أخرج الحاكم في “لمستدرك على الصحيحين” 3/ 9 بسند حسن قصة شاة أم معبد
حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً فمر بها
“ و أبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط ، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية ، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم ، فسألوها لحماً و تمراً ليشتروا منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين ، فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كِسْرِ الخيمة ، فقال :ما هذه الشاة يا أم معبد؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم
قال:هل بها من لبن ؟
قالت:هي أجهد من ذلك
قال:أتأذنين لي أن أحلبها ؟
قالت : بأبي أنت و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها
فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها ، فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعاً بإناء يُربِضُ الرَّهطَ فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ، ثم سقاها حتى رويت و سقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا ، ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها ،فقلّ ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزاً عجافاً يتساوكن هزالاً مخهن قليل
فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه !!
قال : من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل ولا حلوب في البيت ؟
قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا
قال : صِفِيه لي يا أم معبد
قَالَتْ : ” رَجُلٌ ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الْخَلْقِ ، لَمْ تُعِبْهُ ثَجْلَةٌ ، لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةُ ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ ، أَزَجُّ , أَقْرَنُ ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ , أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلَاهُ مِنْ قَرِيبٍ ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ ، فَصْلٌ لَا نَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ , كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ رَبْعَةٌ لَا يَائُسٌ مِنْ طُولٍ , وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَنْظَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا , وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ ” اهـ
يا له من وصفٍ جميل .. بهر الشيخ الجليل ابن باز
فقال:لله درها على الوصف العجيب
:
:
معاني لكلمات قد لا يُفهم معناها
كِسْرِ الخيمة: جانبها
يُربِضُ الرَّهطَ: يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض
تفاجت: فرجت ما بين رجليها
يتساوكن: يتمايلن من شدة ضعفهن
الشاء عازب : أي بعيدة المرعى
لَمْ تُعِبْهُ ثَجْلَةٌ: أي لا ضخم البطن
لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةُ: ليس صغير الرأس
فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ : في عينيه سواد
وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ : أي شعر رموش عينيه طويل
وفي صوته صَحَلٌ: أي كالبُحَّة وأَن لا يكون حادًّا؛
أَزَجُّ أَقْرَنُ: متقوس ودقيق الحاجب
والله أعلم بالمراد
*ما أجمل أن يُنشر وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في برامح المحادثة
من تويتر أنس المزروع
لم أضع الموضوع في تويترات العام
لإن أر أنه يستحق أن يكون في موضوع خاص