مايكل بالاك.. قائد منتخب ألمانيا
يعتبره كثيرون النجم الألماني الوحيد في السنوات الخمس الأخيرة، والوحيد في زمن جف فيه منبع نجوم "الماكينات" على غير العادة، رغم أن المونديال الأخير أفرز عدداً من الواعدين ونجوم المستقبل، لكن مايكل بالاك يظل رمز الألفية الجديدة في الكرة الألمانية، وسفيرها الجديد في الكرة الإنجليزية عندما يلتحق رسمياً ببطل الدوري تشيلسي مطلع الشهر المقبل.
يشتهر بالاك بـ "لاعب الوسط المتكامل" لما يملكه من مواهب فذة تمكنه من القيام بواجباته الهجومية والدفاعية على أكمل وجه، ومن تنوع وقدرة على اللعب في أي مركز في خط الوسط، رغم أنه لاعب وسط مهاجم يجيد التهديف، لكن فريقه السابق بايرن ميونيخ وظفه في مركز أعمق مما اعتاد عليه، حيث بات بإمكانه قيادة مجريات اللعب وهجمات فريقه. ويعتبر بالاك واحداً من أفضل اللاعبين في التسديدات الرأسية في العالم، فضلاً عن أنه يتميز بالتسديدات القوية بكلتا القدمين، وهذه المميزات سمحت له بتقديم عروض قوية طيلة السنوات الست الماضية، وقادته إلى الفوز بلقب أفضل لاعب في ألمانيا ثلاث مرات، أعوام (2002 و2003 و2005)، وهو إنجاز لم يتفوق عليه فيه سوى الأسطورة فرانز بيكنباور الذي أحرز اللقب 4 مرات.
"آلية الشحن الشديدة أوصلتنا إلى حافة الجنون!"
بدأ بالاك مسيرته عام 1983، وكان حينها في السابعة من عمره، عندما سجله والده في أكاديمية "بي اس جي موتور"، وسرعان ما جذب أنظار المدرب ستيفن هانيش الذي أعجب بلمسات الناشئ الرائعة، والتي عادة يكتسبها اللاعبون بعد سنوات طويلة من التدريبات، لكنها كانت غريبة من طفل يبدأ ممارسته اللعبة، كما لفت نظر هانيش قدرة بالاك على استخدام كلتا قدميه بحرية وقوة وتحكم.
لعب بالاك أول مباراة مع فريق الناشئين في 4 أكتوبر 1983، وبدا واضحاً تطوره واكتسابه ميزات جديدة بمرور الوقت والمباريات، وتفجرت موهبة أخرى رائعة في قدرته على تسجيل الأهداف عندما كان في العاشرة من العمر، حيث امتلك سجلاً غير عادي في تسجيل الأهداف، أبرزها تسجيله 57 هدفاً في 16 مباراة في سن العاشرة. والتحق بناد أكبر كان يسمى كارل مارس ستادت قبل أن يعرف باسم شيمنيتزر.
ولم ينتظر طويلاً في فريقه الجديد كي يبرز، حيث ساهم النجم الصاعد عام 1988 في فوز فريقه ببطولة المقاطعة، وارتقى إلى فريق الشباب وساهم معه في الفوز ببطولة مقاطعة ساكسونيا عام 1991، وأيضاً ببطولة الشباب تحت 19 عاماً عام 1994.
وفي عام 1995، وقع بالاك على أول عقد احترافي، بفضل موهبته الرائعة في وسط الملعب، حتى أنه اكتسب لقب "القيصر الصغير" تشبيهاً بالقيصر فرانز بيكنباور. ولعب مباراته الأولى في 4 أغسطس 1995 في دوري الدرجة الثانية، وخاض في ذلك الموسم 51 مباراة، لكنه لم ينقذ فريقه من الهبوط إلى الدرجة الثالثة، لكن ذلك الموسم أتى بثماره لبالاك حيث اختير لتمثيل منتخب ألمانيا تحت 21 عاماً.
"تركت البايرن لأنه فقد الشهية المنافسة على دوري الأبطال"
وفي الموسم التالي، لعب بالاك كل مباريات فريقه، مسجلاً 10 أهداف، ورغم أن فريقه فشل في الصعود إلا أن بالاك صعد بنفسه عام 1997 عندما انضم إلى كايزرسلاوترن الصاعد الجديد إلى الدرجة الأولى.
وكان مدربه الجديد المخضرم أوتو ريهاجل يشيد بموهبة الشاب، وبعد مرور 7 مباريات في الدرجة الأولى في موسم 1997/1998 استعان ريهاجل بموهبة بالاك في المباراة ضد شالكه للمرة الأولى، رغم أنه شارك في الدقائق الخمس الأخيرة. لكن في 28 مارس 1998 لعب أول مباراة أساسياً، وكانت ضد باير ليفركوزن، لينهي الموسم بخوض 16 مباراة مساهماً في فوز فريقه ببطولة الدوري ليصبح أول فريق في تاريخ الدوري الألماني يحرز بطولة الدوري في أول موسم يصعد فيه إلى الدرجة الأولى.
المصدر - حوار بلاك داخل مجلة سوبر