
05/03/2012, 11:21 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
كالغاري - كندا - بعد الظهيرة
رفعت سماعة الهاتف خلال الشهور الأولى من اقامتي سابقا في كندا واتصلت على والدتي يحفظها الله .. وبعد السلام والتحية والأشواق العطرة
أنا : أمي .. أريد أن اتزوج !
الوالدة : الساعة المباركة وبالتوفيق يا ولدي .. ثم استطردت بدعابة : هل لديك شروط مثل شروط ابناء جيلك التي ما انزل الله بها من سلطان ؟!
أنا : لا .. ليست هنالك شروط ونسأل الله التوفيق !
الوالدة : بارك الله فيك يا ولدي وزرقك الخير .. من اليوم سوف اقترح عليك من قد تكون لك مناسبة والله يوفقك ويرضى عنك ،،،
أنا : لا تتعتبي نفسك يحفظك ربي .. انا ساتزوج من كندا !
الوالدة بعد لحظة صمت : الله يوفقك يا ولدي .. ولكن يا ولدي ما ضاقت الدنيا حتى لا تجد امامك سوى نصرانية !
أنا : لن تكون نصرانية يا أمي .. بل عربية او مسلمة من المقيمات في كندا ،،،
الوالدة : من اين عرفتها ؟
أنا : لم اتعرف بعد .. ولكن هنالك مراكز اسلامية يمكن ان تفيدني في الموضوع وتدلني على بيوت الناس الطيبين ..
الوالدة : الله يوفقك يا ولدي .. ولما لا تصبر حتى تعود ونجد لك بنت الناس الطيبين واذا رغبت يمكن لك ان تعود الآن ونزوجك وتعود وزوجك لكندا لاكمال ما تريد ..
أنا : يا امي .. ليس لدي صبر على العادات والتقاليد .. انتظر ونسأل وشروط وربوط وقصص ليس لي صبر عليها !
الوالدة : الناس هكذا تتزوج يا ولدي .. منذ متى كان الزواج من الباب للطاقة ؟!
أنا : ليس لي علاقة بالناس .. انا سأتزوج من فتاه مسلمة من كندا .. واتمنى منك ان تقنعي الوالد الله يحفظه !
الوالده : ولماذا لا تتصل عليه وتحدثه بنفسك !
أنا : لأنه سيرفض ! .. ولكن اريد منك ان تمهدي الموضوع وانا علي بالباقي ..
الوالده وفي صوته شئ من ألم : خيرة الله يا ولدي والله يوفقك ويهديك ،،،
تبادلنا كلمات الختام والسلام والوصايا .. وانتهت المكالمة ،،، كالغاري - كندا - بعد منتصف الليل
صوت الهاتف يرن بالقرب مني وانا غارق في النوم وامتدت يدي نحوه وانا في حيرة عمن يتصل بي في هكذا وقت ..
صوت الوالدة بعد السلام والتحية والسموحة على الوقت المتأخر ( فديتها حتى وانا ولدها دائما ذوق ) : اسمع يا ولدي .. غدا تقطع التذكرة والقاك عندي بالبيت !
أنا : خير الله يحفظك .. عسى ما شر ؟!
الوالدة : كل خير يا ولدي .. ولكن يبدو ان ايمانك ضعف في تلك البلاد والخير ان تعود الينا !
أنا وقد وضح الأمر لي : حفظك الله يا أمي .. انا قلت اريد الزواج ولم اقل اريد عشيقة ؟!
الوالدة : هذا الكلام ما ينفع .. انت منت مقطوع من شجرة حتى تذهب للبحث عن امرأة في آخر اصقاع الارض .. طول عمري وانا اجري وراك اريد ازوجك وانت تتعذر .. والحين استطلفت الزواجه وانت في بلاد اليهود !
أنا : يا اماه .. سوف اتزوج مسلمه عربيه .. اين الخطأ ؟!
الوالده : لا يوجد خطأ .. والناس جميعا خير وبركة .. ولكن يا ولدي انا ادرى بك وهذه الكندية لن تكون مناسبة لك ؟!
أنا : آسف يحفظك ربي .. أقنعيني .. كيف غير مناسبة لي وانت ما عرفتيها ولا أنا شفتها ؟!
الوالدة : يا ولدي .. الزواجه ماهي رغبه وتجري وراها .. الزواجه عقل وفهم وتقدير للأمور .. وانت سيد العارفين ،،،
أنا : ما فهمت ؟!
الوالدة : يا ولدي .. حياتنا وحياة مجتمعنا .. لا يصبر عليها ويعتادها الا بناتنا .. لا تقنعني يا ولدي انك قادر تحضر كندية ولو كانت عربية مسلمة من تلك البلاد حيث تستطيع ان تذهب وتجيئ وتلتقي بمن تريد من صديقاتها ومعارفها في الشارع في المطعم في السوق في الحدائق ولو لم تجد جلست في حديقة منزلها او بلكونة شقتها تشم الهواء وتشاهد الذاهب والقادم .. هذا الكلام لن تستطيع فعله معنا كما انك لن تقبل به .. وهي لن تستطيع ان تجد نفسها محبوسه بين جدران اربع في انتظارك من الاسبوع للاسبوع مع الاجازة الاسبوعية حتى تخرجا سوية وتنفس عن نفسها .. هذا الكلام يا ولدي لا تطيقه وتصبر عليه الا بناتنا من تعودن على حياتنا .. اما فتاه من كندا فقد ظلمتها وظلمت نفسك ،،،
أنا وقد راق لي منطقها : يمكن ان اتفاهم معها حول هذا الأمر واوضح لها واقع مجتمعنا ..
الوالدة : يا ولدي البنات في البداية يتقبلن اي شئ .. لأنها تفكر بقلب وليس بعقل .. قد يعجبها شكلك وحديثك ولا تقدر بشكل صحيح نتائج قراراتها .. وقد تظن ان امكانية التغيير واردة أو انها قد تتمكن من اقناعك بالبقاء معها في كندا .. والأمر في ذلك فيه احتمالات عدة ،،،
أنا : ولماذا لا تقولي انك لا تريديني ان ابعدك عنك .. أعترفي ؟! 
الوالدة : وليش اعترف ! .. انا الشوق شوقي ان اصحى وانام وانت امام عيني .. ولكن ما كل ما نتمناه ندركه ،،،
أنا : فديتش ..
الوالدة : ثم هنالك أمر آخر .. الحياه يا ولدي كما فيها زواج فهنالك لا قدر الله طلاق .. ماذا لو حدث وانجبت طفل او اثنين واختلفت معها .. أو رغبت بالعوده الى ديارها او اهلها او ضاقت درعا بالمعيشة معنا أو خلافه .. ماذا سوف يكون مصير الأطفال ؟!
أنا : لم أفكر بالموضوع .. ولكن سوف يبقون معي !
الوالده : وليش ؟! .. وهل اجازك الله ان تسلب امرأة من اطفالها ؟!
أنا : ولا كيف ؟!
الوالدة : هذه كندية يا ولدي .. خلفها دولة وخلفها حكومة تدافع عنها وتطالب بحقوقها وتنتزع الاطفال منك بالقانون خاصة اذا ما كانوا صغار .. وسوف يرهقك اذا ما اردت زيارتهم او مكالمتهم من وقت الى آخر .. حتى اذا ما كبروا واصبح القرار لهم فيكون قد راق لهم المقام بكندا وألفوا حياتها وطباعها ولن ينظروا لحياة جديدة مع ابيهم في وطن لا يعرفونه !
أنا : سآخذهم الى المنطقة .. ونرى اذا ما كانت كندا قادره ان تنالهم !
الوالدة : وما كلف الله عليك .. انت تريد تتزوج ولا تريد تحارب ؟!
أنا وقد رغبت باستفزازها الله يحفظها : كبرت في راسي يا اماه .. ساتزوج كندية وانجب منها اطفال وسوف يعيشون في البلاد ( البلاد باللهجة اليمنية المنطقة الجغرافية التي ننتمي اليها ) .. ونرى هذه المرأة وكندا حقها اذا قدر احدهم يشلخ شلخه ( يخطو خطوه ) في المنطقة بدون أذن ؟!
الوالدة : تراك اتعبتني معك .. سوف اكلم والدك وهو يفهملك .. وما تربي الرجال الا الرجال !
أنا : قد شاب رأسي يحفظك ربي .. ايش عاد باقي من تربيه ؟!
الوالده : لا باقي .. ووالدك أخبر ..
أنا : توبه يا أماه .. توبة نصوحة .. استري ما واجهتي .. في رعاية الله ،،، الله لا يحرمنا من ابائنا وأمهاتنا ويسترنا ويهدينا ويرضى علينا دنيا وآخرة ودمتـم في خيـر |