11/09/2007, 04:56 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 17/08/2003 المكان: أرض الحرمين
مشاركات: 592
| |
..:: أسباب انتكاسة القصيمي ::..
تفاوتت ردود الأفعال عن ردة هذا الزنديق وعن تحليل أساب الردة ولعل لردته أسباباً عدة :
السبب الأول : ( الشك والحيرة وكثرة الجدل )
يقول عبد الله بن يابس " كان القصيمي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً يجادل في البَدَهيات الدينية ، حتى اشتهر بكثرة جدله في الأمور الضرورية ، وحتى كان يجادل بعض جلسائه في وجود نفسه ، وحدثني صديق حميم من العلماء الأفاضل قال :
كان ذلك المخلوق القصيمي يأتي إليّ منذ خمسة عشر سنة تقريباً ويصرح لي بأنه تعتريه شكوك إذا جن الليل ، فيسخن جسمه ، ويطير النوم من أجفانه . قال :
وكان يجادلني في الله ، وفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قلبي يمتلىئ بغضاً له واحتقاراً .
السبب الثاني :
الغرور والغطرسة ..
..
عندما ألف كتابه البروق النجدية امتلأت نفسه زهواً وعجباً وكبراً .
يقول الشيخ ابن يابس :
" ولقد صدر كتابه هذا بقصيدة ركيكة يمدح بها نفسه ويطريها ، ولما اطلع على هذا الكتاب شيخنا ( عبد العزيز بن بشر _ رحمه الله _ ) أدرك بنور بصيرته وعلمه أن صاحبه منجرف عن الإسلام وكان من إعجابه بنفسه أنه لما قرأ ديوان المتنبي كتب على طريقته : كفى أحمداً أني نظرت كتابه=لأن يدعي إن الإله مخاطبه
ولو شامن أني قرأت كتابه=لقال إله الكون إني خالقه
كما قال أيضاً : ولو أن ما عندي من العلم والفضل= يُقسم في الآفاق أعنى عن الرسل*********
قال آل عبد المحسن :
" كان هذا الرجل من أهالي خب من خبوب القصيم ثم إنه نشأ في مصر واكتسب من العلوم حتى كان ينافح عن دين الله وله ردود على أهل الضلال الذين نابذوا دعوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب وضادّوها ، حتى هتك ستر أسرارهم غير أنه كان معجباً بنفسه ؛ فعنّ له بعد ذلك أن يتوسع في العقيدة ويأتي بأمور يظهر منها علامات النفاق والخبث ،و ولو ثبت على ما كان عليه في أول أمره في كتبه التي ألفها في نصرة الدين كــ ( الفصل الحاسم ) و ( البروق النجدية ) و ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) لكان خيراً له وقد يستنشق من مؤلفاته الأخيرة رائحة النفاق ، فلما كان في السنة أظهر كتابه ( الأغلال ) الذي تعرّى به من دين الإسلام وخلع ربقته من عنقه وسمى شرائع الإسلام أغلالاً ، غلت المسلين عن التقدم وحسّن طريقة الكفر وزاغ عن الهدى ورمى الإسلام بالقصور والتأخر وشنّ عليهم الغارة وفضّل طريقة الكفر والشرك على طريقة المسلمين " .
والغرور والغطرسة والإعجاب بالنفس عند القصيمي ظاهرة ولا تحتاج إلى جدال وما خطه يراعه في مقدمات كتبه خير شاهد وبرهان ،
وقد شهد لهذه الآفات أشعاره التي يبدأ بها في كتبه . ومن ذلك قوله :
لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر=========ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر
ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوا===========رشاداً وحزماً يعذبان عن الكفر
ولم يذكروا غيري متى ذكر الذُكا=======ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر
فما أنا إلا الشمس في غير برجها=======وما أنا إلا الدر في لجج البحر
بلغتُ بقولي ما يرام من العلا========فما ضرني نقد الصوارم والسمر
أسفت على علمي المضاع ومنطقي=======وقد أدركا لو أدركا غاية الفخر
أرى كل قوم يحفظون أديبهم=======ويجزونه بالعز والمال والشكر
خلا معشري ما عندهم لأديبهم======سوى الحسد الممقوت والبغض والهجر
إذا قام فيهم ناشئ ذو مخايل=======تدل على العلياء والحسب الحر
أطاحوه غضاً قبل أن يبلغ المدى========وقاموا على أعواده الخضر بالكسر
ومما شجاني أن أراهم إذا رأوا========غبياً دعيّ العلم والدين والشعر
تولوه بالألطاف والعطف والرضا========وذلوا له ذل الحوادث للدهر
فكم عزّ فيهم من جهول مبلد=======وكم ذل منهم من عليم ومن حبر
لقد ضقت ذرعاً بالبيان فإنني=======رأيت بياني ناقصاً عندهم قدري
ورغبني في الجهل أني رأيتنا=======يسود لدينا كل من لم يكن يدري
نوائب دهر تترك الحر حائراً=======وليس بمظلوم لديه سوى الحر*********
وقال أيضاً : حاشا لهم أن يعدلوا بي واحداً=من بعد ما وضحت لهم أنبائي
وأعيذهم من أن يعيل أديبهم=وأديب كل الناس في النعماء
عباوا عليّ تحدثي وتمدحي=بأصالتي وشجاعتي وذكائي
إن لم يبح مدح الفتى أخلاقه=بيضاً فأي تمدح وثناءِ*********
فانظر _ رعاك الله _ إلى هذا البائس كيف ارتد بعد إسلامه ، وكيف أصبح من جلسائه أصحاب الكفر والغانية والكأس ، بل وألف كتاباً يستهزئ فيه بالتوحيد وأهله فتصدى له بعض أهل العلم والفضل وكشف زيغه وردّ ضلالته ، فلله الحمد والمنة .
فالحذر الحذر من الوقوع في هذه المهلكة التي وقع فيها ، وهذا داء الغرور والإصرار عليه .
اعلم انكم مللتم من يتبع
ولكن وش اسوي القصه طويله
لكن خلاص النهايه قربت يتبع |