المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 21/03/2005, 02:56 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/02/2002
المكان: U.S.A.
مشاركات: 2,139
الغرور

معنى الغرور :
غَرَّهُ يَغَرّه غراً فهو مغرور، يعني خَدَعَه و أطعمه بالباطل و منه قول الشاعر :
إن امراّ غَرَّه منكنَّ و احدةٌ بعدي و بعدك في الدنيا لمغرور
وفي حديث ( المؤمن غِرٌّ كريم ) أي ليس بذي نُكر فهو ينخدع لا نقياده و لينه ، يريد أن المؤمن المحمود من طبعه قِلةُ فطنته للشّرِ بِترك البحث عنه و تقليب الأُمور على كل الوجوه ،فهو لصدقه يصدق الناس ، و لا يقول ( سوء الظن من حُسنِ الفطن ) بل يعتَبِر كل من يقول قولاً صادقاً و عدلاً و قاعدته ( حسنُ الظنّ من حسن الفطن ) و يحسنّ الظنّ بغيره .
و الغَرور : الشيطان في قول الحق سبحانه و تعالى ( وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(لقمان: من الآية33) ، و لا يخدعنكم الشيطان بالوَعد الكاذب .
و الغُرور : ما أُغتُرَّ به من الحياة الدنيا و متاعها . و قول الحق ( يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(الانفطار:6) ، قال أبو اسحق : أي ما خدعك وسوَّل لك حتى أضعت ما وجَب عليك , ما خدعك و حمَلك على معصيته و الأمنِ مِنْ عقابه ، وفيه تبكيتٌ و توبيخُ للعبدِ الذي يأمن مكر الله و لا يخافه .
و غرّر بماله و نفسه : عرضهما الهلكَةَ من غير أن يعرف .
و الغَرَرُ : هو الخطر ، وقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر
و الغِرَّةُ : هي الغَفْلَة و رَجل غِرة يعني غافل ،و أتاه على حين غِرّة يعني على غفلة .
و الغِرارُ : المثال يعني ضرب لحاله على مثال واحد .
هذا ما ورد في لسان العرب وهو بمجمله الانخداع أو التوهم وهو مِن فَطرات القلب و تخيلاته سواء أكان موجودا أم غير موجود .
إن الغُرور مرض من أمراض القلب مثله في ذلك مثل العُجْب و الكِبْر و الحَسَد .

أما واقعه و ماهيته فهو انخداع يحصل للنفس يحرِف الإنسان عن النظر الى نفسه خلال الزاوية الحقيقية الصادقة لنفسه الى زاوية أخرى فينظر إلى نفسه إما من خلال توهمه و هماً ليس له واقع ، أو من خلال ما بين يديه من أمر أو قوة أو نفوذ .

أما نظره الى نفسه من خلال وهمه و من زاوية غير حقيقية لنفسه فإنه ينخدع بتوهمه الخاطئ بتقديره لنفسه ، و بتقييمه لها إما للأدنى و إما للأعلى و في كلا الحالين منخدع .

فإذا توقف الأمر لهذا الحد و لم يتجاوزه بقي في الدائرة نفسها و هي دائرة الإنخداع ، و أما إذا تعدّاها ففي الحالة الاولى يكون انخداعه بنفسه بعدم ايفائها حقها بأنه نظر فانخدع و رأى نفسه على غير صورتها بأنه حقير و مستضعف و ليس له من الأمر شيء ،فلا يُسمى ذلك غروراً و إنما هي غفلة ، فإذا ذُكرّ آبَ و رجع .
وفي الحلة الثانية ان رأى نفسه أكبر من حجمها و لا يعلم انه لا يعلم فانه يكون قد توهم و انخدع ، و أنتج هذا الانخداع غروراً في نفسه ، و قد يتساعد في حصول هذه النتيجة عامل خارجي إضافة إلى العامل الداخلي و هو مرض القلب .

