بسم الله

أكتب هذا الموضوع تعقيبا على ما قرأته للأخ الغالي طلال والذي تجده في الرابطين التاليين:

http://alzaeem.com/vb/showthread.php3?threadid=23887

http://alzaeem.com/vb/showthread.php3?threadid=24748

وخلاصة ما كتب هو مطالبة رئيس النادي بأمرين ، هما :

1- مشاورة أعضاء الشرف حول ما يخص النادي قبل الإقدام على اتخاذ قرار معين .
2- نسبة الفضل إلى أهله ، خاصة أعضاء الشرف ، وعدم نسبته إلى واحد معين وتجاهل الباقين .

هذه هي خلاصة ما قال مع ضرب الأمثلة التوضيحية والتحذيرية.

وقبل أن أشرع في بيان مرادي فإنه ينبغي أن أبين موافقتي له حول مضمون النقطة الثانية ، ذلك أن من غايات رئاسة النادي هو المحافظة على جميع محبي النادي ومحاولة إبقائهم في دائرة الولاء الساري ، حتى ولو ترتب على هذا تنازل المرء عن حظ نفسه .
نعم قد يكون سمو الأمير خلال فترة رئاسته للنادي لم يجد من يدعمه سوى واحد أو أثنين ... ففي الوقت الذي كان فيه محتاجا إلى وقفة رجالات الهلال معه لم يجد من يسانده ... ورغم ذلك كان يحسن به أن ينسب الفضل والشكر إلى أعضاء الشرف تأليفا لهم ورغبة في لم الشمل من جديد .

لا أدري هل وجهة نظري هذه صحيحة فيما يخص سبب هذا الفعل، ذلك أنه يرد عندي سبب آخر لفعلت رئيس النادي - وأعني بها نسبته الفضل إلى واحد فقط - وهو رغبته في تنفير أعضاء الشرف ليتفادى بذلك تدخلاتهم الغير منطقية في اختصاصاته ، أو قوة شخصيته التي جعلته لا يرضى بتدخل الغير في اختصاصاته مما نفرهم عنه ... على كل حال هذا احتمال وارد ولو كان بعيدا .

وعلى جميع الأحوال ما كان ينبغي له أن يفعل ذلك لأن الهلال كلٌ متكامل بجميع محبيه ، ومتى ما بدأ هذا الكل بالتفكك إلى آحاد ؛ بدأ الانحدار والعود إلى نقطة البدء .

هذا ما يتعلق بالنقطة الثانية ، أما النقطة الأولى وهي مقصدي هنا وهي مسألة الشورى مع أعضاء الشرف فإنه قد وقع فيها خلط كبير وبيان ذلك ما يلي :

كلنا يعلم أن الجهاز الإداري في النادي يتم اختياره من قبل أعضاء الشرف عن طريق الترشيح أو الانتخاب ، بحيث يتم ترشيح رئيس النادي من قبلهم ثم يصدر به قرار موافقة من الرئيس العام لرعاية الشباب .
إذاً سلطة أعضاء الشرف هي السلطة العليا في النادي ... وهي تضاهي سلطة أعضاء مجلس الإدارة في الشركات .
وبناء على ذلك تتمثل سلطة أعضاء الشرف في تعيين رئيسٍ للنادي ، والإشراف والرقابة على أعمال الإدارة ، دون تدخل مباشر في أعمالها ... وهذا الأسلوب الإداري هو ما يعرف عند القانونيين باسم ( اللامركزية الإدارية ) بحيث تُعطى الإدارة كامل الصلاحية في الإدارة من الناحيتين الإدارية والمالية ، فتباشر أعمالها الإدارية والمالية بحرية واستقلال تمكنها من سرعة اتخاذ القرار .
هذا الأسلوب الإداري اللامركزي هو الأسلوب المعمول به في الشركات ، وهو الأنسب للأندية الرياضية ، بحيث يخول رئيس النادي اتخاذ القرارات الإدارية والمالية بكل حرية واستقلال دون رجوع إلى أعضاء الشرف إلا فيما يخص السياسة العليا للنادي ، وتكون مهمة أعضاء الشرف بعد ترشيح الرئيس هو فقط الإشراف والرقابة على أعمال الإدارة دون تدخل مباشر في أعمالها .
أما ما طالب به العزيز طلال من أفضلية مشاورة رئيس النادي لأعضاء الشرف فيما يتعلق بالقرارات الإدارية المتعلقة بالتعاقد مثلا ؛ فهذا يجرنا لزاماً إلى الطريقة المركزية في الإدارة بحيث تكون مهمة الرئيس روتينية وصلاحياته محدودة لأن القرار في آخر الأمر يكون بيد السلطة العليا والمتمثلة هنا في أعضاء الشرف .
هذا الأسلوب الإداري المركزي هو المعمول به في الإدارات الحكومية في أكثر الدول ، وهو أسلوب إداري تقليدي غير مرغوب فيه ، إلا في بعض القطاعات القومية والتي لا ينبغي إدارتها إلا بهذا الأسلوب لحساسيتها كالدفاع والأمن مثلا ، وذلك أنه يجر إلى التعقيد وإطالة الوقت في اتخاذ القرار ، لأن القرار في النهاية لا يصدر إلا من الرئيس الأعلى ( الوزير ) أو من يفوضه .
إذاً الغالي طلال ذهب وهو لا يشعر إلى المطالبة بتطبيق الأسلوب الإداري المركزي في الأندية السعودية ، وهو الأسلوب المعمول به في المصالح الحكومية ، لا الشركات كما ضرب هو بها المثل .

وفي الحقيقة فإن إدارة الأندية عندنا فيها خلل وخلط كبير ، فهي تدار على البركة ، دون تحديد للصلاحيات ، فلا تدري ما هي صلاحيات أعضاء الشرف وما هي صلاحيات رئيس النادي ؟ وبالتالي لا تدري هل هي تدار بأسلوب مركزي أو بأسلوب لامركزي .
وبسبب ذلك أصبحت الأندية تدار بالنخوة والفزعة ، وعلى ذلك لابد أن يرضي رئيس النادي جميع أعضاء الشرف ليضمن دعمهم وبقاءهم ولو جعلوه مراسلا أو دمية بتدخلهم في عمله .

وبهذا يفهم الغالي طلال أني أخالفه الرأي في مسألة مشاورة أعضاء الشرف فيما يتعلق باتخاذ القرارات الإدارية والمالية لأنها في الحقيقة من صلاحيات رئيس النادي لا أعضاء الشرف وفقا للأسلوب الإداري الحضاري اللامركزي الذي أخذت به الدول المتقدمة حتى فيما يتعلق بإدارة المرافق العامة وليس فقط المرافق الخاصة .
ولعل الأخوة الأفاضل قد لاحظوا أعضاء الشرف في نادي الاتحاد السعودي كيف حاسبوا رئيس النادي قبل أن يقبلوا ويرفعوا استقالته ... أسلوبهم هذا هو الأسلوب اللامركزي ، وهو الأسلوب الأنسب لإدارة الأندية ، ويفهم من تصرفهم هذا أنهم قد أعطوا رئيس النادي الحرية في اتخاذ القرارات الإدارية والمالية دون الرجوع إليهم ، لأن مهمة أعضاء الشرف مقتصرة على إقرار السياسة العليا للنادي ، واختيار رئيس له ، والرقابة والإشراف على أعمال الإدارة ... أما إدارة النادي من الناحيتين الإدارية والمالية فهي موكولة إلى رئيس النادي لأنها من صلاحياته .

ولعلي أختم مقالي هذا بمطالبتين :
1- مطالبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالسعي في إصدار نظام للأندية السعودية ، بحيث يشتمل النظام أو التنظيم على تحديد الصلاحيات وجميع ما من شأنه خدمة الأندية والرقي بها إلى مصاف الأندية العالمية .
2- مطالبة الأندية بوضع تنظيم لها يشتمل على صلاحيات جميع فئات العاملين لمصلحة النادي من أعضاء شرف ورئيس ... إلخ ، بحيث لا يتعارض هذا التنظيم مع الأنظمة واللوائح والقرارات الأعلى ، فتعمل بهذا التنظيم الخاص بها إلى أن يصدر نظام موحد للأندية .

وفي الختام أرجو أن تتقبل يا عزيزي طلال ملاحظتي هذه ، وأن تتمعن بها بقلب متجرد ، دون تعصب لأحد ، فكلنا آلمنا ذهاب الأمير هذلول ، ولكن ينبغي ألا نتخذ من هذا الأسلوب طريقة لفرض قناعتنا على الآخرين ، فهذه الطريقة تقليدية تدل على أن الأندية تدار بالبركة والفزعة ، لأنها لو كانت تدار بطريقة علمية صحيحة لما أضطر الأمير الغالي هذلول إلى هذه الطريقة لبيان عدم رضاه عن الوضع في النادي ، وللتجأ إلى الطرق المتبعة في ذلك حتى لو اضطر إلى طريقة التقاضي أو التظلم ... انظروا إلى رئيس أعضاء الشرف في نادي الاتحاد السعودي كيف تعامل بكل عقل مع رئيس النادي ... تركه يعمل وفي الأخير حاسبه حسابا لا يتمناه أحد لإنسان يغليه ... نعم تركه يعمل ولم يضغط عليه ليستقيل بطريقة: أنا وإلا أنت في النادي ... كل إنسان في النادي له صلاحيات ، فإذا تجاوز أحدهم صلاحياته فإنه يقع تحت طائلة المساءلة .

وتقبلوا تقدير أخوكم / تميم

ملاحظة : أببلشكم وأبنشبكم برفع موضوعي هذا حتى أرى مداخلة الغالي طلال ... والله لا يحرمنا من مشاركة مشرفينا الغالين وأعضائنا العالين .