يعتبر اللاعب السعودي الاقل عمرا في ملاعب كرة القدم بين لاعبي العالم وان كانت الحالة لاتختلف كثيرا لدى اللاعبين العرب بشكل عام انما التركيز الاكثر على الفترات القصيرة والواضحة للجميع بأن اللاعب السعودي سريع الاختفاء الا القلة بالرغم من ان مستوياتهم في الملاعب لاتقارن باللاعبين العالميين وحالة عدم استمرار اللاعب السعودي لسنوات طويلة حالة ملازمة لكل اجيال الكرة السعودية فلو نظرنا على سبيل المثال للبرازيلي بليه وماجد عبدالله فليس هناك مجال للمقارنة من ناحية عمرهما في الملاعب بغض النظر عن فارق الامكانيات وينطبق ذلك على اللاعبين في المراحل القريبة للاعبين العالميين والسعوديين ايضا فلانجد مقارنة في استمرارهم بالملاعب, فيوسف الثنيان مثلا عمره الرياضي كلاعب لايتجاوز 20 سنة بينما لانجد في الدول المتقدمة كرويا لاعبا يتوقف عن العطاء بعد عشرين عاما الا نادرا وبسبب ظروف قاهرة.
وحول الاسباب الحقيقية التي تقف وراء توقف عطاءات اللاعب السعودي بعد سنوات قليلة مع كرة القدم طرحنا القضية على المختصين فكانت الاجابات على النحو الاتي.
عوامل عدة
*وجدي مبارك لاعب سابق بالمنتخب السعودي ونادي القادسية قال عملية عمر اللاعب السعودي بالملاعب تتحكم فيها عدة عوامل وتأخذ منها الرئيسية وهي الاعلام, الادارة, الجمهور فلو تكلمت عن جيلي فالوضع يختلف تماما حيث لم يكن هناك احتراف وكان اللاعب يدخل مجال كرة القدم كهاو فقط وليس مصدر دخل ثابت بجانب ان الانظمة في السابق لم تكن تحمي اللاعب فيدخل اللاعب للفريق عن طريق معرفة ومن يسلك طريق كرة القدم آنذاك لايستمر طويلا ولابد وان تظهر له مشكلة توقف سيره فاما ان يتأثر بالجمهور أو الاعلام أو تقابله تعقيدات من قبل ادارات الاندية تنهيه من الملاعب بجانب ان اللاعب السعودي يختلف عن الاجنبي لان الاجنبي يدخل مجال كرة القدم كوظيفة ومتفرغ لها كما ان تكوين اللاعب الاجنبي يختلف عن طريق تأهيله المبكر, اما لدينا فنجد ان اللاعب ينضم للنادي ويسجل فيه وعمره عشرون عاما او اكثر ولم يكن هناك تأهيل بالسابق وهذا ايضا عامل آخر يقف وراء استمراره لسنوات طويلة بالملاعب ورغم كل هذه الظروف كان لدينا لاعبون مميزون ولهم تاريخهم الرياضي في مجال كرة القدم امثال صالح خليفة والزياني وغيرهم ممن نجحوا في بداية كرة القدم بالسعودية وان كان هناك من سبقوهم ونجحوا ايضا ولكنني لا اتذكر اسماء الان فمن الطبيعي ان تكون تحت هذه الظروف وتستمر ست سنوات بمستوى ثابت جيد كما ان هناك ناحية مهمة ففي السابق عندما ينخفض مستوى اللاعب فانه لايبحث عن اسباب انخفاض مستواه فيحكم عليه مباشرة انه انتهت صلاحيته من الملاعب وهذه نظرية خاطئة فلابد ان تكون هناك لجنة متخصصة تبحث مشاكل اللاعب وتعالجها لاستعادة مستواه وجميع لاعبي الاندية بالمملكة مروا بتلك الازمة ووقفت بعض ادارات بوجه كثير من اللاعبين وابعدتهم من الملاعب.. بجانب ايضا الاعلام الذي ينقل احيانا صورا غير حقيقية عن اللاعب للجماهير وبالتالي يواجه اللاعب ضغوطا من الجماهير وهجوما ويضطر معه لترك كرة القدم.الجيل الحالي
* ناصر المنصور لاعب المنتخب السعودي والنهضة سابقا: قال قصر عمر اللاعب في الملاعب السعودية يقتصر على الجيل الحالي رغم الامكانات اما اللاعبون الذين عاصرناهم فاستمروا اكثر من عشرين عاما وعلى سبيل المثال صالح خليفة والسبب في الجيل الحالي هو عدم الولاء والانتماء وعدم الاهتمام والمحافظة على التمارين فتجد لاعبي الجيل الحالي ما بين السهر والسفر والبحث عن المزايا في تجديد العقود وباتت مصلحة لدى اللاعب السعودي على عكس السابق حيث كان اللاعب يخلص ويحب الكرة ولديه القدرة على الاستمرار وانا احد اللاعبين الذين استمروا في الملاعب ما يقارب الـ 18 عاما او اكثر ولكن لم يكن هناك تأهيل للاعب اما الان فكل شيء متوفر للاعب ومع ذلك يخفق وهناك اسباب كثيرة تدخل في عملية توقف اللاعبين الحاليين في سن مبكر منها عدم التحمل وعدم القوة والان اللاعب يعطي في ناد ويخفق في آخر وهذا دليل على ان اللاعب يواجه ايضا مشاكل في الاندية ويلعب الاعلام دوره في انهاء اللاعبين في سن مبكر فيعطي الاعلام لاعبا في البداية اكبر من حجمه حتى يجلسه بالبيت فنجد لاعبا تطير فيه الصحافة اسبوعا ثم يختفي للابد كما ان بعض اللاعبين يدمر نفسه بنفسه فيطالب بمقدم عقد خيالي قبل ان يثبت نفسه واذا رفض النادي توفير ما طلبه يبتعد ويدخل في مشاكل مع النادي تستمر سنة او سنتين ينتهي بعدها اللاعب.
واللاعب الان اذا لم يجد الفلوس فلا يحضر ولايهمه كرة قدم ولا مدرب ولا ادارة (ادفعولي العب) واشار الى ان عدم تكريم اللاعبين القدامى سبب مشكلة لدى اللاعبين الحاليين لان لاعبي العصر الحديث ينظرون لمن سبقوهم هل كرموا.. هل اعطوا حقوقهم.. فيجد ان الاجابة لا فيصاب بالاحباط ويقول هذا حال الذين سبقوني فماذا سيحدث لي فيبحث عن الكسب في بداية مشواره ويتبع مقوله (كل فطير وطير).
وعلى سبيل المثال في نادي النهضة نجد لاعبا طلب مبالغ لايستحقها دخل في خلافات ابعدته عن كرة القدم فلابد ان تكون هناك انظمة تحفظ حقوق الاندية واللاعبين ويجب عليك كلاعب ان تعطي اولا قبل ان تطلب وان يكون لك ثقل بالفريق.نظام الاحتراف
*لاعب المنتخب السعودي السابق والنهضة محمد الزوري اعتبر ان المشكلة تكمن في الاحتراف وعدم المام اللاعب السعودي حاليا بنظام الاحتراف على عكس اللاعب الاجنبي نجده ملتزما بالنظام ولديه قوانين وخطط وبرامج يسير عليها في الاحتراف ويحافظ على تمارينه ويؤديها بالشكل الصحيح وتفرغه الكامل لكرة القدم عكس اللاعبين لدينا المحترفين فنجد اللاعب السعودي يأكل الوجبة ثم يحضر للتمرين هذا نظام كرة قدم اما في السابق فكانت مشكلتنا كبيرة ولم يكن الوعي في كرة القدم مثلما هو عليه الان وتسببت الانجيلة الصناعية باصاباتنا وايضا نحن كنا نستخدم (الحذاء الرياضي) القديم ذات الاصابع الحديدية التي لاتنفع على الارضية الصناعية ونعتقد اننا على صواب ولكن هذه الاحذية سببت الاصابات والكسور والانزلاقات التي انهت الكثيرين من اللاعبين انذاك ولكن هناك ولاء وانتماء واخلاصا بعيدا عن اي اهداف اخرى من مادة وما شابهها فلكل جيل مشاكل والان الامكانات متوفرة والاحتراف موجود لكن اللاعب لايعرف الانظمة ولاينتظم لمصلحته فتجد نهايته سريعة عن ملاعب كرة القدم كما ان نظرة اللاعب سحطية الان وخاصة الشباب فأغلبيتهم يعتبر ان مجرد تسجيله في كشوفات ناد وصل للنجومية ولو ذكرنا اللاعبين القدامى الذين استمروا لفترات طويلة نجد مبروك التركي احمد سعد خالد بن هلال الطويرقي.
عامل الطقس
* حارس المنتخب السعودي الاسبق ونادي النهضة (خالد محمد الدوسري) قال: كنا نتمرن على اربع فترات باليوم وقابلة للزيادة والان اتحدى ان يكمل اللاعب فترتين باليوم ولاسهر ولاسفر ولايبحث عن الفلوس مثلما يحدث حاليا لان اللاعب حاليا يعيش بين نارين اما ان يحافظ على نفسه او يجد نفسه خارج النادي لان النادي يدفع فلوسا ايضا واللاعبون حاليا لايوجد لديهم الانتماء وظروف الحياة ايضا لها ادوار كبيرة في التأثير على مستويات اللاعبين.
فوارق كبيرة
* اللاعب السابق صالح خليفة قال: اذا قارنت بين اللاعب السعودي والاوروبي مثلا نجد فوارق كبيرة وشاسعة هي الاساس في الاستمرار وعدم الاستمرار في ملاعب كرة القم كالتغذية, النوم, الاعداد البدني, الالتزام بالتمارين, المواظبة وبداية من النشيء وبرنامج التدريب الغذائي وعملية السهر والاهتمام بالصحة ولاتطبق هذه الاشياء لدينا مثلما تطبق في الدول المتقدمة كرويا ايضا عامل الاجواء لدينا يؤثر على عطاء اللاعب فيما الدول المتقدمة كرويا لديهم اجواء شتوية وتساعدهم كما ان الاجازات الطويلة تهدم كل ما عمله خلال موسم وفي اوروبا تقتصر الاجازة السنوية للاعبين على شهر واحد يعود بعدها للركض والاستعداد من جديد هناك فوارق كبيرة تساعد الاوروبيين على العطاء لسنوات خلافنا وبالنسبة لنا كلاعبين قدامى لم تكن الامور المتوفرة حاليا موجودة الا انه كان هناك انتظام وجدية اكثر من الآن.

المصدر ..... عكاظ