#1  
قديم 08/04/2004, 03:17 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 26/06/2003
المكان: مملكة الزعيم
مشاركات: 53
الصـــــــــــــــــــــحبة الصالحـــــــــــــــــــــة( منقول)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقدم لكم هذا الموضوع المهم في حياتنا الحالية وهو منقول من موقع www.islamway.com

[ALIGN=CENTER]الصحبة الصالحة[/ALIGN]

{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً. لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } [الفرقان:27- 29].حذرالإسلام المسلمين من سوء اختيار الصحبة و بالذات رفقاء السوء، الذين يجاهرون بالمعاصي ويباشرون الفواحش دون أي وازع ديني و لا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء، وما في مجالستهم من الوباء، وحث المسلم على اختيار الصحبة الصالحة و الارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك، وإذا ذكرت أعانوك.

ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقاً صالحاً: الوفاء- الأمانة- الصدق- البذل- الثناء- والبعد عن ضد ذلك من الصفات. والصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، كما توضح الأيات والأحاديث. { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } ‏‏[الزخرف:67] و { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } الآية. نزلت هاتين الآييتين الكريمتين في أمية بن خلف الجمحي، وعقبة بن أبي مُعَيْط، وذلك أن عقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: قد صبأ عقبة بن أبي معيط، فقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه، ففعل عقبة ذلك، فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله، فقتله يوم بدر صبرا، وقتل أمية في المعركة. وقال ابن عباس في تفسيرها { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ } يريد يوم القيامة.
{ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي أعداء، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.
{ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة، نرجوا من الله أن نكون منهم. وذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما، فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى ( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )، قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي، وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛ فيقول الله تعالى ( بئس الصاحب والأخ والخليل كنت ).

فيلعن كل واحد منهما صاحبه. والآية عامة في كل مؤمن وكافرومضل. وجاء عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أحاديث عديدة تحثُ المسلمين لاختيار الصحبة الصالحة ومنها: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ اِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا اَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ سَمِعْتُ اَبَا بُرْدَةَ بْنَ اَبِي مُوسَى، عَنْ اَبِيهِ ـرضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ‏مَثَلُ الجليس الصَّالِح و الجَليس السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحاً خَبِيثَةً » ‏. متفق عليه، واللفظ للبخاري. و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو دَاوُدَ قَالاَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الرَّجُلُ عَلَى خَلِيله فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ »‏ قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ و أبو داوود. وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان, حدثنا علي بن هاشم بن البريد, عن مبارك بن حسان, عن عطاء عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: « من ذكَّركم بالله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله » . رواه أبو يعلى الموصلي.

اعلموا إخواني بأن المسلم مطلوب منه أن يحسن اختيار أصدقائه، لأنه يتأثر بعملهم و أخلاقهم، فإن كانوا أصدقاء سوء تأثر بهم و بأخلاقهم السيئة، وإن لم يشاركهم أعمالهم السيئة، فأنه وافقهم عليها وهذا أثم كبير يقع عليه، ويصنف تبعاً لهم. و صدق من قال:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقـــــــارن يقتــــــــدي

و إن كانوا أصدقاء خير تأثر بأخلاقهم الحميدة وأعمالهم المرضية لله عزوجل، وكانوا له عوناً على طاعة المولى عز وجل، و بينون له مواطن العلل فيعمد إلى إصلاح نفسه، لأن هناك من يذكره بتقوى الله ويذكره بالموت وأجله، والقبر وظلمته والقيامة و أهوالها، والنار وعذابها والجنة و نعيمها. وفي حديث رواه أبو داوود قال: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن حدثنا بن وهب عن سليمان يعني بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" رواه أبو داود.

وتخيل أخي المسلم كم من فائدة تجنيها من مجالسة الأخيار، و كم من معصية وضرر يصيبك من مجالسة الأشرار. و أفضل ما يمكن ذكره هنا أن مجالسة الأخيار جالبة لمحبة الله كما في الحديث الذي رواه الأمام مالك في موطأه: َحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى شَابٌّ بَرَّاقُ الثَّنَايَا وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوا إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ .‏ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي -قَال- فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ لِلَّهِ .‏ فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ .‏ فَقَالَ آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ ‏.‏ فَقَالَ آللَّهِ؟ فَقُلْتُ آللَّهِ ‏.‏ قَالَ فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحبِتي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ » . رواه مالك وصحح إسناده ابن عبد البر والمنذري والنووي.

واعلموا إخواني أنه من الفوائد الأخرى التي يجنيها المسلم في مجالسة الأخيار أيضاً، حصوله على بركتهم كما في الحديث الذي رواه الأمام مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ -قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ, قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ , قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ -قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا -قَالَ- فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم »‏ رواه مسلم وقد قال ابن الجوزي: رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر، مهر الآخرة يسير، قلبٌ مخلص، ولسانٌ ذاكر، إذا شبت ولم تنتبه، فاعلم أنك سائر.

وأنشدوا قول الشاعر:
تجنب قرين السوء واصرم حباله
فإن لم تجد عنه محيصاً فداره
وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه
تنل منه صفو الود ما لم تماره

وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وأنشد:
وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا
وصاحب شرار الناس يوما فتندما


نوصيكم إخواني بالدعاء إلى الله عزوجل بأن يوفقنا وإياكم بصحبة صالحة تدلنا على الخير وتُعينُنا على الطاعات، وأن يصرف عنا أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09/04/2004, 04:53 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/10/2003
المكان: تــبــوك
مشاركات: 1,592
جزاك الله خيرا واثابك وثبتك على الحق ورزقنا وأياك الصحبه الصالحه اللهم آمين
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09/04/2004, 03:32 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/09/2003
المكان: !! KSA !!
مشاركات: 9,868
جزاك الله خير أخوي على الموضوع ..
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10/04/2004, 09:01 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
نوصيكم إخواني بالدعاء إلى الله عزوجل بأن يوفقنا وإياكم بصحبة صالحة تدلنا على الخير وتُعينُنا على الطاعات، وأن يصرف عنا أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم


اللهم آمين

بارك الله فيك للنقل الجيد والمبارك
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/04/2004, 08:11 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
الصاحب ساحب


إن أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى ، مصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ، لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه ، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله ، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه ، كما قال عليه الصلاة والسلام " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه أبو داود والترمذيُ بإسناد صحيح] ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال " ما من شيء أدلُ على شيء ؛ من الصاحب على الصاحب" ومن كلام بعض أهل الحكمة ( يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه) فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية ، ويوليها بالغ الرعاية ، حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين ، واصطفاء الرفقاء المتقين ، فقال عليه الصلاة والسلام " لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامَك إلا تقي" [رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن] كما ضرب للأمةِ مثلَ الجليس الصالحِ والجليس السوء بشيء محسوسٍ وظاهر ، كلٌ يدرك أثره وعاقبتَه ، ومقدارَ نفعه أو ضرره ، فقد أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال " إنما مثلُ الجليسِ الصالح والجليسِ السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة " لذا .. فإن من الحزم والرشاد ، ورجاحةِ العقل وحصافةِ الرأي ، ألا يُجالسَ المرء إلا من يرى في مجالسته ومؤاخاتِه النفعَ له في أمر دينه ودنياه ، وإن خيرَ الأصحاب لصاحبه ، وأنفعَ الجلساءِ على جليسه من كان ذا بِرٍّ وتُقى ، ومروءةٍ ونُهى ، ومكارمَ أخلاق ، ومحاسنَ آداب ، وجميلِ عوائد ، مع صفاءِ سريرة ، ونفسٍ أبية ، وهمّةٍ عالية ، وتكمل صفاته ويَجل قدره حين يكونُ من أهل العلم والأدب ، والفقه والحكمة ، إذْ هذه صفات الكُمّل من الأنام الذين يأنس بهم الجليس ، ويسعد بهم الصديق ؛ لإخلاصهم في المودة ، وإعانتهم على النائبة ، وأمْنِ جانبهم من كل غائلة ، فمن وُفق لصحبة من كانت هذه صفات وأخلاقه ، وتلك شمائله وآدابه ، فذلك عُنوان سعادته ، وأمارةُ توفيقه ، فليستمسك بغرزه ، وليعضّ عليه بالنواجذ ، وليْرع له حق الصحبة بالوفاء والصدق معه ، وتوقيره وإجلاله ، ومؤانسته حال سروره ، ومواساته حال مصيبته ، وإعانته عند ضائقته ، والتغاضي عن هفواته ، والتغافلِ عن زلاته ، إذ السلامةُ من ذلك أمر متعذر في طبع البشر ، وحسبُ المرء فضلاً أن تعد مثالبه ومعائبه ، وإن شرَ الأصحاب على صاحبه ، وأسوأهَم أثرًا على جليسه ، من ضعُفت ديانته وساءت أخلاقه ، وخبُثت سريرته ، ولم تُحمد سيرته ، من لا همّ له إلا في تحقيقِ مآربه وأهوائه ، ونيلِ شهواته ورغباته ، وإنْ كان على حساب دينه ومروءته ، ولربما بلغ الحالُ في بعض هؤلاء ألا يقيمَ للدين وزنًا ، ولا للمروءة اعتبارًا ، ولا يرى للصداقةِ حقًا ، فمؤاخاةُ هذا وأمثالِه ضرب من العناء ، وسبيل من سبل الشقاء ؛ لِما قد يجلبه على صاحبه وجليسه من شرٍ وبلاء بصده عن ذكر الله وطاعته ، وتثبيطه عن مكارم الأخلاق ومقتضياتِ المروءة ، وتعويدِه على بذاءة اللسان والفحش في الكلام ، وحمله على ارتكاب أنواعِ من الفسق والفجور والأخذِ به في سبيل اللهو واللعب ، وضياعِ الأوقات فيما يضر ولا ينفع من أنواع الملهياتِ والمغريات ، وتبذيرِ الأموال في صنوف من المحرمات ، ولتتأمل أخي الكريم في حال من ابتلوا بإدمان المسكرات ، وتعاطي المخدرات ، واقتراف الفواحش والمنكرات ، واكتسابِ الأموال المحرمة من ربا ورشوةٍ وغيرها من المكاسب الخبيثة ، وما هم عليه من سوءِ الحال في أنفسهم وأهليهم ، وما كان لهم من أسوأِ الأثر على من يخالطهم ويصافيهم ، فمن شقاء المرء أن يُجالس أمثال هؤلاء الذين ليس في صحبتهم سِوى الحسرة والندامة ؛ لأنهم ربما أفسدوا عليه دينه وأخلاقه ، حتى يخسر دنياه وآخرته ، وذلك هو الخسران المبين ، والغبنُ الفاحش {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/04/2004, 07:46 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 05/11/2003
المكان: جدة
مشاركات: 279
جزاك الله خيراً ............

اللهم ارزقنا الصحبة الصالحة
اللهم ثبتنا على الصراط
اللهم احشرنا مع زمرتك

اللهم آآآآآآآآآآآمين .....
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12/04/2004, 08:45 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 26/06/2003
المكان: مملكة الزعيم
مشاركات: 53
اخواني اخواتي

جزاكم الله خيراً ووفقنا واياكم الى كل مايحب ويرضى .
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13/04/2004, 09:30 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 26/06/2003
المكان: مملكة الزعيم
مشاركات: 53
اخواني اخواتي في الله ادعوا معي بهذا الدعاء

اللهم ارزق شبابنا وبناتنا المسلمين الصحبة الصالحه التي تكون لهم عوناً على الخير ومنعاً لهم على فعل كل منكر وسوء ياسمع ياعليم
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17/04/2004, 10:16 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
اللهم ارزق شبابنا وبناتنا المسلمين الصحبة الصالحه التي تكون لهم عوناً على الخير ومنعاً لهم على فعل كل منكر وسوء ياسمع ياعليم

اللهم ارزق شبابنا وبناتنا المسلمين الصحبة الصالحه التي تكون لهم عوناً على الخير ومنعاً لهم على فعل كل منكر وسوء ياسمع ياعليم


اللهم آمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
فإن الذي لايصلي على النبي لاترفع دعوته وتظل معلقه
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17/04/2004, 05:37 PM
عضو غير عادي
تاريخ التسجيل: 14/03/2002
المكان: الـريـــــــــــاض
مشاركات: 10,107
الـحـاتـمــي ....



مــر مـــن هــــنـــــا ......


ويـقـول : جزاك الله خير وتطرقت الى موضوع هام جدا في عصرنا هذا ....
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:03 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube