المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 04/06/2003, 08:38 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/04/2003
مشاركات: 210
د.الأهدل: الإيمان (38) ظلم ذوي القربى..

دروس في الإيمان (38)

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

ليس غريبا أن يحارب المنهج الإلهي أعداؤه الأصيلون في عداوته من يوم نزل إلى يومنا هذا، وستستمر محاربتهم له، ما بقي في الأرض حق وباطل، ولكن ما يؤسف له أن ينبري من ذرا ري المسلمين من يعلن الحرب على هذا المنهج المشتمل على كل ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية، لتكون القدوة الصالحة للأمم، فينقذها وينقذ بها غيرها من أمم الأرض التي ذاقت بسبب غيابه عن توجيهها كل المصائب والمحن التي تشاهد اليوم في كل أنحاء الأرض.

وهاهو المنهج الرباني يدعو هذه الأمة لتعود إلى الله في إيمانها الذي حل في قلوب كثير من أبنائها غيره من المبادئ والعقائد الفاسدة، وفي عبادتها التي قست تلك القلوب بتركها، أو ضعفت صلة أجيالها بها، وفي تشريعها الذي عاداه بعض من تربع على كراسي حكمها من مثقفيها الذين تربوا على مناهج أعدائها، فاستبدلوا به قوانين تعارضه، وفي سياستها الشرعية التي أقصي رجالها ودعاتها، وحاربهم طغاة الحكم الصادون عن سبيل الله.

فقاد أولئك الطغاة أمة الإسلام إلى هاوية الذلة والمهانة وجعلوها في ذيل قافلة الأمم، يتحكم في مصالحها أعداؤها من اليهود والنصارى والملحدون والوثنيون، حتى غدت هذه الأمة-وهي أغنى أمم الأرض في سعة أراضيها وكثرة معادنها وثرواتها، وامتداد بحارها، ووفرة مياهها، وكثرة رجالها، الذين يوجد من بينهم ذوو كفاءات عالية في شتى العلوم والتخصصات التي تحتاج إليها الأمة في نهوضها وتقدمها.

غدت هذه الأمة التي هذه بعض إمكاناتها - أفقر من على وجه الأرض في كثير من بلدانها تستجدي من عدوها كل ضرورات حياتها في طعامها وشرابها، ولباسها ومركبها، وفي سلاحها واقتصادها، وقوة السلاح والاقتصاد مع قوة الإيمان كانت من أهم أسباب عزتها، وقد كانت بذلك ترهب عدوها -استجابة لأمر ربها - ، لا لتظلمه بها ولا لتكرهه على الدخول في دينها، ولكن لتحطم السدود التي يضعها الطغاة أمام حرية الكلمة التي أراد الباري أن يحرر بها عباده من استعباد الطغاة الجبارين في الأرض ولتنشر بذلك العدل بين الناس وتحمي المظلومين من الظالمين.

وهاهي الأمة الإسلامية اليوم وقد حرمها أعداء دينها من أبنائها، يعتدي عليها أراذل البشر ويستبيح كل ضرورات حياتها فلا تستطيع أن تدفع عن نفسها.

[لقد بلغ الأمر ببعض الطغاة الذين يحاربون الإسلام أن أمروا بحذف آيات القرآن الكريم التي تتعلق باليهود الذين اغتصبوا ديار المسلمين ودنسوا المسجد الأقصى، وأهانوا المسلمين، من الكتب الدراسية ,حتى لا تكشف تلك الآيات للطلاب عوار أولئك الطغاة ,في موالاتهم لأعداء الأمة الإسلامية، وانهزامهم أمام أعدائها]، وهي قادرة على ذلك - لولا قهر الطغاة من أبنائها - الذين يفترض فيهم أن يأخذوا بيدها إلى العودة إلى منهجها لتستعيد قوتها وقيادتها للناس بهدى ربها ولكن القريب ظلم قريبه:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، على المرء من وقع الحسام المهند


إن منهج الله لينادي هذه الأمة حاديا لها: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )). [الأنفال: 24].

ولكن هذه الأمة، وهي تحمل تلك الأمراض المتنوعة الخطيرة، ونزلت بها تلك النكبات العظيمة، عزف أهل الحل والعقد فيها - الذين بيدهم أزمة أمورها - أن يعالجوها بذلك الدواء الناجع، أو ينيروا لها الدرب الذي يجب أن تسلكه بذلك السراج المنير أو يهدوها إلى صراط الله المستقيم بذلك الهدى الرباني الذي يهدي للتي هي أقوم، لأن مرض التمرد على الله وعلى دينه قد تمكن من قلوبهم فآثرت المرض على الصحة، ولا سبيل لشفاء هذه الأمة من أمراضها إلا بتناول دوائها من كتاب ربها وسنة نبيها.

وقد قال بعض العلماء في أمثال هؤلاء الذين يرفضون علاج أمراضهم بالدواء الناجع:
"وعلامة مرض القلب عدوله عن الأغذية النافعة الموافقة إلى الأغذية الضارة، وعدوله عن دوائه النافع إلى دوائه الضار.

فهاهنا أربعة أشياء:
غذاء نافع.. ودواء شاف، وغذاء ضار.. ودواء مهلك.

فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي، والقلب المريض بضد ذلك.

وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء، فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة، فهو من أجهل الجاهلين الضالين.

فإن الله تعالى يقول: )) قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ((. [فصلت:44].

وقال تعالى: )) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً (( . [الإسراء: 82]. و)) من(( في قوله: (( من القرآن(( لبيان الجنس، لا للتبعيض [أي أن القرآن كله شفاء].

وقال تعالى: )) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (( . [يونس: 57].

فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه، لم يقاوم الداء، وكيف تقاوم الأدواء كلا م رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها؟! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه، لمن رزقه الله فهما في كتابه". [شرح الطحاوية: (308) بتحقيق الألباني]
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:02 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube