من البدء : قراءة تحاول أن تكون محايدة , لا مع , ولا ضد , لا ينصح بها لغير "العقلاء " ..!
* استبشرنا كثيرًا - كهلاليين - منذ الوهلة الأولى لإعلان قدوم عبد الرحمن بن مساعد لرئاسة الهلال , لما يعرف عن الرجل من طيبة ودماثة وشاعرية ورزانة و منطق وغيرها من صفات الرجل الكريمة , وكان منذ البدء عند حسن الظن فجلب العالمي المعروف " فيلهامسون " كمصافحة أولى لتلك الجماهير التي استبشرت به , وكان وجود الكابتن سامي الجابر كذلك وعمله في الإدارة الهلالية مؤشرًا آخر مطمئنًا للاستقرار الفني والإداري .
* قدم رادوي , وجيريتس , ولي يونج , ووصل الهلال إلى الذروة في ذلك الموسم , كان موسمًا استثنائيًا ناجحًا بكل المقاييس , الهلال الذي دك الغرافة القوي في عقر داره بثلاثة أهداف في ذلك الموسم كان حديث الشارع الرياضي , حتى بدأت الهمهمات تكثر حول رحيل جيريتس إلى المغرب مع تزايد درجة إنكار الإدارة ذلك الرحيل وتأكيدها بقاء المدير الفني في منصبه وعلى رأس عمله في الفريق .
* أخيرًا , وبعد بدء مستويات الفريق في التذبذب مع جيريتس , وفي مباراة الغرافة الشهيرة التي حبست الأنفاس ,والتي نفذ الهلال منها " بدعاء الوالدين " كما قال أحد اللاعبين , اعترفت الإدارة في خطوة غير مفهومة وغير مفسرة بتوقيع جيريتس عقدًا مع المغرب بعلمها مسبقًا قبل فترةٍ طويلة - أي من أيام الإنكار! - دون أن تتحرك للبحث عن بديل , فكان رحيل جيريتس مؤشرًا لبداية التعثرات الإدارية المتتالية التي ما زالت آثارها على الفريق .
* جاء عدد من المدربين بعد جيريتس , وخرج الفريق من الآسيوية مرتين , خروجًا مريرًا , وأعلن بن مساعد استقالته ثم عودته في أسبوع , وحقق الفريق بعض البطولات المحلية المعتادة , والتي أجزم أنه يحققها مع أي مدرب في ظل عدم وجود منافس حقيقي إلى جانب قوة الفريق محليًا واعتياده على تحقيق مثل تلك البطولات التي لم تكن لتشفي غليل الهلاليين المتعطشين إلى الإنجازات الخارجية .
* بطبيعة الحال كان لا بد أن يظهر أثر تغيير الأجهزة التدريبية والطبية المتعاقبة على الفريق الذي بدأ مستواه في التذبذب والتناقص شيئًا فشيئًا , فنيًا ولياقيًا , خط الدفاع لم يعد قويًا أبدًا بدءًا من الحراسة التي منذ رحيل الدعيع - بغض النظر عما صاحبه من جزئيات وحيثيات - وهي تئن طلبًا لمستوى مطمئن مستقر , كذلك الهبوط الكبير لمستوى قلبي الدفاع مرشدي الذي فقدت دفاعيته رشدها بعد بطولة الخليج وهوساوي الذي أصيب بهوس البحث عن عقدٍ خارجيٍ في أوربا تحديدًا, ولم يعلم أنه بمستواه الحالي لا يقبل احترافه ولا في مصر حسب ما أعتقد ! , وكذلك كان رحيل لي يونج عاملاً مؤثرًا في خلخلة قوة الدفاع الهلالي .
* رغم هذا الخلل الواضح في الخط الخلفي , لم ير الهلاليون من الإدارة بوادر تشعرهم باستشعارها لتلك المشكلة أو الاهتمام بحلها , بل على النقيض تمامًا , حاكت الإدارة سياسة تشبه سياسة فريق آخر وقامت بخطوة تعتبر طارئة على التقاليد الهلالية في جلب اللاعبين فاهتمت أكثر ما اهتمت بجلب مهاجمين من طراز رؤوس الحربة حتى بلغ عددهم خمسة أو ستة ربما كلهم احتياطيون ما عدا واحدًا ! ومن الأمور التي لم تفسر كذلك كشأن رحيل جيريتس إعارة ياسر للعين لمنح الفرصة للمحياني , ولكن ذلك لم يحدث بل جلبت الإدارة ثلاثة مهاجمين كان آخرهم في ترتيب النزول إلى الملعب دومًا المحياني ! الذي أعتبره قضى سنواته مع الهلال مظلومًا ولم يمكن من الإبداع وإعطاء الفرصة لإظهار قدراته الحقيقية .
* طبعًا الكيفية التي كانت تتعاقد بها الإدارة الكريمة مع المدربين إثر جيريتس غير مفهومة كذلك رغم أنها كلها تصب في نسق واحد وعلى طريقةٍ واحدةٍ , تدفع للتساؤل : من الذي يختار المدربين في الهلال بالضبط؟ وعلى أي أساسٍ يختارهم؟ هل على أساس حديث في جلسة مع مدرب فاشل في سجله ثم الاقتناع بطموحه ؟؟ كما حصل مع دول؟ وهل يتوقع - منطقيًا - أن يقول لك مدرب إنه فاشل وغير طموح مثلا ؟؟ أم هل هي على الطريقة " الجوهرية " (( نسبة للجوهر والجوهري كليهما
)) بمعنى مدرب طوارئ نجح مرة أو مرتين ونريد أن ينجح دومًا ؟ أم ماذا بالضبط؟؟
* على الصعيد الإعلامي لم توفق الإدارة كثيرًا في تعاطيها مع الإعلام والأحداث الإعلامية, وبدت أضعف بكثير من المأمول والمنتظر , لم تستطع حماية ياسر القحطاني مثلا مما كان يردد ضده , والذي فضل الرحيل إلى العين غير ملوم فلا أحد يحتمل ما احتمل الرجل , وتعاطت بكل أريحية مع كل البرامج التي كانت تستهدف الشؤون الهلالية لأغراض غير مهنية , وكأنها تؤكد على صحة مرامي تلك القنوات والبرامج ومعديها , في المقابل كان كل هم الإدارة تلميع نفسها في كل مناسبة وعبر كل فرصة , والتضجر من الانتقادات المتتالية والدفاع عن إنجازاتها وكأنها الإدارة الهلالية الوحيدة التي حققت بعض البطولات المحلية !! وعينت مديرًا للمركز الإعلامي ليضطلع بمهمة الدفاع عن الإدارة والإشادة بأدائها وما تقوم به على أحسن وجه وكما تنتظر منه .
* السؤال الأخير , وبعيدًا عن كل الأسماء وعن النجاحات أو تكرار الفشل : هل هذا هو ما ينتظره الهلاليون؟! بالنسبة لي : لا , ليس هذا ما أنتظره , الهلال كيان لا يقف على أسماء , ولا تسيره العواطف والعلاقات الشخصية , يجب أن يرحل كل شخصٍ ليس وجوده في صالح الهلال , ويأتي أي شخص من الممكن أن يحقق للهلال شيئًا , الهلال مكانٌ للفن والبطولات والأداء الراقي وليس للتشبث بالإعلام أو التكسب والاستثمار , من استوعب ذلك فمرحبًا به وببقائه , ومن لم يفكر أو يعتقد ذلك فليرحل غير مأسوفٍ عليه , وأتمنى أن تنتهي اللعبة الإعلامية السخيفة : أنا استقلت, خفتوا ؟ أمزح ! رجعت ! التي ينساق معها كثير من الجماهير ويغفل عما حدث أو يحدث في الهلال !
ختامًا : رجاء خاص , من لم يعجبه شيء مما جاء في هذه المقالة من حرقة على الهلال الأصيل والحقيقي ففضلا وتكرما لا أمرًا ليحتفظ بردوده لنفسه , وليناقش ما شاء من هذه الأفكار برقيٍ وتجرد من أجل الهلال , فلا وقت لدينا للنظر إلى الأسفل !
أطيب تحية
الوضع العادي