فإذا قام بعمل فأعجبه عمله أو مدحه غيره مرّة بعد مرّة فتعتريه خفةٌ في قلبه فيزيَّن له كل عمل يقوم ، به فلا يكاد يرى إلا من خلال نفسه و صدق الله العظيم ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(الكهف: من الآية104) .
أما تأثير العامل الداخلي أو القلبي فإن تأثيره يكون أبلغ إذا كان المسلم ضعيف الذهن ، قليل العقل ، سخيف الرأي، فإنه ينخدع بسهولة و يُسر , فإذا جاءه الشيطان الخادع و الموسوس له بحيله وفنونه و زيّن له ذلك الفعل و هوّنَ عليه مفاسده و بيّن له منافعه ، و اللذة الحاصلة له بذلك الفعل فإنه ينخدع فيفعل ما يوسوسه الشيطان أو يمتنع عن الفعل بايهام الشيطان له بالفقر أو بعواقِب ما يفعل فلا يتصدق و لا يحمل دعوة .
إن الخلط بين الوهم و الحقيقة بحد ذاته أخطر أنواع الانخداع على الإنسان , فالوهم إن أصبح داخل النفس حقيقة يُبنى عليه ؛كانت النتائج المترتبة على هذا البناء دماراً عليه و على عقله .

فانخداعه بالوهم و تصوره له على أنه حقيقة ثم بناء علاقته مع نفسه على أساس هذا الوهم، يكون ابتداءً قد أخرج نفسه من دائرة عدالته مع نفسه بانصافه لها .

و يظهر الغرور بالصورة الأوضح اذا كانت علاقته مع الغير على أساس توهمه بأن يرى نفسه بغير حقيقتها فحينئذ يظهر غروره و كبره بغمصه للناس و عدم قبوله الحقّ ممن دونه فهو الجبار الجواظ المتكبر . أخرج أحمد ( الكِبّر سِفه الحق و ازدراء وراء الناس ) و في رواية ( فلا يراهم شيئا) في الصحيحين عن حارثة ابن وهب عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ( ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لا يرده , ألا اخبركم بأهل النار كل عُتُل جواظٍ مستكبر )

وفي المسند عن أنس قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أما أهل الجنة فكل ضعيف مستضعف أشعث ذي طمرين لو أقسم على الله لا يرده , و أما أهل النار فكل جعظري جواظٍ جماع مناع ذي تبع)

إذا كانت علاقته مع ربه على أساس توهمه كانت الطامة الكبرى عليه حين لا ينفع الندم فحاله كما أخبر ربنا (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً.يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً)(الفرقان:27-29)

أما تأثير العامل الخارجي : فلا يمكن أن يكون له أثر يذكر إذا لم يكن له أساسٌ يستند عليه داخلياً أو بعبارةٍ أوضح لا يظهر تأثير العامل الخارجي إلا إذا توافق مع هوى النفس و وجد له صدىً داخلياً يوافقه و عليه فيمكن تعريف الغرور في هذا المقام على أنه ( سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ) .

وعند ذلك يكون الخلْط و اللبس في عدم التفريق أو الانخداع بين الوسيلة و الغاية و هذا مدخل إبليس .
أما وضع الإنسان لنفسه في موضعها و فهمه لحجمها ووقوفه عند حدوده لا يتجاوزها فهذا ليس من الغرور في شيء .

فالمسلم المحسن المظِن بالله المؤمن المتوكِل عليه يعتدّ بنفسه، و ينبع هذا الإعتداد بالنفس من عقيدته التي يعتقدها، فعمار بن ياسر وبلال بن رباح و سمية وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم أجمعين - لم يكونوا مغرورين في تحديهم لقريش بل كان اعتدادهم بأنفسهم و حسن ظنهم بربهم بأنه ناصرهم و مؤيدهم هو المحرك لهم يستمدون منه قوتهم.

