تابعت المؤتمر الصحفي لرئيس اللجنة المالية في الاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالله العذل ولرئيس اللجنة الفنية ماجد الحكير والدكتور حافظ المدلج عضو لجنة الاحتراف ، وكان المؤتمر الصحفي يحاول تبرير ما الذي يحدث ، ولا يتحدث عن مخططاته المستقبلية .. ورغم التبرير إلا أن المؤتمر الصحفي كشف لنا ما الذي ينتظرنا في المستقبل ، فبعد فقدان صدارة آسيا، ها نحن مقبلون على خسائر جديدة ، كما يقول لنا المؤتمر الصحفي، وإن حاول البعض إخفاء المستقبل .. فما الذي حدث في المؤتمر وما الذي كشفه المؤتمر ؟
يقول العذل: (لا يمكن نقل مباريات الدوري السعودي كاملة حصريا ، والسبب حرص الدولة على عدم تكلفة المواطنين تكاليف فوق طاقتهم ، وهناك أسر لا تستطيع دفع اشتراكات مقابل الحصول على بث قنوات فضائية وفي المقام ذاته العنصر النسائي، لا يستطعن الذهاب للملعب ولا يمكن حرمانهن من المباريات) .
لا أعرف من اخترع جملة (حرص الدولة على عدم تكلفة المواطنين تكاليف فوق طاقتهم) ، فما أعرفه أن الدولة حريصة على المصلحة العامة ، والمصلحة العامة تكمن في تطوير أداء أي جهة من الجهات ، والتطوير يعني ارتفاع مستوى الأداء في هذه الجهة ، وطالما نتكلم عن تطوير الرياضة ، هذا يعني أن الاتحاد مناط به تطوير أداء اللاعب ، وأقر احتراف اللاعب من أجل هذا السبب ، فيما بعد تم التخلي عن التطوير وتم تخفيض الرواتب ، لتشاهد المرأة كرة القدم ، ولست أدري ما هي أولويات اتحاد الكرة ، هل هي تطوير الرياضة لدينا أم تخصيص وقت للنساء لمشاهدة كرة القدم ؟
لن أتوقف كثيرا أمام هذه العبارة لأنها تداعب مشاعر الكثير ، ويمكن للكثير أن يخرجوا ليقولوا : إني ضد المواطن والمرأة .
ثم يؤكد العذل أن هناك إشكالية بين اتحاد الكرة وبين وزارة المالية التي خفضت الإعانة للنصف ثم كادت تخفض إلى الصفر ، ولم يخبرنا لماذا، سوى أنها أولويات ؟
فيما الكثير يقولون : (إن وزارة المالية وضعت جدولا زمنيا لخصخصة الأندية ، وسيتم من خلالها تخفيض الإعانة تدريجيا مع بدء الخصخصة والتي كان من المفترض أن تبدأ منذ سنوات مضت لتصل إلى الصفر ، ويكون الاتحاد أنهى عملية الخصخصة، لكنه لم يتم شيء في هذا الصدد ، ولن يتم خلال السنوات الأربع لأن شركة العالمية اشترت دخل المباريات لمدة خمس سنوات ، مضى سنة منها ..ولن تقترب أي شركة أو بنك من هذه الخصخصة وأهم مداخيل النادي أعني دخل المباريات لا تتحكم به ، وهكذا يحدث لدينا في مسألة الخصخصة .
ثم يمضي المؤتمر الصحفي ليؤكد لنا العذل من جديد : (الحكام يمضون وقتا طويلا دون استيفاء مستحقاتهم) .
وهذا أول سبب للمشاكل التحكيمية التي يعاني منها الجميع ويطالب بحكم أجنبي ليزداد غبن الحكم السعودي الذي لا يستلم مستحقاته فيما سيأتي الأجنبي وسيسكن فندق خمسة نجوم ويستلم أجره المضاعف قبل أن يجف عرقه .
وكنت قد تطرقت عن أزمة التحكيم وأننا نحتاج لمناخ صحي قبل أن نحاسب الآخر عن تلاعبه ، وربما قضية الحكم عمر المهنا تكشف لنا ما أثر أن لا يستلم الحكم أجره ، (عليّ أن أؤكد أني لا اتهم المهنا فإلى الآن لم يبت في الأمر) .. لكني أضع القضية كنموذج .. وأظن الحكام بشرا ، ويمكن لأي حكم مقتدر يجد في هذا التأخير إن لم أقل التسويف مناخا للكسب ، بأن يعطي الحكم نصف مبلغ التحكيم مقابل أن يستلم هو بعد سنوات المبلغ كاملا ، بل يمكن لبنك أن يتبنى هذه الفكرة فهي تشبه القروض تماما .

