هو عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن مانع بن ربيعة المريدي .... وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة ..
نشأته :
ولد في باريس عام ( 1970م) بعد شهرين تقريباً من ولادة سموه انتقلت عائلته إلى بيروت وسكنت في شقة متوسطة المستوى والحجم .
عاش في بيروت طفولة عادية وهو ما جعله قريباً من الناس فلم يختر الابتعاد والمكوث في البرج العاجي بل كان ببساطته وطيبة نفسه وكرم أصله قريب جداً منهم .
درس في مدرسة (المقاصد الإسلامية في بيروت) وهي مدرسة تعتمد في تعليمها الأساسي على الجانب الإسلامي , وهذه تحسب لوالده الأمير مساعد بن عبد العزيز . الذي غرس مبادئ الدين الإسلامي في أبناءه من الصغر فلم تؤثر فيهم الغربة بل زادتهم تعلماً وقرباً من الله سبحانه وتعالى .
وبالرغم من انضمامهم لهذه المدرسة إلا أن المعلم الأساسي لهم , لم يكتفي بهذا العلم وهذا التحصيل الدراسي الديني المكثف بل أشرف هو شخصياً على تعليمهم أبجديات الحياة وأبجديات الدين . فمساعد بن عبد العزيز مدرسة لوحدة .
حفظ شاعر الإنسانية القرآن الكريم وهو في سن صغيرة . فكان هو وأخيه عبد الله منتظمين في حلقة والدهم . ذاك المعلم الذي لا يغفر للخطأ اللغوي ولا النحوي بسبب فصاحته وعلمه وثقافته العالية , فكان يجمع أبناءه حوله للعلم والتعلم فيصحح نطقهم ويقوم لغتهم ويحفظهم الكتاب في هذه السن الصغيرة , والتي يكون فيها الأبناء أكثر تفتحاً وطلباً للعلوم وأكثر قابلية للحفظ .
لم يكن قاسياً ولا فضاً في تعامله مع أبناءه وهو ما صقل شخصيتهم وهذبها , فتعلموا التواضع وعزة النفس وحب الخير والفطنة والذكاء .
حياته :
تختزن ذاكرة شاعر الإنسانية الكثير من الذكريات , فما زالت الأيام التي عاشها في بيروت مرسومة في مخيلته لم تفارقها .
فما زال يذكر كل أركان شقته الصغيرة , ويذكر غرفته ولعبه , ويذكر شارع مدرسته , ما زال عبق بيروت الصباحي عالق في مخيلته , ومازال منظر شروق الشمس يذكره بجرس طابور المدرسة وأصحابه ورفاق طفولته ومازالت شوارع بيروت وأضواؤها من المعالم الجميلة التي بقيت عالقة في سجل ذكرياته .
درس ثلاث سنوات في مدرسة بيروت , تعرف فيها على أصدقاء جدد , أحبوه وأحبهم . ولكن كان يكره مادة من المواد كانت ثقيلة على نفسه , ليست حساب ولا علوم بل مادة أصعب بكثير ,, إنها حصة الرسم المملة , فشاعرنا لا يحب الرسم , ربما لأنه يهوى الرسم بمخيلته أما الرسم بالفرشاة فهو ما لا يحبذه أبداً .
فهاهو ذا يسكب محبرته على رسمته الرديئة لكي يخفي معالم رداءتها وبشقاوة الطفولة يلقي بالتهمة على رفيقتة أمل , تلك الطفلة الوديعة التي قادها حظها أن تجلس بقرب طفل غير عادي . فبرغم من أنه ذكي إلا أن مقالبه كثيره وشغبه لا ينقطع . مسكينة هي أمل , عوقبت بما لا تستحق , ولكن هذه هي الطفولة جميلة بمقالبها جميله بقصصها .
بعد أن أنقضت هذه السنين الثلاث , قرر والده العودة بهم لأرض الوطن . بعد غربة عاشها أمير الإنسانية عن الوطن استمرت لمدة تقارب التسع سنوات , قضاها في بيروت .
ولكن يا ترى هل سيكون الوضع طبيعي بالنسبة له , بيروت كانت مرابع الطفولة كما أسماها شاعر الإنسانية . وهناك يكون الوطن , هناك موطن الجدود والتاريخ الشاهد على بطولاتهم . هناك في الرياض لخيل جده عبد العزيز صولات وجولات , فلم تأتي هذه الأرض بسهولة ولم تخط حدودها إلا بالدم المراق من أجساد فرسانها .
رجع للرياض وهو لا يدري أنه أمير , ذاك اللقب الذي أحدث تحول في حياته الاجتماعية فقد عاش حياة عادية , ليس فيها أي مميزات , ولكن الأمر تغير الآن , فالمعاملة التي تلقاها والاستقبال الذي حصل عليه من عائلته أعطته انطباع بأنه يتمتع بمكانه خاصة . ومع مرور الوقت تعلم ماذا تعني كلمة أمير , وما هي المسؤولية الجديدة الملقاة عليه . من مظاهر اجتماعية وبروتوكولات ملكية .
عرف عن جده الكثير من القصص البطولية , وعرف أن لهذا الجد شأن كبير في العالم , فهذا الفارس القادم من الصحراء زرع لنفسه مكانة كبيرة في قلوب السياسيين والناس العاديين . أذهل الجميع بشجاعته وحنكته السياسية وذكاءه , فولد لدى شاعرنا الكثير من الفرحة والفخر , فدرس سيرة القائد العظيم , ثم تجمعت هذه السيرة العطرة في نفسه فتتابعت الصور الشعرية واستقرت في مخيلته حتى أفرغها حبراً على ورق ثم ورقاً يتبع ورق إلى أن أخرجها في صورة ملحمة شعرية هي (كتاب مجد بلادنا) الذي كان لوحده أسطورة نجاح باهرة في تاريخ شاعرنا .
مع أنه يمتلك لقب الأمير الملكي , إلا أن هذا اللقب لم يعليه أو يجعله مغروراً متكبراً , بل زاده قرباً من هموم الشارع , فلم يتعامل مع الآخرين إلا بكل بساطة ويبرر هذا بأنه هو نفسه عاش حياة بسيطة وهو ما أضفى على نفسه شيء من التواضع والأريحية , فمن يجلس معه يشعر أنه ليس بحضرة أمير إنما بحضرة إنسان جميل النفس والخُلُق . فهو مؤمن بمبدأ أن الإنسان لا يرتفع فقط بالمكانة الاجتماعية التي يعيشها بل يرتفع بحب الناس واحترامهم .
في الرياض أحس شاعرنا بالاستقرار والثبات , والأمان والقوة , صحيح أنها اختلفت حياته قليلاً إلا أنه لم يتحسر على حياته السابقة حتى وإن كانت الذكريات تطير به من وقت لآخر إلى هناك .
يقول عن علاقته بأخوته ((علاقتي بأخوتي .. عميقة إلى درجة تستعصي علي التعبير, وفي الوقت نفسه هي وطيدة إلى درجة لا تحتاج إلى تعبير, فكل منا يعرف مشاعر الآخر تجاهه دون أن يقول, إذا رجع أخي عبدالله من السفر .. لا أسلم عليه بالأحضان والقبل .. فقط (يمسيك بالخير يا عبدالله ويعرف هو من دون أن أعبر له أنني افتقدته في الأيام الماضية واشتقت لوجوده بيننا, فالعلاقة ثابتة ولا تحتاج إلى تصنع))
كان متفوق في دراسته ولكن كان له هدف آخر رسمه لنفسه , لم تعجبه دراسة الهندسة لأن الشعر أخذه عنها . وكما كان متفوقاً في دراسته كان أيضاً متفوقاً في أشعاره , فما أن يكتب قصيدة جديدة إلا وتتناقلها الأيدي وتتصفحها العيون وتتهامس بها الشفاه .
واجهته بعض الصعوبات في التأقلم مع الجو الدراسي في الرياض , فأسلوب الدراسة يختلف والمدارس ونوعية المكان ولكن بحكم شخصيته الاجتماعية تأقلم مع وضعه الجديد .
عاش طفولة عادية استمتع فيها وكون صداقات جيده , وكان أخوه عبد الله قدوة طيبة ومثال للأخ المحب المثقف صاحب الشخصية القوية والرأي السديد .
كذلك الأم التي لعبت دورا مهما في تكوين شخصية أبناءها .. فلم تكن مصدر للعاطفة والتدليل فقط , بل كانت تربي بحزم مع شيء من اللطف بحكم طبيعة الأم ولكنها لم تترك العاطفة فقط هي التي تربي بل حزمت عاطفتها وجعلت للعاطفة وقت وللحزم أوقات , فكانت تعمل بمبدأ لا إفراط ولا تفريط , فكانت نعم الأم والمربية .
يعشق القراءة بشكل كبير ويحب اللغة العربية الفصيحة , بالإضافة لحفظ القرآن , وبعض التفاسير والحديث , حفظ الكثير من أشعار المتنبي وقرأ الشعر وأحبه .
وفي عمر السابعة عشرة بدأ يميل للقصائد النبطية التي عرفها من خلال الأغاني . ثم بدأت تجذبه قصائد بدر بن عبد المحسن والذي لم يكن لديه ديوان حينها , فأصبح عبد الرحمن يقرأ كل ما ينشره البدر سواءً في صحف أو مجلات .
كان البدر بالنسبة لشاعر الإنسانية شخصية عظيمة , وهو الذي دفع بعبد الرحمن للكتابة . مع أن قصائد بن مساعد في بدايته كانت بالفصيح .
عرض أول قصيدة له على مدرس اللغة العربية والذي أشاد بجمال معانيها وفكرتها ولكن ينقصها الوزن , وهذا الشيء طبيعي فبداية أي شاعر تكون صعبة وحكايتهم مع الأوزان أنها لا تستقيم في المحولات الأولى ولكنها تنجح في النهاية . فمع المثابرة والإصرار يتجاوز الشاعر العقبة وهو ما فعله شاعر الإنسانية مع مرور الوقت تغلب على مشاكل وزن القصيدة. مع أنه كان مقتنعاً أن الشعر فكر أكثر منه وزن ولكنه جمع بين الاثنين فقصائده دائماً ما تحمل وضوح الفكرة وسلامة الوزن .
دائماً ما يخرج مكنون الشاعر الشعري عندما يجد الملهمة , فبداية قصائده العامية كانت عندما أحب لأول مره , وبإحساس الشاعر المرهف عرف أن هذه الحبيبة لا تفهم الفصيح كفهمها للعامي . ومع ذلك لم يتذكر عبد الرحمن المرة الأولى التي خفق فيها قلبه ولا يدري لمن , ومن تكون تلك الحبيبة . ربما لأنه أحب حالة الحب وليس المرأة نفسها .
استمر في كتابة القصائد العامية حتى عرفه الجمهور من خلالها .
قصائده :
أحب الجمهور العربي والخليجي شعر بن مساعد , وهذا يتضح جلياً عند أحياءه لأي أمسية شعرية , فأمسياته من أكثر الأمسيات حضوراً ونجاحاً .
لقبه جمهوره بعدة ألقاب أشهرها (شاعر الإنسانية) (شاعر الفقراء) , وسبب الألقاب أنه أكثر من عايش هموم الإنسانية من شعراء جيله . فلم يحصر أشعاره في الغزل , ولم يحصرها في المديح , بل جعلها نهراً عذباً متفرع , الكل يستعذب ماءه .
كتب القصائد الاجتماعية فكانت بمثابة الضوء الذي ينير الزوايا المظلمة الزوايا التي لا تصل لها أشعة الحقيقة ولا يراها المارة , ولكنها زوايا تخبئ الوجه الحقيقي لكل المجتمعات , فمهما طمسوا حقيقتها أو قللوا من أهميتها إلا أنها تبقى الزاوية المهمة في أي مجتمع .
كتب عن الفقير فأذهل المتابعين والنقاد , كيف بشاعر أمير يكتب عن الفقير , تفنن في نصوصها ورسم لوحتها الشعرية ولونها بألوان الطبيعة بدون أي إضافات ولا محسنات ولا مبالغات .
وعندما وجد التساؤلات في عيون الناس عن أحساس الأمير بهموم المجتمع وتعمقه في أدق تفاصيل معاناتهم جاء رده كالتالي :
((يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.. أي أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس ولكل منهم معاناته فلا يوجد في الحياة شخص سعيد تمام السعادة.. ومن يمتلك المال ليس بالضرورة أن يكون سعيداً.. والفقر ليس فقر المال فقط بل هناك فقر الإحساس والفقر المعنوي.. وعموما.. فالإنسان كلما علا شأنه واتسعت شهرته وأعماله زادت أعباؤه وأصبح من منتقصات سعادته.. ولهذا أعتقد أن الأدب والإبداع غير مرتبط بالحالة المادية فقط.. فهناك عناصر أخرى تساهم في تكوين الشخصية.. وأورد في هذا الصدد مثلا بأمير الشعراء أحمد شوقي والذي مست قصائده شغاف قلوب أبناء كل الطبقات)) .
يراقب يتابع بصمت ويجمع الصور الموجودة أمامه في ذاكرته وكأنه يخزنها إلى وقت إخراجه وإفراغه على الأوراق , ففي قصيدة ((كبارية)) مثلاً الكثير من الصور وكثير من الأحداث التي صورها بعين الناقد وكتبها بقلم الشاعر وألقاها بلسان وقلب الإنسان .
وفي قصيدة (صدق أو لا تصدق) تجد الكثير من الحكمة والكثير من الذكاء الشعري الذي ينقل وقائع القصيدة من مجرد كلام إلى نصوص تدق على الوتر الحساس , فينقل المتلقي من حالة السؤال الذهني الذي يدور دائماً في مخيلته ليقول له إن أردت التصديق أو عدم التصديق فهذا هو الصحيح فتكون الحجة أقوى والتعبير أكثر إيصالاً والتسليم في النهاية بأنهم كلهم مصدقون إلا من أختار عدم التصديق عناداً وليس اقتناعاً .
وفي قصيدة (عجب عجاب) الكثير من الشيء العجب , فالشاعر يرسل علامات تعجب للمجتمع وكأنه يلفت نظره لفئات معينة تملك كل شيء ويعيبها شيء أو عدة أشياء . كما في كاملة الأخلاق المثالية والتي عيبها الوحيد قبحها . وعن الشاب الناجح ولكنه يخفي الحزن في عيونه فلا بد للنجاح من ضريبة ولم تكتمل السعادة لأحد . عن الغني الفاحش الثراء عن من يملك موائد الدنيا وملذات الطبيعة ولكنه لا يستطيع أن يمد يده لأي منها فهو ممنوع من الأكل . محروم منه يشاهده ولا يستطيع إلتهامه .
كتب عن مرتاح الضمير الذي يملك الطيبة ويعيش هو وعائلته في سعادة فلا مرض يكدر سعادتهم ولكن هناك من يؤرق نومه وهو المبلغ المدفوع نهاية كل شهر المسمى بالإيجار .
علامات تعجب كثيرة أطلقها شاعرنا في هذه القصيدة , والتي لم يسبقه أحد إليها .
الأنثى في شعر بن مساعد
حياة شاعر الإنسانية مع القصائد , حياة حافلة بجمال الكلمة , وقوة المعنى , ووصول إلى الهدف المنشود بطريقة ذكية ..
حكايته مع الحروف حكاية ببياض الطهر ,, تلك الحروف التي تنتقل من همسة قلمه إلى عيون وأسماع الذواقة ,, تلك العيون التي تقرأ بتمعن وتلك الأسماع التي تنصت باهتمام شديد لذاك الصوت الخلاب وتلك الحروف الندية المتساقطة على فم الأزهار ..
ولأنه شاعر كتب في كل الفئات ,, فهو بلا شك أبقى مساحة كبيرة لتلك الأنثى ,, يبرها ,,ينصفها ,, يعاتبها ,, يسامحها ,, ينتقدها ,, يحذر منها .. يشكو من خيانتها ..
عندما يكتب بن مساعد عن الأنثى تجدها تنتشي فرحاً وطرباً ,, ترى أنه الأصدق بحبها الأصدق بوصفها , الأصدق باحترامها ,, وأيضاً الأصدق بوصف عيوبها ..
عندما يختصر الابن المحب لأمه بعض من كلمات عن الغلا والمحبة ,, ويكتبها في سطور قليلة العدد كبيرة جدا في المعنى ,, الغلا عند بن مساعد غير ,,
خصوصاً إن كانت هذه الغالية هي أمه ,, يرد على أسئلتنا بتوجيهها لأجزاء كثيرة في جسمه حتى نجد الإجابة الصادقة والتي بالطبع ليست فقط كلام على ورق بل أن حبها مطبوع بكل جزء من جسمه ,, يكون سؤالنا لدمعه لدمه لسعادته لهمه باختصار كلها تنبض بحب وغلا أمه .. تلك التي ما توفق إلا بفضل دعاءها ,, وما حمل من صفات حميدة فما هي إلا نتاج تربيتها بالفعل هي أم عظيمة .
اسألوا دمي .. وسعادتي وهمي
اسألوا التوفيق ..
والكدر والضيق
اسألوا الطيب في صفاتي ..
والدعاء اللي في صلاتي
واسألوا شهودي ..
الدموع اللي في سجودي
اسألوهم .. واسألوا دمي ..
عن غلا أمي
الطهر العفيف ,, النصف الآخر ,, قلة من الرجال من يعطي نصفه الآخر بعض من كلمات قبل السفر ,, الأغلبية متعجلون الكل يريد اللحاق بسلم الطائرة ولا وقت لديه لتلك التي تودعه ,, تودعه وهي تحس بأن قلبها سيسافر معه ,, تنتظر منه الوداع الصادق فيودعها بكلمتين على أمل اللقاء ,, لكن شاعرنا بقصيدة "فمان اللي" حرك في قلب كل أنثى مشاعر جميلة ,, كُتبت في دفاترها ,, أرضت غرورها ,, باختصار كل أنثى أحبت فمان الله لحبها للكلمة الصادقة والاهتمام الغير مزيف بمشاعرها وأنها ليست مجرد زوجة تهيئ حقيبة سفر زوجها عندما يسافر ,, وتفرغها عندما يصل ..
الخطأ موجود في كل البشر وقليل من يعترف بخطئه ,, والقليلون فقط هم من يحاولون تضميد جراح المحبوب ,, "نعم أخطيت ما أنكر" والأنثى التي تحب لا تبغض أبداً ,, فالحب يتغلل في عاطفتها ,, وإن وجدت خيانة من المحبوب فإنها تنجرح في عاطفتها ,, ولا تشفى هذه الجراح إلا بمن كان هو الداء ,, هوه داءها ودواءها جرحها وجراحها ,, وطبيب يداوي قلبها المجروح .. هو من يتلمس أحاسيسها فيسألها بتحنان :
أنا مدري وش إحساسك
ومدري وش تظنيني
أنا الصادق في عينك كنت
و صرت الكاذب الخوّان
أنا أخطيت ما أنكر ولا فيه عذر يكفيني
سِـوى أني أحبك حيل وأني دايما ً إنسان ...
هنا تهدأ ثورة غضبها ,, ويعمل عقلها الذي كان مغيب في لحظات الغضب الجامح ,, تسترجع ذاكرتها وتحاول أن تبقي على الصورة الجميلة ولكن لا تستطيع .. ثم يقرأ ما في عيونها من ألم ويترجم ألمها ..
ما أجمل أن يتلمس الرجل معاناة المرأة ,, يعرف بمدى قوة جرحها ,, عندها فقط ستسامح ,, كلمات لها تأثيرها على كل أنثى ,, اعتراف بحبها وبأنها الوحيدة المتربعة على عرش قلبه ,,
يااااه ما أجملها كلمة آسف ,, إذا صح أن للأسف جمال فهذه الكلمات من بعض ولائد الجمال التي تخلب اللب بسحرها ,,
هل قال لك أحد أنك مذهلة ؟؟
عفواً أيتها الأنثى أنتِ مذهلة ,, قالها بن مساعد ,, عندما كتب شاعر الإنسانية مذهلة ,, لم يكن يتوقع أن كل أنثى توقعت أنها كُتبت لها وحدها ,, مذهلة أذهلت الجميع ,,
مُذهلة .. !
ما هي بس قصة حسن ...
رغم إن الحسن فيها بحد ذاته .. مشكلة
عندما يكون التركيز على المرأة في جانب واحد فقط فإنها تصبح كالصورة بلا روح ,, لكن من يشغل نفسه بالأسئلة عن ماهيتها هو بالفعل إنسان يهتم لأمرها ..
هم كتبوا لجمال شكلك , لطولك ودقة خصرك ,, لشعرك لعيونك ,, هو كتب لإنسانيتك ,, لأبعد حدود أحاسيسك ,, خاطب المشاعر الخفية فيك .
تكلم عن لحظات الطيب فيك ,, عن الجفاء ,, الضحك ,, البكاء ,, الروح وليس الجسد ,, وصل إلى أبعد من ذلك ,, أعترف بذكائك ,, ووصفه بالمذهل مع أن الأغلبية تنتقص من عقلية المرأة وتستبدل كلمة ذكاء بمكر ..
كان هالليلة بهاكِ ما هو عادي
كنتِ أنتِ
وأنتِ لمّا تكوني أنتِ
ما هو عادي
كنتِ إعجاز وسحر
كنتِ دنيا من طهر
كان نورك في جبين الكون بادي
كان في صمتك طرب
كان في عيونك شغب
قليل هم من يعطي الأنثى حقها في الحضور ,, قليل من يحسسها بإنسانيتها ,, كثير من كتبوا عنها قليل من عبروا عن ما في دواخلها ,, تعشق الإطراء ,, تطرب نفسها بسماع الجميل ,, الذي عاشته لوحدها بهذه الكلمات لها وحدها لا تشاركها غيرها ,, تغنى بصمتها فكان كالطرب اللذيذ ,, تغنى بعيونها .. بحسنها فكانت الأجمل في الحضور ,, والأعدل في الغرور ,, كان كالمهاجر وهي بلده فأي أحساس تريده الأنثى أكثر من ذلك .. يخاف من باكر لفقدها فــ هو بلا هي لا شيء ..
دخون أنتِ أنفاسك دخون
لا تتوانى الأنثى عن تغيير شكلها بين الحين والآخر ,, وهاجسها الوحيد هو إعجاب الطرف الآخر بها ,, وخوفها من فقدانه ,, هاجسها الوحيد أن تكون الأجمل , تضع المكياج تتعطر بالعطور ,, تقف وراء الباب تنتظر هذا الحبيب القادم لتنتظر إطراءه ,, هل فستانها يعجبه تسريحة شعرها رائحة عطرها ولكن تتفاجأ بالتجاهل التام ,, هنا يأتي نبض شاعرنا لكل أنثى ::
هو فيه مثلك .. ياللي الحسن ظلك
ليه العطر ؟!
وأنتِ أنفاسك دخون
وليه الكحل
وأنت ما غيرك عيون
وليه تفكيرك يكون
أنك تكون دايم أجمل
أنتِ أجمل
من جمالك
من دلالك
من خيالك
ياللي كل أفراح قلبي والحزن
في المسافة بين فرقاك ووصالك
من يستطيع أن يكتب مثل هذه المشاعر ,, في زمن بخيل المشاعر والشعور ,, في زمن يهتم بالظاهر ,, ويترك الجوهر والمكنون .. أرضيت غرور الأنثى شاعرنا وجعلتها تشعر بأنها تحتل الأماكن العالية في نفسك قبل أن تترجم شعراً على ورق ..
للخيانة طعم مر ,, وواقع أمر على نفس المطعون ,, عندما نحتفظ بهذا الحبيب داخل برواز الحياة وفي ضمن إطار الصورة ,, ثم نكتشف فجأة أنه كان بجسده وأن روحه خاينه عندها فقط نكسر البرواز لنطلق هذا الجسد الحبيس فتلحق الصورة بصاحبها ويبقى البرواز والذكرى ,,
أتعبتِ الصورة مشاوير
وتعبت أنا بـ ألقى لغدرك معاذير
وصورتك اللي سجنت بروازها طول السنين ..
كانت جسد وبروازها الروح
ويوم أنزعت منها الجسد .. تجرّحت أطرافها
وبجروحها راحت لمين ؟
لبروازها الثاني !!
مسكين .. بيسجنك ويبقى سجين
مسكين
تشبهلك أقداره .. خانته
وصورتك يجي يوم وتخونه
حبيبتي ..أو للأسف حبيبته
لاصرتِ الصورة .. وجفونه البرواز
وشلون ينسى ؟!
النفس الخائنة الغادرة كالصحراء القاحلة التي تبلورت فيها الرمال لتشكل حبات من الظمأ فهي لا تروى مهما شربت من سحائب المطر إلا أنها لا تنبت عشباً ولا زهراً , لا تلبث على حالها متحركة بكل اتجاهات الريح .
مازال للأنثى بقية في شعر شاعرنا , ومازال للجمال بقية فما يدرينا ألا يكون للجمال حس وحياة ,, يتذوق مثلنا من شعر الجمال , يحب ويكره ,, ونحن هنا أمام شعور مختلف يتنوع على مقدار مافي الطبيعة أنواع فيكون خصباً تارة ويكون جافاً تارة ,, يكون بهجة ويكون روعة ,, يكون إحساس لا تنهض به الكلمات .. ويظل من وراء هذا كله أخلب الجمال .. الذي يضيف طابع الجمال والبراءة ويعطي درساً جديدا في عشق الزهور .. فكأنه يقول "ما يسحرنا في الزهر ليس هو هذا الجمال الساذج من العبير والصفاء والأضواء بل هو ذلك الشوك الملتف وهو ليس من طبيعة الزهر" ,, إنه بشعره نقل جمال الزهرة من بساطة في اللون إلى تعقيد ,, ومن وضوح إلى غموض , كتب التساؤلات والإجابات وبثها في خواطر ومشاعر .. يضع الزهرة بنداها وبأشواكها أمام القارئ وكانه يقول هذه هي الأنثى ,, لين وقساوة , تجهم وسماحه ,, حب وبغض ,, غدر ووفاء ,,
بالنهاية هي إنسانة إن شئت أمسكت بالوردة من أشواكها فتجرحك وتتألم , أو إن شئت تركتها مكانها وأسقيتها من نبض تحنانك , فتنمو وتعطر حديقة قلبك أقبلها كما هي ,, وأحسن لها ..
الكلام يطول والعبارات تختفي بين السطور ,, فالإبداع في قصائد شاعرنا لا تفيها الكلمات ,,
مجموعة من بعض نبض قلم شاعر الإنسانية :
أحمد محمد سلامة
في زمن وهمي من الأزمان
كان ياما وياما كان ..
سلطنة وسلطان ..
وف يوم من الأيام ..
يتصفح السلطان جريدة ..
موضوع يسترعي اهتمامه ..
أحمد محمد سلامة ..
فـرد من أفراد شـعبه ..
يائس وأوضاعه صعبه ..
في الصبح يشتغل بواب ..
في مدرسة أطفال ..
وفي الليل يشتغل شيّال ..
عنده ثلاث عيال
فيهم مرض نادرعضال ..
ماله علاج إلا فبلدان بعيدة ..
كلفته ما يحتملها وفاقته أصلاً شديدة ..
انسدت الدنيا أمامه ..
وارتأى أن الطريقة الوحيدة ..
لفتح أبواب الأمل ..
انه يوجه ندا .. عبر الجريدة ..
لاهل الكرم .. واهل الشهامة
تبرق .. في عين سلطان البلاد غمامة ..
ويهطل الدمع من عينه ..
يمسح الدمع بكفوفه ..
ويخلع العمامة ..
ويرفع للسما راسه ..
ويقول ..
ياربي الفرد الصمد ..
سترك وعفوك ..
ألهتنا عن الناس ..
أمور الحكم والسياسة ..
ينادي سلطان البلد :
يا حاجب ..
استدعي معالي وزير السلطنة الأول .. رعد ..
يجي رعد .. ويبدي ولاَءه واحترامه ..
ـ صاحب المجد والكرامة ..
سيدي السلطان أمرك ..
ـ أي كرامة يا رعد .. أي كرامة
والمواطن في البلد .. ضايع مقامه ..
اتركك عن هالحكي .. واسمعني زين
هذي مليونين خذها ..
وصلها لمحمد سلامة
أحمد محمد سلامة
خذ الجريدة .. تلقى التفاصيل في الجريدة
لكن اسمع يا رعد .. ما أبي يدري أحد
أحذرك .. لا صحافه .. ولا جرايد
هذي لوجه الله أبيها ..
ويعلم الله .. من وراها ..
ما أبي مدح وقصايد ..
أرتجي عفو الكريم ..
في يوم بالأهوال زايد ..
ـ سيدي السلطان خيرك .. في القديم وفي الجدايد
ربي يجزيك المثوبة .. ويعينك بوقت الشدايد
ـ يخرج رعد .. ويستدعي وزير المال والأحوال ..
مرسال ..
يجي مرسال .. أمرك معالي وزير السلطنه الأول ..
تعال يا مرسال .. فوراً وفي الحال
خذ المليون هذا ..
وسلموه .. للمواطن أحمد محمد سلامه .. من سيدي السلطان
خذ الجريدة .. تلقى التفاصيل في الجريدة
مرسال .. لابد هذا يتم الآن .. فوراً وفي الحال
وبأقصى درجات السرية والكتمان ..
هذي أوامر سيّدي السلطان ..
يخرج مرسال .. ويستدعي كبير الحراّس
فراس .. يجي فراس
أمرك يا وزير المال والأحوال ..
ـ فراس .. تعال
خذ هذي خمسمية ألف ..
سلموها .. للمواطن أحمد محمد سلامه .. من سيدي السلطان
خذ الجريدة ..
تلقى التفاصيل في الجريدة
خذها الآن ..
فوراً وفي الحال سلمها .. وبأقصى درجات السرية والكتمان
هذي أوامر سيدنا السلطان ..
يخرج فراس .. ويستدعي النقيب ..
حبيب ..
يجي حبيب .. أمرك ياكبير الحراس
ـ حبيب تعال ..
خذ هذي المية ألف ..
سلموها للمواطن .. أحمد محمد سلامه .. من سيدي السلطان
خذ الجريدة ..
تلقى التفاصيل في الجريدة ..
خذها الآن سلمها .. فوراً وفي الحال ..
وبأقصى درجات السرية والكتمان ..
هذي أوامر سيدنا السلطان ..
يخرج حبيب ..
ويستدعي مسئول المساكن
مازن ..
ـ مازن .. تعال .. خذ الخمسين ألف هذي
سلموها للمواطن .. أحمد محمد سلامة .. من سيدي السلطان
خذ الجريدة .. تلقى التفاصيل في الجريدة
خذها الآن سلمها ..
وفوراً وفي الحال ..
وبأقصى درجات السرية والكتمان ..
هذي أوامر سيدنا السلطان ..
يخرج مازن .. ويستدعي رئيس الحي ..
اللي ساكن فيه أحمد ..
عبد الحي ..
يجي عبد الحي ..
ـ عبد الحي تعال
خذ هالعشرين ألف
سلموها .. للمواطن أحمد سلامه
خذ الجريدة .. تلقى التفاصيل في الجريدة
خذها الآن .. وسلمها لأحمد سلامة
عبد الحي ..
أهم شي السرية والكتمان ..
هذي أوامر السلطان ..
يخرج عبد الحي ..
ويتوجه لمكتبه في الحي ..
ويستدعي مساعِدُه أمين ..
ـ تعال ياأمين .. تعال .. شوف الجريدة
وخذ الألف هذي ..
سلمها لأحمد سلامه
ساكن هناك .. عمارة في آخر الشارع
جنب مدرسة الكرامة ..
الدور الرابع .. شقة ستة
وديها الآن .. وقل له ..
هذي من سيدنا السلطان ..
واسمع ياأمين ..
احرص على السرية والكتمان ..
هذي أوامر السلطان
أمين واقف ورا باب شقة
أحمد محمد سلامة ..
يدق الباب ..
صوت من خلف الباب ..
ـ مين ؟ ..
ـ أنا أمين .. مساعد رئيس الحي ..
عبد الحي
يفتح الباب .. أهلين وسهلين ..
ـ هذا بيت أحمد سلامه
ـ نعم أنا أحمد سلامه
ـ أحمد محمد سلامة ؟ ..
ـ أحمد محمد سلامه ..
ـ ممكن إثبات
ـ طبعاً أكيد
ـ فعلاً أحمد محمد سلامة
سيدنا السلطان .. موضوعك استرعى اهتمامه
سيدنا بيسلم عليك
وحب يطمن عليك
وكلفنا ننقل لك رسالة :
سيدنا السلطان .. أدام الله أيامه
يتمنى للأطفال عندك ..
كل الشفا وكل السلامة
مبروك يا أحمد تستاهل ..
مع السلامة ..
إسأل الأعمى
اسأل الأعمي .. ان كان في نومه يشوف
ليه يصحى ؟!
واسأل اللي ما درت عنه الهموم
اللي درى ان العمر محدود
وان الفرح مهما اختفي .. موجود
اسأله ليه ينوم ؟
وان جاوبوك اسألني ليه حنـّا افترقنا
يا صاحبي مابه سبب لفراقنا
غير اننا جينا بزمن ماهو زمنا
ياصاحبي مابه سبب لفراقنا
غير اننا في حبنا عشنا الصدق
وفي وقتنا وشهو الصدق
في وقتنا لجل اللقاء تكذب
ولجل تاصل ماتبي تكذب
ياصاحبي خذها من جرحي نصيحه
كانك تبي تاصل ؟ اكذب .. اكذب .. اكذب
الصدق في وقتنا اصبح فضيحه
في وقتنا دايم تهيم في شي ماتعرف مداه
دايم تهيم فلي بعد عن سكتك
واللي زهد في محبتك
واللي فـ يدك ومتحمل جروحك معك
ما يهمك تنساه
ولو تقتله ما يؤلمك وبقدامك تاطاء على دماه
يا صاحبي وقتنا في اوله ضيّعنا أولى القبلتين
وفي آخرة الله اعلم وش بيبقي
في وقتنا صار الغدر شي ٍ عظيم
والوفا ماظنتي ان كان بتدور بتلقى
يا صاحبي في وقتنا أطول مسافة ممكنه
تمشيها بين النقطتين
الخط المستقيم
يا صاحبي في وقتنا وقت الألم
من يسمعك مهما حكيت
من ينصفك مهما شكيت
منهو اللي ما يضحك إذا ذلتك دنياك وبكيت
يا صاحبي في وقتنا
ما للمشاعر ناس
يا صاحبي في وقتنا لبعض القلوب إحساس
يا صاحبي في وقتنا وقت الكلام
وقل الفعل .. لامات احد وانتقل لعلى رفيق
من طيبنا نحزن عليه
نصلي عليه
ناصل معه للمقبرة
وفي المقبرة غير الدعاء وقولت الله يرحمه
مابه كلام .. وندفنه .. ولا دفناه نبكي
بدون دموع أو بدموع
المهم بعد ما نبكي نتركه ونروح
وتلقانا نقول مسكين يا فلان مسكين
من دنيتك وش اللي خذيت ؟
وبعد باب المقبرة بشبرين
واقل من الدقيقة لامن دخل فينا الزحام
من طيبنا نضحك ونسمع أغنية
لجل نتسلى في الطريق بين المقبرة والبيت
يا ربي سبحانك ياللي تجير من العذاب
قلوبنا وش صابها ؟
في وقت غدا بين الحياة والموت
وبين البكاء والضحك
شبرين ودقيقه وباب
ويدننا اللي قد حثت في وجه ميتنا التراب
هي نفسها اللى بعد شبرين واقل من الدقيقة
اختارت شريط وحطته لجل تقتل طول المسافة
بين المقبرة والبيت
يا صاحبي في وقتنا احسن كثير
من بعضنا
في المقبره على الاقل ميت وندري
المشكلة متنا وإلى الحين ماندري
يا صاحبي في وقتنا ضاع احترام الموت
في وقتنا حكينا ما أكثره
وللأسف كل الحكي من غير صوت
وان كان به فم ٍ صدق
واسمحوا يحكي بصوت .. ما نسمعه
ياصاحبي قدامنا كان اختيارين
يا نجاري وقتنا ونكذب ونخدع نفسنا
يا نفترق .. لان الفراق في وقتنا
هو الصدق .. افترقنا
يا صاحبي كانك تشك في أسباب الفراق
دور لك اعمي وإذا صحى اسأله
ان كان في نومه يشوف ليه صحي
وليه افترقنا ؟؟؟؟؟
اضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها
الحرامي
إحترامي .. للحرامي !!
صاحب المجد العصامي ..
صبر مع حنكة وحيطة ..
وابتدا بسرقة بسيطة ..
وبعدها سرقة بسيطة ..
وبعدها تَعدى محيطه ..
وصار في الصف الأمامي .. !
احترامي .. للحرامي .. !!
احترامي .. للحرامي ..
صاحب المجد العصامي ..
صاحب النفس العفيفة ..
صاحب اليد النظيفة ..
جاب هالثروة المخيفة ..
من معاشه في الوظيفة ..
وصار في الصف الأمامي ..
احترامي .. للحرامي .. !!
احترامي .. للحرامي ..
صاحب المجد العصامي ..
يولي تطبيق النظام ..
أولوية واهتمام ..
ما يقرب للحرام ..
إلا في جنح الظلام ..
صار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي .. !!
احترامي .. للحرامي ..
صاحب المجد العصامي ..
يسرق بهمة دؤوبة ..
يكدح ويملي جيوبه ..
يعرق ويرجي المثوبة ..
ما يخاف من العقوبة ..
صار في الصف الأمامي ..
احترامي .. للحرامي .. !!
احترامي .. للحرامي ..
صاحب المجد العصامي ..
صار يحكي في الفضا ..
عن نزاهة ما مضى ..
وكيف آمن بالقضا ..
وغير حقه ما ارتضى ..
صار في الصف الأمامي ..
احترامي .. للحرامي ..
احترامي للنكوص ..
عن قوانين ونصوص ..
احترامي للفساد ..
وأكل أموال العباد ..
والجشع والازدياد ..
والتحول في البلاد ..
من عمومي للخصوص ..
احترامي للصوص .. !!
الشاعر الأول
doPoem(0)
قـرّر التاجـر يكـون الشاعـر الأول
افرحوا يا اهل القصيد وجهزّوا الساحـة
سهلّوا الأوزان لجـل المبـدع الأفضـل
بعد إرهاق العمـل يحتـاج لـه راحـة
فاضي هو يوزن ؟ .. كلامه كامل مكمّل
يكفي انّه لجلنـا يكتـب عـن جراحـه
الكسـر فسماعكـم وإدراككـم يجهـل
عبقريـة فرحتـه والفـن فـي نواحـه
جدّدي له يا صحافـة عهـدك الأمثـل
وارسمي الأشعار صحرا وشعره الواحة
واكتبي عنه العظيـم الشامـل الأشمـل
كان يحتاج الشعـر جهـده واصلاحـه
واسألي كيف ومتى وهل كان أو يعقـل
عمرنا من غير فكره تكمـل افراحـه ؟
وين " نوبل " عن قلم من أشرق واشعل
ظلمـةٍ كنّـا بهـا أفناهـا مصبـاحـه
من يقول ان الشعر في وقتنـا مبهـذل
شعرنا عقـب الخسايـر زادت ارباحـه
لحّنوا الشعر البديع الأصعـب الأسهـل
واعرضوه بكل شاشة ليـل واصباحـه
وادفعوا للـي شـدا للشاعـر الأجـزل
مبلغ وقدره " كـذا " يستاهـل صياحـه
ابشروا يـا مطربيـن الدفتـر الأجمـل
يكفي عن مُـرّ السـؤال وذل إلحاحـه
دفتر ٍ فيه القصايـد تشتـري الأخطـل
وعنتر يضحّي بعبله ويرمـي سلاحـه
دفتر ٍ فيه المعاني فـي اليميـن اسفـل
أقوى أبياته : فقط لا غيري في الساحـه
العاده جرت
العادة جرت
كل طالب مجتهد دمه ثقيل
العادة جرت
كل مخلص في الهوى حظه قليل
العادة جرت
العطوف اللي كريمٍ في الجرايد
في الأزقة والحواري له عوايد .. يصبح القاسي البخيل
العادة جرت
جُل من يصبح ثري .. يكتب شعر
والقصائد تحتري اغلى سعر
الشعر اصبح مجلة .. جلها غث وهزيل
العادة جرت
لمّا نسافر كلنا في الصيف .. نمشي مخشبين
كلنا نحكي بفخامة .. نمشي بفخامة .. والابتسامة لما نسّلم
نبتسم كأن فيه مصورين
ورغم اننا نسافر لجل نلقى بعض .. ونعرف بعض
الا اننا لما انتقابل نلتفت متجهمين
ماهو جنون .. ولا عبط
تظهر أغاني من نمط .. أربع سنين انتطالع بالعيون
وفي المواعيد اللي ماادري منهو كان العبقري اللي عطاها
نجلس في نفس الاماكن .. ننتظر نفس الوجيه
تظهر بكامل بهاها
ويبتدي ذاك الحوار السرمدي :
- شف هذاك شلون لابس .. ماهو صاحي
- شف هذاك موجود في كل النواحي
- شف هذيك شلون تضحك .. ياخزياه ياعيباه يالله
- شف هذيك شلون تمشي .. شف هذاك شلون جالس
- شف رفيقك .. ليش عابس ؟؟ خل نروح ونسأله
- لا انتظر هذا ماشي مع هله
وينتهي هذا الحوار السرمدي
فينا نقول : وش هالصخب .. هالديرة مليانه عرب !!
كأننا متفاجئين
ولما نرجع بالسلامة .. العادة جرت .. انا نكون متنكدين
ومافي سبب غير اننا ما كنا حنا
غير اننا لما نسافر .. دايم نكون ممثلين
ولجل نطلع من تقمص دورنا .. لما نرجع
نحتاج نقعد ناطرين أسابيع وأيام .. ونظهر من الانفصام
المباديء
بدء ذي بادىء ..
هذا تعريف المبادىء ..
كل وقت .. وله أذان ..
الزمان .. غير الزمان ..
ياكلام الليل .. يمحيك النهار ..
باختصار ..
المبادىء .. شىء تحكمه الظروف ..
مثل طفل .. ترتبك في الحروف ..
ما اجمل أغلاطه ..
المبادىء .. للأسف ..
كلمة مطـّاطة ..
بدء ذي بادىء ..
يا بايع إحساسك ..
وش احساسك ..
وأفكارك لغيرك ..
ياشاري إحساسك ..
وش احساسك ..
واحساسك لغيرك ..
ليتك توصف متعتك ..
لاخذت من غيرك مشاعر ..
تدري لو تقدر ترى ..
ماهو بعيد تصير شاعر ..
كيف الخلاص .. من ناس تغتال الشعر ..
و حد القصاص في كل سرقة ..البتر
الا الفكر ..
بدىء ذي بادىء ..
هذا تعريف المبادىء ..
يا بايع أموالك .. لفقرك ..
وللعذاب اللي في بيتك .. ودمعة عيالك ..
ليت توصف متعتك ..
ليت أوصف ضيقتك ..
لو جرى لك ..
في القمار .. اللي جرالك ..
ليت نعرف ..
متعتك أو ضيقتك ..
أيهم اللي بقالك ؟
يا بايع أعصابك .. لخمرك ..
ياكثر ماحرت بـ امرك ..
يابايع الصحة .. لخمرك ..أو سمومك ..
وش يفيد أني ألومك ..
كيف تلقى متعتك .. لا ضاع عقلك !
وبان بين الناس ذلك
وكيف تسعد في شعورك ..
وانت خارج عن شعورك ..
يا بايع اعصابك و وعيك ..
ياللي تهرب في عذابك ..
من عذابك ..
لو بغيت في يوم ..
تهرب من هروبك ..
وش هو احساسك ؟
بدء ذي بادىء ..
هذا تعريف المبادىء ..
يابايع بلادك .. بكم كان الثمن ؟!
يا بايع بلادك ..
انسى المباني .. والبيوت .. والحب الأول
انسى غبار المدرسة .. و وجوه اصحابك ..
انسى فؤادك .. وميلادك ..
وارمي ورا ظهرك ..
كل العبارات الكبيرة ..
عن الوفا .. والتضحية ..
وعن حب الوطن ..
يا بايع بلادك ..
لو كبروا أولادك ..
وكان السؤال في عيونهم ..
سجنك وجلادك .. !
" احنا يابوي من وين ؟! "
وش هو احساسك ؟!
" لا تترك التدليس ..
اظلم ولا تفكر في باكر ..
هيم في العصيان جاهر ..
واختار من بين الذنوب ..
مايسعدك ..
ولاسار عمرك للغروب ..
لاتتوب ..
لا تحسب للعمر ..
ولا تفكر بالقبر ..
ولا العذاب ..
توك شباب .. "
هذي نصايح صاحيك ابليس ..
يابايع آخرتك بدنياك ..
لا عدمناك ..
لو عدمناك ..
وش هو إحساسك ؟
المــُسمى
doPoem(0)
حسبي اللـي انـزل التوبـة وعمّـا
كيف نحمـل كلنـا نفـس المُسمّـى
سيف قاطع في الوغى يغشى المنايـا
مثل سيف ظـل فـي غمـده ولمّـا
حل وقت الغنـم خـذ ممـا يريـده
وسيفنا القاطع بقـا لـه مـا يرمّـى
حسبي الله كيف كنّـا كيـف صرنـا
الأعـادي تفوقنـا كـيـفٍ وكـمّـا
وش يضر اللي كرهنـا لـو كرهنـا
وش يفيد اللـي نحبـه حـب جمّـا
هـو بقابـه ضـيّ واهـي نهتديبـه
هو بقابه خطـب داهـي مـا ألمّـا
يـا مـدوّر خيـر والشـر متزاحـم
عزتي لك ابـرةٍ هـو وسـط يمّـى
لا تنادي وش تنادي مـن تنـادي ؟
كيف يوحي الصوت منهو كان اصمّى
يرحم الله وقت كـان الخيـر شامـل
ما ترك من ورث يؤكـل اكـل لمّـا
مير من يرجي من الانـذال حاجـة
يستحـق الخـزي ويسـام ويذمّـى
ومن سعى بمعروف مع سقط الاراذل
خاب في المسعى وزاد الغـم غمّـى
ايـه ياوقـت الـرزايـا والبـلايـا
وقت شح الجـود والبخـل استعمّـى
مـن يقيسـك بالدقايـق والثـوانـي
العقارب ؟! وافـق الاسـم المُسمّـى
العادة جرت
انّا نجل الأجنبي .. ونقصي القريب
العادة جرت
انها الايام تمضي ومسجد الاقصى سليب
العادة جرت
كل ما جو الخليج صفي وراق
يبتدي العم سام .. عزف موال العراق
العادة جرت
كل ما اكتب قصيدة .. اوصف الواقع بها
القى جاهل ما اريده .. يعتقد انه لها
العادة جرت
كل ما اكتب يقيني أو ظنوني ..
يكاد المريب أن يقول خذوني