و كل حامل دعوة حاله كحالهم، و هكذا يجب أن يكون إذ لا يتأتى أن يحمل الدعوة مهزوز الفكر أو مضطرب أو متردد، فإن الفكر متين قويٌ فلا بد للوعاء الذي يستوعبه أن يكون صلباً كذلك و ليس هذا من الغرور. بل هو أسٌّ عند حامل الدعوة أو من مواصفاته و لنا الأسوة برسول الله-صلى الله عليه و سلم- حين قال: ( و الله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ).
و ليست هذه أقوال مغرورٍ بل هي أقوال و اثقٍ كل الثقة بما يحمل و امتزجت هذه الثقة بقوة الحامل فكان هذا التشبيه.

فالأمر الأساسي لوجودنا هو عبادة ربنا، و قد وهب لنا ربنا من الوسائل ما نحتاج إليه في هذه الحياة من قوة و عقل وسمع و بصر و حجج جعلها ملازمة لنا .

و سخر لنا الدواب و الأنهار و البحار و الشمس و القمر و صدق الله العظيم (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(ابراهيم:34,33) وجعل لنا سلطاناً على بعض المخلوقات من الدواب و الأنعام و خلق فينا غريزة التملك، بل وجعلنا نستمتع بذلك و نفرح بتملكنا، ثم علمنا لنعلم و نعمل بما تعلمنا فقال عز و جل (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(الحديد:20).

فكانت كل هذه الوسائل التي سخرها الله لنا تختلف عن الغاية التي أوجدنا الله لأجلها حين يقول(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(الذريات:56)فهذه الوسائل يجب علينا أن نبقيها في نفس الدائرة التي وجدت لها فقط .

و لكن حين تختلف زاوية النظر عند الانسان تختلف نظرته للوسيلة و الغاية فينخدع، فيتوهم أن الوسيلة هي غاية فيغْتر.

و يكون حاله حال قارون حين سكنت نفسه إلى ما يوافق هواها فتبدلت زاوية النظر عنده بدلاً من أن يشكر المنعم قال: ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ) (القصص: من الآية78)فنسب لنفسه ما لا يجوز له أن ينسبه لانخداعه و توهمه و صدق الله العظيم (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ)(القصص: من الآية77) فالمسلم العامل يحاول أن يصنع من علمه قارب نجاةٍ يوصله لرضوان الله، و كذلك حامل الدعوة أو صاحب المال أو صاحب الرأي فما بين أيدينا و سائل نعمل بجد و اجتهاد حتى تكون هذه الوسائل موصلة لنيل رضوان الله، فلا ننخدع و لا نتوهم و لا ننظر للأشياء إلا من خلال أوامره سبحانه و تعالى و نواهيه
بقيت في الموضوع فكرة واحدة : وهي العلاقة بين الرياء و الغرور و الاستكبار.

قلنا أن الغرور هو الانخداع و التوهم بأن يرى نفسه على غير صورتها الحقيقية، فينخدع بنفسه و تسكن نفسه لموافقتها الهوى، و حينئذٍ لا بد من اشباع هذه الجوعة، فيكون الرياء و طلب المنزلة في قلوب الناس يريد بذلك الجاه و الثناء فكل مغرور يرائي و ليس كل مرآئٍ مغرور، فالمراءاة بالنسبة للغرور وسيلته لإظهار نفسه عند الناس بالصورة التي يريدها هو، فيتصنع الكلام تصنعاً يوهم غيره به على أنه طبع له وخلق وسجية.

وأما الاستكبار: فهو ردة الفعل عند المغرور إن بينت له خطأه في مسألة أو قضية، فلا يقبل الحق ممن كان أو ممن هو دونه أو يعتبره هو أصغر من أن يأخذ منه.

فمعاندة الحق والاستكبار هي ردة الفعل عند المغرور، ويشرح هذه المسألة صورة فرعون الذي انخدع بنفسه وتوهم وهماً أكبر من حجمه، حتى رأى نفسه أنه الإله الواجب العبادة، وحين جاء موسى وهارون بالحق والآيات كانت ردة فعله الاستكبار لغروره. وصدق الله العظيم(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ. فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ. فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) (المؤمنون:46-48).

