13/10/2006, 11:53 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 19/08/2006 المكان: أيِنـَمَـا حـَـلَ الهـَـلآل
مشاركات: 2,944
| |
القرآن سلاح معطل بسم الله الرحمن الرحيم • تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه ، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوّده من المحترفين به ، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم ، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم ، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم ، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى . • خير من ألف إذاعة تتلو القرآن على المسلمين بأعذب الأصوات صباح مساء ، إذاعة واحدة يتلى فيها القرآن بآدابه من قلب خاشع يستمع إليه المسلمون بقلوبهم وعقولهم ساعة واحدة كل أسبوع . • لم يكن عدد المصاحف عند المسلمين في القرن الأول للهجرة يبلغ عُشر معشار عددها عندهم اليوم ، وهي الآن لا يتلى منها عشر معشار ما كان يتلى حينذاك ، وما يتلى بتفهم وتدبر لا يبلغ عشر معشار ما يتلى بغير تفهم وتدبر ، فلا تعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضر عشر معشار ما كان يفعله في نفوسهم في الماضي . • كانوا يتعلمون مع القرآن العمل به ، ثم أصبحوا يتعلمون العمل به ، فكيف لا يكون الفرق بين أجيالنا وأجيالهم عظيم جدا ؟ • أدب القرآن هو أدب الحياة المناضلة بشرف ، البناءة بسمو ، المكافحة بتفاؤل ، المدافعة ببأس ، المهاجمة بحق ، المتعاملة بحب ، المتعاونة بوفاء ، المرحة بوقار ، المتنعمة باعتدال ، العزيزة بتواضع ، القوية برحمة ، العاملة بقناعة ، المترئسة بشورى ، المرؤوسة بيقظة ، الحاكمة بحزم ، المسالمة بحذر ، المتحضرة بخلق ، المتعبدة بعلم ، الماشية على الأرض ونظرها في السماء ، السائرة في الدنيا نحو العلاء ، وفي الآخرة نحو البقاء ، فأي أدب في آداب الأمم يهدف هذه الأهداف ؟ وأي جيل في العالم أكرم من جيل يتخلق بهذا الأدب ؟ . • لو كنا نحن أرباب هذه الحضارة للفتنا الدنيا إلى أدب القرآن ، ولشِدنا له الجامعات ، وعقدنا له المؤتمرات ، ولجعلناه شاغل الدنيا ومالىء تفكير الناس ، ولشوقنا إليه النفوس فافتتنت به ، ولجلونا جماله للعقول فتدلهت به ، ولكن أرباب هذه الحضارة ما برحوا يناصبونه العداء ، ويحملون لهدمه المعاول ، ويكيدون له في السر والعلن ، وينفقون من أموالهم وأوقاتهم في طمس نوره وتشويه حقيقته ما لو أنفقوا جزءا منها في تخفيف ويلات الإنسانية لكانوا متحضرين حقا ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )) . • ثورة القرآن ضد الظلم والفساد والباطل ما تزال قائمة لم تنته معركتها ، ولن تنتهي ما دام في الدنيا ظلم وفساد وباطل ، ولكن : هذه الثورة فأين الثوار ؟ وهذه الأبواق فأين ضرام النار ؟ وهذه البنود فأين الجنود ؟ وهذه المشاعل فأين الزنود ؟ وهذه القوافل فأين من يقود . • القرآن في أيدي المسلمين كالسلاح في أيدي الجاهلين ، سلاح معطل لا يستعملونه للدفاع ولا للهجوم ، ولا للهدم ولا للبناء ، ولا للأخذ ولا للعطاء ، وهو صالح لذلك كله وأكثر لو كانوا يعلمون . • يوم كان المسلمون أقوياء بالقرآن أقبل الناس عليه من كل حدب يتدارسونه ويتعلمون لغته ، فلما ضعفوا بضعفه في نفوسهم ، كانوا هم أول من أعرض عن دراسته وتعلم لغته ، وهكذا يجني الضعيف على نفسه وعلى الحق الذي يحمله . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم منقول |