تذكرون المقال اللي عجبكم ... حق رافا والانتقالات

خوينا كتب مقال ثاني

حبيت انقله لكم

الكاتب michoholic

"لم يسجل توريس الهدف نفسه مرتين"

هذا ما قاله العجوز لويس اراجونيس مدرب اسبانيا عن توريس. و الرجل ان قصد فانما يقصد ان توريس لن يغلب الحيلة في كيف سيسجل الهدف. اي ان توريس متنوع في طريقته لتسجيل الاهداف. و ذلك ان دل فانما يدل على انه هداف بالفطرة، و ليس مثل اولئك الهدافين الذين يحفظون بعض الجمل المحدودة و يطبقونها لتسجيل الاهداف.


"لم يسجل توريس الهدف نفسه مرتين"

26 مليون زائداً النصف ؟!؟!
هل يستحق الرجل هذا المبلغ ؟ الله اعلم. لطالما دوماً كنت اقول بان السعر هو احد اهم العوامل (بالاضافة للسن) الرئيسية في تحديد مدى نجاح الانتقالات.. فمثلا بيني مكارثي احرز 18 هدف في الدوري الانجليزي. و هو اللاعب الذي كلف 2 و تصف مليون فقط.. بينما دروقبا كلف 24 مليون جنيه استرليني ليسجل 20 هدف في الدوري.. 20 افضل من 18 و لكن في نظري مكارثي صفقة افضل من دروقبا.. و خصوصاً ان مكارثي ليس لديه صانعي لعب بجودة لامبارد و بالاك.

اذا بمبلغ 26 مليون ونصف جنيه استرليني لا بد لنا من انتظار منه الكثير. من حقنا. لن احاول الكذب على نفسي فانا لم اشاهد هذا اللاعب يلعب كثيراً.. المعذرة و لكن هناك اكثر من 10 اندية بالعالم اجدر بالمشاهدة من اتلتكو مدريد.. فلذلك اجابة هذا السؤال ليست عندي.. و من الصعب ان يجزم احد انه يستطيع اجابة هذا السؤال. و لكن بحسبة بسيطة قد يكون توريس اهل للمبلغ. فلو نظرنا الى هنري الذي انتقل ب16 مليون جنيه استرليني الى برشلونة و هو مقبل على سن ال30 .. و مع كثير من التفائل ظناً ان هنري سيلعب بمستواه الرائع لمدة 3 سنوات (حتى سن ال33) فبذلك يكون كلف تقريبا 5 مليون في السنة.. و بنفس الحسبة و ان اتضح ان توريس بجودته او حتى شيئاً قريباً منه.. فلتورس 10 سنوات حتى يصل الى سن ال33 الذي ثبتناه مسبقاً لهنري.. فذلك يعني انه يكلف لفربول 2.6 مليون في السنة.. اذا فمن المحتمل جداً ان تكون صفقة رخيصة قياساً بهنري الذي هو الان يحتضر كروياً (مع احترامي للاعب الفذ الكبير).





اضف الى ذلك ان توريس صغير في السن فاذا ثبت عدم نجاحه مع اللفر فمن السهل بعد ذلك بيعه و استعادة الاموال و تكون الخسارة قليلة.

و رافا رجل نشهد له بعدم التبذير. هو رجل لا يدفع في اللاعب الا اذا كان يساوي سعره. فلذلك ربما تكون نظرته الثاقبة و بحكم درايته بالدوري الاسباني اكثر مني ( ولربما مننا كلنا) في محلها.. الله اعلم.

سعادة لا متناهية.

لست من الذين يرى الظل و لا يرى الشمس التي كونت الظل.. لست من الذين يتشائمون مع انتظار الاخبار الحلوة.. و لكني ضد التفائل المفرط فيه. ضد الفرح لمجرد الفرح. انا و بكل صراحة اعبر عن تعجبي من الفرحة العارمة التي اجتاحت موقعنا من جراء الصفقة. و كاننا سجلنا رونالدو بعد فوزه لعامين على التوالي بجائزة افضل لاعب في العالم او زيدان بعد فوزه بكاس العالم و نيله جائزة احسن لاعب في العالم. مع احترامي للكل لكن الفرحة المبالغة فيها قد تكون وبالاً علينا. و نحن حقيقة في فترة بناء الامال العريضة و التلهف نحوالمستقبل اكثر من اي وقت في تاريخ لفربول. لا يباع النادي كل عام و لا تبنى الملاعب كل سنة.. شئنا ام ابينا فنحن مقبلين على فترة انتقالية مصيرية في تاريخ الفريق الكبير.. اذا نحن الان نبني الامال و الاحلام اكثر ن اي وقت مضى.




وفي ظل هذه المعطيات نكون مبالغين في ابداء المشاعر. دون المساس باي من عقليات الاعضاء هنا (فالكل يعلم مدى الوعي العالي في موقعنا هنا) و لكني ارى ان الرقم 26 هو السبب في تلك الاحتفالات بتوقيع اللاعب. الانتظار الطويل لهذه الصفقة هو وراء الفرحة العارمة.. كالكلب المحبوس الذي ينتظر طويلاً اطلاق سراحه (عافانا الله واياكم من التشبيه).

كبر المبلغ.. 26 مليون جنيه استرليني .. قفزة من 14 مليون جنيه استرليني الى 26 مليون .. هذا المبلغ الكبير قد يكون سبباً للفرحة العارمة تلك.. لأن ذلك يعني مصداقية الملاك الجدد بعد ان بداء يتسرب الشك الى قلوبنا (بالرغم من اني واظبت على الايمان بهم). ان نطمئن الى حقيقة الوعود قد يكون فرحاً مضافاً الى فرحة التوقيع مع اللاعب.



لا اريد ان يأتي احد بعد عام او اثنين و يكون بأذن الله توريس هداف الدوري ليقول لي لقد اخطأت في حكمك علي.. ليس هذا هو الوضع انا لم اخطيء في حكمي.. بل انا لم احكم بعد.. شئنا ام ابينا توريس عليه اثبات نفسه.. و هو ليس مثل اللاعبين الذين اثبتوا انفسهم و اظهروا معادنهم الحقيقة مثل ايتو. فهو ظاهرياً يبدوا موهبة للمستقبل و سيرته الزاتية خير سند.

و كل ما اريد ايصاله هو انه حتى نرى مستواه الحقيقي علينا الصبر و الحذر.. علينا عدم الاذهاب في مشاعرنا.

الضغط النفسي

26 مليون و نصف كفيلة بخلق ضغط كبير على اللاعب نسبة لزيادة التوقعات و الامال عليه. اي لاعب اخر في سن ال23 لكنت خشيت عليه من ذلك. و لكن توريس كان كابتناً لفريقه من سن 19 عاماً.. و جزء من المهارات المكتسبة مع القيادة هي التعامل مع الضغوطات. اضف الى ذلك انني من قبل قدومه (او حتى معرفه اهتمام رافا به) وانا اشفق على المهاجم المنتظر الذي سيتم تسجيله. لان اللفر منذ رحيل مايكل اون و هو يعاني و يفتقد للمهاجم القناص. فلذلك ثقل العالم له على كتفه الان. و ليس الحال هنا كما هو في فريقه السابق. فلربما يكون مفرحا لمشجعي فريقه ان يحرز 14 هدف في الدوري و لكن في لفربول الامر مختلف و الطلب اعلى.
لذلك انا احب ان انوه الى اهميه عدم هدم الشاب الصغير بالاثقال عليه بالضغوطات. فلنعطه الوقت الذي اخذه دروقبا و هنري للوصول الى النجومية. فلنعطه مساحة للخطاء و اكتساب المكانة.
وان كان الضغط الذي سيلقى على عاتقه من الاشياء التي نتخوف منها الا ان ذلك قد يعود بالفائدة على كاوت.. ديرك كاوت سيكون اول المتفيدين من الالتفاف و الاهتمام الذي سيحظي به توريس داخل الميدان و خارجه.

اول الغيث قطرة

كنت قد قلتها من قبل ان يحضر توريس في احدى مقالاتي (لا اذكر العنوان).. ان رافا بذكائه يعلم ان اول انتقال لا بد ان يكون مدوي لان ذلك من شائنه تسهيل الانتقالات الاخرى. فكلما زاد عدد الاسماء العالمية كلما كان الليفر مغرياً في سوق الانتقالات. و ابشركم بأذن الله ان توريس ما هو الا بداية.




الاختبار الصعب

بهذا الانتقال رافا وضع نفسه في موضع اختبار. و ان لم يحدث ان فشل رافا في اي امتحان من قبل. لو وضع رافا هذا المبلغ و اكثر في مهاجم اثبت نفسه عالمياً مثل ايتو و حدث ان فشل المهاجم فلن يلومه احد.. لان لا احد كان سيتوقع فشل مهاجم مثل ايتو.. و لكن توريس لم يأتي بالرقم الكبير. ف 82 هدف في 214 رقم بسيط.. تقريباً 0.3 في المباراة.. اي هدف كل ثلاث مباراة .. و هو باعترافه الرجل ذو المعدل 15 هدف في الدوري.. و لا ننسى انه المسدد الرئيسي لضربات الجزاء لفريقه.. اذا على الورق لربما يكون رافا اخطاء التقدير في جلبه.. و لكن عموماً الارقام عادة ما تخطيء و الارقام لا تعد منظاراً على المستقبل.. فمورينتس عندما حضر ، كان يحمل رقما عالي و كان هداف الفريق (موناكو) في دوري ابطال اوربا و لم ينجح مع اللفر.

ما سيضيفه للفريق.

من القليل الذي شاهدته للاعب و خاصة مع المنتخب و حديث الخبراء عنه فهو لاعب يجيد المناورات و خصوصا التي تكون واحد ضد واحد. و هو الشيء الذي افتقده اللفر في المهاجمين منذ ذهاب مايكل اوين. وهو لاعب ذو نظرة عالية و قراءة سليمة للملعب و الموقف.. فيستطيع دراسة الموقف في اجزاء من الثانية و معرفة متى يمرر و متى يلجاء للالعاب الفردية.. اذا هو لاعب يمتلك الموهبة و المهارة و اكثر من ذلك يعرف متى يستخدمها ومتى لا يلجاء اليها..
لاعب سريع و قناص.. وهي صفتان قلما يتوفران في اللاعب.. فمعظم المهاجمين الذين يمتازون بالنهاية السليمة للهجمة (اي الfinishing) عادة يكونون من ذوات الدماء الباردة الهادئة.. هي مسئلة بشرية كلما كنت مندفعاً كلما قلت دقة التصويب على المرمى. و لا تحتاج الى عالم فيزياء لاخبارك بذلك..
قد يتخوف البعض من مسائل التقلم و تغير الدوري و البلد.. و لكن صغر سنه يسهلان الموضوع.. فاللاعب تقريباً في المرحلة السنية التي يتعلم فيها اللاعب و بذا يكون افضل ما يكون في امور التكيف مع التغيرات. بالاضافة الا انه لاعب ذكي بشهادة جميع مدربيه السابقين.. فلذلك اضع رهاني هنا في امكانية تاقلمه مع الدوري الانجليزي..

ملحوظة : اعجبني حديثه عن جماهير اللفر.. و ان بعض الحوادث التراجيدية المحزنة التي حدثت للفريق جعلت الجميع اكثر تماكاً و ترابطاً.. و كان الرجل كان يعيش معنا بالانفلد.. اكاد اجزم انه لن يبذل الكثير من الجهد للوصول الى قلوب المشجعين..

ختاماً.. اسف على الاطالة.. و احب ان ابث سلامي شوقي للجميع هنا نسبة لعدم تواجدي في الفترة الاخيرة.. او شئت قل تواجدي السطحي بالموقع.. و ذلك نسبة لانشغالي بالعمل.. و لربما كنت محظوظاً بابتعادي النبي عن الساحة في هذه الفترة.. فترة الانتقالات و الشائعات..
و اعتذر لكل من احبطته مقالتي تلك.. لم اقصد الا النظر بعين واقعية نحو الانتقال