عندما ترتجف الأنفاس , وتتسمر الأطراف , و تشخص الأبصار , ويتبلد الإحساس و تختلط في داخلك
جميع المشاعر و الأحاسيس ,
شعور الرهبة و تحديد المصير ’ فتكون و كأنك بمعزل عن الناس وحيدا و الآلاف
من حولك , وهدير تلك الجماهير يلف المكان ويطغى على كل شئ .
.
على ذلك الكرسي كان جالسا , ويرى على لوحة الإستاد أسماء اللاعبين ,,, فيزداد إحساسه تشاؤما , وأمله اضمحلالا ’
فيمر في باله خيالات كثيرة ممزوجة بأحزان من يرى بعينه ما لا يود رؤيته ’ وما لا يرغب به ,
قسراً يعاند فهناك ما يدفعه للبقاء , وعبثاً يحاول الهرب فهناك ما يشفع لمتابعة الأحداث ,,,,,
فقط الإنتظار بما ستؤول إليه الأحداث , وما أصعب لحظات الإنتظار ! .
.
كل المعطيات تؤكد الهزيمة ,,, والأمنيات تعربد في خضم التفاؤل بالإنتصار ؛
لا يدري متى انطلقت صافرة البداية , لكنها انطلقت , شاء أم أبى !!
بساط أخضر تعلوه قمصان زرقاء و أخرى صفراء , وما لبث أن بدت الألوان كلها
تتحول للون واحد ,,, أزرق أزرق أزرق , كانت أنفاسه ثقيلة , فازدادت ثقلا حتى
الثلث ساعة الأولى ,, بعدها أطلق صرخةً سمعها كل من كان يصرخ وكل من هو صامت ,
صرخة الهدف ,, بل صرخة الفضفضة والطمأنينة .
.
عادت ثقته بأسماء لم يكن يعرف عنها إلا القليل , وفي دقائق عرف عنها الكثير .
تبسم في إستراحة ما بين الشوطين , وعندها تذكر بأنه لم يذق طعم الزاد والشراب
منذ ساعات , وكأنه يقول لنفسه : ( الحين وقت الأكل ) .
.
بدأ الشوط الثاني ,,, فكان كالشوط الأول إمتاعا و إبداعا و فنا و عملا متقنا من كافة الجوانب ,
حقاً إنه الهلال ولا غير الهلال . بأجنبي واحد , ودستة لاعبين شباب مع لاعبي خبرة , والنتيجة , موج هادر .
خرج من الملعب والسعادة تغمره من كل جانب ليس لنتيجة المباراة فحسب ,,,,
إنما لمستقبل واعد مشرق ينتظر الزعيم .
.
لايمكن أن يحدث ذلك بدون تعب و جهد وإخلاص و تفان ,
و ثقة و ثقافة , وحسن تعامل و إبداع .
كما أنه لايمكن أن تجد كل هذه المعطيات إلا في الهلال ,
وبما أنه الهلال , فإنه لا يمكن أن تجد جمهورا كجمهور الهلال ’
و لا حبا كـ حب الهلال .
.
تحياتي لكل من ساهم في إسعاد كل هلالي .
الوضع العادي
