صرح ممثل برنامج الأمم المتحدة للمراقبة الدولية للمخدرات في إيران أنطونيو مازيتلي أنه ينبغي الإقرار بأن تطورات الوضع في أفغانستان انعكست سلبا على محاربة المخدرات. و قال المتحدث لصحيفة "لوموند" الفرنسية بأن حركة طالبان استطاعت العام الماضي القضاء على 96% من زراعة الأفيون في المناطق التي كانت تسيطر عليها حيث انخفض الإنتاج من 3700 طن في العام 2000 إلى 180 طن خلال هذه السنة مما أدى إلى ارتفاع ثمن المخدرات محليا و جهويا لكون إنتاج أفغانستان يساوي 80% ما ينتج و يسوق عالميا من الأفيون و الهيرووين.

غير أن التقارير الأخيرة التي تحصلت عليها الهيئة الأممية أصبحت تنذر بالأسوأ منذ أحداث 11 سبتمبر حيث عاد المزارعون إلى إنتاج النباتات المخدرة على نطاق يصعب تحديده خاصة أن الجفاف و ظروف الحرب التي قضت على أسواق التبادل الزراعي في الداخل لم يتركا هامش الخيار للمزارعين الذين يضطرون للإستجابة لطلبات تجار المخدرات.

و ذكر المصدر بأن إيران معنية بالدرجة الأولى بزيادة زراعة الأفيون في أفغانستان لكونها تشكل المعبر الأسهل لتهريب المخدرات إلى أوروبا بالإضافة إلى أنها تشكل سوقا معتبرا للإستهلاك بسبب نسبة الشباب الإيرانيين مقارنة بمجموع السكان و كذا العامل الإجتماعي حيث أن الأفيون كان يعتبر إلى غاية قيام "الثورة الإسلامية" مادة استهلاكية تقليدية منتشرة و مع التوجهة نحو سياسة الإنفتاح اكتشف شباب طهران و المدن الأخرى موادا أكثر خطورة مثل الهيرووين علما أن هناك ما يقرب من 1,5 مليون إيراني مدمن على المخدرات و بين 5 و 6 مليون "مستهلك عادي".

و قد لجأت الحكومة الإيرانية خلال مرحلة حكم طالبان إلى التعاون مع الأخيرة لمنح مساعدات مادية للمزارعين الذين تخلوا عن زراعة الأفيون و الهيرووين بوضع برنامج استمر منذ شهر نوفمبر 2000 إلى غاية سبتمبر 2001 ليتغير كل شيء مع بداية نهاية طالبان في السلطة. و مع استبعاد تمكن الحكومة الجديدة في كابل القضاء على زراعة المخدرات حتى لو أرادت يمكن القول أن إيران ستجني حصاد عدائها لحركة الملا عمر و دعمها مليشيات أفغانية متورطة حتى النخاع في سوق المخدرات.
ـــــــــــــــ
المصدر: مجلة العصر الالكترونية