حدث في مثل هذا اليوم


الاحتلال الصليبي للقدس

مقدمة
يعتبر الاحتلال الصليبي للقدس الحادث الأخطر والأهم في أواخر القرن الخامس الهجري، ولا نكون مبالغين إذا قلنا أنه الأخطر في حياة الأمة الإسلامية وقتها، ويعتبر احتلال بيت المقدس يوم الجمعة 15 يوليو 1099 شرارة انطلاق سلسلة الحروب الصليبية التي تعتبر من أعظم الحوادث في التاريخ الإسلامي.

شرارة اندلاع الحرب الصليبية

- أعلن البابا "أوربان الثاني" الحروب الصليبية على المسلمين وكان ذلك سنة 1088 م / 480 هـ، بعد أن بدأ ينشر شائعات عن أذى المسلمين للحجاج النصارى إلى بيت المقدس وأن المسلمين يدنسون قبر المسيح عليه السلام.
- تم عقد اجتماع مسيحي عظيم بقيادة البابا "أوربان الثاني" عام 1095 م / 488 هـ وأعلن فيه الدعوة لتشكيل جيش مسيحي لاحتلال القدس.
- وظهرت في أوروبا حركة التطوع للحملات الصليبية من معظم الدول.

أسباب الحروب الصليبية


- الحماس الديني وتحرير المقدسات في القدس.
- وجود طبقة فقيرة معدمة في أوروبا وجدت لها بابًا للعيش في القتال ودخول بلاد الأغنياء.
- التوجيه الفكري والديني الذي قام به الرهبان بين الناس لتحريضهم على قتال المسلمين.
- أمل البابا ومن والاهم من الحكام في توحيد أوروبا (أرثوذكس وكاثوليك) تحت قيادتهم.

التقدم إلى المدينة المقدسة

رويداً رويداً زحفت جيوش الأوروبيين إلى بلاد الشام محتلةً المدن التي في طريقها مثل أنطاكية وطرابلس وبيروت وصيدا وخلفت فيها حاميات لها حتى وصلت إلى القدس.
وبعد ذلك تقدم الصليبيون إلى بيت المقدس دون ممانع، وكان وقتها بحوزة الفاطميين الذين لم يبدوا عظيم مقاومة تذكر.
وفي يوم 22 شعبان 492هـ الموافق 15 مايو 1099م اقتحم الصليبيون المدينة بعد محاصرتها، وصمود حماتها صمودًا بطوليًا.

مذابح و مجازر مروّعة

في حق الإنسانية:



يذكر المؤرخون الغربيون قبل المسلمين أن الصليبيين ارتكبوا مذابح مروّعة في حق المسلمين في القدس؛ وحصلت في المسجد الأقصى مجزرة عظيمة لم يفرق فيها الصليبيون بين الأطفال والشيوخ والنساء والشباب حتى قال الكاهن ريمون: "لقد أفرط قومنا بسفك الدماء في هيكل سليمان حتى صارت الجثث تعوم على الدماء، وصارت الأيادي والأرجل تسبح وما عاد الجنود يطيقون رائحة البخار الذي يخرج من الجثث".



في حق المعالم الدينية:

معاناة وخلاص

وعلى مدى 90 سنة ستبقى القدس تحت الاحتلال الصليبي، لكنّها لن تستسلم، فالانتفاضات لن تتوقّف فيها ولا في فلسطين ولا الشام كله الذي أسّس فيه الغزاة عدّة إمارات، وتستمرّ المقاومة بكافة الأشكال حتى تستردّ الأمة عافيتها ويلتفّ المجاهدون حول القائد المخلص صلاح الدين الأيوبي فيحرّرون بيت المقدس ويعاملون الغزاة المنهزمين وقادتهم ببالغ الكرم والنبل.


الخاتمة إن القدس لا يعمر فيها ظالم مهما طالت مدة الاحتلال فلا بد يوما من التحرير الكامل، والقدس إذ تهود اليوم تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة وأربعين عامًا؛ فهذا لا يعني أن هذا الأمر هو نهاية المطاف، فكما اندحر الصليبيون عنها بعد 99 سنة من الاحتلال والتنصير الكامل، فلا بد للاحتلال الصهيوني أن يندحر وتعود القدس لأصحابها الشرعيين.

والقدس حتى تعود لا بد من توفر عدة شروط كالتي توافرت بعد الاحتلال الصليبي، وهي:
- القيادة الربانية المجاهدة الزاهدة الصابرة والحكيمة.
- الأمة الواحدة الموحدة المتماسكة والمجاهدة والصابرة.
- الصبر والدعاء.
- الإيمان بقدر الله وأن عجلة التاريخ دائمة الحركة لا تقف إلا بتوقف حركة الكون.

رسالة فلسطين
https://www.facebook.com/PalestineMsg
2013