المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 31/01/2002, 02:43 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
الأخلاص والنية

ارجوا الدخول الى هنا لقراءة الموضوع بصوره افضل
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31/01/2002, 04:18 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ﴿102﴾
﴿ آل عمران 102-102 ﴾



" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " ﴿1﴾
﴿ النساء 1-1 ﴾



" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " ﴿71﴾
﴿ الأحزاب 70 - 71-71 ﴾


أما بعد :

الإخلاص (1) لله تعالى معناه: أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته.

وإذا أراد العبد بعبادته شيئا آخر ففيه تفصيل، حسب الأقسام التالية:


القسم الأول:


أن يريد التقرب إلى غير الله تعالى في هذه العبادة ونيل الثناء عليها من المخلوقين، فهذا يحبط العمل، وهو من الشرك. وفي الصحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله تعالى: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )). (2)

والرياء من الشرك الأصغر، لأن الإنسان أشرك في عبادته غير الله، وقد يصل إلى الشرك الاكبر، وقد مثل ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر (( بيسير الرياء )) وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الاكبر.

وقال الله تعالى:
"إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ﴿110﴾
﴿ سورة الكهف 110-110 ﴾

والعمل الصالح ما كان صوابا خالصا، والخالص ما قصد به وجه الله، والصواب: ما كان على شريعة الله. فما قصد به غير الله فليس بصالح، وما خرج عن شريعة الله فليس بصواب، ويكون مردودا على فاعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) (3) وقال: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )) (4) الحديث. قال بعض العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فحديث النية ميزان الأعمال الباطنة، والحديث الآخر ميزان الأعمال الظاهرة. (5)

واتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة اوجه:
الوجه الأول:
أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل كمن قام يصلي لله مراءاة الناس، من اجل أن يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.

الوجه الثاني:
أن يكون طارئا على العبادة في اثنائها: بمعنى أن يكون الحامل له في عبادته الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في اثناء العبادة فهذه العبادة لا تخلو من حالين:

الحال الأولى: ألا يرتبط أول العبادة بآخرها فأولها صحيح بكل حال، وآخرها باطل. مثال ذلك رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها فتصدق بخمسين منها صدقة خالصة، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية، فالأولى صدقه صحيحه مقبولة، والخمسون الباقية صدقه باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.

الحال الثانية: أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:

1) أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه بل يعرض عنه ويكرهه فحينئذ لا يؤثر شيئا لقوله صلى الله عليه وسلم: (( أن الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها مالم تعمل أو تتكلم )). (6)
2) أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه، فحينئذ تبطل جميع العبادة لان أولها مرتبط بآخرها. مثال ذلك أن يبتدئ الصلاة مخلصا بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية فتبطل الصلاة كلها لارتباط اولها بآخرها.

الوجه الثالث:
أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة فهذا لا يؤثر عليها ولا يبطلها لأنها تمت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك، وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته، لان هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة، لان ذلك دليل إيمانه قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( من سرته حسنته، وساءته سيئته فذلك الإيمان )) (7) وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (( تلك عاجل بشرى المؤمن )). (8) (9)


القسم الثاني:


أن يقصد بها الوصول إلى غرض دنيوي كالرئاسه، والجاه، والمال دون التقرب بها إلى الله تعالى فهذا عمله حابط لا يقربه إلى الله تعالى:
"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " ﴿16﴾
﴿ سورة هود 15، 16-16 ﴾

والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول قصد أن يثنى عليه فيقال انه عابد لله تعالى وأما الثاني فلم يقصد أن يثنى عليه فيقال إنه عابد لله، ولا يهمه أن يثني عليه الناس بذلك.


القسم الثالث:


أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى والغرض الدنيوي الحاصل بها، مثل أن يقصد مع نية التعبد لله تعالى بالطهاره وتنشيط الجسم وإزالة فضلاته، وبالحج مشاهدة المشاعر والحجاج، فهذا ينقص إجر الإخلاص، ولكن إن كانت الأعمال على نية التعبد فقد فاته كمال الأجر، ولكن لا يضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في الحجاج:
" ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" ﴿198﴾
﴿ سورة البقرة 198-198 ﴾


وإن كان الأغلب عليه نية غير التعبد فليس له ثواب في الآخر، وإنما ثوابه ما حصله في الدنيا، وأخشى أن يأثم بذلك لأنه جعل العبادة التي هي أعلى الغايات وسيلة للدنيا الحقيرة، فهو كمن قال الله فيهم: (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) سورة التوبة، الآية: 58، وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من عرض الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا أجر له )). فأعاد ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم ، يقول: (( لا أجر له )) (10) (11)

وإن تساوى عنده الأمران فلم تغلب نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر، والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره.

والفرق بين هذا القسم والذي قبله، أن غرض غير التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة، فإرادته إرادة حاصلة بعمله بالضرورة، وكأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا.

فان قيل: ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم غلبة التعبد أو غير التعبد؟

قلنا: الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة، حصل أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد، والعكس بالعكس.

وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم، وشأنها خطير فقد ترقى بالعبد إلى درجة الصديقين، وقد ترده إلى أسفل السافلين، قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شئ مجاهدتها على الإخلاص.

واما التلفظ بالنية في الصلاة والوضوء فبدعة، لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فوجب تركه، والنية محلها القلب فلا حاجة مطلقا إلى التلفظ بالنية.
(12)

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ان لا إله إلا انت، استغفرك وأتوب اليك.
--------------------------------------------------------------------------------
1) مجموع فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين ج/1 ص 98-100
2) مسلم في الزهد 2985
3) علقه البخاري في البيوع وفي الإعتصام ووصله مسلم في الأقضية 18-1718
4) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907
5) فتاوي العقيدة ابن عثيمين ص 199 - 200
6) البخاري في الطلاق 5269 ومسلم في الإيمان 127
7) الترمذي في الفتن 2165وأحمد 1/26
8) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم 2642
9) فتاوي العقيدة - الشيخ ابن عثيمين ص:200-201
10) أبو داود في الجهاد 2516 وأحمد 2/290،366 وفي إسناده يزيد بن مكرز وهو مجهول وانظر تعليق أحمد شاكر على المسند 7887
11) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907
12) فتاوي المرأة الشيخ ابن باز، ص29
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31/01/2002, 04:19 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
الله يجزاك خير
وهذا هو الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ﴿102﴾
﴿ آل عمران 102-102 ﴾



" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " ﴿1﴾
﴿ النساء 1-1 ﴾



" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " ﴿71﴾
﴿ الأحزاب 70 - 71-71 ﴾


أما بعد :

الإخلاص (1) لله تعالى معناه: أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته.

وإذا أراد العبد بعبادته شيئا آخر ففيه تفصيل، حسب الأقسام التالية:


القسم الأول:


أن يريد التقرب إلى غير الله تعالى في هذه العبادة ونيل الثناء عليها من المخلوقين، فهذا يحبط العمل، وهو من الشرك. وفي الصحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله تعالى: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )). (2)

والرياء من الشرك الأصغر، لأن الإنسان أشرك في عبادته غير الله، وقد يصل إلى الشرك الاكبر، وقد مثل ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر (( بيسير الرياء )) وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الاكبر.

وقال الله تعالى:
"إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ﴿110﴾
﴿ سورة الكهف 110-110 ﴾

والعمل الصالح ما كان صوابا خالصا، والخالص ما قصد به وجه الله، والصواب: ما كان على شريعة الله. فما قصد به غير الله فليس بصالح، وما خرج عن شريعة الله فليس بصواب، ويكون مردودا على فاعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) (3) وقال: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )) (4) الحديث. قال بعض العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فحديث النية ميزان الأعمال الباطنة، والحديث الآخر ميزان الأعمال الظاهرة. (5)

واتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة اوجه:
الوجه الأول:
أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل كمن قام يصلي لله مراءاة الناس، من اجل أن يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.

الوجه الثاني:
أن يكون طارئا على العبادة في اثنائها: بمعنى أن يكون الحامل له في عبادته الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في اثناء العبادة فهذه العبادة لا تخلو من حالين:

الحال الأولى: ألا يرتبط أول العبادة بآخرها فأولها صحيح بكل حال، وآخرها باطل. مثال ذلك رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها فتصدق بخمسين منها صدقة خالصة، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية، فالأولى صدقه صحيحه مقبولة، والخمسون الباقية صدقه باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.

الحال الثانية: أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:

1) أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه بل يعرض عنه ويكرهه فحينئذ لا يؤثر شيئا لقوله صلى الله عليه وسلم: (( أن الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها مالم تعمل أو تتكلم )). (6)
2) أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه، فحينئذ تبطل جميع العبادة لان أولها مرتبط بآخرها. مثال ذلك أن يبتدئ الصلاة مخلصا بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية فتبطل الصلاة كلها لارتباط اولها بآخرها.

الوجه الثالث:
أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة فهذا لا يؤثر عليها ولا يبطلها لأنها تمت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك، وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته، لان هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة، لان ذلك دليل إيمانه قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( من سرته حسنته، وساءته سيئته فذلك الإيمان )) (7) وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (( تلك عاجل بشرى المؤمن )). (8) (9)


القسم الثاني:


أن يقصد بها الوصول إلى غرض دنيوي كالرئاسه، والجاه، والمال دون التقرب بها إلى الله تعالى فهذا عمله حابط لا يقربه إلى الله تعالى:
"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " ﴿16﴾
﴿ سورة هود 15، 16-16 ﴾

والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول قصد أن يثنى عليه فيقال انه عابد لله تعالى وأما الثاني فلم يقصد أن يثنى عليه فيقال إنه عابد لله، ولا يهمه أن يثني عليه الناس بذلك.


القسم الثالث:


أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى والغرض الدنيوي الحاصل بها، مثل أن يقصد مع نية التعبد لله تعالى بالطهاره وتنشيط الجسم وإزالة فضلاته، وبالحج مشاهدة المشاعر والحجاج، فهذا ينقص إجر الإخلاص، ولكن إن كانت الأعمال على نية التعبد فقد فاته كمال الأجر، ولكن لا يضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في الحجاج:
" ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" ﴿198﴾
﴿ سورة البقرة 198-198 ﴾


وإن كان الأغلب عليه نية غير التعبد فليس له ثواب في الآخر، وإنما ثوابه ما حصله في الدنيا، وأخشى أن يأثم بذلك لأنه جعل العبادة التي هي أعلى الغايات وسيلة للدنيا الحقيرة، فهو كمن قال الله فيهم: (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) سورة التوبة، الآية: 58، وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من عرض الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا أجر له )). فأعاد ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم ، يقول: (( لا أجر له )) (10) (11)

وإن تساوى عنده الأمران فلم تغلب نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر، والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره.

والفرق بين هذا القسم والذي قبله، أن غرض غير التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة، فإرادته إرادة حاصلة بعمله بالضرورة، وكأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا.

فان قيل: ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم غلبة التعبد أو غير التعبد؟

قلنا: الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة، حصل أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد، والعكس بالعكس.

وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم، وشأنها خطير فقد ترقى بالعبد إلى درجة الصديقين، وقد ترده إلى أسفل السافلين، قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شئ مجاهدتها على الإخلاص.

واما التلفظ بالنية في الصلاة والوضوء فبدعة، لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فوجب تركه، والنية محلها القلب فلا حاجة مطلقا إلى التلفظ بالنية.
(12)

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ان لا إله إلا انت، استغفرك وأتوب اليك.
--------------------------------------------------------------------------------
1) مجموع فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين ج/1 ص 98-100
2) مسلم في الزهد 2985
3) علقه البخاري في البيوع وفي الإعتصام ووصله مسلم في الأقضية 18-1718
4) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907
5) فتاوي العقيدة ابن عثيمين ص 199 - 200
6) البخاري في الطلاق 5269 ومسلم في الإيمان 127
7) الترمذي في الفتن 2165وأحمد 1/26
8) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم 2642
9) فتاوي العقيدة - الشيخ ابن عثيمين ص:200-201
10) أبو داود في الجهاد 2516 وأحمد 2/290،366 وفي إسناده يزيد بن مكرز وهو مجهول وانظر تعليق أحمد شاكر على المسند 7887
11) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907
12) فتاوي المرأة الشيخ ابن باز، ص29
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/02/2002, 12:03 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
جزاك الله خيرا على النقل اخي الفاضل شيروكي .. وكان قصدي من الوصله قراءة الموضوع على شكل احل وترتيب احلى .. وهذا قصدي فقط لا غير واسف على الاحراج
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01/02/2002, 09:22 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
للفائدة
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02/02/2002, 05:47 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
للفائدة
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:02 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube