كثرت قضايا الهلال في الآونة الأخيرة وكثر ظهوره والحديث عنه في التلفاز والصحف والمجلات ذلك ليس لأن الهلال قد خسر بطولة ولكن فقط لأنه بدأ يظهر بشكل سيء وغير ممتع على الاطلاق ومستوى متهالك وطريقة لعب تبدو دفاعية ، وأقول تبدو متعمداً ولا أريد الخوض في غمار التفاصيل الفنية .
انما ما أردت قوله أن الكل يتحدث والبعض يستمتع بالحديث عن اخفاقات الهلال (على المستوى الفني) وعن الظهور الباهت للهلال لمجرد الحديث، ولأن الهلال طرفاً في حديثه فحتماً سيجد من يسمع بل وباهتمام ايضاً لتجد نفسك في نهاية الحديث تخرج بدون أدنى فائدة من حديث طويل أعيد فيه الكلام من غير أن طرح جديد . فالكل يعلم ان الهلال يقدم مستوى سيء وغير مقنع ولكن أين الخلل؟؟
هذا السؤال الذي يهرب منه الجميع وحينما يوجه السؤال بشكل مباشر فانه حتماً سيختار الاجابة الاسهل ألا وهي المدرب فالمدرب هو كبش الفداء وهي اسرع الحلول وأسهلها على الاطلاق كلها قرشين وجب مدرب ثاني وترتفع المعنويات وقضينا.
طيب ليش ما نروح لأبعد من كذا، راح يجي مدرب ثاني وبعد فترة راح ترجع حليمة لعادتها القديمة وراح يختلف بعض النجوم مع المدير الفني لأن اللي بيجي مو أحسن من اللي راح يأتي بعدها تراخي اللاعبين ونفسيات نجومنا تتعب ويختلفون في وجهات النظر مع المدرب وبعدين ندخل في ازمة جديدة ومطالبات باقالة المدرب القادم(اللي بعد اديموس).
اذن اين مفهوم الاحتراف ، أين عقلية وفكر وتعامل المحترفين مع المشاكل والازمات ، الاحتراف كلمة كبيرة ومفهوم راقي الهدف منه الرقي بالمستوى العام ،مستوى اللاعبين والاداريين والاعلام الرياضي وحتى الجمهور الرياضي.
وطالما نحن نصرف الاموال في كرة القدم فلماذا لانلقى المردود الكافي من هذا الصرف . لماذا لا يكون اسم الوطن رفيعا في هذا المجال ، ولماذا لا يكون لأبنائنا فرص احترافية ( وظيفية) في الخارج على مستوى اللاعبين او المدربين او حتى الطب الرياضي.
اذن هذا يعني اننا نصرف الاموال بشكل خاطئ ، نصرفها فقط لاغاظة بعضنا البعض ، ونصرفها فقط لأغراض الشهرة والظهور الاعلامي القصير وبعدها فلتحترق مالطا(كرة القدم السعودية).
والسؤال الذي يدور في ذهني هو بعد اكثر من عشر سنوات احتراف ماذا استفدنا؟ وكم نجماً بارزاً انتجنا وكم تجربة احتراف خاجية ناجحة للاعب سعودي قدمنا؟ وبغض النظر عن السبب او الاسباب فقد فشلنا، وليس اللاعبين وحدهم فقط يتحملون الفشل ولكننا فشلنا جميعا كجمهور واعلام وجهاز اداري ورئاسة لرعاية الشباب.
وطالما الحديث يدور عن اللامعقول والغريب بعد تجربة ليست بالقصيرة في عالم الاحتراف ، فهل تصدق ان المدربين الذين تجلبهم انديتهم والذين يتقاضون رواتب عالية جداً ومصنفين كافضل مدربين لا يعملون سوى فترة واحدة لا تتجاوز الثلاث ساعات يومياً !!!!؟
ولاعبينا المحترفين لا يتدربون الا فترة واحدة !!!!؟؟
ثم نشتكي من ضعف اللياقة وفشل المعسكرات وسهر اللاعبين وضعف استيعاب الخطط!!!
فاللاعب الذي اصبح محترفاً ولا يعمل الا فترة ما بعد العصر سيجد في الليل وسهره متعة كبيرة خصوصاً انه ينام الى بعد الظهر وسلمني على الاحتراف السعودي واللاعب السعودي.
وخلاصة القول أن احتراف كرة القدم وظيفة يجب أن تحترم ويتم متابعتها ويتم مراقبة الاندية والتاكد من اتباعها لتعليمات الاتحاد السعودي (الغير موجودة الى الآن) والتي تنص على كل ما هو في مصلحة اللعبة واللاعب والا فلنلغي الاحتراف وليبحث اللاعبين عن وظائف اقلها ستلزمهم بالنوم بدري لننتج جيلاً مثل صالح النعيمة وماجد عبدالله ويوسف الثنيان وفهد المصيبيح .

وللحديث بقية.