في المسلسلة الايطالية وحدها كانت الحبكة الدرامية المصنوعة بعفوية تامة
سر الأمجاد اللتي تتوالي للطليان منذ القدم .. الاحداث التي تخللت الكالتشيو الايطالي
هي بالفعل أحداث أقل مايقال أنها محبوكة بحياكة درامية مصطنعة
فالمتــابع لدوري ايطاليا يتذكر العديد من القضايا التي أثرت الكالتشيو
بمتابعين كانت لهم الرغبة في تجديد مفهوم الكرة
وأنها صناعة وليست لعبة فحسب .. ولعلي أُوفق في سرد بعض تلك الأحداث : 
كأس العالم 1982 المقام بأسبانيا .. حينما يستعد المنتخب الايطالي المغادرة لأسبانيا لخوض نهائيات كأس العالم
يعرض الرئيس الايطالي خدماته للمنتخب لمعرفة ماينقصهم ، فسأل المدرب (
ماذا ينقصكم ؟ )
يومها طلب منه المدرب مهاجم قناص من طراز "
باولو روسي " المسجون في سجون ايطاليا
فأمر الرئيس باخراج روسي من السجن ليغادر مع منتخب بلاده للعب في نهائيات كأس العالم ..
وبالفعل كان روسي عند حسن ظن مدربه والجميع إذ قاد ايطاليا للمبارة النهائية لمقابلة منتخب البرازيل
ليحرز في تلك المباراة هاتريك جعل الطليان أبطالاً للعالم .. أصداء الحدث في البرازيل
كانت بأن أغلب الصحف البرازيلية أتفقت على عنوان للمباراة هو
"
ايطاليا تقصي البرازيل بروسي " .
البلجيكي ذو الأصل البرازيلي "
أوليفيرا " اللاعب الذي كان ضمن صفوف كالياري
الذي أخرج اليوفنتوس عام 1993 من كأس الاتحاد الأوروبي ..
هداف من طراز فذ ، سبق له أن وصل حاجز الـ15 هدف في موسم 96/95 قبل إنتقاله لفيورنتينا
في فريق لايملك كتيبة نصف متكاملة .. في عام 1999 يقرر "
أوليفيرا " العودة لفريق كالياري
الذي كان يمر بأوقات صعبة ليلعب عددا هزيلا من المباريات ويسجل 4 اهداف فقط
وهو أسوأ رقم له طوال تاريخه .. الطامة الكبرى في أن كالياري يهبط للدرجة الثانية
رغم محاولات ابنه البار البلجيكي ..ليعرف الجميع ان الزمان غير الزمان .. وان دوام الحال من المحال .
الايطالي "
جانلويجي لينتيني " .. في بداية التسعينات "
لينتيني " أبرز لاعب في فريق تورينو
كان عنصرا من العناصر القوية التي جعلت الفريق يحتل مركزا متقدما ويشارك في كاس الاتحاد الوروبي بانتظام
عام 1992 كان لينتني من خلال صفقة انتقاله للميلان اغلى لاعب في العالم وبمبلغ أشبه بالخيال كسر صفقة انتقال "
باجيو " لليوفنتوس ..
لكن الفشل مع الميلان كان حليف الفتى الايطالي ليخيب آمالاً رجت أن يكون اللاعب مستقبل لإيطاليا ..
في صيف 1997 يعود "
لينتيني " لتورينو الذي يقارع في السيريا B لينجح اللاعب بعد صراع موسمين
أن يصعد بفريقه إلى الدرجة الأولى ، لكن للأسف لينتيي لم يعد لينتيني وتورينو لم يعد تورينو .. سجل لينتيني هدفاً واحداً طوال موسم كامل
وكان الهدف الذي أحرزه ضد فريقه تورينو في مباراة الدربي مع اليوفنتوس سبباً لإنهاء رجل شجاع .
الايطالي "
روبرتو دونادوني " أحد ألمع من شغلوا خانة الجناح مع الميلان ومع المنتخب الايطالي ،
"
دونادوني " كان مع باريزي ومالديني وكوستاورتا والبرتيني ليحقق كل شيء ممكن في عالم كرة القدم ،
وكان عنصرا اساسيا مع المنتخب الايطالي اعوام 1990 - 1994 في كاس العالم و 1996 كاس اوروبا
بل ان وجوده عام 1996 مع المنتخب الايطالي كان السبب في جعل "
ديل بييرو " احتياطياً ..
مع رحيل الداهية "
كابيلو " إلى ريال مدريد الاسباني يقرر "
دونادوني " الرحيل الى الولايات المتحدة
لخوض تجربة احترافية جديدة ، بعد سنة وبالتحديد عام 1997 شهر سبتمبر يحن الى الميلان بعد عودة كابيلو
ويقرر العودة للعب في ايطاليا ضمن الفريق الذي عرفه الجميع من خلاله
نظرية العودة السيئة انطبقت على "
دونادوني " هو الاخر حيث لعب 15 مباراة طوال
موسمين دون ان يسجل اي هدف بشكل مستغرب من نجم يعرف طريق المرمى ..
وقتها قرر دونادوني ان يرحل حتى لا يكون عبئا ثقيلا ويشوه ما صنعه مع الميلان لتكون عودته لإيطاليا
"
عودة إلى الخلف " .
حكاية بطلها "
انترميلان " الانتر كان له في 1997 عبرة وحكاية وحياكة للأحداث الطازجة ،
قبل بدأ المباراة وسيناريو معد بطابع فني رائع يجعل الانتر في المركز الثاني تحكيمياً
ويندب العشاق انفسهم بأن الفريق تعيس وعاجز عن تحقيق البطولات .. الحدث ادى الى عراكات في البرلمان الايطالي
وشك الى ان يصل تشابكا بالأيدي ، الانتر كان القصة السيئة والحلقة الاضعف في تلك الحكاية البائسة
وانتهى الموسم بخيره وشره مسفراً عن لقب 26 لليوفي بينما الكابيتانو الوفي وجيجي سيموني والبقية يبكون بمرارة
على تلك النهاية الغبية والمضجرة التي لم يكن لها مغزى
سوى القول : الدوري الإيطالي غريب درامياً حرم الفريق من بطولة كانت ستعيد الروح لمشجعيه بعد غياب دام 8 سنوات .
عندما يتلاقى الطليان خارجياً تبقى الدراما حاضرة فهي متعلقة بإيطاليا وليست بالكالتشيو فقط ..
الحدث عام 2004/2005 دوري أبطال أوروبا بين اسي ميلان وانتر ميلان للمرة الـ 261 في تاريخهما ..
بداية ساخنة للقاء الأكثر إثارة والأكثر خشونة .. هدف للانتر ملغى بمثابة شعلة نار أوقدت اللقاء
احتجاج من لاعبي الانتر على الغاء الهدف من الحكم الألماني ، والجمهور الانتراوي يرمي زجاجات وشعلات نارية ليصيب حارس ميلان برأسه ..
الدقيقة 75 يعلن الحكم ايقاف المباراة ، يومها تحدثت صحيفة الـ
marca الإسبانيـة عن الأحداث التي أوقفت اللقـاء
واصفة المباراة بــ الحرب الشرسة .. والانتر يغرم بـ248600 دولار و باللعب في 6 مباريات دون جمهور .
في الأمس القريب أُعلن على العيان عن تورط الرئيس التنفيذي لنادي اليوفنتوس السيد "
لوتشيانو مودجي "
بـ فضيحة تحكيمية من العيار الثقيل عن طريق أشرطة صوتية مسجلة بـصوته حيث أنها احتوت على مكالمات بينه وبين نائب رئيس الاتحاد الايطالي
ليختار السيد "
موجي " بنفسه حكام مباريات اليوفنتوس في الدوري الايطالي ..
هذه هي القضية الضخمة الثانية التي يستدعى لها نادي اليوفينتوس الذي اشتهرت سمعته بالفساد بين محبي الكرة الايطالية ،
فقبل اقل من سنة تم اسدال الستار على احد اكثر القضايا اثارة للجدل بقرار يقضي ادانة النادي بتعاطي المنشطات المحظورة ،
و اذا ما تمت ادانة اليوفي بما هو منسوب له فانه يواجه احتمالية عقوبة الهبوط للدرجة الثانية ..
كما حصل مع ميلان في بداية الثمانينات الميلادية .. الآن الأوساط الرياضية في ايطاليا بانتظار
قرار المحكمة في صدور حكمها على كتيبة السيدة العجوز .
-------
جميعها جعلت للكرة الايطالية نكهة خاصة وأسلوب مختلف تتميز به عن المسابقات الأخرى ..
و هاهي ايطاليا تعيش أفضل لحظاتها بزف منتخبها الفائز موخراً بنهائيات كأس العالم 2006 التي أقيمت بألمانيا
رغم الفضيحة اللتي هزت أركان ايطاليا بتورط بطل الدوري بفضائح تحكيمية ، وما أشبه اليوم بالأمس
فإيطاليا التي فازت بكأس العالم الأخير تتشابه ظروفها مع ايطاليا 1982 التي نالت لقب كأس العالم بأسبانيا
رغم فضيحة اسي ميلان التحكمية .. فهنيأً لكل متابع لمنتخب يتخطى الصعاب سائراً نحو نجمة خامسة بإذن الله .
مع فائق التحية والاحترام /
Last Samurai 
.. 
الوضع العادي
