المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 15/06/2003, 10:11 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/01/2001
مشاركات: 149
نزيف المشاعر (هل تكفي كلمة آسف؟)

كان جلال منكبا على الأوراق التي فوق مكتبه يراجعها بدقة واهتمام قبل أن يرتفع رنين هاتفه الجوال معلنا وصول رسالة نصية ، وبكل لهفة ترك تلك الأوراق التي كان منشغلا بها وأخرج الهاتف من جيبه ليقرأ الرسالة التي وصلت .. عندما نظر إليه إبراهيم زميله في العمل وجد أن ابتسامة الرضا ارتسمت على شفتي جلال ، فغمز له إبراهيم قائلا :
- يبدو أن أمل هذه قد فتنت بك حقا
انطلقت ضحكة ساخرة من حنجرة جلال قبل أن يقول وهو يكتب ردا على الرسالة :
- إنها مراهقة ولديها مشكلة عاطفية ولن أبخل بمساعدتها ..
ومع آخر حروفه كانت جملة : تم إرسال الرسالة بنجاح تظهر على شاشة هاتفه الجوال ، ثم نهض من مقعده على عجل وقام بترتيب الأوراق المتناثرة فوق مكتبه والتفت إلى زميله إبراهيم قائلا :
- أنا مضطر للخروج الآن .. فاليوم هو ذكرى يوم زواجي من أريج .. وأعتقد أنه من المناسب أن أشتري لها هدية في ذكرى زواجنا الثالثة ..
هز إبراهيم كتفيه بحيرة وهو يقول :
- عجزت أن أفهم نوع الحب الذي تكنه لزوجتك .. إنك غريب .. فأنت تمنح تلك الفتاة التي اسمها أمل مشاعر رقيقة لا أظنك تمنحها لزوجتك ..
ابتسم جلال دون تعليق ، ثم غادر المكتب بعد أن ألقى لمحة سريعة على صورته في المرآة وكأنه يتأكد من وسامته .. وما أن اختفى عن ناظري إبراهيم حتى تنهد هذا الأخير قائلا :
- ولكني أعرف يقينا أني أحسدك على جاذبيتك

***************

" الحب تعرفه القلوب ولا تدركه العقول "
تأملت أمل هذه العبارة المكتوبة على شاشة هاتفها والتي وصلت للتو من جلال .. كان ذهنها شاردا في محاولة لمعرفة معنى ومغزى هذه العبارة ولم تشعر بأصابعها وهي تعبث بخصلات شعرها .. إنها تشعر بأنها أمام شخص مبهر عندما تفكر فيه .. بهرها بأفكاره الغير عادية .. بهرها بأسلوبه الشيق .. إضافة إلى أنه منحها شعورا بالأمان
لم تتصور في يوم أن عبثها بالهاتف سيضع أمامها شخصا بهذه المواصفات .. نعم هو متزوج ولكن هذا لا يهمها .. فهي تريده كما هو .. صديقا لا زوجا .. حنونا لا رقيبا .. لقد جربت الحب مرة واحدة .. وهي ترفض أن تخوض أمواجه مرة أخرى .. يكفي أن قلبها نبض لإنسان واحد ولا تريد لهذا القلب أن ينبض لأحد بعده .. حتى لو كان جلال
ما زالت تذكر ذلك اليوم الذي سألته فيه عما ستفعله زوجته أريج لو علمت بما يدور بينه وبينها من محادثات هاتفية .. قال لها :
- إنها زوجتي وأنا أعرف كيف أرضيها .. وأنا أعاملك مثل أختي فلا تقلقي على شيء ..
لم تكن أمل تدرك إن كانت الغيرة هي التي سيطرت عليها وقتها .. لكنها في قرارة نفسها عزمت أن تعرف هل سيتجاهلها جلال من أجل زوجته
إنها تؤمن في قرارة نفسها أنه لا يوجد رجل صادق .. لذلك وضعت خطتها .. واتفقت مع صديقتها على أن توصل خبر علاقتها مع جلال إلى زوجته أريج .. وقد تم لها هذا .. وها هي الآن تنتظر النتيجة التي سيحصل عليها جلال جراء هذا الامتحان .. لكنها نسيت أنها هي فشلت في امتحان الحب بإقدامها على محادثة جلال

***************

كانت السعادة تشع من عيني جلال وهو ينظر إلى البائع الذي يقوم بوضع الخاتم الذهبي في علبة أنيقة ويغلفها بمهارة .. ستكون مفاجئة مذهلة لأريج .. هكذا كان جلال يقول في نفسه .. ثم تناول العلبة الأنيقة بعد أن دفع للبائع ثمنها .. وأسرع إلى سيارته وهو يطلق من بين شفتيه صفيرا على لحن أغنية مشهورة ..
كان جلال يدرك أن زوجته أريج ليست بارعة الجمال .. لكنه يعلم أكثر من غيره بأنها تحبه لدرجة لا توصف .. إنه يعشق اهتمامها به .. ويعشق غيرتها عليه .. ويعشق دموعها عندما تبكي من أجله .. ويعشق ابتسامتها عندما تكون لأجله .. وهو اليوم يريد أن يرى ابتسامتها ترتسم على وجهها بمجرد أن يفاجئها بالهدية ..
ينتابه بعض الأحيان شعور بالألم عندما يجد نفسه يقابل مشاعرها الجياشة نحوه بالكذب عليها ومحادثة فتيات أخريات رغم محاولته أن تكون هذه العلاقات في حدود ضيقة .. إنه يقابل ثقتها بإشباع نزوات نفسه .. إنه يطعنها بخنجر حاد من خلفها وهي صامتة لا تشتكي .. لماذا يفعل بها هكذا سأل نفسه هذا السؤال .. ولم يجد سوى جواب واحد .. فقدان الثقة .. ليس ثقته فيها .. ولكن ثقته في نفسه ..
وبشكل غير إرادي التفت إلى الكرسي المجاور له حيث تستقر العلبة الأنيقة وكأنه يريد أن يتأكد من وجودها .. وبمجرد أن عاد ببصره إلى الطريق وجد أمامه شابا يقود دراجته .. ولم يستطع جلال أن يتفاداه بسيارته.. ورغم أنه ضغط الفرامل بأقصى قوته .. إلا أن ذلك لم يعفيه من أن يصطدم بذلك الشاب ..

***************

أسرع جلال يغادر سيارته للاطمئنان على الشاب وهو يشعر بالجزع مخافة أن يكون قد أصابه أي مكروه .. انحني نحو الشاب محاولا أن يساعده على الوقوف وهو يقول له بكلمات بدا واضحا فيها نبرات التوتر :
- هل أنت بخير .. أنا آسف لم أكن أقصد ..
تحامل الشاب على الألم الذي يشعر به في قدمه وقال بعصبية :
- وأي فائدة سأجنيها من أسفك هذا إن قدمي تنزف .. ألا ترى إنها تنزف ..
شعر جلال بالحرج وهو يشاهد أعداد الناس تتزايد حوله لمراقبة الموقف .. وبدأ الدم يصعد إلى وجهه .. وخرج صوته مبحوحا وهو يقول :
- دعني أذهب بك إلى المستشفى .. هذا أفضل ..
نفض الشاب الغبار من على ملابسه ثم ركب دراجته وهو يقول بضيق :
- لا بأس .. إنه حادث بسيط .. أستطيع أن أكمل طريقي ..
تسلل الارتياح إلى جلال وهو يشاهد الشاب ينطلق بدراجته ليبتعد عن ناظريه .. ثم عاد بسرعة إلى سيارته دون أن يلقي بالا لتلك العيون التي تنظر إليه بفضول .. وبمجرد أن تحركت سيارته حتى أطلق تنهيدة قوية ..

