لم يأتِ سعد اللذيذ، عضو لجنة الاستقطابات في رابطة دوري المحترفين بجديد، كل ما قام به أنه أكد المؤكد، وأوضح المعروف، “ولا ريال” هو ما ساهم به نادي النصر في صفقة البرتغالي كريستيانو رونالد، كلنا كنا نعرف ذلك، محاولة الزعم بأن رعاة النصر وإدارته هم من فاوضوا وتعاقدوا مع “الدون” كان كلامًا للاستهلاك الإعلامي فقط، فأي ناد سعودي لا يستطيع أن يتحمل تكلفة راتبه لشهر واحد، ناهيك عن أن الأرقام التي تم التعامل معها في صفقة رونالدو، لم تظهر في قوائم النصر المالية.
دعك من كل هذا، فهو معروف، وحتى النصراويين في قرارة أنفسهم يعرفون ذلك، حتى وإن حاول البعض التشكيك في كلام المسؤول، وتكذيبه في مساحات لا تُغني ولا تُسمن من جوع، طالما إدارة النادي ملتزمة الصمت فهو تأكيد على صحة ما قاله اللذيذ، لا أحد يجرؤ على قول غير ذلك.
ولكن ماذا عن تصريحات رئيس الاتحاد، الذي زعم بشكل غريب أن اللجنة لم تمنحهم سوى أربعة لاعبين فقط، فيما منحت الهلال والنصر ثمانية، حسنًا، كمية مغالطات كبيرة، أولًا النصر تعاقد مع سبعة لاعبين، تاليسكا مستمر من الموسم الماضي، أما الهلال فتعاقد مع ستة، فميشيل مستمر، وبونو تكفل بقيمة صفقته الأمير الوليد بن طلال، أما الاتحاد فتعاقد مع خمسة لاعبين، ترسيخ فكرة أن الاتحاد تعاقد مع أربعة لاعبين فقط غير صحيح، فهو تعاقد مع كريم بنزيما وكانتي وفابينيو وفيليبي وجوتا، ليس ذنب اللجنة أن سانتو فضّل حمد الله ورومارينيو، على جوتا، كما أن لاعبي الاتحاد قادمون من أكبر فرق العالم، ريال مدريد، وتشيلسي وليفربول وروما، كما أن الاتحاد تعاقد مع لاعبين محليين، حسن كادش وعبد الله المعيوف وصالح العمري وفيصل الغامدي، وبمبالغ ضخمة، ماذا يريد أكثر؟ جلب محمد صلاح بالقوة بعد رفض ناديه التخلي عنه؟
في تصوري أنه تصريح لرمي تقصيره على الآخرين، وتهدئة جماهيرهم، بعد أن وضحت الحقائق، قضية أن ترفع أسماء لاعبين لا يمكن التعاقد معهم منطقيًا أمر يدعو للضحك، فهو ليس سوقًا مفتوحًا لطلب ما تريد.
عجز عن حل مشكلة عبد الرحمن العبود مع سانتو، والآن، يرمي كل شيء على اللجنة، وكأنه ليس رئيسًا للنادي.

التاريخ يعيد نفسه وفي كل مرحلة من مراحله يبقى النسق الثقافي الأصفر ثابتًا لا يتغيّر، رغم تغيّر الحوادث والأيام، وفي كل مرة يكررون نفس السيناريو (المغلوط) دون خوف ولا حياء.
قبل سنوات بسيطة ومع انطلاق المرحلة الانتقالية للكرة السعودية وفق الرؤية المجيدة وتغنوا بوسم (ما لحد منة) مدعين بأن محترفي فريقهم الثمانية من رجالات النادي على عكس بقية الأندية، رغم أن ناديهم كان ثاني الأندية ديونًا وممنوعًا من التسجيل بقرارات دولية بل وعليه نسبة ثمانية وأربعين بالمئة من إجمالي الديون الخارجية، ويتم تصفير الديون من الدولة حفظها الله في قرار صب لصالح الكرة بشكل عام وناديهم من أكثر الأندية استفادة ولم يكملوا سنة واحدة، وبعد أن عادت الديون مرة أخرى وتراكمت فباتوا يطالبون وزارة الرياضة بتسديدها، باعتبار أن اللاعبين من أحضرتهم الوزارة وهي من يتكفل بعقودهم ومرتباتهم الضخمة، واعتبروا أن ذاكرتنا ذاكرة سمك وأننا نسينا (ما لحد منّة).
وفي الموسم الماضي كرروا نفس (الوسم) ولكن بطريقة مختلفة، فبعد التعاقد مع الدون ومع أن الجميع يعلم علم اليقين بأن مشروع تطوير كرة القدم السعودية والجهات الرسمية ذات العلاقة هم من تكفلوا بصفقته المليارية زعموا بأن رجالات ناديهم هم من جلب الأسطورة العالمية، علمًا بأن ناديهم كان مديونًا وعلى مشارف إيقاف دولي جديد، وقد صدر قرار من الفيفا بذلك، ورغم أنه أيضًا عجز عن مخالصة بيتي وماشاريبوف وإحضار (مراد باتنا) بالإعارة فقط في الفترة الشتوية، فكيف لهم أن يدفعوا المليارات في لاعب ويعجزوا عن توفير (ملاليم) لسد شواغر الفريق الذي خرج بموسم (صفري).
فريقهم طوال تاريخه لم يعرف عنه الغنى بل عانى العديد من المشاكل المالية حتى في أبسط الأشياء وقاعدة (رخيّص وكويّس) هم من جعلها من معايير صفقاتهم حتى أرخص الأغراض قيمة عجزوا عن توفيرها لدرجة أن (حامية الساقين) يتبادلها اللاعب البديل مع المستبدل، ولدرجة أن رجالاته كانوا يجتمعون في مزرعة لتجميع (قطة) كامل مبلغها لا يساوي راتب أسبوع للدون.
مثل هذا النسق وفي الزمن الحاضر المشاهد أعطى صورة واضحة لكل الساحة بحقيقة تعاملهم.