فتح الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ذراعيه وأخذ لاعبي الأخضر بالأحضان أثناء استقبالهم في مطار الملك خالد الدولي، أمس، قبل مغادرتهم لتنظيم أولى المعسكرات تحضيرًا لمونديال العالم في قطر، وبدا مبتسمًا بمشاهدة أسلحته تدخل في الكتيبة، لكنه سرعان ما عقد حاجبيه واختفت الطلة البهية عندما سئل عن عبد الله المعيوف حارس فريق الهلال، ولماذا لم يضمه؟
لو كان الفرنسي الذي أشرف على تدريب 13 ناديًا ومنتخبًا طيلة الـ22 عامًا الماضية في مسيرته يعلم بأن المعيوف يشكل عنصر نجاح بالنسبة له فلن يتردد في ضمه إلى أحضانه قبل المنتخب، فالصور التي التقطتها عدسات المصورين في المطار تعكس مدى حب هذا المدرب للاعبيه ولا يخجل في التعبير لهم عن محبته.
رينارد يتزين سجله بالفوز بكأس أمم إفريقيا مرتين عام 2012 مع زامبيا و2015 مع ساحل العاج، وغيرها من الإنجازات، والكثير لا يعرف أو يتذكر من ضم أو استبعد من تشكيلة الأفارقة يومها، لكن الراسخ في عبق التاريخ قبل الأذهان أنه حقق الذهب بأسلحته الخاصة حسب قناعاته الشخصية.
لدى الكثير من الزملاء الصحافيين مشكلة في توجيه الأسئلة للشخص المسؤول، ولا يخجلوا من تكرار السؤال ذاته للمسؤول نفسه مع مرور الزمن معتقدين بأنه يملك إجابة مختلفة في كل مرة.
قبل أكثر من عامين سئل رينارد عن عدم ضم المعيوف إلى الأخضر فأجاب حينها بأنه اعتزل دوليًا ولا يحتاجه، وخلال تلك الفترة وإلى يوم أمس حاصر السؤال ذاته المدرب الفرنسي 20 مرة على الأقل، وتعود إجابته ذاتها وكان آخرها ما ذكره للزملاء الصحافيين أمس: “هو لاعب مميز لكنه كان لاعبًا مع المنتخب قبل ثلاثة أعوام، وهذه خياراتي”.
تشكيلة رينارد شهدت عودة نواف العابد وهو من غاب فترة طويلة عن الأخضر، وأيضًا حضور أسماء جديدة ومغادرة البعض وكلها تبقى قناعات فنية تخص المدرب وحده وهو المحاسب عليها، فإن كان المعيوف أسدًا في أعين الهلاليين فإن رينارد يشاهده كذلك، وإن غضب النصراويون من عدم ضم لاعبهم الجديد غريب فإن الفرنسي يراه قرارًا ليس “غريبًا”.
الأمر في النهاية قناعات تخص المدرب، ولكن أتمنى من الزملاء في المهنة أن يكفوا عن ترديد أسئلة عُرفت إجاباتها قبل أشهر طويلة ولا أعرف ما الفائدة من ذكرها من جديد؟
المرحلة الحالية تتطلب دعم قرارات مدرب الأخضر لأنه أكثر شخص قريب من اللاعبين وعلى دراية تامة بأدق التفاصيل.. وكل التوفيق لأخضرنا في مقتبل أيامه.

رسالة مهمة حاول أن يوصلها الأخ القدير محمد المسحل من خلال تغريدات عبر حسابه الشخصي في تويتر، إلى مجموعة من اللاعبين المحترفين السعوديين العابثين برؤوسهم بطريقة غريبة، مستعرضًا مجموعة من صور قصات الشعر التي لا تعكس قيم اللاعب السعودي، وتجعل منه مجرد لاهث وراء موضة بعض اللاعبين الأجانب، دون إدراك لأي مسؤولية مجتمعية وكونه قدوة لكثير من الشباب أو هكذا يفترض أن يكون.
وكتب المسحل: “أخي وابني اللاعب..
‏هل يعينك هذا الشكل على زيادة قيمة عقدك؟
‏أو يرفع من مستواك داخل الملعب؟ ويرهب خصومك!
‏أو يزيد من شعبيتك الجماهيرية؟
‏وهل ترى أنه مقنع لزوجتك أو والديك وباقي أهلك ومجتمعك؟
‏ألا تعتقد أننا كمحبين لك وكمتابعين، نستحق أن نراك كما تعودنا أن نرى أبناءنا وأخوتنا؟!..”
ويضيف المسحل:
‏”صدقني، سيأتي يوم، يسألك فيه أبناؤك وبناتك:
‏بابا.. هل هذا أنت؟ ليه كان شعرك كذا؟
‏سيأتي يوم تتمنى فيه لو هناك ما يمسح التاريخ ويلغيه..
‏إن كان قدوتك لاعب أجنبي عالميّ، صدقني يا أخي وابني! هناك لاعبين غربيين يرفضون أن يظهروا بهذا المظهر مطلقًا!
‏أرجوك، راجع نفسك، فنحن والله نحبك”
أحرف من ذهب، وكلمات صادقة ومخلصة، تتجدد معها التساؤلات، لماذا أهملت وزارة الرياضة القيام بدورها كمرجعية للرياضة السعودية في الحد من هذه الظاهرة الغريبة، وأين دور اتحاد القدم للقيام بدوره كما يجب بسن ضوابط تحمينا من فوضى الرؤوس، وكيف أغمضت إدارات الكرة في الأندية أعينها عن مثل ذلك.
فالجماهير تبحث عن محترفين يحرثون الملعب، لا أن يحرثوا رؤوسهم بتلك الطريقة المقززة التي لا تجلب سوى الاشمئزاز.
لأن الأمر زاد عن حده، وأصبح المحترفون السعوديون يتسابقون على قصات أقل ما يقال بأنها مخجلة، بعد أن كان الأمر في السابق قصرًا على المحترفين الأجانب، فهل من وقفة من الأطراف الثلاثة الوزارة واتحاد القدم وإدارات الأندية، أم أن الموضوع لا يعنيهم.. سؤال يبحث عن إجابة؟