والصور كثيرةٌ في القرآن، فالذي نظر إلى نفسه من خلال الوسائل التي أعطاه الله إياها يرى نفسه بماله أو بما آتاه الله من خلال وهمه أنه مختلف عن الناس وواجب الناس الخضوع والخنوع له لأنه أفضل منهم. وصدق الله العظيم (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ. فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ. وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ. وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ. أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ. هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ. إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ. إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) (المؤمنون:31-38).



ليه |الغرور| والكبرياء ,! ليه |الغرور|
خلكـ طبيعيـ مثلنا ليـــــه |الغرور|


التكبر والغرور صفتان مذمومتان يكرههما الجميع، ولا يتمنى أي شخص التحلي بهما، كونهما لا تساهم إلا في تدمير أواصر المحبة والأخوة بين الناس في المجتمع الواحد، والتفريق بين الأحباء والخلان. فالمغرور لا يعرف إلا التحدث عن نفسه وعن حسناته وأخلاقه الطاهرة - على حد قوله - وعن جماله وأناقته ورشاقته، فيرى نفسه كبيراً ومهماً، بينما يرى الآخرين صغاراً من حوله، فهم مجرد نمل صغار يمشون من جانبه، وعندما يتحدث معهم لا يجيد إلا فن انتقادهم وشتمهم وإظهار عيوبهم وبقعهم السوداء تاركاً أعمالهم النبيلة والخيرة خلف ظهره!!
هذه الصفات هي من أهم صفات المغرورين (وما أكثرهم) والمتكبرين في مجتمعاتنا، وهم بالفعل يشكلون آفة كبيرة، كونهم لا يساهمون إلا في تأخير نهضتنا إلى الوراء، ناهيك عن أنهم ينشرون الحقد والبغضاء بين الناس بسبب غرورهم وتكبرهم وتعاليهم عليهم.
في الحقيقة إن الغرور والإعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من قوة، أو مال، أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي. وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الإنسان، ويقوده إلى المهالك ويورطه في مواقف قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة. وتعتبر مرحلة الشباب لاسيما مرحلة المراهقة من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور والإعجاب بالنفس والاستهانة بالآخرين، أو بالمخاطر، واحتمالات الدخول في المغامرات.
قد يستولي الغرور على البعض من الشباب فيخجل من الانتساب إلى أسرته، أو ذويه، أو مدينته، أو قريته عندما يتوهم أنّ ذلك لا يناسب موقعه المغرور به، بل ويتعالى على والديه عندما يرى نفسه أصبح بوضع اجتماعي غير الوضع الذي ينتسب إليه ويعيش فيه والداه. بل ويُكّون الشعور بالتفوق العلمي لديه حالة من الاستخفاف بفكر الآخرين وآرائهم، ولقد قاد الغرور العلمي قطاعات واسعة من المغرورين إلى الاستخفاف بالإيمان بالله سبحانه وتعالى وبما جاء به النبيون (والعياذ بالله).
إن ظاهرة الغرور والإعجاب بما لدى الشباب من قوة، أو جمال، أو مال، أو شعور بالتفوق الاجتماعي، أو العلمي على الآخرين هي إحدى المشاكل الكبرى في المجتمع، حيث يجب علاجها وتثقيف جيل الشباب ثقافة أخلاقية وتربوية تجنبهم مخاطر الغرور والإعجاب بالنفس وذلك عن طريق المدرسة، ووسائل الإعلام، والأسرة، والضبط القانوني، لاسيما بتعريفهم بالنتائج المأساوية التي انتهى إليها المغرورون والمعجبون بأنفسهم.
"من تواضع لله رفعه"، والدنيا دار الغرور فتغلب عليها بتواضعك، وحسن أخلاقك، والمغرور في الدنيا كأنما الرجل الواقف على أعالي الجبال، يرى الناس صغاراً ضعافاً، ويرونه أيضا صغيراً، ولا يضر ولا ينفع في شيء!!
فعلى كل مغرور ومغرورة التخلص من عادة الغرور والتكبر، ومراجعة النفس والتفكير حيال غرورهم جيداً، والتفكير بالتحلي بالأخلاق النبيلة والتجمل بملابس التواضع ووضع مساحيق الاحترام والخضوع لله، فهذا سيضفي على الإنسان تألقاً متميزاً كون درب الغرور هو درب مهلك لا يساهم إلا في تنفير الناس من حولنا، ومن يدري؟ فربما يكون الغرور بهذه الدنيا هو السبب الرئيسي في انحراف أخلاقنا نحو ما يغضب الله تعالى ويضلنا عن درب النور والهداية.



