سامي "لاعبا حرا" شاسع المهام

التاريخ: 4/26/2001 م

** إن شساعة مهام "سامي الجابر" في خريطة الهلال يجعل من الفريق لوحة كروية تتغير دلالاتها كلما تباينت مجريات المباراة ليخلق هو بذوات زملائه إحساسا قويا بالتماسك!
** "سامي الجابر" اسم وفعل يُحسس الهلاليين باهتزاز في دواخلهم على رأي "رولان بارت"، لأنه وكلما تأملوه وقفوا على مصدر قوة الهلال وسر تجانسه!!
قرأت قبيل يومين تحليلا لـ "عبدالله فودة" حول أسلحة الكسب الهلالي والنصراوي في مباراة القمة مساء هذا اليوم فاشتغلت برأيه حول وجود سامي الجابر لاعباً حراً بين منطقتي الوسط المتقدم والهجوم المتأخر.. أي أمام لاعبي الوسط وخلف المهاجمين فيما لو لعب مدرب الهلال "صفوت" بطريقة 4ـ 3ـ 1ـ 2المنبثقة عن الخطة 4ـ 4ـ
2** وسامي الجابر.. لا يأخذ شكل جبهة أو جبهة في خريطة الهلال فحسب!! بل هو خط ومسار يشتغل "كمنبه جغرافي" يعزز من حضور الهلال في هذه المباراة وسواها "حياة وانتعاشا" يصنع الهدف.. ويصدره.. ويتابعه ويحاذي حقيقته !! ويعزز من المعنويات !!
** سامي الجابر.. أيضا يحتوي الهلال ولو بخياله أو ظل حركته أو إيماءاته لزملائه بوجهه.. فلنحط ضوء الهلال ليستمر بريقه حتى وان تلبدت السماء بالغيوم!!
** وفي مباراة هذا المساء جدير بالهلال ان يخاطب مسامع وعي عاشقيه كما يقول "محمد الشنقيطي" مادام سامي الجابر هو القائد الحر الذي يشاهده زملاؤه ويصغون لإيقاعاته!! وتلك معطيات واقعية تؤثر في الروح الهلالية، مهما تعرض الجسد للرياح أو لنخر الرطوبة وهو إحساس ملتبس يجعل من لحظة التعب لحظة ذهول وانتشاء.
** ولا تنقص "الجمالية الهلالية" والحالة هكذا من شأن وأهمية هذه المباراة بمقتضى ذلك المنظور أو حتى من صعوبتها واهتمام الهلاليين لها، والحال ان ضرورة لعب "سامي الجابر" حراً لا ينجم عنها هذا التمويل الجمالي، بل يعيد صياغة رسم اللوحة الزرقاء إلى "كلية جمالية" مكتفية بذاتها مما يُقلص المسافة إلى حيث المرمى بحكم شكل الفريق بعد الاختيار المتمم لعناصره الأخرى وبالذات حيث قلب الدفاع والذي يبقى محافظا على قيمة الفريق وشكله فيما لو كان "التفاهم" في التصدي للكرات الواردة تفاهما واقعيا بالمعنى العادي للكلمة.
** ولأن أفق المباراة "الحاسم" لايزال مفتوحا، فإن الشكل الجمالي لابداع "سامي الجابر"، لن يكون إلا شكلا من أشكال حرية موقعه والذي أبانت عنه العديد من المباريات الهامة بمقارباتها التكتيكية ومنهجية التعاضد بين اللاعبين، فضلا عن حضور مهام كل واحد منهم في إطار الجماعية والثقة بالنفس والحماس المعهود وكذا مختلف التلوينات الجمالية التي ترافق تطوره وتطلعه للمباراة الختامية ما يؤكد امتلاكه لواقعه، وهو تلاحم يتم من خلال الاعتناء بتماسكية وتجانس جمالية اللوحة الكروية وشساعة مهام "سامي الجابر" ومع زملائه من حيث "هما" عنصرا اشتعال حاسم في خريطة الهلال الكروية التي تحقق ديمومة الوجود بحول الله ولا يمكن تأمل طبيعة جهاتها بمعزل عن أثر الآخر!!.