شريط طويل من الذكريات الجميلة لانتصارات الأخضر يمر أمامنا قبل أن يدشن منتخبنا الوطني ظهر اليوم مشواره في بطولة الأمم الآسيوية بلقاء تركمانستان الافتتاحي. فقد ارتبطت انتصارات الكرة السعودية ببطولة آسيا برباط وثيق وكان أول كأس يدخل دولاب الكرة السعودية من الوزن الثقيل كأس أمم آسيا في سنغافورة 84، ومنذ ذلك التاريخ ظل الأخضر ضيفاً دائماً وأساسياً في كل نهائياتها على مدى عقدين من الزمان.. ظفر باللقب 3 مرات وبالوصيف مرتين.. واليوم في بلد المليار ونصف المليار يدخل تحديا جديدا مع نفسه.. مع تاريخه وذكرياته.. مع إرثه الآسيوي الجميل المسكون بالذكريات العذبة والالقاب الكبرى.. وان كانت هذه المرة في ظروف وأجواء بالغة الصعوبة.. ولا يستطيع أي متابع ان يقول عكس ذلك.. بدءا بمعسكر الاعداد في ماليزيا واقتصاره على تجربة ودية يتيمة أمام أحد الفرق الماليزية.. مرورا بحرمانه من خدمات عدد من أبرز نجومه وعلى رأسهم محمد نور الذي كان حجراً اساسياً في كل خطط وتكتيكات فاندرليم في المشاركات الماضية وانتهاء بالحالة العامة التي تدعو للقلق.. فمن وقع عليه الاختيار لخوض هذه المهمة يعاني الأمرين من الارهاق البدني والنفسي نتيجة كثافة المشاركات مع ناديه محليا وعربيا وقاريا.. من هنا ندرك صعوبة المهمة التي تنتظر الاخضر في الصين.. واعتقد ان مفاتيح خروجنا من هذا المأزق تبدأ بتمسكنا بسلاح الواقعية.. فلا نطلب من منتخبنا نتائج كبيرة ولا مستويات رفيعة خاصة في الدور الأول.. بدءاً من لقاء اليوم أمام تركمانستان.. ورغم معرفتنا بفارق الامكانات والخبرة لصالح الاخضر لا نريد أكثر من تجاوزه فقط ولو بهدف نظيف.. فالأولوية هنا للنتائج ولأسلوب إدارة معركة البحث عن اللقب المفقود.. والذي يتطلب ذكاء شديدا وفهما صحيحا لقواعد اللعبة.. لا نريد أن نقع في شرك البحث عن النتائج الكبيرة والمستويات المبهرة التي تحاكي سمعة الأخضر.. وترضي الصحافة والاعلام والجماهير.. نريد أسلوبا فنيا فاعلا يحقق النتائج المطلوبة.. خطوة خطوة.. ومرحلة مرحلة.. فالتاريخ في النهاية لا يكتب غير اسم البطل.. ولا يسجل في هوامشه التفاصيل الفرعية.. هل حقق هذا المنتخب البطولة بجدارة واقتدار أم بالحظ.. لا يكتب هل كان هو الأفضل فنيا أو الأضعف.. لا يعرف شيئا غير كتابة وتدوين اسم البطل في صفحاته بأحرف من ذهب.. وأعتقد اننا اذا التزمنا بهذه القواعد.. وكنا اكثر واقعية في أدائنا وعروضنا وتوقعاتنا وحساباتنا فقد نعود من بكين باللقب رغم ان كل الترشيحات والتوقعات تميل لصالح اليابان أولا وكوريا ثانيا والصين ثالثا