بسم الله الرحمن الرحيم


اليـوم : السبت 6 ديسمبر 2003

الزمـان : 11.30 بتوقيت السعودية

المـكان : ملعب نيوكامب معقل كتلونيا

دربي من اقوى دربيات العالم انه وببساطة بين برشلونة وريال مدريد
ولهذا الدربي أبعاد اخرى غير انه تنافس رياضي وسبب ذلك العداء الشديد بين اقليم كتلونيا والعاصمة مدريد حيث انه الى الان تطالب كتلونيا الانفصال عن اسبانيا ومن ذلك نشاء هذا العداء التاريخي
مباراة السبت تقام على ارض برشلونة وتحديدا فيقلعة النوكامپ الذي يتسع لـ 120000 متفرج





ولهذا الملعب قيمة كبيرة في نفوس اهالي كتلونيا لذلك سنتعرف عليه اكثر ,,
يعتبر إستاد نيوكامب من أكبر الاستادات في العالم بسعة 120 ألف مقعد بعد المقاعد التي أضيفت إليه في بطولة العالم 1982 ، ولكن وبعد انتهاء البطولة نقصت مقاعده لتصبح 90 ألف مقعد ، وقلص محيط دائرته بمعدل ثلاثة أمتار ، وذلك امتثالاً لقوانين الفيفا ، وهو بذلك يعد من بين الاستادات المعدودة التي صنفتها الفيفا تحت درجة الخمس نجوم ، كما أعتبر رابع أجمل إستاد في العالم


لقد لعب نادي برشلونه أولى مبارياته في 8 ديسمبر 1899 على إستاد بانانوفا فيلدروم والمعروف باسم تيورو بارك إليوم والذي كان الوحيد في مدينة برشلونه آنذاك ، وكان على النادي مشاركة أندية أخرى فيه مما اضطره للعب مبارياته المحلية في استادات أخرى ، عندها أدركت إدارة النادي أنه لا بد من تأجير أرض خاصة بهم ، وكانت البداية في قطعة أرض مفتوحة في وسط مدينة برشلونه كانت شبه إستاد خاص بهم ، وبالقرب من هذه الأرض كان هناك بيت ريفي استخدم كمكان لتغيير ملابس اللاعبين ، وافتتح في 18 نوفمبر 1900 بمباراة ضد هيسبينيا (./.) وقد حضرها أربعة آلاف مشجع ، عندها كان الدخول إلى الإستاد مجاناً ، بحيث أن النادي كان يفضل أن يستأجر مقاعد للمشاهدين على أن يأخذ منهم أجراً للدخول .

بعدها قرر النادي الانتقال عام 1905 إلى أرض أخرى ، وبقي ينتقل من مكان إلى آخر حتى عام 1922 حين قرر أخيراً بناء إستاد خاص به ، فقامت إدارة النادي بشراء قطعتي أرض لإنشاء الإستاد الحقيقي .
صمم الإستاد الجديد من قبل أمهر المعماريين ، وتم تدشينه بتاريخ 20 مارس 1922 وعرف باسم ( كاتدرائية الكرة ) بسعة ثلاثون ألف مقعد .

وبازدياد شعبية النادي وعدد مشجعيه ، كان لا بد من زيادة عدد مقاعد الإستاد في موسم 1941/1942 ، كما أجريت تعديلات أخرى عليه في العام الذي يليه مباشرة والذي قام بها المهندس إدوارد تورجا ، وكانت أفكاره تعد ثورة في عالم العمارة تلك الأيام ، فقام بمضاعفة عدد المقاعد لتصبح 60,000 مقعد ، وافتتح رسمياً في 2 يونيو 1945 ، وبعد سنوات لاحقة ، فإن هذه الإضافة أيضاً لم تكن لتكفي الجماهير ، فكان لا بد من توسعة جديدة وإضافة 15,000 مقعد ، ولكن إدارة النادي قررت بناء إستاد جديد بمواصفات مختلفة يكون قلعة أبدية له وبتكلفة قدرها 300 مليون بيزا على أرض بالقرب من مقاطعة ليس كورتس هوسبيتليت في مدينة برشلونه ، واستمر العمل فيه ثلاث سنوات ونصف ، وأطلق اسم ( ايل نيو إستاد برشلونه ) على الإستاد الجديد ولكن جمهور النادي أسماه نيوكامب والمعروف حالياً ، وكان الافتتاح في 24 سبتمبر 1957 بمباراة بين فريق برشلونه وفريق واراساو ، وكان للاعب ( يولوجيو مارتينيز ) من البارغواي شرف تسجيل الهدف الأول في الإستاد الجديد ، ومنذ ذلك الحين أصبح إستاد نيوكامب مسرحاً يسجل عليه أجمل وأكثر اللحظات تألقاً في تاريخ النادي .

فقد شهد الكثير من الانتصارات الأوروبية الساحرة ، بالإضافة الكثير من مباريات الدوري التي احتضن هذا الإستاد الجميل أجمل لحظات احتفالاتها ، لهذا نجد أنه ليس غريباً أن يحب جمهور برشلونه إستاد نيوكامب ويفخرون به إلى هذا الحد .


منذ عام 1925 اقترح مؤسس نادي برشلونه خوان جامبر إنشاء متحف لحفظ تاريخ النادي من الاندثار ، ولكن مجلس الإدارة رفض الفكرة في حينها ، وبقيت في سبات حتى عام 1982 عندما أيقظها جوسيب لويس نونيز بإقامة مشروع جمع كل تذكارات الفريق التاريخية والتي كانت موزعة في أماكن متفرقة ، وهكذا أنشئ المتحف الذي حفظ إرث نادي برشلونه على مساحة 4000 متر مربع ، وافتتح في 24 ديسمبر 1984 .







حين يزور ريال مدريد ملعب نوكامپ لا يواجه فريق برشلونة فقط بل يواجه أمة كاتالونيا بكاملها. حوالي 100 الف كاتالوني يحتشدون في الملعب واكثر من اربعة ملايين منهم يتابعون المباراة في النوادي الليلية والمطاعم والبيوت التي تزدان شرفاتها وجدرانها الخارجية باليافطات المنددة بفريق العاصمة والتي تتوعده شرا ,, لذلك يطلق على جماهير برشلونة انها جماهير عدائية وخصوصا امام الريال ,,



نادي برشلونة امل وطموح كل كاتالوني يحلم بالانفصال عن اسبانيا والتفوق عليها بمختلف الاشكال، ومنها الفوز على فريق يأتي من العاصمة ويمثل حكومات متعاقبة لأكثر من 80 عاما يتهمها الكاتالونيون بأنها قمعتهم وظلمتهم واستولت على بلادهم. لذا ليس من المستغرب ان تقرأ يافطات في ملعب نوكامپ يكتب عليها كاتالونيا ليست اسبانيا.



وتعتبر برشلونة عاصمة كاتالونيا والتي كانت تعتبر مقاطعة شبه مستقلة ضمن اسبانيا وكانت تتمتع بلغتها الخاصة وعلمها الخاص ولها نشيد وطني مختلف عن النشيد الاسباني ,, لكن كل مظاهر الانفصال ممنوعة منذ اكثر من 80 عاما .وكان كل من يحمل لواءها يعاقب بشدة، لاسيما خلال الـ 46 عاما من حكم الديكتاتور فرانكو الذي توفي عام 1975. في ظل هذه الاجواء السياسية كان لا بد لبرشلونة من ان تكون المركز الاساسي للمعارضة كي تعبر عن كراهيتها تجاه الحكومة المركزية ورموز السلطة في اسبانيا.



فرانكو الطاغية كان واحدا من عشاق كرة القدم وفهم حب الشعب لها وخلال الحرب العالمية الثانية سيطر عدد من ضباطه على اكبر اندية البلاد وأسسوا اتحادا لكرة القدم واعترف به الاتحاد الدولي (فيفا) وأصدروا صحيفة ناطقة باسمهم وهي صحيفة ماركا التي تنطق اليوم باسم ريال مدريد.


حين انتصرت قوات فرانكو الفاشية على الجمهوريين عام 1939 ففرض على برشلونة ان يغيّر الطريقة التي يكتب بها اسم النادي من الانجليزية الى الاسبانية. كما ان كل تقارير هيئات ومجالس ادارة النادي تم تغييرها حيث كتبت باللغة الاسبانية بدلا من اللغة الكاتالونية الممنوعة.

العلم الكاتالوني بلونه الاصفر والشارتين الحمراوين تم منعه ,,( لاكنه الان مايزال شارة القيادة لمعظم فرق اقليم كتلونيا ) جيش فرانكو قتل رئيس برشلونة جوسيپ سانيول وكان نائبا في البرلمان المحلي في كاتالونيا وصار كل الكاتالونيين المسؤولين عن النادي منذ بداية الاربعينيات موالين لفرانكو. ومن الأمور التي تدعو للسخرية ان احد رؤساء برشلونة عيّن رئيسا للنادي رغم انه لم يشاهد اي مباراة كرة قدم في حياته.





من مظاهر القمع والظلم الكبيرين كان انتزاع نجم برشلونة الفرديو دي ستيفانيو من فريقه ليلعب مع ريال مدريد ويقوده للفوز بخمسة القاب متتالية في دوري ابطال اوروبا. ولم يكن برشلونة يفوز بلقب الدوري الا اذا كان افضل بعشرات المرات من ريال مدريد. الحكام لم يكونوا بحاجة لتوصية بريال مدريد فالجو العام كان يجبرهم على التعاطف مع فريق السلطة ,,


ومن الطرائف المضحكة و المبكية في نفس الوقت ما حصل في كأس الجنرال عام 1943. برشلونة سحق ريال 3 ـ 0 ذهابا، وفي الاياب دخل رجال الأمن الى غرفة الحكام وغرف لاعبي برشلونة وهددوهم بمصير سيئ إن لم يفز ريال فسقط برشلونة 1 ـ 11!

اكثر من ذلك، كانت السلطات تسهل لريال مدريد عملية تجنيس اللاعبين الاميركيين الجنوبيين الذين يتكلمون الاسبانية لتقوية فريق العاصمة.

