنتهي صفرـ صفر ، لذلك تنبذ مارادونا
وتحب
الحكام العرب
سحابة تكره السيارات السوداء ·· خاصة عندما تشوه لون الفجر
سحابة ملت الانتظار لا تعرف اسرار الغيث
سحابة زفافها غدا ·· والدعوة عامة
*****
تنويه :
يمكن لعشاق الوقوف على الأرصفة الاستمرار في انتظارهم ..ومخاصمة الدعوة
*****
تنويه لك :
يمكن أن نتعامل مع الهزائم ·· بروح المنتصر

*********


------------------
وعلى دروب الخير نلتقي...

عزيزي (أبو ناصر ):

أشكرك على المشاعر

وأنا معك في كلامك
لكن التغيير حلو وما يزعل

وأنا أعتذر للجمهور الهلالي

بطرح مواضيع غير رياضيه (نشاز)

------------------
وعلى دروب الخير نلتقي...