الكويت في مهمة صعبة للخروج من النفق
يرفع منتخب الكويت لكرة القدم على غير العادة شعارا متواضعا هذه المرة يتمثل بتخطي الدور الاول في نهائيات كأس اسيا الثالثة عشرة في الصين من 17 الحالي حتى 7 آب/اغسطس المقبل ولكن مهمته ستكون صعبة لتحقيق ذلك وستزداد صعوبة في حال اراد الابتعاد اكثر لتحقيق نتائج تخرجه من النفق الذي دخل فيه منذ سنوات لم يحقق فيها اي انجاز يذكر.
وتكمن صعوبة المنتخب الكويتي في الدور الاول لانه وقع في مجموعة قوية الى جانب الامارات والاردن وكوريا الجنوبية.
وما يزال المنتخب الكويتي يبحث عن ذاته في المسابقات الاقليمية والقارية حيث يمر بمرحلة تخبط غلبت عليها كثرة التغييرات في الجهاز الفني في الفترة الاخيرة وبالتأكيد لا يشكل المنتخب الحالي بالنسبة الى الكويتيين منتخب الامل الذي يعيد امجاد الكرة الكويتية في الثمانينات.
وكان المنتخب الكويتي اول منتخب عربي يحرز لقب بطل اسيا وتحديدا في النسخة السابعة التي اقيمت في ضيافته عام 1980 وحقق بعد سنتين انجازا آخر فكان اول منتخب عربي من القارة الاسيوية يتأهل الى نهائيات كأس العالم وذلك في مونديال اسبانيا عام 1982.
ويختلف الوضع كثيرا بين منتخب الثمانينات والحالي ففي "الفترة الذهبية" مر على الكرة الكويتية نجوم ما تزال انجازاتهم عالقة في الاذهان كفيصل الدخيل الذي سجل هدف التعادل لبلاده في مرمى تشيكوسلوفاكيا في مونديال 82 والمهاجم المرعب جاسم يعقوب وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي وفتحي كميل اما الان فيغلب العنصر الشبابي على التشكيلة لان الاتحاد الكويتي يسعى الى اعداد منتخب قوي للاستحقاقات المقبلة.
ولم يساعد عدم الاستقرار في الاجهزة الفنية على بناء منتخب كويتي قوي في السنوات الماضية التي فشل فيها في فرض تفوقه التاريخي في دورات كأس الخليج بالذات وبان ذلك واضحا في الدورتين الاخيرتين في الرياض عام 2002 والكويت اواخر العام الماضي واوائل العام الحالي.
وفي كأس الخليج الخامسة عشرة في الرياض قاد الالماني بيرتي فوغتس (مدرب اسكتلندا حاليا) المنتخب الكويتي لكنه لم يستمر طويلا في منصبه اذ اسندت المهمة الى البرازيلي باولو سيزار كاربجياني الذي كان بدوره ضحية دورة الخليج التالية في الكويت فتمت الاستعانة بخدمات المحلي محمد ابراهيم مدرب القادسية للاشراف على المنتخب.
وكان ابراهيم واقعيا جدا في الحديث عن حظوظ المنتخب في نهائيات الصين بقوله "سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق اهدافنا في البطولة الاسيوية رغم ان فترة الاستعداد بدأت في 26 حزيران/يونيو وتعتبر قصيرة جدا مقارنة مع استعدادات المنتخبات الاخرى في مجموعتنا".
واضاف "رغم ذلك يحدونا الامل لتجاوز الدور الاول ثم سنسعى لترك بصمة كويتية ولكني لا اعد باحراز اللقب في ظل الوضع الحالي وهذا لا يمنعنا من الاجتهاد في النهائيات وفي تصفيات كأس العالم الحالية لكن هدفنا الحقيقي هو بناء منتخب قوي لتصفيات كأس العالم عام 2010 وسنبدأ الاعداد له في "خليجي 17" في قطر اواخر العام الحالي".
وكان المنتخب الكويتي تلقى ضربة موجعة عندما اصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد الاسيوي عقوبة بحق نادي القادسية واوقفت لاعبيه الدوليين عن المشاركة مع المنتخب في كأس اسيا قبل ان تخفف لجنة الاستئناف هذه العقوبات وتسمح لهم مجددا بالمشاركة ما قد يعطي المدرب بعض الخيارات المهمة في التشكيلة.
البداية الاسيوية
انتظرت الكويت حتى الدورة الخامسة عام 1972 في تايلاند لبدء حكايتها الشهيرة على الصعيد الاسيوي وهي كانت سباقة الى المشاركة بعد ابعاد اسرائيل عن مسابقات القارة ولعبت في التصفيات مع العراق ولبنان والبحرين والاردن وسوريا وسريلانكا في مجموعة واحدة والتقت مع العراق في مباراة القمة وفازت فيها 1-صفر وبلغا معا النهائيات.
وفي الدور التمهيدي من النهائيات فازت الكويت على تايلاند 2-صفر وعلى كوريا الجنوبية 2-1 قبل ان تتعرض لخسارة كبيرة امام الخمير (كمبوديا حاليا) صفر-4 وتخرج خالية الوفاض.
