
01/12/2023, 02:52 AM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/07/2005 المكان: الدوادمي
مشاركات: 46,316
| |

عيد الثقيل لقاء تاريخي في موسم استثنائي لا مجال للنقاش في أن هذا الموسم استثنائي وتاريخي للدوري السعودي منذ انطلاقته قبل 47 عامًا، بكم النجوم العالميين، الذين تم استقطابهم هذا الموسم، حتى أصبح الدوري السعودي ضمن أفضل دوريات العالم، إن لم يكن السادس على وجه التحديد.
اليوم يوم مفصلي في مسيرة الدوري التاريخي، ليس فقط في أهمية المباراة، التي تجمع الهلال والنصر، وتنافسهما على الصدارة، وحسابات النقاط الثلاث، وما قد تفعله في سير المنافسة، ولكن أيضًا لأن الأنظار العالمية ستتجه إلى هذه المباراة، كيف لا وهي تجمع الفريقين اللذين جمعا النجوم الأبرز في الميركاتو التاريخي الأخير. لذلك من المهم جدًا قبل حسابات الصدارة والمنافسة أن نبرهن ونقدم للعالم صورة رائعة لما وصل إليه الدوري السعودي من الناحية الفنية، ومدى استفادته من هذه الأسماء العالمية، التي تم استقطابها.
يغيب البرازيلي الأسطوري نيمار عن هذه المباراة، وبقية الموسم، بسبب الإصابة، وكم كنت أتمنى أن يكون حاضرًا الليلة، ليكتمل عقد النجوم، ولكي تجذب الأنظار العالمية أكثر وأكثر نحو الدوري السعودي ومنافساته، لكن على الرغم من ذلك إلا أن الأسماء الكبيرة جدًا في صفوف الفريقين تعدنا بمباراة كاملة الدسم من الناحية الفنية والجماهيرية، وهو ما نتمناه داخل الملعب.
فوز النصر قد يتمناه الجميع غير الهلاليين بالطبع، لتقليص الفارق النقطي بين الفريقين، وليشتد الصراع على الصدارة، ولاستمرار المنافسة والإثارة، ولكن خسارة النصر، من وجهة نظري، وابتعاد الهلال بسبع نقاط في الصدارة، لن تقلل من قوة التنافس والصراع على اللقب، فسبع نقاط، ونحن لا نزال في النصف الأول من الدوري، لا تعني شيئًا في حسابات التنافس، ولكنها ستؤثر على المسيرة النصراوية الرائعة خلال أكثر من عشرين مباراة لم يخسرها النصر، وقد تمزق التكاتف الأصفر، وتعكر المزاج النصراوي العام، الذي كان يتجه نحو اللقب.
مباراة قد يكون السيناريو الأسوأ فيها للمتابعين الليلة أن تنتهي بالتعادل السلبي، وتغيب الأهداف، رغم وفرة الهدافين والنجوم في كلا الفريقين، بينما المعطيات الفنية قبل اللقاء تؤكد أن مواجهة العملاقين ستكون زاخرة بالأهداف، ولن تنتهي على الأقل بأقل من هدفين، لكن لمن ستكون، وكيف ستوجه الأهداف الموعودين بها نتيجة المباراة. 
د.تركي العواد من هو صغير الرياض؟ مباراة مختلفة عن كل ما سبق، ديربي بمتابعة عالمية، صراع على اللقب، وصراع آخر على الشعبية وكسب الجماهير الأجنبية قبل المحلية.
الخوف من الخسارة هو الهاجس الأكبر في هذا اللقاء، فالهلال يرغب في الفوز، ولكنه يخاف الخسارة، والنصر يريد النقاط الثلاث لتقليل الفارق، ولكن أكبر مخاوفه الخسارة وتحول النقاط الأربع إلى سبع سمان، ثم الدخول في دوامة “قلنا لكم”.
أرى أن التعادل أقرب النتائج، فعندما تكون المباراة بهذه الأهمية فإن التعادل يُبقي الحال على ما هو عليه.
في وسط الحديث بحماس عن الدوري وكريستيانو وميتروفيتش وماني وسافيتش وكولوبالي وبونو وبروزفيتش ولابورت وسالم وسلطان وبقية النجوم يظهر خطاب إعلامي عفى عليه الزمن، يذكرنا بأفلام الأبيض والأسود.
“صغير الرياض”، و”الحكم صديق رونالدو”، و”لن يحسب للنصر بلنتي”.
طرح مالح بلا ملامح، طرح قديم بلا عنوان، ولا يتناسب مع الزمان والمكان.
من أي منطق يمكن للهلال أن يكون “صغير الرياض”، وهو بطل القارة أربع مرات، ووصيف العالم، من أي كهف قدمنا لندعي أن النصر “صغير الرياض”، وهو من شارك في كأس العالم للأندية، وفاز بكأس الكؤوس الآسيوية، ومنافس دائم على الدوري، ويلعب له كريستيانو رونالدو، ولعب له ماجد عبد الله.
أما قصة صديق الحكم والتشكيك في نزاهة التحكيم، وغيرها من قصص الخيال والخبال، فإنها تبين عقلية “شيء ما.. يدور في الخفاء”، فكل خاسر سيصرخ بغضب في وجه الحكم، وكل فاشل سيدعي المظلومية.. متلازمة أزلية.
أتمنى أن نشاهد المباراة لنستمتع بالأجواء الساحرة والجماهير والنجوم التي تم استقطابها لتنشر الإبداع والفرح والسحر في ملاعبنا، أتمنى ألّا نشاهد المباراة لتصيد أخطاء الحكم، وملاحقة “الفار”، وترصد حركات وسكنات النجوم.
ستكون مباراة رائعة داخل الملعب، وأجزم بأن الجماهير خارج المملكة سُتغرم بها، وستنتهي بتعادل أو فوز على أي حال، ولكن هذا لا يعني أبدًا فناء الوجود.. هناك دائمًا مباراة قادمة. 
إبراهيم بكري ديربي الدفاع يفوزك! جوووووووول.. جوووووول.. جووووول.. هذا “ينط” ويقفز للسماء، فريقه سجل الهدف “طاير من الفرح”، والآخر حزين، انكمش بجسده على “الكنبة” متحسرًا على سوء أداء فريقه!
لحظة.. لحظة.. ما الذي يحدث؟!
الحكم يضع يده على أذنه، يسمع الحكم المساعد في غرفة “VAR” يقول له: “تعال شوف الشاشة يوجد شك في الهدف”. يا الله، أي صمت في المدرَّج، وأي أيادٍ مرفوعة للسماء، وأي لاعبين يركضون خلف الحكم ليغيِّر قراره، أو يتمسَّك به. “خلاص” انتهت الحكاية، الهدف ملغى.. ما هذا؟! في غمضة عين، السعيد أصبح تعيسًا، والحزين أصبح مبتهجًا. أي سلطة تملكها هذه المستديرة “كرة القدم”؟! هي تملك كل هذه القوة في التحكم بمشاعر الجماهير، وإذا أردت أن تعرف حجم تأثيرها في مزاج عشاقها، فاسأل مَن تعرف من جماهير الهلال والنصر: ماذا تتوقع، مَن سيفوز اليوم في “الديربي”؟ ضع يدك على قلبه، واسمع نبضاته، وكأنه في غابة، يركض خلفه أسدٌ ليفترسه.
مهما كانت ثقتك في فريقك، في مباريات مثل “ديربي” اليوم عندما تكون المستويات الفنية متقاربة بين الفريقين، لا يمكن أن تشعر بالثقة. لا تخدع نفسك المباراة “مرَّة صعبة” على الفريقين. على الورق، الهلال أفضل من النصر، ويملك ميزةً كبيرةً قد تلعب لصالح الزعيم بشكل كبير اليوم، وهي القوة الدفاعية، وحراسة المرمى.
مقولةٌ للزميل سعود الصرامي: “كنا نقول الهلال ما ينهزم، الهلال اليوم ما عاد يسجل فيه أهداف”.
مبارياتٌ كثيرة، والشباك الزرقاء نظيفة، حارس مرمى قوي، المغربي ياسين بونو، وخط دفاع متناغم حتى أصبح من الصعب أن تهز شباك الهلال.
لا يبقى إلا أن أقول:
في لغة كرة القدم القوةُ الدفاعية طريقك للفوز في المباريات. قد يرى بعضهم أن القوة الهجومية لا تقل أهميةً عنها، لكن لا قيمة لأن تسجل هدفًا، والطريق إلى مرماك سالكٌ دون عقبات! تهتزُّ شباكك في نصف فرصة. النصر قوي هجوميًّا، لكن عنده مشكلاتٌ كثيرةٌ في المناطق الخلفية، وحتى هذه اللحظة عجز مدربه عن معالجة الخلل الدفاعي، والارتباك، وعدم الانسجام في المنظومة الدفاعية. قد يستغل الهلال الخلل في “الديربي”، خاصةً في ظل امتلاكه قوة هجومية من لاعبين في المقدمة، يسجلون بكل الطرق. |