
24/01/2006, 03:55 AM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 01/03/2005
مشاركات: 1,218
| |

غرباء في البطولة الأفريقية ... يلجأ بعض اللاعبين إلى استبدال أوطانهم وتغيير جنسياتهم عندما لا يجدون الفرصة المناسبة لتحقيق مكاسب شخصية باللعب باسم منتخبات بلادهم فى المحافل الدولية، ويسلك الطريق نفسه بعض المدربين وإن كان بصورة مختلفة، حيث يلجأون إلى الاستعانة ببعض اللاعبين ممن ينتمون إلى جنسيات أخرى فى محاولة لسد عجز فى صفوف الفريق أو تحقيق مجد زائف أو انتصار مشبوه بأقدام لاعبين لا ينتمون للبلد الذى يعمل فيه هذا المدرب أو ذاك، وهذا الأمر ليس بجديد على كرة القدم التى شهدت العديد من هذه الحالات فى السنوات العشر الأخيرة.. أبرزها حالة اللاعب بيير عيسى ظهير منتخب جنوب أفريقيا الذي يعد صاحب الحالة الوحيدة والفريدة من بين الـ168 لاعبا المشاركين فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث يحمل ثلاث جنسيات مختلفة : الأولى فرنسية بحكم مولده فى مدينة مارسيليا جنوب هذا البلد الأوروبى يوم 11 سبتمبر عام 1975، والثانية لبنانية نسبة إلى والدته التى تحمل جنسية هذا البلد العربى الشقيق ، أما الثالثة والأخيرة جنوب أفريقية بحكم والده الذى تعود جذوره إلى هذا البلد الافريقى، وهو البلد الذى منحه فرصة اللعب باسمه فى بطولتى كأس العالم الماضيتين ووهبه كذلك شرف اللعب باسمه فى البطولات الأفريقية.
ترجع قصة ارتباط هذا اللاعب بمنتخب جنوب افريقيا إلى بداية حياته مع الاحتراف، حيث نسج خيوطها الأولى حين كان يلعب فى صفوف أوليمبيك مارسيليا الفرنسي .. وبعدما ذاع صيته فى هذا النادى سعى إلى اللعب باسم فرنسا فى نهائيات كأس العالم التى أقيمت فى هذا البلد عام 98 ولكنه فشل فى مسعاه وأخفق فى إقناع الجهاز الفنى للمنتخب الفرنسى، مما جعله يتجه إلى جنوب افريقيا فى محاولة جديدة لتسجيل اسمه ضمن قائمة اللاعبين المشاركين فى المونديال العالمي، وبالفعل نجح بيير هذه المرة فى إقناع المدرب كليف باركر المدير الفنى الأسبق لمنتخب جنوب أفريقيا بعدما شاركه فى إحدى المباريات التجريبية التى سبقت المونديال أمام فريق جومو كوزموس الجنوب افريقى .. ولكن سرعان ما تبدد الحلم وعاد من حيث بدأ واستبعده المدرب لأسباب فنية، وكاد يغيب بيير عن المونديال ولا يشارك باسم هذا البلد لولا القرار الذى هبط عليه من السماء والذى أصدره اتحاد جنوب افريقيا بالاستغناء عن باركر وإسناد مهمة تدريب المنتخب للفرنسى الإيفوارى فيليب تروسييه، الذى استدعاه من جديد وضمه إلى صفوف المنتخب ليشاركه فى أولى بطولات كأس العالم التى كانت بمثابة كابوسا بعدما أحرز هدفين عن طريق الخطأ فى مرماه فى اللقاء الذى جمعه ومنتخب فرنسا فى الدور الأول!
وإذا كان بيير عيسى هو الوحيد الذى يحمل ثلاث جنسيات مختلفة فى البطولة فإنه الوحيد أيضا الذى شارك فى مونديال كوريا اليابان الماضية من الدورى اللبنانى، حيث أعير من مارسيليا إلى تشيلسى الإنجليزى لمدة ستة أشهر وانتقل منه إلى واتفورد بدورى الدرجة الثانية، ثم رحل إلى لبنان ليلعب فى صفوف أوليمبيك بيروت مقابل مليون دولار وهى أكبر صفقة فى تاريخ كرة القدم اللبنانية، وبعد ذلك ترك هذا الفريق ليلعب فى صفوف فريق ايونيكوس اليونانى، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من بداية العام الماضى لم يلعب مع هذا الفريق سوى عدد قليل من المباريات، ولذلك تركه بعد نهاية الموسم الماضى ليحترف فى نادى أو اف أى بجزيرة كريت اليونانية، ومعه لم يلعب أيضاً سوى بضع مباريات لا تتجاوز أصابع اليدين! وهو الأمر الذى جعل ضمه لمنتخب جنوب افريقيا المشارك فى البطولة الأفريقية لغزا كبيرا، حتى إن المدرب الرومانى تيد دوميترو المدير الفنى للمنتخب تعرض لحملة نقد لاذعة من قبل الصحافة الجنوب أفريقية التى وجهت إليه اتهاما مباشرا بمجاملة هذا اللاعب باعتباره لم يشارك فى أية مباراة رسمية وضمه إلى المنتخب على حساب اللاعب نصيف موريس كابتن فريق باناثيناكوس اليونانى الذى يعد أبرز الغائبين عن منتخب الأولاد!
البرازيليان كلايتون وسانتوس
ولم يقتصر الأمر على اللاعب بيير عيسى ولا على منتخب جنوب أفريقيا بل ينضم إليه البرازيليان خوسيه كلايتون ودوس سانتوس اللذين يلعبان باسم المنتخب العربى التونسى، فالأول تعود قصة انضمامه للعب باسم تونس إلى ما قبل مونديال 98 حين كان يلعب فى صفوف فريق النجم الساحلى، فى هذا التوقيت اجتاز المنتخب التونسى التصفيات وصعد إلى النهائيات وكان يعانى من نقص فى الجانب الأيسر بعد رحيل اللاعب الهادي بلرخيصة إثر إصابته بأزمة قلبية فى مباراة فريقه الترجى وليون الفرنسى فى يناير97، مما دفع المدرب البولندى الفرنسى هنرى كاسبرجاك المدير الفنى الأسبق للمنتخب التونسى إلى التفكير فى كلايتون لسد العجز فى هذا الجانب، بعدما جرب خمسة لاعبين تونسيين لم يصلح أى منهم فى ملء الفراغ الذى خلفه رحيل الهادى، وطالب المدرب بمنح الجنسية للاعب البرازيلى بعدما قضى خمس سنوات فى تونس حتى يتسنى له المشاركة باسم تونس فى نهائيات المونديال، وبالفعل حصل كلايتون الذى تصفه الصحافة التونسية بالعقرب على الجنسية التونسية، وشارك المنتخب فى رحلة إعداده وكانت أولى مبارياته الدولية الرسمية يوم 2 مايو 98 أمام جورجيا فى العاصمة تونس، ومنذ هذا التاريخ لم ينفصل كلايتون عن المنتخب حيث شاركه فى مونديال كوريا اليابان وشاركه كذلك فى البطولات الأفريقية الثلاث التى أقيمت قبل بطولة القاهرة، وانضم إليه بعد ذلك مواطنه فرانسيلو دوس سانتوس، وهو اللاعب البرازيلى المولد الذى شهد أوجه مع النجم الساحلى لعدة مواسم قبل الاحتراف فى سوشو الفرنسى ومنه إلى تولوز الفرنسي أيضاً، وهو اللاعب الذى أحرز أربعة أهداف فى مرمى مالاوى بالتصفيات الأفريقية فى اللقاء الذى انتهى بفوز تونس بسبعة أهداف نظيفة، أما اللاعب الرابع فى قائمة الحاصلين على الجنسية هو الحارس لويس أوجستين الذى يذود عن مرمى المنتخب الليبى، والذى تعود جذوره إلى أورجواي بقارة أمريكا الجنوبية، وهو الحارس الذى يلعب لنادى الاتحاد الليبى قبل عدة سنوات |