وبلغت الكويت نهائيات الدورة السادسة عام 1976 في ايران ففازت في الدور الاول على ماليزيا 2-صفر والصين 1-صفر وبلغت نصف النهائي حيث تغلبت على العراق 3-2 قبل ان تخسر مباراة القمة امام ايران صفر-1 لتكتفي بالمركز الثاني.
واستضافت الكويت النسخة الثامنة عام 1980 لتصبح اول دولة عربية تنظم هذا الحدث الاسيوي ثم اصبحت في نهايتها اول دولة عربية ايضا تفوز بلقبها.
وفي النهائيات كانت نتائج الكويت متواضعة في الدور الاول خصوصا انها وصيفة البطولة السابقة وتلعب على ارضها وبين جمهورها فتعادلت مع الامارات 1-1 وفازت على ماليزيا 2-1 ثم خسرت امام كوريا الجنوبية صفر-3 وكانت تواجه حينها خطر توديع المسابقة التي اعدت العدة للعب الدور الابرز فيها.
وافرغ الازرق في مباراته الاخيرة ضمن الدور الاول كل ما في جعبته وفاز على قطر باربعة اهداف نظيفة وشق طريقه الى نصف النهائي حيث ثأر فيه من ايران وتغلب عليها 2-1.
وفي المباراة النهائية ثأر ايضا من كوريا الجنوبية التي وضعته في موقف حرج في الدور الاول وفاز عليها بالنتيجة ذاتها محرزا اللقب ومسطرا اسمه باحرف من ذهب في سجلات البطولة.
الهبوط والصعود
وعانت الكويت كثيرا بعد رحيل معظم نجوم الجيل الذهبي حتى اصبحت بعد سنوات تسير في ظل منتخبي السعودية وكوريا الجنوبية وتبحث عبثا عن مركز لها بين المنتخبات التي تحتل مراكز المقدمة خلافا لما كانت عليه الحال في السابق.
وبعد عام 1982 فشلت الكويت في تجاوز الدور الاول لتصفيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية (86 و90 و94) وتكرر السيناريو في تصفيات كأس آسيا 1988 و1992 وهو ما لم يكن مألوفا لدى الشارع الكويتي الذي اعتاد ان يكون منتخبه حاضرا في النهائيات الاسيوية لانه كان يعتبر من المنافسين الاساسيين على اللقب مع ايران وكوريا الجنوبية.
واعتبرت التصفيات المؤهلة الى كأس آسيا عام 1996 في الامارات نقطة التحول التي نهضت عبرها الكرة الكويتية من كبوتها مجددا اذ بلغت النهائيات للمرة الاولى منذ الدورة الثامنة عام 1984.
وكانت التشكيلة الكويتية في هذه الفترة واعدة ذكرت الى درجة ما ببعض انجازات الجيل الذهبي في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات ونجحت في حجز مركز لها في الدور ربع النهائي للبطولة الحادية عشرة بعد فوز على كوريا الجنوبية وتعادل مع اندونيسيا وخسارة امام الامارات المضيفة في المجموعة الاولى.
وفي ربع النهائي فاز "الازرق" على العملاق الياباني 2-صفر بعد عرض رائع لكنه لم يكن محظوظا في الدور التالي امام اصحاب الارض اذ خسر بهدف وحيد كان كافيا لوضع حد لتطلعاته الا ان المحصلة كانت جيدة له في البطولة بعد سنوات من انعدام الوزن.
وبدأ الخط التصاعدي للمنتخب الكويتي فبلغ الدور الثاني من تصفيات مونديال 1998 قبل ان يحل اخيرا في مجموعته لكنها كانت خطوة مهمة له للعودة بقوة الى الساحة الدولية خصوصا ان مواهب لامعة ظهرت في صفوفه جعلت المراقبين يتوقعون ان يعود الازرق الى موقعه الطبيعي كاحدى القوى الرئيسية في القارة الاسيوية.
ولم يخيب الجيل الجديد الظن به وفي مقدمته القناصان جاسم الهويدي وبشار عبدالله ومن خلفهما كوكبة من النجوم مثل بدر حجي وعصام سكين وحسين الخضري وغيرهم لان هذه الاسماء اكملت السيطرة الكويتية على دورات كأس الخليج باحرازها لقب النسخة الرابعة عشرة التي اقيمت في البحرين عام 1998.
وشهد عام 1998 تأهل المنتخب الكويتي ايضا الى نهائيات مسابقة كرة القدم ضمن دورة الالعاب الاسيوية في بانكوك قبل ان يخسر امام ايران.
وفي نهائيات الدورة الثانية عشرة في لبنان بدأ منتخب الكويت بشكل سيىء بتعادله مع اندونيسيا صفر-صفر قبل ان يحقق فوزا لافتا على كوريا الجنوبية 1-صفر ويتعادل مع الصين صفر-صفر ايضا ليتأهل الى ربع النهائي لكنه اصطدم بنظيره السعودي وخسر امامه بالهدف الذهبي 2-3.
وكانت نتائج منتخب الكويت في التصفيات جيدة اذ كان اول المتأهلين الى نهائيات الصين بعد ان تصدر ترتيب المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة امام قطر (11) وسنغافورة (4) وفلسطين (2) ففاز على سنغافورة 3-1 و4-صفر وعلى قطر 2-1 وتعادل معها 2-2 وعلى فلسطين 2-1 و4-صفر