أن تَكونَ هِلَالياً في الوقتِ بدلِ الضائعِ .. .. كـ نقشِ نونٍ في السماء
بِدء :
ضُرُوبُ النّاسِ عُشّاقٌ ضُرُوبَا ...فأعذَرُهُمْ أشَفُّهُمُ حَبِيبَا
وما سَكَني سِوَى قَتْلِ الأعادي ... فهَلْ من زَوْرَةٍ تَشفي القُلوبَا
تَظَلّ الطّيرُ منها في حَديثٍ ... تَرُدّ بهِ الصّراصِرَ والنّعيبَا
وقد لَبِسَتْ دِماءَهُمُ عَلَيْهِمْ ...حِداداً لم تَشُقّ لَهُ جُيُوبَا
أدَمْنا طَعْنَهُمْ والقَتْلَ حتى ... خَلَطْنا في عِظامِهِمِ الكُعُوبَا
كأنّ خُيولَنا كانَتْ قَديماً ... تُسَقّى في قُحُوفِهِمِ الحَليبَا
لا شيء يشابه الهلال
لا في الأرضِ ولا في السماء
ما زالَ إنفرادهُ يُغني عن كُل ضجيج
وما زالَ بهاءهُ يملئ الدنيا شغف أزرق
وصداهُ لا ينفكُ يُدمي حضور الأخرين
هو الثباتُ الباقي
ومقياسُ البقاء
بقاءٌ للمجدِ وبقيتهِ
فلا غرابةَ بإن يفوزَ الهلال
بل الغرابةُ والعجب كيف لا يفوز الهلال
عادَ الهلال بطلاً فهو لم يَغِب وإن غُيبَ ظلماً وزوراً
كان إنتصارهُ إنصافاً للنزاهةِ وللمنافسةُ الشريفة
كانت كرةُ القدم وهيَ الموجوعةُ بشبهاتِ وصفقاتِ فسادها المُتعمد بحاجة لهذا النصرُ المؤزر
فـ لعبةٌ لا تنصفُ كِبارها لا تستحقُ أن تدوم
أجهدها الفاسدونَ طيلةَ أعوامٍ خلت
حتى كادت أن تفقدَ جوهرها
سَطَعَ الهلال بعد أن أُعلِن عن سقوطِ أيةُ الفساد الكبرى على رأس الفيفا
وهو الشاهدُ والمتواطئُ بِـ سُلب الهلال أمجاده
منذ مونديال إسبانيا المُلغى
وصولاً لنهائي نيشيمورا المُباع قسراً
فكان إنجازه
أولى ثمار مكافحة الفساد
كان الهِلالُ هلالٌ كما أراده محبوه طيلة سنين مجده
قاسيٌ مهيمنٌ راغبٌ بالقتال حتى أخر رمق
أرادَ أن يصنعَ مما صَوّرهُ له مبغضوه - كبوات - حواجز لقياس قدرة التحمل
فنافس الجميع على كل شيء
شرقاً وغرباً
وكان خيرَ مُنافس يُمثل الشرف
فازَ الهلال لأن لم يكن أمامه مصيرٌ سوى الفوز
ولم يكن للفوز نظيرً سوى الهلال
فأيُ مجد ينشدهُ ولم يرى سوى هلاله
فازَ الهلالُ كي يثبت أن للطبيعة باعٌ بإحقاقِ الحق
وإن كَثُر أعداهُ
وكانَ لا بُدَ من دلالتهِ
ومَن غيرُ الهلال دليل
فازَ الهلال وهو يعيد صياغة الأمل
ويقدم جحافلهُ كفرسانِ عصورٍ ذهبية
لم يبخلَ الفتيانُ بإسعاد أمتهم
وهم العارفون أن لولاها لَمَ عادوا وما بقيوا
فاز الهلال كي يثبت أن الملكية إرثٌ وسلوك يحتكرها وحده
هيَ أولُ الغيث
وهو أكبرُ أمانيها
فلا بصرٌ يُقصرُ مداه بأعين زعمائه
ولا طموح يحبسُ الأنفاس
فهواءٌ لا يتنفسه هذا الزعيم سوى الذهبُ
عادَ الهلالُ بهيٌ جامحٌ طَرِبُ
وعَاشَ الزعيم أسمُ عَلم
والبقيةُ صِفات
شكراً لكل من تنفسَ الهلالَ أملاً
وكلُ من ساندهُ في السرِ والعلن
وشكراً لرجالاته وفتيانه
وشكراً لأمينه المتوج بذهب الملوك " محمد الحميداني "
على براعتهِ وأمانتهِ بقيادةِ الهلال في أهمِ مرحلة تمرُ بهِ
وهذا ليسَ بجديد على بيئةُ زرقاء لا تأتي إلا بصُناع الذهب
وما زال للذهب بقية
عودٌ على بَدء :
أيَا مَنْ عادَ رُوحُ المَجْدِ فيهِ ... وصارَ زَمانُهُ البالي قَشيبَا
وشَيْخٌ في الشّبابِ ولَيس شَيخاً ... يُسَمّى كلُّ مَن بَلَغَ المَشيبَا
قَسَا فالأُسْدُ تَفْزَعُ مِن يَدَيْهِ ... وَرَقّ فنَحنُ نَفزَعُ أن يَذوبَا
أشَدُّ منَ الرّياحِ الهُوجِ بَطشاً ... وأسرَعُ في النّدى منها هُبُوبَا
وقالوا ذاكَ أرْمَى مَنْ رَأيْنَا ... فقُلْتُ رَأيْتُمُ الغَرَضَ القَريبَا
وهَلْ يُخْطي بأسْهُمِهِ الرّمَايَا ... وما يُخْطي بما ظَنّ الغُيُوبَا
إذا نُكِبَتْ كَنائِنُهُ اسْتَبَنّا ... بأنْصُلِها لأنْصُلِها نُدُوبَا
دمتم زعماء كما يليقُ بالزعامة أن تدوم
مانع الجربا 7_6_2015