المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

Like Tree2Likes
  • 2 Post By أوَار

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 17/01/2014, 06:52 AM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
اجعلني لو عابرًا مرّ عليك فألقيت عليه السلام...




تركت دفاتري وكُتبي بجانبي وجلستُ مع صديقاتي يتجاذبن أطراف الحديث, وجدت أن احداهن تنظر إليّ بعينٍ تملؤها الأسئلة المثيرة,
لم أترك لها مجالًا للهروب فبادرتها بالسؤال عن حالها ..
صديقتي "لما" تُشاركني ذات الجرح اللين الصدئ, ولم أُشاركها ابتسامتها العذبة سوى ابتسامةٍ تتباهى بفراغٍ مجهول.
تركتهّن بعد وداعٍ حار على أمل أن القاهن بعد العطلة الإسبوعية, كانت هذه المرة مختلفة
هُنا منزلنا الحميميّ ولكن! موعدُ مع طبيبي يسرق احتفائي بالأربعاء.. شربتُ كأس الماء على عجل واحسستُ حينها وكأنه بركانُ صببته على رئتي,
اتجهت مُسرعةً للسيارة لأجد أبي ينتظرني ويتدارك انشغال ذهني بأسئلته
لكني ومثل كل مرة رحلتُ بأفكاري بعيدًا لأقرب من رمشي, رأيتك بين عينيّ وتحتل أفكاري هناك في ساحلٍ غرقت به يومًا –ولازلت- لكني اطمئنّيت وأصبح ما فيّ بردًا وسلاما... كم اشتقتُ إليك!
قاطع أبي حبل خيالي هذا مُشيرًا إلى بوابة المشفى الجديدة, هناك قامت بتحيّتي الممرضة وابدت اعجابها بشدة وسط دهشتي بها, لم أعلم لم ولم أسأل حتى.. لم يعد يُهمني اهتمام البشر المُزيّف.
وضعت جهاز قياس الضغط على معصمي, فوجئت بأنه في ترددٍ رهيب؛ فأصرّت على أن أُنقل للإسعاف بدلًا من رؤية الطبيب, تجاهلتُ لذلك إلا أن أبي أصرّ على ذهابي..
كُنت أبتسم اتعلم لِم؟ لأني أراك بين وجوه البشر مواساةً عظيمة
كنا نجوب الممرات وأنظار من حولنا تتخطّفنا.. مابكم؟ هي ليست سوى وردةٍ ذبُلت لأن ترابها الذي كانت تعيش به نُقل إلى مكانٍ آخر, مكانٍ لا تحبه
هاهي الغرفةً بيضاء كبياض الليلة التي التقيت بك فيها رغم الغيوم المتراكمة حولها, هنا وقد تحوّلت العقاقير إلى أسلحةٍ يقاتلون بها من أجلي,
كان شيئًا مالحًا ذاك الذي اتصل بعروقي, فيجري ويحرق كل ما يمر من خلاله.
اتممتُ النصف ساعة وأنا اترقّب هذا السائل متى ينتهي! عندما أنتهي من نفسي أنا أولًا؟

أبي تتثاقل خطواته بكل خذلٍ بين الممرات, في صمته المهيب, يا صمت أبي ووقاره, أنا أقبل التعب في كل مرةٍ يطرق أبوابي لذلك هو يهوى زيارتي بين فرحٍ وترح, ابتسمتُ بعينين دامعتين له..
طلب الطبيب رؤيتي لي قبل أن أغادر المكان, تجوّلت بي الممرضة بين ممرات المشفى, لم أُغمض عينيّ رؤية السقف,
هو لم يكن جذّابًا إلى هذا الحد؛ بل كان ثباته محط الكثير من تساؤلاتي مُقابل سرعة هذا الكرسي المتحرّك غير الآبه!
يا لثبات قلبك حينما كنت آتي ركضًا إليك لأجدك ترمي بُهتان حياتك في صدري, فأحمله منثورًا بلا تردد .
وصلنا لغرفة الأشعة, فتركتني الممرضة في الخارج, احسست باقتراب أحدهم لي لكني لم ألتفت, كُنت ثقيلة.. ثقيلةُ بك جدًا
بالمناسبة لا أحبذّ حديث الغرباء في غُرف الانتظار الباردة؛ لذلك أُنهيه على عجل.. لكنه وفي الحقيقة خشيت من أن يروك داخل صدري تجوب وبيدك الحزن ترسمه,
خشيت أن تخرج صورتك لهم بدلًا من صورة قلبي.. الذي تشكّل على هيئتك!
اتجهت للمكان ذاته الممتلئ بالأسلاك المتدليّه من الأجهزة, أخبروني حينها بأني أحتاج المزيد من الجرعات فما أنا فيه لم يكفِ ما سبق منه حتى الآن ..
كقلبي وهو معك لم يكتفِ منك, كان فقيرًا عليّ وغنيُ لغيري. ثمانُ ساعاتٍ من الانتظار, على شفا جرفٍ خاو إلا منك
استيقظتُ على صوت أبي وصوتٍ آخر, هذا الطبيب يتحدث مع أبي بلغة لم أفهمها, ثم إن السؤال استعسر عليّ..


ماذا يعني (المرض)؟ هل يعني التخلي عن جميع ممتلكات اليأس؟ أم يعني الانكماش على وتيرة الحياة القاسية؟
بكل ما أحمله من جهدٍ ووصب, بكل ما أحمله من عناء استقيتهُ منك أنت وحدك!
تعلّمت الشعر لأهجوكَ بقصائدي يومًا ما, فوجدتك تحتفل على شكل ألمٍ تحبه.. ما أعمقك!
كل شيءٍ حولي يدعو حتميّةً على حُبك فتأبى كرامتي على ذلك, إلا أن تلك الكرامة لم تكن كافية لأجدها رادعًا في نفسي
أتعلم؟ ربما تقرأ هذه السمفونية يومًا ما .. يا صديقي كان لابد قبل أن تُسافر إليها أن تقرأ دعاء السفر؛ حتى لا تتعثر بي, وحتى لا تشي عينيك باسمي أمامها..
( كل شيءٍ على ما يُرام ) إنما الطفلة التي بداخلي ليست على الذي يُرام وهي تُحبك, طفلةُ لهوها جد وعبثها ثقافة! تيسّر دربها الممشوق بين يديك الخادشتين ..
يربطنا الدم الخائن, الذي لم يكلف لونه حتى بأن يُودع أمانةً عندك, حاولتُ مرارًا أن ألفِت انتباهك أمام الجميع فتكسِر زجاج عينيّ بضوئك الحاد,
أنت لم تكن ترغب بوجودي لأني ذنبك الذي التصق بك في عالم الطهر .
يا عزيز الأمة فيّ, كُلهم يريدونك بالقرب.. اجعلني بقربك ولو بدعاءٍ يمرّ صدفةً على لسانك
اجعلني اسمًا تختاره عندما يستشيرك أحدهم عن طريق الخير فتُجيبه "كانت هي", اجعلني تجربةً تؤدي إلى الجنة
اجعلني لو عابرًا مرّ عليك فألقيت عليه السلام, بلا ألم تحقنه في عروقه قبل أن ترحل عنه..


هذا الشعورً عجيبٌ فعلاً, افتقدُك وأحنّ إليك, وأنت تُبادلني الشعور ذاته لكنك في دائرة الكذب سِرت واخترت لهذا الشعور حياةً لا أُوجد بها
لم تكن اهتماماتي اللهث وراء الجديد في هذا العالم الباهت, لم تكن هوايتي البحث عن قلبٍ يعشق لأكتب له من الغزل ما يرقى لدرجات الخيال,
كل ما أذكره أني اطلبُ منك على الدوام أن توصل سلامي لوالدتك التي ملأتني ببياضها –ولم أستحقّه بعد- في كل مرةٍ تُبادر بسؤالها عني,
كريمةُ هي وأنت قصصت جُنحان كرمها بالرحيل, يا ترى ماذا ستقول لها إن سألتك عني الآن ولِم أنا ( مُغيّبة عن الحضور.. وعن الحياة)؟
لِم لم تُبقِ لي طُهر والدتك؟ لم جعلت سواد ذنبك يكتسيها؟
اشتقتُ إليك.. كثيرًا, في ليلةٍ وددتُ لو أنك تُضيئها لي بقناديل روحك وتُشعل فتيلًا لك فتُصبح في قلبي روحًا لن تنطفئ ..
تجوّلت مساءً في الانترنت بحثًا عن أخبارك –بعدما كُنت اترأسُّ اسمها- ليُبرد حرّ هذا الشوق الكسير, فسقطت عينيّ على فيديو قصيدةٍ ألقيتَها وسط حشدٍ كبير من البشر,
وكنت أنا في تلك اللحظة أشد من أزرِك وأحل عُقدتك, اذكر تلك الأبيات جيدًا لم تكن محطّ اعجابي حينها لكنها حطّمت محط آمالي بعدها .
تُحاول أن تصعد فوق أكتافي لتكسب راحة الدنيا, فأعطيك الكتف بلا أن أسالك المقابل؛ لأرى التشّعب في مدى ابتسامتك التي بِخلت عليّ بها كثيرًا, ولم أجد لها منتهىً بين عينيّ
تُحاول أن تُمارس قوانين العشاق, فأٌقدِّم من نفسي قصةً أنت بطلها الذي لم يجعلني أذرف دمعًا حتى النهاية
انسانٌ لا أقل ولا أكثر سوى أنك شاعرٌ مارست خداع القصيدة في شطرٍ واحد من عمري, وجربّت تقلب المشاعر وزُخرفها فهنيئًا لك هذه الجائزة المليونيّة الكريمة في الساحةِ الصمّاء العقيمة..
إن الدواءُ الذي صُرف لي يُذكرني بك كثيرًا, أنت دوائي وجرحي في آنٍ واحد فلم أستفِد منك إلا ضعفًا وهشاشة! أهكذا الحياة تكافئ من يرى الكذب فيها حقيقة؟ والأسود فيها أبيضا؟

والنبضُ.. الذي تردد كثيرًا هذا اليوم ينتظِمُ على رُؤاك ويستقيمُ فرحًا بمجيئك.. ألا تزُهر قلبي بلقيا ولو من سراب؟
لستُ بذلك السوء صدقني –كما كنت بسوط قسوتك تعلمني- لكني سأتمنى قدرًا يلتئم به الجرح بعيدًا عن طريق صاحبه، يا عمرًا تمنّيتك به فلم تكن أهلًا له.




- هذا النص اهداء لأحدهم، وقد نُشرته من قبل
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17/01/2014, 09:20 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ المشجع الوفي
محرر أخبار المجلس العام
تاريخ التسجيل: 30/05/2007
المكان: في مكان
مشاركات: 2,542
نص جميل..
لكن تأثيره علي كقارء لم يكن بذلك الجمال..

يشد انتباهي ثم يشتته...
يتماسك و يترابط ثم يتفكك متبعثراً...

أرى ملامح الحسرة و من ثم أرى بين تشققاتها ضوء الرضا..


عندما أنهيته كان هو قد أنتهى من التلاعب بي..



طلة جميلة..
تشكر [أو تشكرين] عليها...

اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17/01/2014, 10:07 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ملكه في مملكه الزعيم
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/08/2011
المكان: سبحان الله وبحمده .. ♥ .. سبحان الله العظيم
مشاركات: 5,946
^

رد ناآايس فية نوع من الفلسفة *_^

........

سلمت يمناآاآاك ع النص المميز ...

........
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17/01/2014, 09:44 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ MePerfu
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 20/12/2011
المكان: هنا
مشاركات: 95
ثم إن الوردة لن تذبل بإذن الله .. خبأ الله لها حفنة من مسك وزعفران الجنة وغيمة رضا وسقيا كوثر !

الذي قرأته لا يمكن أن يكتبه إنسان لم يمر بتجربة مرض حقيقية وقاسية .. أحسست بهذا وصدقته ..


المقطع الأخير فاره الجمال .. والله جميل ، والله يقسم لك من رزقه سعادة في الدارين .. آمين .
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19/01/2014, 07:22 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ H A N E E N
محررة أخبار المجلس العام
تاريخ التسجيل: 13/01/2012
المكان: رياض الحب :$
مشاركات: 1,811
المقطع الأول شدنّي كثيراً ,, ولآمس شيٌ في داخلي

ولكن !
في نهاية تشتت لم أعُد أفهم شيئ






اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19/01/2014, 08:08 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مسّتريح البال
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 05/07/2008
المكان: بين ذاكرة الجسد وفوضى الحواس !
مشاركات: 1,119


ورب الكعبة نص وجداني من الطراز الرفيع

السراب لا يروي عطش أحد ولا يعيد لوردة نظارتها
السراب كاذب لذلك "لا جدوى من الإنتظار"

رعاكِ الله

اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21/01/2014, 01:19 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ يوجين.
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 25/03/2010
مشاركات: 338
حاولت ان اكتب لكِ ولكن مشاعرك بعثرت حروفي
لااعلم من القائل لكن انتي(ك قطعة نقدية ملقآة ب رصيف ذكريات بفعل حنين لايرحم مشتاقاً ولحبيب لم يفكر اطلاقاً)

الله يحفظك من كل شر
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21/01/2014, 07:03 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
يا مرحبا

للاخوة والأخوات الذين "تشتتوا" سأخبركم متأسّفة بأنه يوجد للنص الأدبي دائمًا جهة أو جمل غير متراكبة لا يفهمها إلا كاتبها بسبب ما واجه من بعثرة للمشاعر والصور في عقله,
أو من قد مارس اللغة التي كتبتُ فيها هذا النص

شكرًا لوقتكم, ممتنة لجميع من قرأ حتى لمن لم يضع تعليقه.
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22/01/2014, 06:37 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ 9متيمة الزعيم9
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/01/2009
المكان: تحت المطر
مشاركات: 1,683
Thumbs up

نص غآية في الروعة و الجمال ,, مُثخن بالألم و الخذلان ومن هنا انبثقت الروعة في التشبيهات والإنسيابية في السرد

ما تشوفين بآس يا أوآر .. أهنيّك من القلب على هذه الفخامة في الطرح
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22/01/2014, 10:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ***الزعيمه امولي***
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/09/2011
مشاركات: 7,388
نص جميل ورائع
يعطيك العافيه
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23/01/2014, 03:57 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 12/03/2011
مشاركات: 12,681
ما شاء اللهـ عليكـ مبدعهـ كالعادهـ ~

كح كح إحترت وش أقول فـ هالنص المتميز *~*


لـ إسبوع أدخل وأطلع لاني للأمانهـ ما عرفت أعطيكـ حقكـ بالتعليق !!


ما أقول غير اللهـ يبعد الحزن عنكـ وواااصلي هالكتابات الجميلهـ من غير فوااااصل ^_*


اللهـ يعطيكـ العافيهـ وبـ التوفيق إن شاء اللهـ ~
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30/01/2014, 12:12 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ لا تعتزل يا سامي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 14/07/2006
المكان: حيث الزعامة الهلالية الزرقاء
مشاركات: 2,073
نص رائع جدا ومختلف .. أنيق وفريد المفردات ..
ويحمل من الآلام الكثير ..

كتبت فأبدعت " أوّار "
وليس بجديد على مبدعة بقامة أوّار ..

شكرا لإبداع نثرته هنا ..
رغم كمية الحبر الأحمر المنسكب على معظم أجزاء الورقة ..
إلا أنها تحمل وردة جورية في أحد أطرافها ..

هنيئا لشبكة الزعيم
بكاتبة مبدعة كـ،أنت
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:31 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube