كنت متجها بسيارتي من هولندا قاصدا الزيارة والإقامة للتجول في بعض المدن والقرى الواقعة في الاراض الألمانية .. وكنت سعيدا ان اجد نفسي في ارض عدو الله هتلر ! .. الذي كنت أعده في مراهقتي رمزا للبطولة وحب الوطن الى أن تعلمت بعد ذلك معنى أحترام الانسان وحرمة ماله ودمه وعرضه .. فحينها كرهت شاربه وجرائمه الغبيه وكتاب أفكاره ( كفاحي ) الذي جعلني مخطوف ذهنيا ! fficeffice" />

تتميز الطرق السريعة في المانيا بأنها تتيح للسائقين السير بسرعة بدت لي منطقية مقارنة ببعض الاقطار الاوروبية التي تشترط عليك السير في خطوطها السريعة بسرعة لا تتجاوز 90 كلم / ساعة ! .. بينما في المانيا فيمكن أن تشاهد لوحة ارشادية تتفهم تتطلعات السائقين وطموحاتهم وتمنحهم إجازة بالسرعة قد تصل الى 140 كلم / ساعة .. ولا تحضرني ذاكرتي أن قد شاهدت في دول أخرى هذه السرعة المسموح بها من قبل ! .. بل إنه قال حدثنا : أن هنالك خطوط سريعة في المانيا بدون حدود قصوى للسرعة ! .. بمعنى اذا كانت سيارتك تبلغ قدرة سرعتها 240 كلم / ساعة فأن المانيا ترحب بك !

الطرقات السريعة في اوروبا تتشابه فيما بينها الى حد كبير .. فلا تجد على سبيل المثال اثناء قيادتك ان هنالك حفرة قد داهمتك على حين غفلة لكي تمزق لك سيارتك وتجعلها اشلاء مبعثرة ! .. أو مطب صناعي يضع قدمه في طريقك فيجعلك تحلق الى غير رجعة نحو السماء السابعة ! .. أو بقرة تقرر دون موعد مسبق أن تقطع الطريق أمامك على حين غرة وتتركك تسكن أحشائها وهي لا تزال شاردة الذهن تلوك شئ ما في فمها ببرود مستفز ! .. نستطيع القول ان الطرق هنالك تتميز بالسلامة وتوفر الخدمات ناهيك عن المناظر الخلابة التي تجعل من قيادة السيارة متعة حقيقية ،،

أثناء قيادتي للسيارة كان ان لفت نظري وجود سيارة تتبعني لبعض الوقت الى أن تجاوزتني وتقدمتني بمسافة ثم توقفت جانبا وأخرج قائدها من نافذته ما يشبه العصى المضيئة وأخذ يشير بها نحوي لكي أتوقف ! .. لقد كانت أسرتي معي ولم أكن على استعداد لخوض إي تجربة قد تكون حمقاء ! .. خاصة وأن سيارته كانت مدنية .. لذلك وبالرغم أنني توقعت أن يكون الرجل من الشرطة السرية وذلك لأنه لا يتوقع أن يكون هنالك من يجرؤ على الاقدام نحو تصرف أحمق في طريق مكتظ بالسيارات في وضح النهار ! .. الا أنني آثرت السلامة واقصى درجات الحيطة وتجاهلته غير مأسوف عليه مستمر قدما في طريقي ،،

سأعترف بحقيقة راودتني حين اتخذت قرار تجاهل طلب الشرطي لي بالتوقف ! .. فقد حدثتني نفسي أنني في أوروبا ! .. حيث يفترض حسب الانطباع الذي يروجه الغرب عن نفسه ويفاخر به على عكس ما تروجه الشرطة العربية عن نفسها ! .. بأن الشرطة لديهم ليسوا في خصومة أو عداء مع الناس .. وأن الأحترام والتفهم سيد الموقف من الجميع مهما كان حجم الجريمة التي قد يرتكبها شخص مجرم أو مخالف ! .. كنت أشعر بالأسف في قرارة نفسي حينما تملكني هذا الشعور بعدالة النظام والشرطة والقانون في هذا البلد الذي لا تربطني به سوى ساعة ونصف من العلاقة على الزفلت ! .. وبالرغم من ذلك فقد تمكنوا أن يولدوا لدي يقين بأن لدي حقوق ستحترم .. وأن لديهم عدالة سوف أحصل عليها .. بالرغم أنني ( أجنبي ) اللغة والعرق والدين والتاريخ والعشرة !

كنت سارحا في أفكاري الى أن تنبهت أن هنالك سيارة للشرطة قد تجاوزنتي وأصبحت تسير أمامي بينما السيارة الأولى تسير خلفي .. حدثتني نفسي وقد تملكني للحظة الشعور بالمغامرة .. هل ستعترضني من تسير أمامي وتصطدمني من تسير خلفي حتى أتوقف ! .. أم سيكونوا أكثر لطافة ويكتفون باستخدام المايكرفون يصارخون ويطلبون مني التوقف ! .. لم يمهلونني كثيرا في افكاري الهوليودية العربية فقد تحول القزاز الخلفي لسيارة الشرطة التي أمامي الى ما يشبه الاعلان المضئ بلغات مختلفة منها اللغة الانجليزية والتي كانت تشير الى عبارة : أتبعني !

بالفعل تابعت سيارة الشرطة الى أن أنحرف الى موقف جانبي وأنا خلفه ثم توقفنا جميعا وترجل شرطيان من السيارة التي أمامي والرجل الثالث من السيارة التي خلفي ووجدت نفسي بين فكي كماشة ! .. كانت اشكالنا تدل على أننا مسلمين لإرتداء اسرتي الحجاب والعباءة ثم يبدو أنهم يظنون أنني قد فررت منهم حينما تجاهلت ذلك الشرطي في البداية .. وكل ذلك جعلني اتفهم نظرة الريبة في أعينهم خاصة وقد ترجلوا جميعا وكل منهم يضع يده على زناد مسدسه في وضعية التأهب ! .. شعرت إنهم قد وصلوا الى اقصى درجات الشك والريبة .. فاشخاص فارين من وجهة نظرهم ومسلمين ذلك قد يعني إننا مشروع أرهابي !

يتبع الجزء الأخير في الأسبوع القادم .. كونوا معنا ،،،



ودمتـم في خيـر