17/06/2012, 01:01 PM
|
 | عضو تحرير مجلة الزعيم | | تاريخ التسجيل: 12/11/2008 المكان: الرياض
مشاركات: 1,707
| |
|
من مطالعاتي...........(الحوار)
.
بسم الله الرحمن الرحيم.
مالكم في الطويلة جالس اقلب في بحر من بحور الأنترنت وأعجبني هذا الكلام عن الحوار واحببت أن اشرككم معي فيه لنستفيد جميعاً صحيح طويل شوي بس مفيد جداً وانا اول من يحتاج مثل هذا الموضوع
الحوار
الحوار أداة وعي مشتركة تتحد فيها الآراء، وهو وسيلة من وسائل الشورى والتناصح، وتصحيح الأخطاء وتدارك النقص، والتعاون على البر والتقوى، ولن تتم العملية التربوية إلاّ إذا اتسعت صدورنا للحوار، وروّضنا أنفسنا على قبول النقد والمراجعة. عندها تكون حواراتنا تربوية منهجية.
فالحوار ينبع أصلاً من منهجنا الإسلامي القويم الذي استخدمه بأشكاله المختلفة الواسعة في الوصول إلى الحقائق وتحقيق التواصل البشري، فهذه نماذج قليلة لآيات قرآنية وأحاديث نبوية تبين أثر الحوار في تحقيق جسور التواصل بين الفرد والمجتمع في مجالات عدة نسوق منها الآتي:
1-الحوار من أجل بناء الأسرة:
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) [الكهف:37].
2- الحوار من أجل التربية والتعليم:
مثال ذلك حوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الشاب الذي جاء يستأذنه بالزنا.
مبادئ الحوار
إن الممارسة الناضجة والتخلق بأخلاق القرآن العظيم، هما الترجمان الحقيقي للعلم الصحيح، ولكي ترسخ وتقوى الأصول المنهجية للحوار ينبغي مراعاة بعض المبادئ في الحوار من الجوانب الشرعية ومن الجوانب النفسية والسلوكية التي ينبغي الالتزام بها عند المحاورة.
أولاً:المبادئ الأصولية والشرعية
1- التجرد في طلب الحق
العلم وحده لا يكفي في ساحة الحوار، بل لا بد معه من الإخلاص والتجرد؛ فقد يضل المرء على علم والعياذ بالله كما قال الله تعالى:
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية:23].
2- عدم الانتصار للنفس:
ألا يكون قصد الإنسان الانتصار للنفس والعلو على غيره والظهور بمظهر الأستاذية،بل يقصد منها المحاورة والمشاورة والمناصحة بعيداً عن المكابرة والمعاندة.
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[الزمر:18].
3- الحذر من الجدال:
إذا تحول الحوار إلى جدال انتهى إلى خصومة وفرقة فهو آفة تصيب القاعدين عن العمل.
(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ). [غافر:4].
4- الهدوء:
مجالس العلم مجالس عبادة فقد تتحرك طبائع البشر من غضب وارتفاع صوت وارتفاع الصوت والانفعال. قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين)[النحل:125]. فالهدوء والتلطف في الحوار من أساليب نجاحه.
5- عدم اتهام النيات:
من الناس من يسيء الظن بمن يحاوره فلا يتحقق التواصل الفكري ويفشل الحوار قال تعالى:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) [غافر:5].
فإن تبين الخطأ الشرعي فينبغي توضيحه بالدليل الشرعي دون طعن في النوايا.
ثانياً:المبادئ النفسية والسلوكية للحوار:
1. اجعل الحب والاحترام هو الإطار:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
رواه البخاري ومسلم.الرحمة والشفقة ضرورة لتحقيق الهدف من الحوار، والاحترام المتبادل بين الطرفين يمنحها حقها من التقدير والتوقير، فنحن مأمورون أن ننزل الناس منازلهم، دون تملق أو نفاق أو كذب، وذلك الحرص على الخصم ليس معناه المداهنة، فهذا يجعلنا أقدر على الإقناع ولاستجابة الخصم وإذعانه. قال تعالى:
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].
2-أصغ أكثر مما تتكلم:
لابد للمحاور الناجح أن يتقن فن الإصغاء، والمتحدث البارع مستمع بارع، والاهتمام بكلام الطرف الآخر وحسن الإنصات إليه مفتاح لقلب الخصم.
فعن جرير بن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم-في حجة الوداع: "استنصت الناس" ثم قال: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". أخرجه البخاري. وليس من الأدب عدم الاهتمام بكلام المحاور،أو تعمد الانشغال عنه في أثناء كلامه، بل ينبغي أن يتكلف الصبر على استماع محاوره، وعدم مقاطعته، ويعلم المحاور أن الاستئثار بالكلام والإطالة-غالباً -يدل على إعجاب المرء بنفسه أو حب الشهرة والثناء، أو الغفلة عن تقدير الطرف الآخر قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) [الحج:8].
3-توقف عن الحكم:
الهدف من الحوار هو الوصول لحلول أو اقتناع بفكرة، فأسلوب التحدي في الحوار ولو بالحجة الدامغة والدليل قد يفحم الخصم ويعجز عن الجواب، ولكنه لا يقتنع ولا يسلم للحق؛ لأنه أُحرج وقد يسبب الحقد والغيظ، وقد يُستخدم هذا الأسلوب لمن يتعمد الإساءة للعقيدة وتضليل الآخرين إذا اقتضت المصلحة حتى يرى الناس الباطل مهزوما مدحورا قال تعالى:
(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[البقرة:23].
4-لا تقطع الأمل:
الحلم وعدم اليأس؛ فكثيراً ما يحدث انهيار في التواصل مع الأبناء أو المتعلمين عندما تبدو جميع وسائل التواصل عديمة الجدوى فنقول: لقد نفدت حيلتي، وفعلت ما بوسعي دون أن يجدي ذلك فتيلاً، وقد خاب أملي".
هذا الشعور قد ينتابنا في وقت أو آخر، وإذا لم نقطع الأمل أبداً فستكون هناك دوماً فرصة لعودة التواصل يوماً ما، ومن ثم عليك ترك قنوات التواصل مفتوحة على الدوام، ولا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون.
. |
الوضع العادي
