
03/09/2007, 02:27 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
المذكرة الثالثة : منعطف في حياة تركي ( الجزء الرابع )
سوينا كل اللي نقدر عليه و الباقي على الله !
كان هذا هو كلام الدكتور ، رجعت نزلت رأسي و في أذني بكاء ريم يعزف أحزن الألحان .
عمي و نورة و أخواني كانوا ينتظرون في الغرفة وصلهم الخبر و جو ، نورة خذت ريم و أخواني و عمي واقفين فوق رأسي .
عمي : تركي و أنا أبوك قم ، ما خبرتك إلا قوي ما تضعف ، و أمك إن شاء الله تكون بخير .
وقفت و رفضت أرجع للغرفة قلت بانتظر أمي ، دقايق و طلعت أمي و رجعوها للعناية .
مشت الساعات أطول من السنين ، راح عمي راحوا أخواني ما بقى إلا أنا و خالد و ريم و نورة ، جالسين بالغرفة و كل شوي نروح نطل على أمي و نرجع .
آخر ساعة قبل الفجر قلت اللي يحب أمي يصلي ركعتين و يدعي لها رحت لاستراحة الرجال صليت و رجعت ما لقيت خالد ، رحت لأمي لقيت خالد يبكي عند سريرها .
أمي لها حوالي الشهر تصحى ساعات و تفقد الوعي ، وقفت على رأس أمي و هي غايبة عن الوعي .
يا رب فرج لها من عندك ، و اكتب لها ما فيه الخير .
إن كانت الحياة خير لها فاشفها و عافها ، و إن كان الموت راحة لها فريحها من اللي هي فيه !!
خالد تعلق في يدي و دموعه تملأ عيونه و كأنه يقول لا تقول كذا ، سحبت نفسي و رجعت للغرفة تطمنت على ريم و طلعت للمسجد أنتظر صلاة الفجر ، صليت الفجر و رجعت لأمي لقيت الأطباء مجتمعين عندها ، لما قربت قال لي الطبيب شد حيلك و طلبت منه يبعد الطاقم الطبي .
كانت أمي تلفظ الأنفاس الأخيرة ، ارتخت يدها بيدي و ارتحت لما شفت وجهها ، نزلت مني دمعة ، الحمدلله ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله .
رفعت رأسي الكل يناظرني و خالد عند المدخل ، غطيت أمي و طلعت و لما وقفت جنب خالد ، قلت له إذا تحبها ادع لها ، تراها كانت تحبك و تعتبرك مثل ولدها .
طلعت لغرفة أمي ، دخلت و قلت لنورة خالد يبيك في العناية ، و جلست جنب ريم و قلت لها الكل يتمنى الخير لأمه ، و ربي أعلم بالخير لها ، و حنا نرحمها و ربي أرحم بها ، خلاص صرت ما أسمع غير كلمة لا تكررت على مسمعي بحسبتي ألف مرة و بصوت كأن يسمعه كل خلق الله .
خليت ريم تهدأ ، و قربت منها الميه غسلت وجهها و شربت و قلت لها أمي ما هي محتاجة منك شيء كثر ما هي محتاجة منك الدعاء ، و إذا بتمسكين نفسك قومي شوفيها قبل ما نوديها .
قامت ريم معي و رحنا للعناية و عند الباب قلت لها أبيك توعديني تكونين قوية مثل ما عودتيني ، لقينا خالد و نورة عند أمي يبكون ، سلمت ريم على أمي و لما شفتها متماسكة قربت الكرسي و جلستها جنبها تطلع كل اللي بخاطرها .
مع الصباح أخذ خالد جوالي و أرسل خبر وفاة أمي !!
أكره رقمي !! أرسل خبر وفاة أمي !! ودي أغير رقمي !!
مرت أيام العزاء ، إذا في شيء مشغلني خلالها هو ريم ، نورة نامت عندنا أيام العزاء الأولى و خالد ما زال ينوم عندنا بالبيت ، خالتي كانت عندنا أول ثلاثة أيام .
ريم كانت عبارة عن مخلوق يمشي و هو ميت ، نورة صدق إن الشدايد تعرفك بالناس ، خالد ! خالد لو يبي عمري و ربي ما يغلى عليه .
عزاء و خلص العزاء ! و ناس يعزون و راحوا الناس اللي يعزون !! و ما بقى إلا صورة أمي في كل ركن من أركان البيت .
تعزينا ريحتها و سجادتها و جلال صلاتها ، تعزينا مجالسها و غرفتها ، تعزينا و تبكينا و ريم تزيدنا لما بسوالفها تذكرنا فيها .
ريم : تركي ودي أروح آخذ عمرة .
تركي : خليها ريم بعد كم يوم تركد الأمور و نشوف وش حنا عليه .
خالد : أنا آخذك يا ريم ، متى ودك تروحين .
قررت ريم تروح مع خالد و طلبت من خالد يعرض عليها إن نورة تروح معهم ، خفت تحتاجها خاصة و هي ما بعد صارت تمون كثير على خالد .
رجعت للدوام ، و كيف يكون لي نفس على الدوام ؟! |