بسم الله...نمضي معا سويا في الحلقة الثانية( يقول لي: بالامس يا بنية كنت شامخا كشجرة اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء...تبادر الى ذهني سؤال ففاجئته فقلت :
كيف تصف نفسك بالشموخ والعلو والثبات وانا اراك عجوزا لا حول له ولا قوة؟؟؟ لم يمهلني ان اكمل سؤالي فقال لي:
هات يدك...امضي بك الى تلك الايام عبرة دائرة الزمن ..لكي تشاهدي بنفسك واقعي الذي كنت فيه وتشهدي لي بذلك ..سرت معه فاذا بنا امام غار حراء..نظر الي وقال:
هنا بـدأ التـــاريخ ..وانطلق يرفرف ..يملأ الكون يمنة ويسرة في غضون سنوات يحمل الشعلة المباركة سيد الخلق..ويتبعه رجال مخلصين باعوا انفسهم لنشر تلك الدعوة التي ما برحت حتى غطت اقصى الدنياوادناها..
قومي يا بنية واتبعيني! انظري هذا اليوم..يوم هاجر عليه الصلاة والسلام الى يثرب...انظري بعد سنوات قلائل يفتح مكة الفتح المبين الذي غير مجرى حياتي ..وهز اركان الامم.
تعالي يابنية ..تعالي انظري الملاحم امامك..اتشاهدينها؟؟ هذه القادسية بداية فتح الفرس..وهذه اليرموك بداية هزيمة الروم..وتلاحقت الايام يا بنية فاذا بهذه الصحوة يهب لها رجال مخلصون في كل شيء في العلم والحياة..والفتوحات والحرب..هؤلاء الذين حملوا الراية اخلاصا ويقينا انه لا عزة لهم الا بها..COLOR=red]هل تعبت يا بنية؟؟[/COLOR] فانا قد بدا يدب في قدمي الهوان.....فسالته فجاة :
كيف ذلك؟؟؟وانت تقفز بي من مجد لاخر تجرجرني معك..من غير ان تعطيني فرصة ان اتنفس فيها؟؟! اجابني: لا يا بنيتي لا..انظري حولك فبعد فتح القسطنطينيةوانتشار رقعة الدولة الاسلامية وثبات الخلافة...بدات الدول الاستعمارية تنخر بكل الوسائل وبكل ما اوتيت من قوة لكي تهدم هذا الصرح الشامخ....انظري كيف تتهاوى الخلافه..وتضيع منها الدول..انظري الى الشعوب كيف هي خاوية على عروشها..لقد احتواهم الذل والتبعية فاصبحوا لا يهزون سعفة من نخيل..هكذا يا ابنتي ظلت الدول تتساقط في ايدي الاستعمار..ولما شاء لها ان تتحرر من الاستعمار كانت القوانين الوضعية هي دستور البلاد وقوانين الحكم فزاغ اهلها عن الحق وبدا ينخر فيها الضعف في كل شيء....وهذا واقعنا في هذا الزمان .....الا من صحوة اسلامية تظهر هنا وهناك..ولن يكون لنا رجوع الا عن طريقها متى بدات برفع راية الجهاد حتى يتحقق النصر باذن الله...وتعود اراضينا الاسلامية كلها الى ايدي المسلمين.....
حينها فقط سنعود لذرى المجد ..ونسطر عبارات النصر لان الله وعد لنا بالنصر المبين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) عند اذن نظرت الى بحر عينيه ترقرقان بالدموع والعبرة تملا صوته حسرة على ما وصل به الحال... تلاشت صورته امامي..فاغلقت كتابي..ولكن ايقظ فيني الامل والتفائل..في المستقبل والاصرار والاراده في نفسي ..وترك في نفسي لهفة الى ان ارى التاريخ قد اعاد نفسه وهو يزهو بمجد العروبة والاسلام... وتعود الاسئلة تبادر الى ذهني............ من المنقذ فينا؟؟؟؟؟؟ اعزائي....كان الرجل العجوزهو ......تــــــاريخنا............ فهل قابلتموه الان ؟؟؟ اترك لكم حرية الاجابة ..والقاكم باذن في قصة اخرى...!! الى اللقاء ;)
:p
الحلقة الاخيرة من مقابلتي للرجل الذي لا نعرفه شخصيا 
الوضع العادي
