بسم الله الرحمن الرحيم
استبشرنا خيراً عندما أعلن الجهاز الفني بنادي الهلال تطبيق الحصص الصباحية أخيراً بعد أن انتظرنا انقضاء فصل الصيف على أحر من الجمر بعد أن كان عُذراً يتذرعون به كيلا يُطبِّقون هذه الحصص الصباحية.
وما إن دخل الشتاء علينا ؛ وأعلنت الإدارة هذا الخبر السعيد أخيراً، إلا أننا وللأسف فوجئنا باعتماد تطبيقه يومان في الأسبوع فقط.!
ولم يكتفي الجهاز الفني بهذه المفاجئة وحسب، حينما قرر وبشكل غريب في أول يوم تدريب صباحي أن يقسم الحصتين التدريبيتين بين اللاعبين، حيث كانت فترة الصباح مقررة للحراس والمدافعين وبعض أسماء الدكة المهمَّشة، وجائت الحصة المسائية لبقية اللاعبين.!
وقبل أن نستوعب هذه القرارات العجيبة .. نتفاجئ اليوم بإلغاء حصة هذا اليوم بحُجَّةٍ أشد غرابة، كما أعلن الصحفي الهلالي (حمد الصويلحي) ذلك في تغريدته:
على إدارة الهلال وبقية الأندية وقبلهم الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العام لرعاية الشباب أن يتعاملوا مع دوام اللاعبين بحزم أكبر واهتمام أكثر، وأن يضعوا باعتبارهم أن دوام الساعتين أو الثلاث المسائي (لا يكفي الحاجة) وأن الحصص التدريبة أو الدوام الصباحي (ضرورة) وليست (استثناء) من شأنها أن تصقل احترافية اللاعب السعودي أكثر وأنها تساهم في تطوِّر مستوياته وتساعده في تنظيم جدوله اليومي والغذائي والعملي.!
قد يقول قائل .. أن في الدوام الصباحي مشقة على اللاعبين من زحمة طرق وخلافها، أو قد يتذرع آخرون بذرائع أخرى لا على البال ولا على الخاطر..
ولهؤلاء أقول .. قبل تدفعك حميَّتك للذود عن اللاعبين والتحجج نيابة عنهم، عليك أن تضع بحسبانك العمر الافتراضي القصير نسبياً للاعب كرة القدم الذي لا يتجاوز عادة 10 - 15 عاماً، وعليك أيضاً أن لا تُغفل المقابل المالي الضخم والفلكي الذي يتقاضاه لاعب كرة القدم السعودي والذي يُجمِعُ الكل على أنه لا يتوازى أبداً مع ما يقدمه اللاعب من عطاء، وإنما هو نتاج سلبي لتضخم سوق الانتقالات المحلية والمزايدات الاعتباطية بين الأندية وضعف في لوائح وقوانين الاحتراف المحلي ليس إلا.!
بالإضافة إلى أننا يجب أن لا نُغفل أيضاً العقلية الاحترافية البدائية التي يتمتع بها أغلب (إن لم يكن جميع) اللاعبين السعوديين للأسف.!
الأمر الذي يجعل من تكثيف الحصص التدريبية والتوعوية والانضباطية ضرورة حتمية لا بديل يُغنِي عنها.
ليس بالضرورة أن تكون الفترتين التدريبيتين كلها (مراكض ولياقة)
فهي قد تُستَغلُّ في مشاهدة مباريات الفريق السابقة أو دراسة الخصوم أو المحاضرات النظرية أو تمارين بناء الجسم داخل الصالات المُغلقة أو أو أو ...
بل إنها سوف تتيح للأجهزة الفنية فرصة الإشراف الغذائي السليم للاعبين حيث تُفر لهم وجبتيِّ الإفطار والغداء.
بل إنه إن لم يكن ثَمَّة فائدة مَرجُوَّة من المران الصباحي إلا (تنظيم وقت اللاعب) وتضييق الخناق على اللاعبين من سهر الليل والغذاء الغير صحي، لكفَّتْ ووفَّتْ هذه الفائدتين العظيمة، وانعكست بشكل ملحوظ على مستوى وصحة لاعبينا الذين تنفق عليهم أنديتنا الملايين وتنتظر منهم جماهيرنا الشغوفة أن يصنعوا الفارق المأمول منهم.
وختاماً أهيب بكل الجماهير السعودية قاطبة أن تتبنى هذا المطلب
وتجعل منه (المطلب الجماهيري الأول) الذي لا مساومة ولا جدال فيه أو أعذار
لأن الفائدة منه أولاً وأخيراً تشمل رياضة البلد والكيان واللاعب والمشجع قاطبة.
والسلام عليكم ورحمة الله نختم بها كما بدأنا بها