***************

- جلال أرجوك يجب أن تقود وأنت أكثر حذرا في المرة القادمة ..
نطقت أريج بهذه العبارة وهي تقدم كوب الشاي لزوجها جلال الذي تناوله منها وهو يقول والابتسامة تعلو وجهه :
- ليس هناك أفضل من شاي أريج بعد غداء دسم ..
توردت وجنتاها بحمرة الخجل فأسرع جلال يستغل هذه اللحظة كعادته وسألها :
- هل تخافين علي حبيبتي
كانت أنفاس أريج تتردد بصوت مسموع .. هي تعلم أنها تحبه .. لكنها قلبها الآن يعاني ألما ونزيفا لم علمته عن علاقته بالفتاة المراهقة أمل .. وازداد الجرح ألما وهي تقرأ بعض الرسائل المتبادلة بينهما في هاتفه الجوال .. دائما تشعر بالضعف أمامه ولا تستطيع أن تغضبه .. لكنها هذه المرأة لم تعرف من أين جاءتها الجرأة لتقول له :
- أخاف عليك أكثر من تلك التي تسمي نفسها أمل ..
كان جوابها مباغتا لجلال الذي نظر إليها مشدوها .. لكنه لم ينفعل وسرعان ما استرد هدوءه .. مجرد أنها تعرف اسم أمل فهذا يعني أنها تعرف أكثر مما يتصور .. وجد أن الإنكار عديم الجدوى في مثل هذه الحالة .. استرد ابتسامته وهو يقول :
- إنها فتاة صغيرة حاولت أن أساعدها .. فاعتبرتني أخا أكبر لها .. لا ينبغى أن تغاري منها يا أريج لأني أحبك أنت فقط .
اغرورقت عيناها بالدموع وهو تقول بصوت لا يكاد يكون مسموعا :
- حتى لو تجاوزت الستين من عمرها سأظل أغار عليك دائما ..
نهض جلال من مكانه واقترب منها ليمسح تلك الدموع التي سالت بيده .. ثم همس في أذنها :
- أنا آسف حبيبتي ..
لقد سمعت هذه الكلمة أيضا منه قبل ستة أشهر .. ولكنه لا يدرك أن الألم أكبر من قبول اعتذاره .. لقد جرح أنوثتها .. لكنه يعرف دائما كيف يجعلها تعود إليه أكثر شوقا ولهفة .. وعندما تأخرت في الرد عليه احتضن كفها بين يديه قائلا :
- أريج ذلك الشاب الذي اصطدمت به سامحني دون أن يعرفني ..
رفعت عينيها إلى عينيه وهمت أن تقول له : " لكنك تعمدت أن تجرحني ولم تتعمد أن تصيبه .. اعتذارك له لم يجعل دمه يتوقف عن النزيف .. واعتذارك لي لن يمنع مشاعري من أن تنزف بألم وضمت " .. لكن كلماتها التي نطقت بها كانت :
- إني أسامحك قبل أن تخطئ ..
لم تعرف هل قالت له ذلك بسبب ضعفها أم تسامحها ، أما هو فقد ابتسم في رضا وطبع قبلة دافئة على جبينها ثم جذبها معه في رفق إلى غرفة نومهما وهو يقول لها بسعادة :
- دعيني أريك هديتي إليك في ذكرى حبي لك .. ستعجبك حتما ..
كان يستغل حبها له بشكل واضح ، لأنه يعلم بأنه لن تغضب منه كان لا يتردد في إيذاء مشاعرها ، فهو يثق تماما بأن كلمة آسف ستمحي كل أخطاءه مهما تكررت ، ومهما كانت مؤلمة ، لكنه لم يدرك بأن تلك الزلات ستترك آثارا لن يمحيها الزمن ، ستترك جروحا غائرة في القلب لن تلتئم مع مرور الأيام ..
وفي تلك الأثناء كان هاتفه الجوال يطلق النغمة المميزة لوصول رسالة نصية .. رسالة أخرى جديدة تحمل الرقم الخاص بأمل
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16/06/2003, 02:12 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2003
المكان: الكويت
مشاركات: 4,418
[ALIGN=CENTER]اخوي عالطاير يعطيك العافية وبانتظار تكملة القصة[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16/06/2003, 05:22 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 01/03/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 983
قصة رائعة أخوي على الطاير ..

ولن ننسى أبدا قصتك الرائعة جدا ( يا قلبي ابتعد وأرحل ) .. التي عشناها وكأنها واقعا نشاهده ..

ويبدو أن هذه القصة ستكون بروعة سابقتها ..

ننتظر البقية على أحر من الجمر ..
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16/06/2003, 10:13 AM
ميسو
تاريخ التسجيل: 22/06/2002
المكان: حيث أنا ..
مشاركات: 7,243
على الطاير نزل قصه

كان حطيتوا إعلان على باب المنتدى

إن شاء الله راجعه لها .. بس بعد إمتحاني
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16/06/2003, 01:07 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/07/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
حمار واحد هذا ...
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:15 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube