16/01/2002, 05:36 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 11/10/2001 المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
| |
وقفه مع ايه من القران إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا
الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " آل عمران
: 102
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهمارجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
النساء : 1
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " الاحزاب : 70-71
أما بعد :
واذ بي وانا استمع للشيخ بن عثيمين رحمه الله في تفسير سورة الكهف وقفة هذه الوقفه مع هذه الايه
قال تعالى: (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا)) سورة الكهف الايه 57
وفسر هذه الايه ابن كثير، فقال:
يَقُول تَعَالَى وَأَيّ عِبَاد اللَّه أَظْلَم مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ اللَّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا أَيْ تَنَاسَاهَا وَأَعْرَضَ عَنْهَا وَلَمْ يُصْغِ لَهَا وَلا أَلْقَى إِلَيْهَا بَالا " وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " أَيْ مِنْ الأَعْمَال السَّيِّئَة وَالأَفْعَال الْقَبِيحَة " إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهمْ " أَيْ قُلُوب هَؤُلاءِ " أَكِنَّة " أَيْ أَغْطِيَة وَغِشَاوَة " أَنْ يَفْقَهُوهُ " أَيْ لِئَلّا يَفْهَمُوا هَذَا الْقُرْآن وَالْبَيَان " وَفِي آذَانهمْ وَقْرًا " أَيْ صَمَمًا مَعْنَوِيًّا عَنْ الرَّشَاد " وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا " .
وفي الجلالين:
وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ" مَا عَمِلَ مِنْ الْكُفْر وَالْمَعَاصِي "إنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهمْ أَكِنَّة" أَغْطِيَة "أَنْ يَفْقَهُوهُ" أَيْ مِنْ أَنْ يَفْهَمُوا الْقُرْآن أَيْ فلَا يَفْهَمُونَهُ "وَفِي آذَانهمْ وَقْرًا" ثِقَلا فَيَسْمَعُونَهُ "وَإِنْ تَدْعُهُمْ إلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إذًا" أَيْ بِالْجُعْلِ الْمَذْكُور
وفي الطبري:
(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يَقُول عَزَّ ذِكْره : وَأَيّ النَّاس أَوْضَع لِلإِعْرَاضِ وَالصَّدّ فِي غَيْر مَوْضِعهمَا مِمَّنْ ذَكَّرَهُ بِآيَاتِهِ وَحُجَجه , فَدَلَّهُ بِهَا عَلَى سَبِيل الرَّشَاد , وَهَدَاهُ بِهَا إِلَى طَرِيق النَّجَاة , فَأَعْرَضَ عَنْ آيَاته وَأَدِلَّته الَّتِي فِي اِسْتِدْلاله بِهَا الْوُصُول إِلَى الْخَلاص مِنْ الْهَلاك { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يَقُول : وَنَسِيَ مَا أَسْلَفَ مِنْ الذُّنُوب الْمُهْلِكَة فَلَمْ يَتُبْ , وَلَمْ يُنِبْ ; كَمَا : 17454 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : حدثنا يَزِيد , قَالَ : حدثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } : أَيْ نَسِيَ مَا سَلَفَ مِنْ الذُّنُوب .
(( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ))
وَقَوْله : { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهمْ أَكِنَّة أَنْ يَفْقَهُوهُ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوب هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنْ آيَات اللَّه إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا أَغْطِيَة لِئَلا يَفْقَهُوهُ , لأَنَّ الْمَعْنَى أَنْ يَفْقَهُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ .
(( وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ))
وَقَوْله : { وَفِي آذَانهمْ وَقْرًا } يَقُول : فِي آذَانهمْ ثِقَلا لِئَلا يَسْمَعُوهُ { وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى } يَقُول عَزَّ ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ تَدْعُ يَا مُحَمَّد هَؤُلاءِ الْمُعْرِضِينَ عَنْ آيَات اللَّه عِنْد التَّذْكِير بِهَا إِلَى الاسْتِقَامَة عَلَى مَحَجَّة الْحَقّ وَالإِيمَان بِاَللَّهِ , وَمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّك { فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } يَقُول : فَلَنْ يَسْتَقِيمُوا إِذًا أَبَدًا عَلَى الْحَقّ , وَلَنْ يُؤْمِنُوا بِمَا دَعَوْتهمْ إِلَيْهِ , لأَنَّ اللَّه قَدْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبهمْ , وَسَمْعهمْ وَأَبْصَارهمْ .
وفي القرطبي:
(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ))
أَيْ لا أَحَد أَظْلَم لِنَفْسِهِ مِمَّنْ وُعِظَ بِآيَاتِ رَبّه , فَتَهَاوَنَ بِهَا وَأَعْرَضَ عَنْ قَبُولهَا .
(( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))
أَيْ تَرَكَ كُفْره وَمَعَاصِيه فَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا , فَالنِّسْيَان هُنَا بِمَعْنَى التَّرْك . وَقِيلَ : الْمَعْنَى نَسِيَ مَا قَدَّمَ لِنَفْسِهِ وَحَصَّلَ مِنْ الْعَذَاب ; وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب .
(( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ))
بِسَبَبِ كُفْرهمْ ; أَيْ نَحْنُ مَنَعْنَا الإِيمَان مِنْ أَنْ يَدْخُل قُلُوبهمْ وَأَسْمَاعهمْ .
(( وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى ))
أَيْ إِلَى لْإِيمَان .
(( فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ))
نَزَلَ فِي قَوْم مُعَيَّنِينَ , وَهُوَ يَرُدّ عَلَى الْقَدَرِيَّة قَوْلهمْ ; وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى هَذِهِ الآيَة فِي " سُبْحَان " [ الْإِسْرَاء : 1 ] وَغَيْرهَا .
وفي ايسر التفاسير للشيخ ابوبكر الجزائري، قال:
(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))
اي من الاجرام والشر والشرك. اللهم انه لا احد اظلم من هذا الانسان الكافر العنيد، ثم ذكر سبب ظلم واعراض ونسيان هؤلاء الظلمه المعرضين الناسين وهو انه تعالى حسب سنته فيمن توغل الشر والظلم والفساد يجعل على قلبه كنانا يحيطه به فيصبح لا يفقه شيئا. ويجعل في اذنه ثقلا فلا يسمع الهدى. ولذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: (( وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا )) اي بعد ما جعل على قلوبهم من الاكنه وفي اذانهم من الوقر (( ابدا )).
وفي تفسير السعدي، قال:
يخبر الله تعالى انه لا اعظم ظلما، ولا اكبر جرما من عبد ذكر بايات الله وبين له الحق من الباطل والهدى من الضلال وهوف ورهب ورغب، فاعرض عنها فلم يتذكر بما ذكر به، ولم يرجع عما كان عليه، ونسى ما قدمت يداه من الذنوب، ولم يراقب علام الغيوب، فهذا اعظم ظلما، من المعرض الذي لم ياته ايات الله، ولم يذكر بها، وان كان ظالما، فانه اشد ظلما من هذا، لكون العاصي على بصيره وعلم واعظم ممن ليس كذلك، ولكن الله تعالى عاقبه بسبب اعراضه عن اياته ونسيانه لذنوبه ورضاه لنفسه، حالة الشر مع علمه بها ان سد عليه ابواب الهدايه، بان جعل على قلبه اكنه اي اغطيه محكمه تمنعه ان يفقه الايات وان سمعها فليس في امكانه، الفقه الذي يصلى القلب (( وفي اذانهم وقرا )) اي صمما يمنعهم من وصول الايات ومن سماعها على وجه الانتفاع وان كانوا بهذه الحاله فليس لهدايتهم سبيل (( وان تدعهم الى الهدى قلن يهتدى اذا ابدا )) لان الذي يرجى ان يجيب الداعي للهدى، من ليس عالما واما هؤلاء الذين ابصروا ثم عموا وراوا طريق الحق فتركوه وطريق الضلال فسلكوه، وعاقبهم الله باقفال القلوب وبالطبع عليها، فليس في هدايتهم حيله ولا طريق وفي هذه الايه من التخويف لمن ترك الحق بعد علمه ان يحال بينهم وبينه ولا يتمكن منه بعد ذلك ما هو اعظم مرهب وزاجر عن ذلك
ومن هداية الايه:
1- بيان عظم ظلم من يذكر بالقران فيعرض ويواصل جرائمه ناسيا ما قدمت يداه
2- بيان سنة الله في ان العبد اذا واصل الشر والفساد يحجب عن الايمان والخير ويحرم الهدايه ابدا حتى يهلك كافرا ظالما فيخلد في العذاب المهين
وبعد هذه التفاسير .. وبعد هذه الشروح هل سنعرض اذا ذكرنا ام سنكون من المسارعين في التوبه والانابه والاستغفار .. راجع نفسك ... هل اعرضت من نصيحه وتذكير بالله ام استجبت ام اخذت ما تهواه نفسك
سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك |