المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 24/01/2002, 10:51 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
للدُّعاة فقط0000

للشيخ سالم العجمي حفظه الله وراعاه.. نقلا من منتدى سحاب السلفيه

بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فالحقيقة أن الحديث حول بعض الأمور متعبٌ بعض الشيء، خاصة حين يكون متعلقاً بمواضيع حساسة في وقت مليء بالوقائع الاضطرابات والأحداث المخيفة، ولكن مهما يكن لا بد أن نتحدث عن بعض تلك الأمور بعد أن نعرف أن ما يتميز به أي موضوع هو أن يطرق في وقته وقبل انتهاء أجله، فإن تقدم على وقته كان نوعاً من التخمينات، وإن تأخر عن وقته كان نوعاً من اللغو لذلك فإنني في هذه الكلمات أتحدث حول أمور مهمة، عظم بها المصاب واحتار منها ذوو الألباب.

أمور يضحك السفهاء منها000ويبكي مـن مغبًّتِها اللبيبُ

من يدفع الفتنة ؟

لا بد أن نعرف أن الفتنة طالما نفخ فيها السفيه اتّقدت نارها وعظم شررها، وإذا وقعت الفتنة وابتلى بها الناس، تاهت العقول واضطربت، قال ابن تيميه رحمه الله: " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، وهذا شأن الفتن، كما قال تعالى: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوّث بها إلا من عصمه الله)اهـ.

ولو تأمّلت حالنا ( بإنصاف) دون الخضوع للأهواء والنظريات السياسية وجدت أنه ما من فتنة في الدين إلا ووراءها جنس من البشرية قليلوا العلم كثيرو الخوض في السياسة دون عقل الكياسة، حكموا العقول في دعوتهم وجعلوها أساس انطلاقتهم إلى الناس، وابحث جيداً في مجتمعاتنا المبتلاة بمثل هذه الأجناس وتأمل: هل تجد عالماً بالشرع ممن تجردوا للعلم الشرعي قاد زمام الفتنة وعرّض المسلمين للقتل والنهب والتشريد من أجل تحقيق مآربه السياسية، أم ستجد أن من يقوم بهذه الأمور ( في الأعم الأغلب) من مدّعي العلم بالسياسة الذين فشلوا علمياً وسياسياً.

وهنا يجب أن نعترف أن بعض الناس ممن اشتغل بالسياسة يعاني من الانهزامية وتحركه ضغوط الناس في الشوارع حتى دهمائهم وجهالهم، وها هو أحدهم يعترف بذلك قائلاً: " إن ضغوط الناس لا يمكن إهمالها بحال من الأحوال الآن، ونحن في عصر صار للجماهير تأثيراً كبيراً، فأسقطوا زعماء كباراً، وهزوا عروشاً، وحطموا أسواراً وحواجز، ومازالت صور العزَّل الذين يواجهون الدبابات بصدورهم في الاتحاد السوفيتي.."، فهذا الكلام حول التأثير الجماهيري لو كان من رجل ديمقراطي لقُبِل منه ( لا أقصد الكلام ولكن الموقف) ولكن حينما يصدر ممن يعمل في حقل الدعوة فإنه موقف مرير، فمتى تقاس الدعوة ونجاحها بالأعداد المتكاثرة ؟ ....وأين هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ويأتي النبي وليس معه أحد" ، أي يوم القيامة.

فإلى متى سيستمر أسلوب التهييج في الشباب حتى يخترقوا أبواب الفتنة،لماذا نجد بعض الدعاة يسعى للتكثير ، دون أن يمحص عقائد من ساروا معه، حتى يأخذه الاغترار ويحاصره الغرور حينما يتكاثر حوله الشباب، ويا ليته يحافظ عليهم بعد أن وثقوا به فلا يلج بهم أبواب الفتنة في الدين والدنيا.. ،قال الماوردي رحمه الله في " درر السلوك في سياسة الملوك": ( مع أن لكل جديدة لذة، ولكل مستحدث صبوة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أخوف ما أخاف على أمتي منافقٌ عليم اللسان" ، فتصير البدع فاشية، ومذاهب الحق واهية، ثم يفضي الأمر إلى التحزب والعصبية، فإذا رأوا كثرة جمعهم وقوة شوكتهم داخَلَهم عزُّ القوة، ونخوة الكثرة، فتضافر جهّال نسّاكهم ، وفسقة علمائهم بالميل إلى مخالفيهم، فإذا استتب لهم ذلك زاحموا السلطان في رئاسته، وقبحوا عند العامة جميل سيرته، فربما انفتق ما لا يرتق، فإن كبار الأمور تبدو صغارا ).
وما ذكره المارودي رحمه الله ينطبق على أحوالنا أشد انطباق وأعظمه.
فتأمله بتجرد.

تغيير الواقع :

لا شك أن كثيراً من الدعاة ( أو ممن يعمل بحقل الدعوة) يسعى للتغيير وأنا لا أدّعي الكمال في مجتمعاتنا الإسلامية، بل إن روح الإسلام قد تكاد تختفي في بعض الدول مع الأسف الشديد. لكن السؤال كيف تكون معالجة هذا الواقع دون مفاسد ؟..

أولاً: لا بد أن يعرف الدعاة أنه يجب علينا جميعاً أن نخضع لنصوص الكتاب والسنة ولا نتقدم عليهما برأي أو نظر، ولو فعلنا ذلك لاستقام لنا الأمر.

ثانياً: لا بد من معرفة أن الناس في هذه المجتمعات على صنفين: صنف يعيش في دار يكثر فيها البلاء على المسلمين، ويكون فيها المسلمون مستضعفين وهؤلاء قال شيخ الإسلام فيهم : " فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف، أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين"0

فالواجب إذن ألا يعرض نفسه للبلاء والفتنة، وليعلم المسلم أنه كلما زاد تمسكه بالسنة والعقيدة الصحيحة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم كلما عصمه الله من كثير من الفتن وعواقب الأمور المردية. قال ابن القيم عن قول الله تعالى- في المشركين- مخاطباً نبيه صلى اله عليه وسلم: " وتأمل قوله تعالى لنبيه: (( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)) كيف يفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم البلاء وهم أعداؤه، فكيف وجود سرِّه والإيمان به ومحبته، ووجود ما جاء به إذا كان في قوم أو كان في شخص؛ أفليس دفعه عنهم بطريق الأولى والأحرى؟".

وأما الصنف الآخر: فأولئك الذين يعيشون في بلاد يتمتعون فيها بحرية في ممارسة دينهم وعبادتهم، فهم يعبدون ربهم دون خوف ويمارسون دعوتهم بكل أمان دون ضغوط، ولكن سرعان ما تغشاهم الأفكار الدخيلة التي تدفعهم لتغيير هذا الواقع الطيب، وكأنهم يريدون إما أن تكون الدنيا خلافة على منهج النبوة وإما لا....

وهنا لابد لنا من وقفة فكم من دولة كانت تتمتع بالدعوة على منهاج النبوة مع إقبال أهلها على الدين والاستقامة على السنة، فلم يهدأ أصحاب الدعوات السياسية والثورات حتى قاموا ببعض الأعمال المناوئة للحكومة، فضيقت عليهم ومحت رسوم الدعوة، بل إنك لم تعد تجد من يتزيَّ بزي الإسلام. بسبب الحماس غير المنضبط وعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته.
فالقاعدة الفقهية المشهورة تقول : " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" ولا أدري لماذا لا يستعملها كثير من دعاة السياسة ؟.

وهذه القاعدة من أدلتها أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قتل عبد الله بن أبى بن سلول –رأس المنافقين- عندما آذاه خشية أن يسمع به البعيد، فيقول محمد صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه فلا يدخل في دعوته ظاناً أن ابن سلول من أصحابه.. فترك قتله مع ما كان في قتله من مصلحة عظيمة وهي كف الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فمال فقهاء السياسة لا يستعملون هذه القاعدة العظيمة المستمدة من الكتاب والسنة.
هذا إذا كان في العمل مصلحة محققة فكيف إذا لم يوجد وراء هذا العمل إلا مفسدة مثله.
إننا نعاني من التصرفات غير المسؤولة عند بعض المتصدرين للدعوة. فكم تصرفوا من تصرّف رجع على الدعوة الإسلامية بالضرر والفساد وأدى إلى تراجعها عشرات السنين..
هل فكر من ( يقوم ببعض الأعمال الإفسادية) ما الذي يمكن أن يحدث لإخوانه المسلمين الذين يعيشون بين صفوف الكفار؟ ..

أتدري.. أن تلك الأعمال غير المدروسة شرعاً، أفسدت معايش كثير من إخواننا المسلمين الذين يعيشون في ديار الكفار.. فمسلم يوجد مقتولاً ملقى في طريق.. ومحجبة تختفي فجأة، وأخريات يسجنّ بين عتاولة المجرمين !

وغير ذلك من الأمور التي كان أبرزها تحجيم أعمال الخير في كثير من دول الإسلام.. وتشويه صورة الإسلام التي يسعى بعض المسلمين المخلصين إلى تحسينها عند الكفار من أجل دعوتهم..
فماذا استفدنا من تلك الأعمال..؟!

من الذي يستحق النصر؟ :

لا بد أن يعلم الجميع أن شدت0نا على بعض المسلمين لا تعني أننا نوالي الكفار ( معاذ الله) ولكن يقول شيخ الاسلام ابن تيميه: " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين".

ومن أجل ذلك أقول.. يقول الله تعالى: (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) فكيف يكون النصر الذي نرجو من الله، أليس بإقامة كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وانظروا في حال بعض الدعاة المتحمسين الذين يظنون أنهم أذكى من الناس فيقومون بالأعمال التي تجلب لدعوتنا التأخر..

هل هؤلاء نصروا دين الله..حتى يرجو نصرته؟!
كثير منهم لم يحقق الدعوة إلى الكتاب والسنة على فهم السلف،التي تستحق أن يُنصر صاحبها..
فتجده يتخبط في عقيدته ولا ينكر على متعصبة المذاهب الذين يَرُدُّون سنة النبي صلى الله عليه وسلم من اجل مذاهبهم، ويؤاخي المبتدعة ويواليهم ويحبهم، وفي المقابل يطعن في علماء الإسلام الربانيين الذين ينصرون السنة لأنهم يبينون زيف دعوته. وبعضهم جعل " التسير في فتاواه" ديناً يوالي ويعادي عليه، فيفتي بالغناء وجواز التمثيل، بل ويصرح أنه التقى بعض الفنانات التائبات وأقنعهن بضرورة الرجوع إلى التمثيل لكن بتمثيل محتشم!!!!
وبعضهم ابتدع رقصاً إسلامياً وبعضهم ينافح ويقاتل من اجل قيام الأحزاب لزيادة التفرق والشتات فوق ما هو حاصل الآن.

وإذا قامت دولتهم فأي دين سيقيمون وهم يدعون إلى التقريب بين الأديان ويجاهدون من أجل ذلك؟..

والعجيب أن هؤلاء يرفعون شعارات الجهاد، فمن يجاهدون وهم يرون أن كل الديانات على حق؟! فهل أمثال هؤلاء يستحقون النصر؟!

يقول الله تعالى: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً))

فتأمل: وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولم يقل يمكنهم ، وهذا دليل على أن تمكينهم مقرون باتباعهم الدين الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهل اتبع الدعاة الذين أسلفت ذكرهم ما ارتضاه الله من الدين القويم.. وهذا التمكين مشروط بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً، كما في آخر الآية، فهل حقق هؤلاء الدعاة توحيد الله تعالى في أنفسهم وأتباعهم..؟ فلنراجع أنفسنا..

ظلمات التكفير :

لا ننكر أنه يوجد في مجتمعاتنا أناسٌ منافقون من العلمانيين وغيرهم من الذين ليس لهم قيمة في المجتمع لا دينياً ولا دنيوياً، بل إنهم في آخر الركب في كل شيء، وأكثرهم من السفلة وسقط المتاع.
وهؤلاء المنحرفون لا يريدون قيام الدين ولا سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ويظهر ذلك واضحاً جلياً في كتاباتهم التي تملأ أعمدة الصحف ليل نهار، من دعوتهم لمحو رسوم الإسلام وإعلان الفسق والفجور والاختلاط بين الجنسين وجعل الدولة دولة علمانية، وتحجيم العمل الخيري، والتحريض على أهل الخير واستهجانهم والتعليقات الساخرة عليهم وتأييد الكفار في قمع المسلمين وتقتيلهم، وتثبيط الناس عن نصرتهم.. وزعزعة الإسلام في قلوب أهله.
وهؤلاء المنافقون لا مكّنهم الله، لو جعل لهم من الأمر شيء لأيّدوا القول بالفعل، ولكن لعل بعض نداءات أهل الخير تقف دون تحقيق مبادئهم المنحلة وعموماً فإني أبشر كل من وقف ضد الإسلام بسوء العاقبة..قال تعالى : إن شانئك هو الأبتر ، أي :مبغضك هو المقطوع ، فليُبشَّرُ هؤلاء بما يسوؤهم.
فالحقيقة.. أن هؤلاء الجهال الباحثين عن الشهرة لم يجدوا لها سبيلاً إلا بالطعن في دين الله العظيم، اغتراراً بحلم الله ولكن الويل لهم إن وقع عذاب الله فلا نجاة لهم يومئذ.
وتأمل حال هؤلاء: تجدهم في عزلة، مبغوضين من الناس مشتتين في أسرهم، نزعت البركة من حياتهم، يعانون ضيق الصدر وكثرة الأحزان..
لِمَ ؟!!!! 000 إن شانئك هو الأبتر.


ولكن على الرغم من هذا الزخم السيء يجب ألا ننظر إلى المجتمع نظرة قاتمة ونعمم الأحكام على الناس خصوصاً في مسألة التكفير.. فإن بعض الناس بسبب تشدده وتكفيره للمجتمعات بسبب المعاصي قد عاش في عزلة وبدأ ينظر للمسلمين بازدراء وكأن الجنة لا تسع إلا من كان على طريقته وباقي الناس كفار ابتداء بالحاكم وانتهاء بالمحكوم..

إن التكفير عند أهل السنة يقوم على أصلين مهمين احفظهما جيداً:
1- دلالة الكتاب والسنة على أن القول أو الفعل الصادر من المحكوم عليه موجب للكفر.
2-انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين، وهنا لا بد أن تتم به شروط التكفير وتنتفي الموانع.
ويجب الحذر من أن يُنسب أحدٌ إلى التكفير دون بينة لأن الخطأ في الحكم على المرء بالإسلام أهون من الحكم عليه خطأ بالكفر، لما يترتب عليه من أحكام. قال صلى الله عليه وسلم: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".
فإما أن يكون كذلك وإلا رجعت على القائل..
قال ابن تيميه رحمه الله: " هذا مع أنى دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كفراً تارة، وفاسقاً تارة، وعاصياً أخرى"
ولا أعني بهذا أن يُتسامح بتكفير من سبّ الله ورسوله أو انتقص نبياً أو أنكر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، أو طعن في القرآن، أوأنكر صفات الله ولكن هذه دعوة لبيان أنه يجب معرفة كون هذا الأمر كفراً..ومعرفة أن هذا الكفر مما يكفّر به الشخص المعيّن.
وكثير من دعاة السياسة في عصرنا الحالي يستدل بقول الله تعالى: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) وهذه الآية تحتاج إلى وقفات:

1- الذي ندين لله به أن الحكم بغير ما أنزل إليه وتعطيل حكم الله هو أساس فساد العالم وانفلات أمورهم وتبدد أحلامهم واختلاط أفكارهم وسبب لانفلات الأمن وإهدار الدماء،ولو حكموا بما أنزل الله لطابت لهم دنياهم وأفلحوا في آخرتهم، كيف لا ؟! والله هو الحكم العدل وأعلم بمصالح عباده وما يصلح شؤونهم، فكل حكم بما سوى كتاب الله باطل وجريمة عظمى وفاجعة شنيعة.

2- هذه الآية عامة، فلماذا بعض دعاة السياسة يجعلها خاصة في الحاكم دون المحكوم، و" من" من ألفاظ العموم وسبب نزول الآية في أناس من أهل الكتاب لم يكونوا من الحكام.

3- دعاة السياسة حصروا: " الحكم بما أنزل الله" على الحدود فقط ولم يطبقوه في باب العقائد، فتجد بعض أصحابهم قبورياً أو ينكر صفات الله أو يدعو إلى التقريب بين الأديان، أو يشيد القبور التي تعبد من دون الله ومع ذلك يسعون إلى تلميعه وأنه يحكم بما أنزل الله، وبعض الدول بسبب بنوك الربا وانتشار المعاصي يقولون بتكفيرها وإخراج أهلها من الإسلام!
فانظر إلى القسمة الجائرة .. أصحابهم مسلمون على الرغم من عدم تحكيمهم لشرع الله في أعظم المطلوبات من العبد وهي " توحيد الله وإفراده بالعبادة"، ويكفرون أصحاب الذنوب والمعاصي لاقترافهم المعاصي "فأين الحكم بما أنزل الله" ؟!!

4 – هذه الآية الكريمة التي فسرها حبر الأمة عبد الله بن عباس بقوله : " ليس الكفر الذي تذهبون إليه ولكن كفر دون كفر" ويقصد به رضي الله عنه.. أن الحكم بغير ما أنزل الله من كبائر الذنوب..

مع التنبيه: على أن من فضّل الحكم الوضعي على الحكم الشرعي أو ساواه به أو فضّل حكماً واحداً وضعياً على حكم شرعي أو اعتقد عدم صلاحية الحكم الشرعي لهذه الأزمان فإنه كافر خارج عن ملة الإسلام، ( وإن حكم بالحكم الشرعي ).

وإما إن اعتقد أن الحكم الشرعي هو الأفضل والأكمل والأحسن ولكنه لم يطبقه على الناس لخوف على كرسي أو مصلحة أو لرشوة فإنه صاحب كبيرة وهو عاص لله ولكنه ليس بكافر.
والمعاملة تكون على الظاهر وأما السرائر والبواطن فهي ملك لله وحده؛ هو المطلع عليها سبحانه.

5- نبهنا على هذه الآية بالذات لأنه قد عادت كرة الخوارج الذين يكفرون الناس بالذنوب والمعاصي.. فبعضهم يكفر صاحب الربا وأصحاب الملاهي، وبعضهم يكفَّر الفاسق المجاهر بفسقه؛ وغير ذلك من النوابت السيئة التي ضللت كثيراً من شباب الأمة فتبعوا هذا النعيق فبدأوا يحقدون على أهل الإسلام العصاة.. وينظرون إلى المجتمع نظرة قاتمة مظلمة.. فتركوا دعوة الناس وتوجيههم وأخذوا يكيلون لهم بصاع التكفير.. ولا أخفي حقيقة أن قائد هذا الفكر في هذا الزمان والذي استمد منه كثير من دعاة السياسة هذه النظرة الموحشة هو "سيد قطب" الذي لم يقتصر على تكفير المجتمعات فقط، بل ذهب إلى جعل "المؤذنين" أشد الناس كفراً لأنهم بزعمه لا يدعون لله ولكن يدعون للطاغوت وهذه النظرة المتطرفة سطرها بكتابه " معالم في الطريق" .وقد شهد عليه بذلك أصحابه ومحبوه ! بأنه يرى تكفير المجتمعات وأنه كان يعتقد هذا الرأي كما في واقع الحركات الإسلامية " للقرضاوي".

لماذا نقول هذا؟ هل عداوة لسيد قطب.. وهل نعرفه ؟ أو أخذ منا مالاً أو قتل لنا قريباً .. لا والله.. ولكن نصحاً لشباب الأمة حتى لا يضللهم هذا الفكر المتشدد، يبدأ بتكفير الحاكم ، ثم تبدأ مسألة التسلسل فكل من يعمل في بلاطه فهو كافر..

إن بعض الشباب بدأوا يهوّنون مسائل العقيدة التي من أجلها بعث الرسل وسل السيف وأريقت الدماء ، من أجل توحيد الله وإفراده بالعبادة. فأخذوا يعذرون بعض الكتاّب السياسيين رغم تخبطهم في مسائل عظيمة تضاد العقيدة لأنهم أخذوا عقولهم وتلاعبوا بها، وفي المقابل نزعوا من قلوبهم الرحمة تجاه دعاة الحق وأنصار السنة والدعوة السلفية الذين يريدون إرجاعهم للأصل الأول.. ونزعوا من قلوبهم الرحمة تجاههم وألبوا عليهم الفساق والدهماء، وتشددوا ضدهم أكثر من تشددهم ضد الطوافين بالقبور ومنكري الصفات ومعلقي التمائم والمستغيثين بغير الله والداعين من دونهم شركاء .. ولمَ ؟ لأنهم يؤيدونهم في مسألة عظيمة وهي " الكرسي والزعامات"..!!!

ليتكم تعقلون... ولا تستعجلون :

أيها الدعاة.. إذا كنتم تريدون وجه الله ودعوة الخلق إلى الحق فأخرجوا الدنيا من قلوبكم.
لماذا بدأ بعضكم ينافس على الزعامات والرئاسة ولو كان المقابل أن يشتت الأمة ويجعلها " فرقا وأحزابا "؟

لا أدري لماذا تذكرت تلك الطرفة العجيبة والتي تقول: " إن ذبابة وقعت على شجرة فلما أرادت أن تطير قالت: اثبتي" …

ألا ترون.. أن بعض الدعاة بدأ يتصرف وكأنه قائد دولة ؟! يأمر وينهى ويخاطب الرؤساء ويراسلهم .

أما نظر إلى حقيقة نفسه قبل أن يقدم على هذا الفعل؟..

أخشى من عاقبة هذا الغرور والتصرفات غير المنضبطة التي ستجلب للدعوة الفشل..
لماذا ننطلق عالياً وما أرسينا قواعدنا.. شبابنا يعانون من التوهان 000تكفير.. ضعف .. انهزامية 00؛ونريد أن نستكثر بهم..!!
ما أجمل الرجوع إلى الدعوة على منهاج النبوة لاسيما في وقت اتخذ فيه الناس رؤوسا جهالا ؛ أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

إن تعليم الناس هو الأصل وهو النجاة وهو الرصيد الباقي عند الله تعالى.. فمتى نخلص في دعوتنا ؟..

قال بعض السلف" ما أخلص لله عبد أحب الشهرة"، وقال غيره" ما أحب عبد الرياسة إلا بغي وظلم وأحب ألا يذكر أحدٌ بخير".

أيها الشباب .. اعلموا أن الداعية الناصح هو الذي يحب الخير للناس جميعاً فيجتهد في إصلاح أحوالهم وتآلفهم ، ويعمل كل ما فيه مصلحتهم في الدين والدنيا .

اجتهدوا في إصلاح أحوال بلادكم بكل تعقل وحكمة وسداد رأي فإن هذا من شكر النعمة .. مال بعض الشباب يتصرف وكأنه مل الأمن وسئم الرفاهية ، فبدأ يعمل بطيش يريد أن يغير هذا الواقع الجميل إلى واقع بئيس .
فأين يذهب هذا وأمثاله من سطوة الله وأليم عقابه ..

إن منتهى الجبن أن ترى بلادك يعمل ضدها الكافر والمنافق وداعية الفجور فتقوم معينا لهم ومناصراً دون أن تشعر ، بدلا من أن تقف مناصراً لبلدك التي تعبد الله فيها بمنتهى الراحة ودون إرهاب ، وتوفر لك سبل المعيشة ..

أأجعلها تحت الرحى ثم ابتغي 000 خلاصا لها إني إذن لرقيع

إن بلاداً تحكم بالزندقة والإلحاد والكفر تجد أبناءها يخافون عليها ويحبونها ويفدونها بالغالي والنفيس،فمال بعض شبابنا تخاذلوا عن نصرة بلادهم والمحافظة على أمنها وهي تدين بالإسلام وترفع لواءه، وفيها تقام شعائر الإسلام والله إنّا في نعمة.. بل أعظم النعم..
أخشى أن بعض الناس سئم الألفة والمودة واحترام الدين وعلو مكانته في القلوب فاشتاق لبلد يكثر فيه البطش والإهانة والتعذيب كما يُفعل في بعض الدول الغاشمة الظالمة..
أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا : كيف يذل نفسه؟ قال: يحمل نفسه من البلاء ما لا يطيق".
متى يعرف الشباب في بلاد الخير أن بين صفوفهم أناساً يحسدونهم على عقيدتهم الصافية ويريدونها خرافة وضلالات، ويحسدونهم على أمنهم، ويريدونها أن تكون كغيرها من البلاد يكثر فيها الكفر والخوف والرعب وقطع السبيل..
فيا أيها الشباب إن هؤلاء أفسدوا بلادهم ووضعوا الشباب في حلوق الحكام وجاءوا ليعيدوا الكرة معكم.. فاحذروا..
لماذا كلما جاءكم ناصح أسميتموه منافقا ً؟!
فمتى تستيقظون.. متى تستيقظون؟!
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/01/2002, 11:46 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
اشدد على هذه
{{{{{{{ إن منتهى الجبن أن ترى بلادك يعمل ضدها الكافر والمنافق وداعية الفجور فتقوم معينا لهم ومناصراً دون أن تشعر ، بدلا من أن تقف مناصراً لبلدك التي تعبد الله فيها بمنتهى الراحة ودون إرهاب ، وتوفر لك سبل المعيشة .. }}}}}}}}
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/01/2002, 11:53 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 18/01/2002
مشاركات: 120
جزاك الله خيرا
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25/01/2002, 04:59 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 30/12/2001
المكان: هضبة نجد
مشاركات: 197
جزاك الله كل خير ... وكثر من امثالك
واتمنى فعلا من كل قلبي ان تنشر هذه النصيحة بشكل اوسع في المنتديات

واعمدة الصحف فشبابنا محتاج لهذه النصيحة في هذا الوقت اكثرمن اي وقت مضى

وشكراًلك
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:32 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube