كانت فرنسا وايطاليا وانجلترا واسبانيا والمانيا ودول أوروبية وقارية أخرى محطات لاحتراف بعض اللاعبين السعوديين ليس من خلال المفاوضات المعلنة والعروض الحقيقية والعقود الموثقة إنما من خلال الإعلام الذي انجرف حتى وقت قريب خلف تلك العروض التي لم يكن لها أي اثر لولا أن هناك بعض الشركات والأصدقاء لبعض اللاعبين أرادوا أن (يضحكوا) على المتابع بأساليب متنوعة خاصة عندما يقترب المتابع الرياضي من الوقوف على الحقيقة المرة لهذه العروض كالقول بأن اللاعب رفض العرض أو أن النادي الأصلي لم يعلن الموافقة بسبب تعدد مشاركاته أو أن الأجواء الأوروبية غير منسجمة مع طبيعة اللاعب السعودي (وهكذا أعذار) رغم أن واقع اللاعب لدينا يفترض أن يقبل في أي عرض في الدول الأوروبية حتى لوكانت الكرة متأخرة لديها.. المهم أن يعيش نظام الاحتراف الحقيقي على طبيعته وليس احتراف المعسل والسهر والغياب عن التمارين.
منذ أكثر من 10سنوات ونحن ندعي ممارستنا للاحتراف مع صرف ملايين الريالات مقابل العقود وملحقاتها ومع هذا لم نعثر على الإجابة الكافية حول عدم احتراف لاعبينا في الخارج.. ولماذا لانجد لذلك أثرا إلا عبر الصحف وعلى ألسنة اللاعبين أو من يخولونه (بالحكي) عنهم.. الغريب ان هؤلاء الذين يدعون رفضهم للعروض الأوروبية بسبب ضعف قيمة العقد (كما يقولون) نجدهم مع نهاية كل موسم رياضي يتسابقون على تمثيل الأندية القطرية بنظام الاعارة وكأن ذلك أقصى حلمهم.. أو بمعنى آخر نصحوا على عروض الأندية الأوروبية وننام على تمثيل نجومنا للغرافة والريان والسد وقطر وغيرها من الفرق لفترة قصيرة.. كيف يقبلون بذلك خصوصاً أن الدوري السعودي ومسابقاتنا كما يقول الخبراء لدينا هي الأقوى على الصعيد العربي وبالتالي فإن اللاعب السعودي إذا أراد أن يلعب في غير بلده لابد أن يتطلع إلى الأفضل ومن خلال عقد احترافي طويل الاجل.

كل ما أخشاه أن يتحول لعب بعض نجومنا في قطر مع نهاية كل موسم إلى (موضة) قد لانستطيع من خلالها أن نذهب بطموحاتنا إلى ماهو ابعد من ذلك.. صحيح أن الكرة القطرية متطورة كما هو الحال في الإمارات والكويت والبحرين وعمان ولكن طموحنا بحسب الإمكانيات لدينا فضلا عن (تفاخرنا) بوفرة النجوم اكبر من ان يقبل لاعبونا بالاعارة للعب في دولة مجاورة ولفترة قصيرة وفي وقت محدد.

قد يقول قائل أن هذه الفترة وبالذات التي تعقب توقف مشاركات الأندية السعودية محليا وخارجياً فرصة للاعب السعودي من حيث الاستفادة المادية وعدم فقدان حساسية الكرة وبالذات اللاعبين الذين ينتمون للأندية التي خرجت من البطولات وان كان في هذا الكلام جزء من الصحة ألا أن بعض اللاعبين لايعلن عن قيمة احترافه وقد يكون مقابل مبلغ بسيط جدا إضافة إلى أن معظمهم (يتحججون) بالإرهاق بسبب كثرة المشاركات مع أنديتهم ومع هذا يلعبون في قطر وهنا يقعون في تناقض كبير حول عدم قدرتهم على تحديد أهدافهم...

زبدة الكلام أن اللاعب لدينا بفكره الحالي ومستوياته المتفاوته وعدم تطبيقه للاحتراف وغياب المنهجية الواضحة لديه والإصرار على عدم الانضباط والفوضى داخل الأندية وغياب الإعداد الجيد والتغذية السليمة والالتزام بتعليمات المدربين والحرص على السهر غير مؤهل للاحتراف الخارجي باستثناء رحلته القصيرة في الأندية القطرية أما غير ذلك فعليه أن لايزعج الإعلام بعروض الصيف ومفاوضات ليل الفرنسي ولاتسيو الايطالي وبلاكبيرن الانجليزي واشبيلية الاسباني وبورتو البرتغالي وبريمن الألماني وغيرها من الأندية التي يحتاج الاحتراف فيها إلى مقومات عديدة لايملكها اللاعب السعودي في الوقت الراهن!!..

تحيــاتي لــكم ..