الكثير من المظلوميات الكاذبة واللطميات الواهمة في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في المجالس الخاصة من قبل شريحة واسعة من جماهير بعض الأندية سببها في المقام الأول هو أنَّ هؤلاء تُرِكوا ضحية لإعلام (الدجة) و(اللَّجة) الذي مارس حملة من الحقن وصنع حالة من الاحتقان لهؤلاء المساكين الذين صدَّقوا ووثقوا بأشخاص يتاجرون بمشاعرهم وأعصابهم وصحتهم وعقولهم، ويحولونهم إلى قطعان من الأصوات الآلية التي تردد بلا تفكير ولا استيعاب ولا تحليل ولا مراجعة.

الدولة -حفظها الله- ممثلة بوزارة الرياضة عليها واجب إنساني قبل كل شيء في محاولة انتشال هؤلاء من براثن الكذابين والأفَّاكين والمحرضين من خلال توضيح كل الحقائق وكشف كل الأوراق وتقديم كشف كامل للدعم الذي قدمته لكل الأندية ابتداءً من المكرمة التاريخية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في 20 يوليو 2018م بسداد ديون الأندية السعودية خارجيًا والتي تجاوزت آنذاك أكثر من 100 قضية خارجية بلغت مجمل مبالغها أكثر من 333 مليون ريال، كان نصيب نادي النصر وحده 147 مليون ريال متفوقًا على الأهلي (39 مليوناً)، والاتحاد (36 مليوناً)، والهلال (30 مليوناً)، والشباب (21 مليوناً).

يجب أن يعرف هؤلاء ويقدِّروا كل ما دفعته الدولة لأنديتهم وكل ما بذلته لإنقاذ تلك الأندية من قرارات وعقوبات دولية قد تصل للتهبيط، وكل ما دفعته لرفع مستوى الأندية والدوري السعودي عبر استقطاب نخبة من نجوم العالم بداية بالأسطورة كريستيانو رونالدو الذي كلف التعاقد معه بحسب وسائل إعلامية عالمية من ضمنها (ماركا الإسبانية) قرابة 200 مليون يورو سنويًا، مرورًا ببقية اللاعبين العالمين الذين حضروا ولا يزالون يتوافدون لأنديتنا من بداية الميركاتو الصيفي: بنزيما، كانتي، نيفيز، سافيتش، بروزوفيتش، مندي، كوليبالي، فورمينو، وآخرون قادمون بأموال الدولة التي لا تستحق من البعض هذا الجحود وهذا التحريض وهذه المظلومية الخادعة لكثيرٍ من الغافلين أو المغفلين.

على وزارة الرياضة أن تصدر مع نهاية فترة التسجيل الصيفية بيانًا رسميًا وكشفًا وافيًا ومفصلًا لكل ما قدمته الدولة لكل الأندية سواء على صعيد تسديد الديون الخارجية أو الداخلية أو على صعيد التعاقدات، حتى لا يُترك المجال ولا تترك عقول الجماهير لمغردين مجهولين أو إعلاميين جاهلين لا يدركون خطورة ما يمارسونه من تأجيج وتحريض ضد وزارة الرياضة أو حتى المسؤولين عن برنامج الاستقطاب، والذين يريدون أن يحملوا الوزارة أو صندوق الاستثمار سوء عمل إداراتهم المتعاقبة، والذين يحسبون أنَّ المساواة بين جميع الأندية تعني أن تجعلهم في مستوى واحد بعيدًا عن الفارق الكبير والبون الشاسع الذي أنتجته سنوات طويلة من العمل التراكمي والمستدام، ويعتقدون أنَّ العدل والمساواة يكمنان في جعل مستوى الكبير كالصغير، والقوي كالضعيف، وإضعاف القوي، وتقوية الضعيف حتى تصبح القوى واحدة وتذوب كل الفروقات الإدارية والفنية التي صنعها كل نادٍ بما قدمت إداراته المتعاقبة.

صارحوهم وأريحوهم وأريحونا من صياحهم ونياحهم ولطمهم؛ لعل هناك بينهم من العقلاء، وممن في وجهه شيء من الحياء مَن لو قرأ وشاهد هذه المعلومات من المصدر الرسمي لخجل وتراجع واسترجع وحمد الله على نعمه وفضله، وشكر الدولة -رعاها الله- على كرمها وسخائها وعطائها لناديه، وحمد الله قبل ذلك على نعمة الستر والعافية.. و(بَلَع العافية)!.