خلق الله الإنسان وميزه عن باقي الكائنات بالعقل. فبه يثاب وبه يعاقب. ويحتاج الإنسان إلى جانب عقله، ركائز تدعم مسيرته في الحياة. وهذه الركائز تتجسد في الأخلاق الفاضلة التي هي خير دعامة في حياة الإنسان، بينما الأخلاق الرذيلة هي معول الخراب والهدم.

والغرور أحد المفاسد الأخلاقية التي يبتلي بها المؤمن، فما هو الغرور؟ سؤال نطرحه ونجيب عليه.

الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه. وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساوئ الأخلاقية كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان. والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل، ومثال ذلك المال والعلم. اللذان يعتبران المحك الذي يعرف به معدن الإنسان، فالمال والعلم نعمتان من نعم الله يضفي بها على عبده، ولكن إذا كان المنعم عليه، جاهل بحقيقة الدنيا يغتر بهما، يقول سبحانه: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)(1) ويقول عزوجل( فلا يغرنكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)(2) .

فهؤلاء عند امتلاكهم للنعم ينسون أنفسهم ويجهلون بأن هذه النعم زائلة لا تبقى، وإنها ليست خالدة كما يظنون، يقول تعالى: ( وما أظن الساعة قائمة)(3) ، فعن الإمام الصادق (ع) قال: «المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى ، ولا تعجب بنفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك، إن لعللك تبقى، وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص.. وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه».

هكذا حال المغرورين يغفلون ولا ينتبهون إلا بعد زوال النعمة، يتمنون رجوعها قائلين، كما جاء في القرآن الكريم: ( ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)(4) والعلاج من هذا المرض الأخلاقي السيء يكمن في إزالة الجهل بالتفكير الصحيح والعميق لفناء الدنيا وجميع ما فيها. يقول الله عزوجل: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق)(5) ويقول تعالى: ( والآخرة خير وأبقى)(6) .

فلا خير في إقبال الدنيا على الإنسان، ولا في جمالها الخادع، بل الآخرة هي التي تستحق الإقبال من المؤمن لأنها أجمل وأبقى.

ولا يفهم من ذلك الإفراط في ترك الدنيا، بل المقصود التوازن، كما جاء في القرآن الكريم: ( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)(7) ’، فمن حقك أن تأخذ نصيبك من الدنيا، لكن إلى جانبه يجب أن تعرف حقيقة الدنيا لكي لا يجرفك الغرور بموجه العارم.

وقال أمير المؤمنين علي (ع) : «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً». فالتوازن والوسطية هما المعيار الصحيح في السلوك الحياتي، وبهما يمكن علاج الأمراض الأخلاقية والنفسية بعد معرفة حقيقة المرض ودوافعه.

إضافة إلى ذلك، هناك طرق تعتبر صمام الأمان للإنسان من الإنزلاق في المساوئ الأخلاقية هي:

1 ـ الحضور في مجالس الوعظ والإرشاد.

2 ـ يجعل المؤمن لنفسه ومن نفسه واعظاً ورادعاً، وذلك بمحاسبة النفس فقد ورد في الحديث الشريف: «ما منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم».

3 ـ التواصي بين المؤمنين بالحق كما يقول عزوجل: ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .


للأمنةلم اكتب الموضوع بل جمعته


نسأل الله الحمايةمن الغرور ,وأن يشفي جميع المصابين بهذا المرض

اخر تعديل كان بواسطة » الهلالي المرعب في يوم » 21/03/2005 عند الساعة » 05:14 AM
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21/03/2005, 04:46 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/06/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 3,940
موضوع جميل جدا

أنا أذكر نصيحة قالها لي أحد الشيوخ:
يقول: يا صلاح إعرف أن المغرور أو اللي شايف نفسه هذا ما عنده شيء يعني ملحط .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21/03/2005, 05:14 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/02/2002
المكان: U.S.A.
مشاركات: 2,139
الف شكرا على مرورك وشرف لي
[line]


إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الزعيم من اليمن
أنا أذكر نصيحة قالها لي أحد الشيوخ:
يقول: يا صلاح إعرف أن المغرور أو اللي شايف نفسه هذا ما عنده شيء يعني ملحط .


ومن ناحيةمقولةالشيخ فالشئ هذا صحيح ولاعليه غبار
بس نقول ياليت يفهمون المغرورين ويهديهم الله
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21/03/2005, 10:42 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2003
المكان: الكويت
مشاركات: 4,418
[align=center]
إقتباس
نسأل الله الحمايةمن الغرور ,وأن يشفي جميع المصابين بهذا المرض

اللهم آمين :p

يعطيك العافية على المعلومات القيمة [/align]
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22/03/2005, 04:06 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/02/2002
المكان: U.S.A.
مشاركات: 2,139
إقتباس
اللهم آمين

يارب العالمين

by the way
شكرآ على الرد
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22/03/2005, 11:10 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ blueblood_999
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/09/2004
المكان: United States
مشاركات: 4,406
إقتباس
نسأل الله الحمايةمن الغرور ,وأن يشفي جميع المصابين بهذا المرض

اللهم آمين ..

يعطيك ألف عافية أخوي هلالي بتاع .....!! قصدي الهلالي المرعب ..
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22/03/2005, 05:24 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 21/03/2004
المكان: مسنتر بالمجلس العام
مشاركات: 5,765
[align=center]يعطيك العافية ياهلالي مرعب
الله لايبلانا ولا يبتلينا ,,,, والله يشفي المهابيل المغرورين
انا ماالوم المغرور لانه ابتلاء ومرض نفسي يالله لك الحمد
مو بس المغرور يكون ملحط والا سلتوح والا غيره
حتى اللي يتباهى بشي يملكه مثل سياراة او بيت او جوال مصيرة يفقد الشي هذا
بقدرة قادر
تحياتي[/align]
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23/03/2005, 03:39 PM
عضو سابق باللجنه الإعلاميه
تاريخ التسجيل: 27/11/2002
مشاركات: 4,345
[align=center]كفانا الله الغرور ،‘،’،

ومشكور أخوي محمد على الموضوع الجميل ،‘،’،

[/align]
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23/03/2005, 04:05 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/07/2004
المكان: على سطح الهلال
مشاركات: 1,775
الله يكفينا شر الغرور
ويشفي كل مغرور ;)

الله يعطيك العافية
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23/03/2005, 05:21 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2005
المكان: الرياض
مشاركات: 305
[align=center]يعطيك العافيه اخوي على الموضوع ..

تحياتي ..

اختك .. رفيــــف *[/align]
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24/03/2005, 07:10 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/02/2002
المكان: U.S.A.
مشاركات: 2,139
[align=center]blueblood_999

ولد وايل


هلالي2008

الماسـة الزعيــــــم


رفيف[/align]



ألف شكر لتشريفكم موضوعي
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27/03/2005, 07:37 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 06/06/2004
المكان: الامارات - دار الزين
مشاركات: 217
Post

[align=justify][align=center]ليه |الغرور| والكبرياء ,! ليه |الغرور|
خلكـ طبيعيـ مثلنا ليـــــه |الغرور|


هههههههههههههههه أحد ياخذ بالأمثال على أصاله <<<<ما أطيقها..
بس رب العالمين يكفينا شر الغرور جميعاً ...
و شكراً اخوي هلالي المرعب على الموضوع...

عينــــــــــــــــــــــــاويه..
[/align][/align]
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23/06/2008, 06:47 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 20/11/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 1,077
الله يكفينا شر الغرور
ويشفي كل مغرور ;)

الله يعطيك العافية
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:52 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube