21/08/2007, 10:52 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 06/07/2007 المكان: مملكة الزعيم
مشاركات: 107
| |
كيف نربي الطفل على العطاء ؟؟! كــــــــيـــــــف نــــربـــــــي الـــــــطـــــــفــــــــل عــــلــى العــــطـــاء ؟ ثمة سؤال تبادر إلى عقل فاطمة الصغيرة حينما رأت عمتها تهم بجمع ما توافر من مواد عينية وصدقات مالية .
لتودعها السيارة كي تقلها إلى مكان خُيِّلَ لفاطمة أنه يعيد تسكنه مجموعة من البشر لا تعلم ماهية أمرهم تداعيات كثيرة داعبت عقلها الصغير وهي تتابع ما يجري حولها منذ زمن واستحثت الخطة تتساءل علَّها تجد إجابة شافية !
همنب : هل من الداعي مساعدة الفقير؟ وماهو الأجر في ذلك ؟
انصتت عمتها لسؤالها المشوب بعاطفة جياشة عجزت عن سبر أغوارها واكتفت بجملتين أرادت بهما إيصال معنى أن يكون الإنسان فقيرا معدما يحتاج مساعدة مادية ومعنوية , وإيثارا نفسيا يجمع على الحب في الله والإخلاص في العمل والتصدق " ولو بشق تمرة ".
تأملت فاطمة جواب عمتها ثم ردَّدت " ولو بشق تمرة " وانتابها شعور وجداني بدا ظاهرا على قسمات وجهها الطفولي .
أخذت تفكر ,, ألمها منظر طفل فلسطيني يحمل في يده حجارة بينما الأخرى لا تملك قوت يومه وتلك المرأة الثكلى التي سقط سور بيتها وأصبح مأوى للحيوانات الجائعة .. وغيرهم الكثير ممَّن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم لولا رحمة الله ثم خلقه ..
أثرت فاطمة على نفسها عمل عمتها...
وفي المساء أحضرت هدية خبأتها بين يديها , كتبت عليها بعض العبارات الجميلة التي تقول:" أنا أحبك عمتي لأنك تساعدين الفقراء وسأكون مثلك إن شاء الله ".
إن الطبيعة الإنسانية تعمل بمقتضى ما تشاهده من سلوكيات تدفع الروح إلى الخير والفضيلة والتضحية , وهي جميعها مبادرات روحية ,تؤصل في النفس جذور انتمائها . وتشعل بداخلها وقودها النوراني , لتتوغل في مشاعر العطاء والمشاركة الفعالة , وتبذل ما بوسعها من إيثار . حينها تتكون لدى الإنسان لا سيما الطفل دوافع تشحذ استعداده الفطري في مشاركة الآخرين مشاعرهم والاهتمام بهم .
والموقف التعاطفي الذي نظهره للطفل في تعاملاتنا اليومية يعزز من سلوكه ويمنحه القدرة على إثراء روح المبادرة في التعاملات الشخصية الإنسانية .
يرى العالم " هوفمان" أن التعاطي من الآخرين يمنو منذ الطفولة الأولى .. ويستمر إلى امتداد العمر.. لذا ينبغي للمربين رسم الخطى للطفل بتزكية روح الفداء والمشاركة الفعالة سواء في البيئة الأسرية أو المدرسية أو الإجتماعية ..
ولأن الطفل لبنة أولى تحتاج لمن يُعدَّها الإعداد الصحيح فلابد أن نجتهد في زرع سلوكيات يقتدي بها الطفل من بيئته المحيطة .. ونعزز انتماءه ومشاركته الأخرى وفهمه مشاعرهم وإحساسه للإشارات التي تكشف احتياجاتهم .
والبدء في بيئته الأسرية بحيث يشجع على العطاء والتفاعل والتعاطف عندئذ يشعر بهموم الجماعة مثل الفقراء والمقهورين والمشردين وأصحاب المعاناة والمعوزين .
إن الطفل يلج إلى حياته من خلال الباب الذي نشرعه نحن وعبر الطريق المرسوم له , لذا لا بد من تمثَّل القدوة وأن يرى نفسه في مكان الآحرين مما يدفعه لاتباع مبادئ أخلاقية معينة . والإيثار يعزز سلوكه وينمي لديه الرغبة في المبادرة الخيَّرة .
مــــنــــ بــثـــقـــة ـــــقــــــــوول |