من المعلوم أن (استدعاء) السفير السعودي بالدنمارك تم بقرار من ولي العهد أثناء رئاسته لمجلس الوزراء بعد سفر خادم الحرمين الشريفين الى دول الشرق .. الكثير ممن يعرف سياسة الأمير سلطان التي تحترم رأي العلماء في أمور السياسة الدينية يعلمون لو أنه يملك القرار الأول فإنه قد يتخذ قراراً سياسياً أكبر ضد الدانمارك بسبب اساءتها للرسول صلى الله عليه وسلم .. ولكنه مثل هذا القرار لايجب أن يتعدى فيه الملك خادم الحرمين الشريفين .


لذلك نحن نترقب بنظرة يملؤها الأمل وتعززها الثقة بموقف قوي من خادم الحرمين الشريفين ضد عدم اعتذار رئيس وزراء الدانمارك بل واستخفافه بمشاعر المسلمين عندما يسجل كلمة وكأنها اعتذار وهي لاتنم إلا عن استخفاف بمشاعر المسلمين أجمع .. (( فلم يتعترف بالخطأ )) بل أنه يكرر حرية الكلمة وحرية الاعلام مطبق شعار ميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبالتالي فالاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم تبرره حرية الكلمة .


نتوقع بأن يرد خادم الحرمين الشريفين وهو الحاكم المسلم الذي يحمل أمانة التكليف في رعاية بيت الله الحرام ورعاية بيت رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .. فالرد الرسمي الذي يحمل بعداً سياسياً واقتصادياً من خادم الحرمين الشريفين اضافةً الى مطالبته باستصدار قانون يحترم الدين الاسلامي ولا يثيرالعنصرية مع عدم المساس بحرية الكلمة كما هو الحال في بريطانيا حيث أن القانون يمنع اثارة العنصرية والحقد الديني وهذا القانون هو مدخل لرئيس الوزراء ليحاسب أي صحيفة تخالف هذا المبدأ ..كما أنه قانون يعمل على توازن الحرية بوضع حدود لها حتى لاتصبح فساداً ودماراً لبلادهم .. بل أنها رسالة هامة لإعلامهم تبين لهم بأن القوانين العادلة تعمل على ضبط المجتمع البشري وبدونها فإن العاطفة المحررة من كل قيد تلعب لعبتها على حساب الضوابط الأخلاقية وقد تدمر المجتمع بسبب اساءة استخدام مبدأ (الحرية بلا حدود ).. وماحدث في الدانمارك من دمار اقتصادي كان لهذا السبب .



بل ونتمنى من خادم الحرمين الشريفين أن يبلغهم أن تهديد الاتحاد الأوروبي للمملكة فيه خرق وانتهاك لقانون الحريات الشخصية .. فقرار المقاطعة الشعبي هو حرية شخصية فالدولة لم تستصدر عقاب على من يشتري البضاعة الدانماركية ولكنها ومن باب الحرية الشخصية لم تمنع التاجر والمستهلك من المقاطعة .. ومن باب حرية الكلمة ايضا لم تمنع علماء الدين من القاء الخطب ( التي هي منبر اعلامي ) ضد موقف الاعلام والحكومة الدانماركية .. ويبلغهم بأهمية تطبيق المبادئ التي يطالبوننا بها قبل أن يعلنوها .



ومبادرة خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن سوف تحقق مايلي :





- نهج العديد من الدول الاسلامية هذا المنهج نصرةً لنبيهم على المستوى السياسي تضامناً وتوافقاً مع المستوى الشعبي ومحاكاةً لدور المملكة .. وتحويل منهج الإستنكار الى واقع عملي يعيد شكل التضامن الاسلامي بالمواقف الموحدة لابالاجتماعات الفارغة والمنتهية بتوصيات لاتحمل منهجاً عملياً ولا برامج تنفيذية بل أنها لاتحمل حتى الحماس لمتابعتها.

- اعتبار الدانمارك من هذا الدرس ومعرفتهم معنى ( محمد رسول الله وخير البشر ) ومن ثم العمل تمكينهم من احترام الرسول صلى الله عليه وسلم بعد تلقينهم درساً على هذا الخطأ الفادح وليكونوا عبرة لغيرهم من الشعوب الأخرى .



كن قوياً ياخادم الحرمين الشريفين بقراراتك وكن وفياً لدينك ولأمانتك في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنت خادم بيته الشريف الطاهر .. ولتكن الآن صانعاً للحدث في مواجهة قوية وواثقة من نصرة الله عز وجل لأنك بادرت بنصرة حبيبه ومصطفاه ..

ياخادم الحرمين الشريفين :
مقاطعتنا كشعب أتت بنتائج منصورة من الله عز وجل .. وأثرها السريع كان برضا من الله .. ولكنها غير كافية .. فنحن الجسد وأنت الرأس .. وجسد بلا رأس يفتقد وجوده إذا انفصل .. وكذلك الرأس بدون جسد لامعنى له .. فنحن كجسد غير قادرين على الحركة .. وأنت كرأس بدون الجسد ستكون جمجمة فارغة من كل محتوى ..
لذلك وفي هذا الموقف الهام تحديداً يجب أن نعي ( أن الرأس وحده لايقدر على الحياة بعيداً عن الجسد .. وال الجسد بدون رأس لايقدر على الحركة )

وان لم تفعلها ياخادم الحرمين الشريفين فالله عز وجل كفاه أي موقف متخاذل وقال له ( وسيعطيك ربك وترضى ) ولكن هذا الموقف قد يكون لك الحامي بأمر الله من عذاب النار وسيعطيك حظاً وافراً في شفاعته صلى الله عليه وسلم لأنك نصرته .




اللهم مكن خادم الحرمين الشريفين لنصرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم امنحه إقدام الأسود وشهامة الرجال .. وأمنحه اللهم الأمانة والقوة والقدرة لكي لايحني هامته لأحد غيرك
وليتخذ موقفاً سياسياَ يقف فيه صامداً بنصرٍ وقوةٍ من عندك وسط زحام المتساقطين والمتعثرين عن نصرة حبيبك الذي اصطفيته .
اللهم مكنه بكلمة الحق التي تصدر من الأتقياء وبموقف الحق وأيده بنصر من عندك وأحمه من الضعف والهوان ومن كيد أعداء الدين ومن والاهم


اللهم أمنحه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم بقدر مادافع عنه وبقدر موقفه الشجاع ضد قوى الشر

اللهم آمين