25/09/2006, 12:47 AM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 06/04/2006 المكان: حبيبتي نجد
مشاركات: 984
| |
كيف تقع المعاصي في رمضان مع تصفيد الشياطين ؟؟ كيف تقع المعاصي في رمضان مع تصفيد الشياطين ؟ ما العلاقة بين تصفيد الشياطين فى رمضان وبين المسلم الذى يفعل بعض المنكرات في رمضان ؟ أليس كان من الطبيعي عدم وقوع المعاصي نظرا لتصفيد الشياطين ؟ نص السؤال نص الإجابة بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. إذا كانت الشياطين قد صفدت في رمضان فإن هناك أسبابا أخرى لوقوع المعاصي مثل: النفس الأمارة بالسوء التي تطيع الهوى المذموم، وشياطين الإنس، وقد يكون المراد من تصفيد الشياطين المردة منهم، وأما غيرهم فلا يقيدون. يقول الشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء السعودية: قال القرطبي : فإن قِيلَ : كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَان كَثِيرًا ، فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ (أي : سلسلت) لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ ؟ فَالْجَوَابُ : أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْم الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ , أَوْ الْمُصَفَّد بَعْض الشَّيَاطِينِ وَهُمْ الْمَرَدَةُ لا كُلُّهُمْ كَمَا جاء فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ , أَوْ الْمَقْصُودِ تَقْلِيل الشُّرُورِ فِيهِ ، وَهَذَا أَمْر مَحْسُوس فَإِنَّ وُقُوع ذَلِكَ فِيهِ أَقَلّ مِنْ غَيْرِهِ , إِذْ لا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيد جَمِيعهمْ أَنْ لا يَقَعُ شَرّ وَلا مَعْصِيَة لأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْر الشَّيَاطِينِ كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ وَالْعَادَات الْقَبِيحَة وَالشَّيَاطِينِ الإِنْسِيَّة اهـ . من فتح الباري . أهـ وقال الشيخ ابن عثيمين عن التوفيق بين تصفيد الشياطين في رمضان ووقوع المعاصي من الناس ؟ المعاصي التي تقع في رمضان لا تنافي ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان ، لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها ، ولذلك جاء في الحديث : ( وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، فَلَا يَخْلُصُوا إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ ) رواه أحمد والحديث ذكره الألباني في ضعيف الترغيب، وقال : ضعيف جداً . وليس المراد أن الشياطين لا تتحرك أبدا بل هي تتحرك ، وتضل من تضل ، ولكن عملها في رمضان ليس كعملها في غيره أهـ . ويقول الشيخ عطية صقر ـ رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: إن الواقع يشهد بارتكاب المعاصي ممن يصومون رمضان ومن لا يصومون من المسلمين وغيرهم ، وذلك على الرغم من الأحاديث الصحيحة من تقييد الشياطين أو تصفيدها في رمضان . وقد قال شراح الأحاديث : إن المراد بتقييدها عدم تسلطها على من يصومون صومًا صحيحا كاملا، روعيت فيه كل الأسباب التي منها عفة اللسان والنظر والجوارح كلها من المعصية استجابة لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري . أو المراد أن الشياطين المصفدة هي المردة والجبابرة، وأما غيرهم فلا يقيدون، ولذلك تقع من الناس بعض المعاصي وأكثرها غير خطير، وهذا ما نصت عليه رواية الترمذي "صفدت الشياطين مردة الجن " أو المراد أن الشياطين كلها تقيد بمعنى يضعف نشاطها ولا يكون بالقوة التي يكون عليها فى رمضان . لكن مع احترام ما قالوه نرى كبائر المعاصي وأخطرها ترتكب فى شهر رمضان من الصائمين ، ولهذا قال بعض العلماء : إذا كانت الشياطين تقيد فى رمضان فإن هناك بواعث أخرى على المعصية غير الشيطان ، ومنها النفس الأمارة بالسوء ، أو العادات والأعراف القبيحة التي تدفع إلى الشر أو شياطين الإنس من الجبابرة المزهوين بقوتهم ، وهذه الدوافع موجودة في كل وقت ، وهى كافية لارتكاب المعاصي في الوقت الذي تقيد فيه الشياطين ودور النفس البشرية الأمارة بالسوء لا يقل خطرا عن دور الشياطين ، ونرى ذلك واضحا في إقرار الشيطان يوم القيامة كما قال رب العزة : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم [إبراهيم] والله أعلم. منقول للمنفعة العامة |