[ALIGN=CENTER]الحكير .. وأسطورة الدوري المنظم [/ALIGN]

فيما بعد تولى دفة المؤتمر رئيس اللجنة الفنية ليتحدث عن الدوري والتنظيم ، يقول : ( أقر دوري تحت 14 سنة مع وزارة التعليم ، ولكن تم تأجيله للموسم المقبل لتداخله مع مسابقات أخرى) .
أظن لم يتغير شيء .. أقر .. ثم تم تأجيله .. والسبب تداخله مع مسابقات أخرى ، يبدو أن المسابقات الأخرى لدينا أشبه بالمطر لا يمكن رصدها في المناطق الصحرواية أو التنبؤ بها ، يبدو أيضا وجود دوري منظم لدينا أشبه بأسطورة .. لهذا سأروي لكم قصتي مع المهندس عبدالله الجربوع .
قبل أيام قليلة ، كنت قد سألت الجربوع عن الأسباب التي جعلت المنتخب السعودي يلعب مباريات ضعيفة ، فقال لي : ( لقد خاطبنا الكثير من المنتخبات لكن لم يأتنا رد ، خاطبنا الاتحاد الألماني لنلعب معه مباراة في عام 2003م ، فجاء الرد ، أنهم انتهوا من جدولة مشاركتهم لعام 2004م ، ولا يستطيعون اللعب ، وربما في 2005م ندرس الوضع ، عليّ أن اعترف أني أتعلم الكثير من خلال هذه التجربة (وكأن دراسة الوضع يريدون التأكد هل سيتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2006م أم لا) .
أرأيتم يفكرون لعام 2005م ، فيما نحن نقر .. ثم نؤجل .. والسبب تداخل المطر أعني المسابقات .. ما يحزنني أننا مازلنا نرى هزيمة الثمانية غير واقعية .

[ALIGN=CENTER]يا دكتور هل تسخر بنا ؟ [/ALIGN]

في الختام جاء الدكتور مدلج لينوب عن الدكتور التركي ، ليقول في المؤتمر كلاما ، أظنه لا يحترم عقولنا به .
يؤكد الدكتور أن التخفيض كان متداولا منذ سنتين ، وكان اقتراحا من رؤساء الأندية ، لكن اللجنة رأت أن هذا ظلم للاعب وتم تأجيله ، ثم فيما بعد رضخ الاتحاد لأنه المخرج الأخير .
وعن هذا الخلط بين لاعب يوقع الآن وسيستلم 15 ألفا ولاعب وقع في الفترة السابقة وسيستلم 20 ألفا ولا فرق بين مستوى هذا وذاك أليس إجحافا ؟ ، يقول : (العقد شريعة المتعاقدين .. ويمكن تعويضه في مقدم العقد أو الفوز ببطولة) .
لست أدري هل يسخر من عقولنا الدكتور .. أم هو جاد ؟ في الخيار الأول مشكلة .. في الثاني كارثة .. لأني لا أعرف كيف ترمى المسؤولية على رؤساء الأندية، والاتحاد هو المشرع ؟ ثم كيف تطالب النادي بتعويضه ، وفي المؤتمر تؤكدون أن نقل المباريات تلفزيونيا بيع ، وتذاكر المباريات بيعت ، والاتحاد استلم الصفقة ، فمن أين يأتي النادي بدخل .؟
وقبل هذا وذاك .. طالما يؤمن الدكتور بأن (العقد شريعة المتعاقدين) ، لماذا يطالب اللاعب بأن يقبل بهذا ويرضخ ، فيما لجنة الاحتراف تتخلى عن هذا المصطلح ، فهي من وضعت هذا العقد ، فكيف تخل به من جديد ؟
مشكلة لجنة الاحتراف تكمن في لوائحها القابلة للهتك .. وعلى اللاعب المحترف والذي كان والده اتحاد الكرة أن يبحث عن ولي أمر جديد يتبناه .

[ALIGN=CENTER]على هامش المقال [/ALIGN]

دخل أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم سعيد الغامدي على هامش المؤتمر ، وعادة ما يكون على الهامش لا قيمة له . . فيما هذا المؤتمر هامشه كان مرعبا ، فهو من كشف لنا صورة مبسطة من المستقبل وكيف سيأتي .. وعلى من سيقع . يقول الغامدي : (تم تشكيل لجنة لتوثيق بطولات الأندية ، ولقد قطعنا ما نسبته 80% ، وأوشكنا على إنهاء المهمة) .
ويقول أمين عام أي اتحاد من العالم الثالث : (عذرا لا نملك كمبيوتر لندخل البيانات ، لهذا قل ليّ بطولات أي عام لأحضر لك ملف بطولات هذا العام) .
ويكفي .