إسعافات أولية لإصابات شائعة




كل إنسان، صغيراً كان أم كبيراً، معرض خلال حياته اليومية لحوادث قد تكون بسيطة أو خطرة، والمهم في هذه الحوادث هو القيام بالإسعاف الأولي الصحيح الذي يجنب المصاب الوقوع في مطب هو في غنى عنه، والأهم من المهم هو عدم اللجوء الى وسائل مرتجلة فيها من الخطر أكثر من النفع، وفي السطور الآتية نلقي الضوء على عدد من الحوادث اليومية الشائعة وكيفية التعامل معها:


جسم غريب في العين

من منا لم يتعرض، ولو لمرة واحدة، لدخول جسم غريب في العين، خصوصاً في فصل الصيف الذي يكثر فيه الغبار والأتربة، ان أول شيء يفعله المصاب في هذه الحال، هو حك العين، والواقع ان هذا التصرف خاطئ لأنه سيزيد الطين بلة ويعرض العين للاحمرار والالتهاب وربما الى ما هو أخطر من ذلك بكثير. ان التصرف السليم لإزالة الجسم الغريب من العين يتم على الشكل الآتي:

- إذا كان الجسم الغريب على البؤبؤ أي على الدائرة الملونة للعين، يجب تركه، وعدم محاولة إخراجه، لأن هذا الجزء مهم وحساس جداً للرؤية، وأي محاولة للعبث به قد تلحق الضرر بالعين. ان الحكمة هنا تقضي بتغطية العين بشاشة نظيفة والتوجه الى أقرب طبيب.

- إذا كان الجسم الغريب على القسم الأبيض للعين فيمكن الاستعانة بأحد الأشخاص للمساعدة على رفع الجسم بإحدى طريقتين: الأولى تقوم على إمالة رأس الشخص الى أحد الجانبين وفتح العين بالمباعدة بين الجفنين العلوي والسفلي ومن ثم غسل العين بسكب الماء المعقم فيها بحيث يسهّل خروج الجسم الغريب من الناحية الوحشية للعين.

أما الطريقة الثانية فتنفذ كالآتي: يطلب من المصاب النظر الى أسفل، وبعدها يتم قلب الجفن العلوي على عود ثقاب أو عود من القطن، ومتى ظهر الجسم الغريب العالق يُرفع بواسطة طرف منديل نظيف أو شاشة معقمة بعد تبليل طرفها بالماء طبعاً. أحياناً قد يختفي الجسم الغريب تحت الجفن أو في زاوية العين، وهنا يطلب من الشخص توجيه نظره نحو الأعلى، وعندها يتم شد الجفن العلوي الى أسفل كي يحتك بنعومة مع الجفن السفلي بحيث تتولى رموش هذا الأخير إزالة الجسم الغريب.


جسم غريب في الأذن

أحياناً قد يدخل الى قناة الأذن الخارجية خيط رفيع أو حشرة ما، وهذا الوضع كثيراً ما يكون مزعجاً جداً، لا بل وحتى مؤلماً. ان خير ما يمكن فعله هو الطلب من الشخص الاضطجاع على جانبه ودلق الماء الفاتر على أذنه أو القليل من زيت الزيتون، ان هذا الإجراء يسمح بتعويم الحشرة أو الخيط الى السطح وحينها يتم رفعهما بيسر وسهولة. يجب التذكير هنا بأنه لا يجوز سكب الماء أو الزيت عند الاشتباه بوجود ثقب في طبلة الأذن، لأن السائل سينساب الى الأذن الوسطى فيؤذيها. أما إذا كان الجسم الغريب في الأذن لا يطفو بوضع السائل فيجب العزوف عن أي محاولة لاستخراجه، لأن هذا السلوك قد ينطوي على خطر لا حاجة لصاحبه الى الوقوع فيه، واستشارة الطبيب تصبح أمراً لا مفر منه.


جسم في الأنف

ان الأطفال هم الأكثر تعرضاً لمثل هذه المشكلة لأنهم يدفعون في دهاليز أنوفهم ما هب ودب من الأشياء الصغيرة التي تقع تحت أيديهم، وبعض الأشياء التي تمتص الرطوبة مثل حبات الفاصولياء أو الحمص أو العدس، يمكنها أن تنتفخ فتزداد حجماً مسببة المزيد من التعقيد. إذا كان الشيء المتقوقع في جوف الأنف صغيراً فيمكن إخراجه بالتمخيط، فالنفخ من الأنف يخلق تياراً قد يجرف معه الجسم الغريب. أما إذا كان الشيء العالق في الأنف كبيراً فحذار من العبث به لمحاولة إخراجه لأن هذا التصرف قد يساعد على توغل الشيء الغريب أكثر فأكثر في أعماق تجويف الأنف، ان استشارة الطبيب ضرورية لأنه يملك أدوات خاصة تسمح بالتقاط الجسم من دون إلحاق الأذى بالأنف.


انسداد مجرى التنفس بقطعة من الطعام

قد يصدف للقمة الطعام، التي لم تمضغ جيداً، أن تتوقف في الحلق محدثة سداً في مجرى التنفس، يحاول المصاب أن ينطق، أو يسعل، ولكن عبثاً، لأن الهواء الذي في صدره يبقى ساكناً من دون حركة. قد يحاول البعض ضرب الشخص العليل على ظهره، وهذه قد تنجح وقد لا تنجح، ولكن ما هو صائب في هذه الحال هو اللجوء الى الطريقة الآتية: الوقوف خلف المصاب ومد اليدين من تحت إبطيه، ومن ثم العمل على شبك اليدين والضغط بقوة على البطن نحو الداخل والأعلى، إن إجراء مناورة واحدة غالباً ما تكفي لطرد الطعام العالق الى الخارج، وإذا احتاج الأمر فيمكن إجراء مناورات عدة. وإذا فشلت هذه الوسيلة، لا بد من إسعاف المصاب بالتنفس الاصطناعي.


نوب حبس النفس عند الصغار

هناك أطفال قد يلجأون الى لعبة تقطع أوصال الأب والأم، إذ ترى الواحد منهم يحبس أنفاسه، فيزرق لونه، وقد يفقد وعيه فيسقط مغشياً عليه. طبعاً أمام هذا المنظر، يضرب الأب كفاً بكف، وتفقد الأم أعصابها، أما الابن فيسره ما يرى من خوف أمه وذعر أبيه، لا لشيء إلا لتلبية رغبته التي لاقت رفضاً منهما. ان الحل الأفضل لهذه المشكلة، هو اللامبالاة وعدم الاكتراث لطلبات الطفل، فعندها يدرك ان تصرفه لا جدوى منه، وان محاولته عقيمة.


الشعور بالإغماء

قد يكون أحدنا شاهد حادثة يكون فيها الشخص على وشك الإغماء والسقوط أرضاً، وما يجب عمله هنا هو مساعدة المصاب على الاضطجاع ومن ثم رفع رجليه إن أمكن، وفض ثيابه المشدودة، والطلب منه ان يخلد الى الهدوء والسكينة وأن يتنفس بعمق، ان الشعور بنوبة الإغماء غالباً ما ينحسر بعد هذه الإجراءات البسيطة، وأكبر دليل على ذلك هو استعادة المريض لونه وقوته. أما إذا سار الشخص في اتجاه فقدان الوعي تماماً فعندها لا بد من الإنعاش للمحافظة على الوظائف الحيوية. والإنعاش يتم أولاً بأول، بوضع المصاب على جنبه، وإزالة أي عائق ممكن للتنفس، خصوصاً اللسان الذي يمكن أن يشكل التهديد الأكبر للحياة عند فاقد الوعي، كونه يتحرك بحرية ولهذا فمن الممكن ان يلتصق بظهر الحلق فيغلق مجرى الهواء. بعدها مباشرة تتم مشاهدة التنفس فإن كان غائباً فيجب البدء فوراً بالإنعاش القلبي – الرئوي، وفي حال غياب النبض يشرع حالاً بالإنعاش القلبي.


الجروح

ان الإصابة بالجروح شائعة خصوصاً جروح اليد. ان أهم ما يجب التقيد به عند إسعاف الجروح هو ضبط النفس والتصرف بحكمة وروية من دون هلع ولا فزع. إذا كان الجرح صغيراً، فيكفي غسله بالماء والصابون، وفي حال استمر نزف الدم فيتم اللجوء الى وضع ضمادة ضاغطة. أما في الجرح الكبير فيجب العمل على تقريب حواف الجرح ومن ثم وضع ضمادة ضاغطة تربط بإحكام مع رفع الطرف المصاب واستشارة أي مركز صحي قريب.


نزيف الأنف

ان النزيف من الأنف كثيراً ما يثير الرعب سواء للمصاب أو للمحيطين به. ولحسن الحظ فإن غالبية حالات الرعاف (نزف الأنف) سليمة ويمكن السيطرة عليها بنجاح، وذلك بواسطة عملية ضغط بسيطة على الجزء اللين من الأنف (أرنبة الأنف)، ويجب الاستمرار بالضغط، لمدة عشر دقائق مع الانتباه الى ضرورة حني الرأس الى الأمام وليس الى الوراء

مـنـقـول مــن / صحيفة الحياة 2006/07/09
__________________