يأتي رمضان كل عام, وينتظره المسلمون بكل لهفة وشوق عارم وبهجة ..
رمضان شهر تربوي, حيوي, تفاعلي, تلاحمي ..
رمضان هو شهر انتصار الإنسان, بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ..
انتصار على الشيطان, انتصار على الشهوات, انتصار على السيئات, انتصار نفخة الروح على طينة الأرض !
رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل ..
لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية, وأكثر تدينا, وأكثر تلاحما وترابطا مع أفراد الأسرة بل والمجتمع والأمة بأسرها ..!
رمضان شهر الجود, وطيب النفس, ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق الصدر والتضجر من كل شيء !
إذن عزيزي ..
ما دمت معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج التواكلية والتكاسلية من أذهاننا, وأفعالنا ..
ولنستقبل رمضان كما ينبغي له أن يستقبل ..
إذن السؤال المطروح الآن هو: هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان هذه السنة شيئا مختلفاً ؟!
إليك حزمة خضراء من الأفكار الجرئية المجربة والتي أثبتت فعاليتها ..
1.أرسل بطاقة تهنئة: بريديا, أو عن طريق البريد الالكتروني, لأقاربك وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان ..
2.جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة, مع هدية كتيب أذكار .. حقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية ؟!
3.وللصغار نصيب: عزيزي يفرح الصغار بالأفكار غير التقليدية, من بوسترات, وبطاقات ملونة, و دفاتر تلوين, وهذه التي سبق ذكرها كثيرة تمتليء بها المكتبات, أن لم تجدها بالمكتبة, فزر مواقع البطاقات في الانترنت واطبع منها, وقدمها هدية لإخوانك الصغار ..
4.علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والأحاديث الشريفة, على سبيل المثال:
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
( تسحروا فان في السحور بركة )
( للصائم فرحتان )...وهكذا , على أن تخرج بإخراج جذاب , وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب , أو زر مواقع البطاقات في الانترنت ففيها الكثير ..
5.الوالدة, العمة, الجدة.. كبيرات السن من المحارم.. أليس لهن نصيب من تعليم.. مراجعة قصار السور معهن , تحفيظهن آية الكرسي, خواتيم سورة البقرة والكهف, المعوذات وبعض قصار السور.. مراجعة معهن صفة الصلاة والوضوء ..
6.وللخدم نصيب: إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن تكون: سجادة صلاة جديدة, مصحف بترجمة بلغته.. والسماح للسائق بالذهاب ولو يوماً في الأسبوع لبرامج دعوة الجاليات.. وكذلك للخادمة والسماح للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع ..
7.كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان, وذلك بالحرص على اغتنامه, وطرح الأفكار الجديدة لاغتنامه دوريا.. مثل توفير حاملات المصاحف في المنزل , وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم .. مثل هذه الأفكار تحمس الآخرين على قراءة القران الكريم ..
8.ما لذ وطاب: تحضر الوالدة والأخوات في المطبخ ما لذ وطاب من المأكولات, اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ.. سلاسل لمشايخ مختلفين يسمعها أهل بيتك اقترح: نساء خالدات للدكتور السويدان, السيرة النبوية له أيضا ..
9.سيارة الوالد: منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته .. الآن حان الوقت .. لكن انتق له ما يناسبه.. وتظن أنه يحتاج إليه.. بكى الأب أمام طفله ذات يوم .. قال الطفل بابا تبكي!! قال الأب: نعم هذه الآية أبكتني! موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي.. كن ذكيا في انتقاء الأشرطة, اسأل والدك: من القاري الذي تحب أن تسمع تلاوته؟ إذا أجابك, فاجئه بوضع شريط قران لذلك القاريء.. اقترح شريط: العزة للدكتور السويدان, وشريط رمضان فرصة للتغيير, للدكتور صلاح الراشد ..
10.طبق الخير: اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين بالمسجد, فالفتيات والأم يعدون الإفطار والفتيان يحملوه للمسجد.. ثم ليتحدث الفتيان عن ما حدث بالمسجد ..
11.نظم حملة تبرعات عينية: لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من ملابس العيد الذي مضى, أو حتى من ملابس هذا العيد.. لأخواتها: زهراء, فاطمة اللاتي لا يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين.. في أفريقيا كثيرات... اقنع شقيقاتك بذلك, بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي يعانون منه, أرهم صور الجفاف والفقر.. وقد تساعدك مجلات ومطويات اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي بذلك.. وسع الفكرة لتشمل كل أفراد الأقارب, وليشترك فيها الأطفال, البنات الصغار ( جند كل من عندك لهذا الهدف ).. واجعلها حملة تبرعات لدرء برد الشتاء..
13.صمم لوحة حائطية في البيت أو العمارة التي تقيم بها.. ولتكن في بهو العمارة عند المدخل, ضع بها زاوية خذ نسختك, لتوزيع بعض المطويات المفيدة, أو أشرطة رمضانية, هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن, كاللالي الحسان لمحمد المسند.. استفد منها في تصميم اللوحة, وهناك مكاتب الدعوة والإرشاد ستزودك بالمطويات والأشرطة.. فقط تحرك ففي الحركة بركة..
14.كن حمامة سلام: نعم ما المانع أن تكون حمامة سلام ورائد إصلاح, بالإصلاح بين الآخرين, ومحاولة إنهاء أي خلاف يقوم بين من تعرف من الأصدقاء والأقارب والزملاء..
فلنتخذ من رمضان (معسكرًا) إيمانيًّا؛ لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وإذكاء البواعث؛ للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال الكبار، وتحويل الأحلام إلى حقائق، والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش..
ورحم الله أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي الذي قال: لو أنصفك الناس يا رمضان لسمَّوك !.