طرح تذاكر لقاء الهلال السعودي والقادسية الكويتي في حفل اعتزال الحارس 'نواف الخالدي'

هل تعلم أن في (05 مايو 2012 ) قدم ثلاثة من أعضاء لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي وهم نائب الرئيس فهد العمري والعضوان عبدالمحسن الفوزان وفهد الدهيم استقالتهم رسميًا من عضوية لجنة الانضباط اعتراضًا على تدخلات إدارة الاتحاد السعودي بشكل أو آخر بطلب التأجيل أو الإلغاء أو التخفيف لبعض القرارات ولأن ذلك يعد إخلالاً بحيادة واستقلالية اللجنة بما يخالف المبادئ القانونية والقضائية والنظام الأساس للاتحاد السعودي ولائحة العقوبات ولائحة الانضباط كما جاء في البيان الإعلامي الذي أصدره الأعضاء الثلاثة مجتمعين ونشروه في وسائل الإعلام؟! وهل تعلم أن في (03 يونيو 2012) قدم القانوني ماجد قاروب رئيس اللجنة القانونية بالاتحاد السعودي لكرة القدم استقالته من اللجنة احتجاجًا على المضايقات والتدخلات والتجاوزات التي وجدها من الإدارة المؤقتة بتسيير أعمال الاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد كما ذكر ماجد قاروب في البيان الإعلامي الذي أصدره في تلك المرحلة وثم لحقه عضوا اللجنة القانونية عبدالرحمن الجماز وعبدالمحسن المطلق بتقديم استقالتهما رسميًا للسبب نفسه ؟! وهل تعلم أن في (14 يناير 2013) قدم المحامي بندر شمال الدوسري عضو لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي استقالته بسبب عدم وجود المناخ الصحي الملائم للعمل، إضافة إلى التدخلات من قِبل إدارة الاتحاد في عمل اللجان القضائية والتدخل في سلطات وصلاحيات تلك اللجان وتجاوز دور لجنة الاستئناف في بعض القضايا وأنه لا يمكن لأي قانوني أن يعيش أو يتأقلم في بيئة تعمها الفوضى كما تحدث بندر شمال بنفسه لصحيفة الاقتصادية في (23 يناير 2013) ؟! وهل تعلم أن في (08 مايو 2014) نقضت لجنة الاستئناف بقيادة الدكتور هادي اليامي قرار لجنة الانضباط بحق رئيس نادي الشباب خالد البلطان وهو الإيقاف لمدة عام وتغريمه (300 ألف) ريال على خلفية صراعه وخلافه الإعلامي والشخصي في ذلك الحين مع رئيس الاتحاد السعودي آنذاك أحمد عيد واكتفت بغرامة مالية قدرها (40 ألف) ريال وفي (04 يوليو 2014) أصدر اتحاد أحمد عيد قرارًا بإعادة تشكيل لجنة الاستئناف وإبعاد الدكتور هادي اليامي عن رئاسة لجنة الاستئناف لأنه رفض الوصاية وعمل باستقلالية وأعرض عن الاستسلام للمجاملة في عمله في قضية كان رئيس الاتحاد السعودي طرفًا فيها؟! وهل تعلم أن في ( 10 يناير 2016 ) قدم القانوني خالد البابطين رئيس لجنة الانضباط استقالته بعد أن تجهل الاتحاد السعودي تطبيق قرار لجنة الانضباط بإيقاف لاعب الاتحاد أحمد عسيري ولاعب الأهلي محمد أمان قبل ساعات من مباراة فريقيهما ضمن نصف نهائي كأس ولي العهد وسمح الاتحاد السعودي بمشاركة اللاعبين مع فريقهما في تلك المباراة رغمًا عن قرارات وتحذيرات رئيس اللجنة خالد البابطين؟! وهل تعلم أن في ( 05 يونيو 2022 ) رد مركز التحكيم الرياضي بالرفض على الخطاب الذي تقدم به نادي الهلال للطعن والاعتراض على وجود المصري محمد عبدالرؤوف محكمًا في قضية محمد كنو بعدما كان أحد المحكمين في قضية عبدالله السالم والتي صدر فيها حكم من مركز التحكيم بينما في ( 10 سبتمبر 2022 ) وافق مركز التحكيم الرياضي على طلب المُحكم سلطان الصامل بالتنحي عن نظر المنازعة بين ناديي الاتحاد والنصر دون الكشف عن السبب الحقيقي ومن باب مبدأ السرية كما تحدث رئيس مركز التحكيم الرياضي؟!.. وأخيرًا هل تعلم أن حصل مع المُحكم سلطان الصامل من ابتعاد أو إبعاد هو امتداد واستمرار لممانعة ومقاومة القانونيين المستقلين في رفض الوصاية وفرض العمل باستقلالية مهما كانت التدخلات والضغوطات والسؤال اليوم الذي يفرض نفسه إلى متى يستمر عمل بعض الأعضاء داخل أروقة اللجان القانونية والقضائية تحت هذه الضغوطات والتدخلات والتي يجد فيها ذلك العضو المستقل نفسه مجبرًا إما أن ينصاع لمن هو فوقه وإما بفقدان منصبه؟!.