مات فرانكو
بعد موت فرانكو عام 1975 عادت المظاهر الكاتالونية الى برشلونة تحت انظار رجال الشرطة. وحصل النادي على بعض الحرية وبدأ يجتذب اهم المدربين في العالم ومنهم تيري فينابلز وبوبي روبسون.



وهنا نقطة التحول فالوضع تغير كثيرا منذ ذلك الزمن والذي كان للسلطة دور كبير بالتحكم بالقوة ,, وكل ذلك اصبح من الماضي واصبحت هنالك حرية لجميع الفرق وفقا للقانون طبعا ,,


ويقول فينابلز عن لقاءات ريال وبرشلونة انها مباريات مذهلة. هذان الفريقان هما الوحيدان في العالم اللذان تجذب كل من مباراتيهما في كل موسم في الدوري اكثر من 100 الف متفرج. وامتدح فينابلز تعلق جمهور برشلونة بفريقه وقال حين وصلت الى برشلونة لأتولى تدريب الفريق لم أتوقع ان يستقبلني آلاف الجماهير. المسافة بين المطار ومركز النادي تستغرق عادة 25 دقيقة. لقد بقينا على الطريق 7 ساعات ونحن نتجاوز الحشود.

نختم بقول للكاتب الكاتالوني الشهير مانويل ماركيز الذي كتب لو لم يكن ريال مدريد موجودا، لكان على احدهم ان يخترعه. ويشير الكاتب طبعا الى ان اللقاءات مع ريال مدريد كانت متنفسا لأهل بلاده كي يعبروا عن ثورتهم وعن غضبهم والعداء التاريخي الذي يستمر الى اليوم.



ومن مايزيد من العداء بين الفريقين هو خطف الريال لنجم البارسا السابق وقائدة لويس فيجو في اولى صفقات بيريس رئيس الريال الجديد ,, ليزداد الوضع توترا ,, وعندما اتت اولى مبارة للريال امام البارسا في النيوكامب ونزل فيجو ارض الملعب ليواجه ملايين الجماهير التي كانت تهتز تصفيقا له عندما كان ينقذ البارسا باهدافه الحاسمة ويجدها قد وضعت الاعلام والصور وتفننت في سبه وشتمة ليواجه الحزن العميق من جراء ذلك :C:







ومن ذلك الوقت كلما زار فيجو هذا الملعب كانت الجماهير تسبه وترمى كل ماامكن لمنعه من اللعب




والكل يذكر حادثة الموسم الماضي عندما اصر فيجو على تنفيذ ركلة زاوية واصرت جماهير البارسا على عدم لعبه للكرة برمي الزجاجات عليه ليتوقف اللعب ومن ثم يستئنف بعد فترة وينفذ فيجو الركنية ويرد على الجماهير بطريقتة الخاصة حيث كاد ان يسجلها هدفا ليكتم انفاسهم ولاكن براعة الحارس بونانو تصدت للكرة التي لو دخلت لكانت هدفا تاريخيا





ومما يزيد الوضع توترا هو ان رونالدو بزغ نجمه بشدة مع البارسا قبل ان يبيعه للانتر وهاهو يعود لغريم البارسا الريال ويلعب ضده مرة اخرى في الموسم الماضي ويسجل هدفا ,, ولاكن استقبال الجماهير لرونالدو كان مغايرا لاستقبالهم فيجو ,, لان رونالدو لم ينتقل مباشرة بين الفريقين ,,




وهناك ايضا النجم الجديد للريال بيكهام والذي راهن عليه لابورتا كثيرا للفوز بالانتخابات حتى انهم عرضو صورة لقميص برشلونة بالرقم 7 وعليه اسم بيكهام ,, ولاكن بيكهام فضل الريال على البارسا فكيف ياترى سيكون استقبال الجماهير له ؟

وبعد كل هذة المعطيات والتي قد تزيد من التوتر الا ان علاقة الصداقة التي تجمع بين بيريس رئيس الريال و لابورتا رئيس برشلونة جعلنهم يطلقون شعار الروح الرياضية للمبارة املا في ان تخفف من العداء ,, لاكن شخصيا اعتقد انه مهما كانت هذة الصداقة وهذة الحملة التي اطلقوها الا ان المبارة ستكون متوترة لابعد الحدود ,,


شخصيا اعتقد ان غياب فيجو خسارة كبيرة للمبارة :C:
وكذلك غياب النجم الرائع جدا ريفالدو نجم البارسا والذي كان بمثابة العقدة للريال فهو دائما مايسجل ويقدم افضل المستويات ولاكن ما اقول الا حسبي الله على فان جال :mad:




خسرنا نجمين كبيرين في هذة المبارة


وفي النهاية اتمنى ان يكون هذا التقديم قد حاز على رضاكم
واتوقع المبارة مدريدية ان شاء الله و رونالدو وبيكهام سيسجلون اهداف باذن الله وربما كان هدف بيكهام من ركلة حرة :T:



وهاذي الصوره اهداء مني لكم