الموضوع: مذكرات إنسان
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #463  
قديم 03/09/2007, 02:27 AM
abu_riman abu_riman غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/07/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 5,074


المذكرة الثالثة : منعطف في حياة تركي ( الجزء الرابع )

سوينا كل اللي نقدر عليه و الباقي على الله !
كان هذا هو كلام الدكتور ، رجعت نزلت رأسي و في أذني بكاء ريم يعزف أحزن الألحان .

عمي و نورة و أخواني كانوا ينتظرون في الغرفة وصلهم الخبر و جو ، نورة خذت ريم و أخواني و عمي واقفين فوق رأسي .

عمي : تركي و أنا أبوك قم ، ما خبرتك إلا قوي ما تضعف ، و أمك إن شاء الله تكون بخير .

وقفت و رفضت أرجع للغرفة قلت بانتظر أمي ، دقايق و طلعت أمي و رجعوها للعناية .

مشت الساعات أطول من السنين ، راح عمي راحوا أخواني ما بقى إلا أنا و خالد و ريم و نورة ، جالسين بالغرفة و كل شوي نروح نطل على أمي و نرجع .

آخر ساعة قبل الفجر قلت اللي يحب أمي يصلي ركعتين و يدعي لها رحت لاستراحة الرجال صليت و رجعت ما لقيت خالد ، رحت لأمي لقيت خالد يبكي عند سريرها .

أمي لها حوالي الشهر تصحى ساعات و تفقد الوعي ، وقفت على رأس أمي و هي غايبة عن الوعي .

يا رب فرج لها من عندك ، و اكتب لها ما فيه الخير .
إن كانت الحياة خير لها فاشفها و عافها ، و إن كان الموت راحة لها فريحها من اللي هي فيه !!

خالد تعلق في يدي و دموعه تملأ عيونه و كأنه يقول لا تقول كذا ، سحبت نفسي و رجعت للغرفة تطمنت على ريم و طلعت للمسجد أنتظر صلاة الفجر ، صليت الفجر و رجعت لأمي لقيت الأطباء مجتمعين عندها ، لما قربت قال لي الطبيب شد حيلك و طلبت منه يبعد الطاقم الطبي .

كانت أمي تلفظ الأنفاس الأخيرة ، ارتخت يدها بيدي و ارتحت لما شفت وجهها ، نزلت مني دمعة ، الحمدلله ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله .

رفعت رأسي الكل يناظرني و خالد عند المدخل ، غطيت أمي و طلعت و لما وقفت جنب خالد ، قلت له إذا تحبها ادع لها ، تراها كانت تحبك و تعتبرك مثل ولدها .

طلعت لغرفة أمي ، دخلت و قلت لنورة خالد يبيك في العناية ، و جلست جنب ريم و قلت لها الكل يتمنى الخير لأمه ، و ربي أعلم بالخير لها ، و حنا نرحمها و ربي أرحم بها ، خلاص صرت ما أسمع غير كلمة لا تكررت على مسمعي بحسبتي ألف مرة و بصوت كأن يسمعه كل خلق الله .

خليت ريم تهدأ ، و قربت منها الميه غسلت وجهها و شربت و قلت لها أمي ما هي محتاجة منك شيء كثر ما هي محتاجة منك الدعاء ، و إذا بتمسكين نفسك قومي شوفيها قبل ما نوديها .

قامت ريم معي و رحنا للعناية و عند الباب قلت لها أبيك توعديني تكونين قوية مثل ما عودتيني ، لقينا خالد و نورة عند أمي يبكون ، سلمت ريم على أمي و لما شفتها متماسكة قربت الكرسي و جلستها جنبها تطلع كل اللي بخاطرها .

مع الصباح أخذ خالد جوالي و أرسل خبر وفاة أمي !!
أكره رقمي !! أرسل خبر وفاة أمي !! ودي أغير رقمي !!

مرت أيام العزاء ، إذا في شيء مشغلني خلالها هو ريم ، نورة نامت عندنا أيام العزاء الأولى و خالد ما زال ينوم عندنا بالبيت ، خالتي كانت عندنا أول ثلاثة أيام .

ريم كانت عبارة عن مخلوق يمشي و هو ميت ، نورة صدق إن الشدايد تعرفك بالناس ، خالد ! خالد لو يبي عمري و ربي ما يغلى عليه .

عزاء و خلص العزاء ! و ناس يعزون و راحوا الناس اللي يعزون !! و ما بقى إلا صورة أمي في كل ركن من أركان البيت .
تعزينا ريحتها و سجادتها و جلال صلاتها ، تعزينا مجالسها و غرفتها ، تعزينا و تبكينا و ريم تزيدنا لما بسوالفها تذكرنا فيها .

ريم : تركي ودي أروح آخذ عمرة .

تركي : خليها ريم بعد كم يوم تركد الأمور و نشوف وش حنا عليه .

خالد : أنا آخذك يا ريم ، متى ودك تروحين .

قررت ريم تروح مع خالد و طلبت من خالد يعرض عليها إن نورة تروح معهم ، خفت تحتاجها خاصة و هي ما بعد صارت تمون كثير على خالد .

رجعت للدوام ، و كيف يكون لي نفس على الدوام ؟!
اضافة رد مع اقتباس