معــانـاة الـشـــريــدة.. مــن الـمـســــؤول؟!
معاناة الشريدة.. من المسؤول؟!
ربما لم يعان لاعب هلالي (التطفيش) وعدم الاحترام لتاريخه مثلما عانى الكابتن عبدالله الشريدة هذا الموسم رغم خدمته للهلال واسهاماته في الحصول معه على العديد من الإنجازات محلياً وخارجياً إلى جانب مثاليته وانضباطه وعلاقته الجيدة مع زملائه والجماهير,
وأصبح بمجرد انتقاله من القادسية إلى الدفاع الأزرق قوة إضافية ومصدر أمان لزملائه بعدما كان يعاني هذا الخط من التصدع عقب رحيل النعيمة والبيشي فضلاً عن تجنبه لإثارة المشاكل مثلما يفعل بعض اللاعبين الذين دائماً ما يكون شعارهم (المساومة) والاصرار على تجاوز الأنظمة وكسر اللوائح والسعي للحصول على تعاطف المدربين ومجاملة الإدارة ودعم أعضاء الشرف. ولم يسبق للشريدة طوال (تجربته) مع الهلال ان اتخذ هذا الأسلوب مهما كانت الظروف،
بل إنه دائماً ما يضغط على نفسه لتجاوزها حتى يتمكن من المشاركة وبالصورة التي تريدها جماهير فريقه،
ومع هذا لم تكن تضحياته التي لا ينكرها كل هلالي مخلص لناديه كافية كي ترضى عنه بعض الإدارات والإداريين الذين كثيراً ما وضعوا العراقيل في طريقه وحاولوا تضخيم أخطائه لدى المدربين بصورة غير مقبولة.
ومما يؤسف له ان من (يحارب) الشريدة ويسعى إلى (تطفيشه) لاجباره على الرحيل هم (إداريون) كانوا في السابق لاعبين لم يصلوا إلى ما وصل إليه هذا النجم من تألق ومكانة لدى الجماهير، لذلك وجدوا (مركب النقص) لديهم فرصة لمحاربته وكأنه لم يقدم للهلال ما يشفع له ويزين تاريخه،
والأكثر غرابة ان في الهلال من يغض الطرف ويستبيح بعض مطالب اللاعبين ويراها حقاً من حقوقهم لأنه يخاف منهم ومن جماهيرهم عكس الشريدة الذي يراه بعض الإداريين مجرد رقم في القائمة الهلالية. ويمكن له مغادرة النادي دون ان يحظى بكلمة شكراً على ما قدمه من تضحيات كادت ان تودي بحياته وحكاية كوع كندي الشهيرة ليست ببعيدة.
وتجاوز ذلك إلى أنه أكثر من مرة قبل بتجديد عقده دون ان يتسلم ريالا واحدا حباً في الهلال عكس بعض زملائه الذين (يساومون) ويوسطون بعض أعضاء الشرف ويزعجون الإدارات حتى يصلوا إلى غايتهم عند تجديد العقد.
== ما يتعرض له الشريدة من (احباطات) قبل ان تكون إساءة له هي (إحباط) لكل من يخدم الهلال ويصور لكل عنصر (شاب) قادم من أجل خدمة فريقه انه مهما أعطى وقدم من تضحيات وتألق فإن مصيره سيكون أشبه بمصير الشريدة، الأمر الذي يولد لديه الكثير من عدم الارتياح على مستقبله وهذه النقطة لابد ان ينتبه لها الهلاليون الذين كان يفترض عليهم وضع الشريدة أمام خيارين.. الأول تقدير تاريخه وعطاءاته ومنحه الفرصة للمشاركة لاسيما انه ما زال قادراً على العطاء، بل إنه أفضل من بعض اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدرب وبسببهم تعرض الفريق للعديد من المتاعب.
== أما الخيار الثاني فيفترض على الهلاليين تكريمه من خلال منحه فرصة الانتقال لأحد الأندية بدلاً من معاناته الحالية التي لا تجسد وفاء ومواقف الهلاليين النبيلة مع كل من يخدم ناديهم في مختلف المجالات، وكم كنت أتمنى ان لا يكون صحيحاً ما يتردد بأن هناك قناعات (إدارية) وليست فنية تحول دون مشاركة الشريدة مع الفريق، وان هذه القناعة يقودها منصور الأحمد الذي هو الآخر عانى العام قبل الماضي من (التهميش) ومن ثم الإقالة في نهاية الأمر لعدم القناعة في عمله. وإذا كان ذلك صحيحاً فلنقل على بقية النجوم الهلاليين السلام لأن الأحمد سيقف حجر عثرة في طريقهم كونه سيكرر ذكريات (بعض الإداريين) الذين يكرهون اللاعبين البارزين ويغارون من تعلق الجماهير بهم، والغريب ان الإدارة الهلالية ما زالت تلتزم الصمت وكأن ما يتعرض له الشريدة يحدث برغبتها؟!!
== مشكلة الشريدة انه لا يجيد (لغة) التملق والنفاق التي يمارسها غيره سواء مع الإدارة أو الإعلام ليصل إلى غاياته، ويضحك بأسلوب مكشوف، وإذا كان (الشريدة) في نظر الإدارة الحالية قد توقف عطاؤه فأنا لا أطالب بفرضه على الفريق وإن كان الأمر فنيا بحتا ومن اختصاص المدرب الذي صرح بأنه يريد اللاعب ولكن!! فعلى أي حال الاعتزال سنة الحياة، وكل نجم لابد ان يتوقف عن الركض في يوم من الأيام، لكن يفترض ان يكون التعامل وفقاً لتاريخ اللاعب وتضحياته وعطائه بطريقة أدبية، ومرضية لكل الأطراف وان يكرم اللاعب تكريماً لائقاً بحجم عطائه. ويمنح المرتبات المتبقية من عقده بجانب فتح المجال للجماهير وأعضاء الشرف لتكريمه، ويخير إما بتوديع الكرة أو العودة للقادسية بجانب أهله هناك ليختتم مشواره. هذا مقال لفياض الشمري في جريدة الرياض ..
فما رأيكم ؟؟
الوضع الشجري
