
11/09/2011, 11:39 AM
|
 | زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 25/03/2009
مشاركات: 256
| |
قصتي مع عبدالرحمن بن سعيد ( تواضع وأدب وأخلاق ) رحمه الله (( رحم الله مؤسس نادي الهلال ))
بهذا النعي وبهذا الوفاء وبدعوات صادقة .... ودعناك يا أبا مساعد ....
رحمك الله تعالى وأسكنك فسيح جناته .... مصابنا جلل .. وحزننا عظيم بفقدك .
جمعت هذه الملايين من العشاق تحت مظلة زرقاء .. ألّفت القلوب تحت منبر الزعامه .. أسست الكيان اللذي عشقناه حد الثماله ...
فعليك رحمة الله .. وجعلك من الراضين المرضيين .. وجمعنا بك في مستقر رحمته ...
أحببت كتابة هذه القصة اللتي جمعتني بشيخنا رحمه الله لأذكر بخلقه وتواضعه وأدبه وسمو ذاته ...
كنت قبل سنوات عديده في مطار الملك خالد الدولي انتظر موعد صعود الطائره وأثناء جلوسي لاحظت ذلك الرجل الكبير في السن جالسا ً ويحمل على ذراعه مشلحا ً ( بشت ) مطأطأ الرأس وكأنه لا يريد ان يعرفه احد .... فعرفته وذهبت إليه وسألته أأنت الشيخ عبدالرحمن فأجاب بنعم فسلمت على أنفه ورأسه وجلست بجانبه وتجاذبنا اطراف الحديث وماهي الا دقائق حتى اعلن المذيع عن صعود الطائره وقال لي كان تبي تجي جنبي تعال . فضحكت ليقيني ان المقعد لن يكون شاغراً ... وذهبت ابحث عنه فوجدته جالساً وكان مميلاً المقعد للخلف ومادّا ً قدميه وكأنه مرهق .. ولحسن الحظ ان المقعد فعلا كان شاغرا ً وبمجرد جلوسي بجانبه والله انه اعاد وضعية المقعد وأنزل رافعة القدمين وجلس جلسة ً معتدله وذلك لشدة أدبه وتواضعه رحمه الله ... علما ً أنني لم ابلغ حينها الثامنة عشرة من عمري ولكنها النفوس الزكية اللتي لا تحتقر الصغير في السن والتفكير .
وبما أنني كنت كغيري من هواة اللاعب فهد الغشيان وكنا نراه يمثل ثالوث الهلال المرعب بالإضافة ليوسف الثنيان وسامي الجابر فقد بدأت حديثي معه رحمه الله وأنهيته وأنا اقول : الا فهد الا فهد ... ولعل الغالبية يعرفون مشاكل فهد الغشيان حينها واللتي أصبحت فيما بعد سبباً في خفوت نجوميته وانتهاء موهبته ثم بعد ذلك انتقل لنادي النصر مباريات قليله لينتهي به المطاف هاربا ً من النصر حتى هذه اللحظه .
كان فهد نجما ً لا يشق له غبار وكانت تلك الأيام في عز معمعة مشاكل الغشيان ... فكنت ألح عليه ببقاء فهد وحل مشاكله دون تفكير ... فكان يقول لي : سامي كويس .. أدب وثقافه واحترام !!!!!!
طبعا ً بفكر الرجل الحكيم المتواضع واللذي ايضا لا يحب الغيبه والانتقاد كررها لي دوما ً ... فأكرر عليه مقولة : انا اقصد فهد ياشيخ ... فيقول ادري بس فهد ليته زي سامي مثقف ومؤدب وكويس ؟؟؟ وكررت تحت إلحاح شديد بأن يتكلم عن ( فهد ) فقال لي : انت شف سامي كيف مؤدب ومثقف وليت كل الناس مثله .....
ثم أعطاني الكارت الخاص به ثم استخرج قلماً من جيبه وكتب لي ( رقم البيجر ) وقال لي الحين مهما بحثت عني راح تلاقيني .. وتعال النادي اعطيك بطاقة عضويه ( واذا تبي أي خدمه (( هنا والا هنا )) تراي حاضر !!!!!!!!!!!!!
ولازلت احتفظ بهذا الكرت حتى الآن .......
ما دعاني الى كتابة هذا الموضوع عدة نقاط ...
1- لندعوا له ونتذكره ... ولا ننساه من صالح الدعاء أي وقت وخاصة في هذه الايام .
2_ تواضعه الجم وأخلاقه العاليه وأدبه اللذي لو وزع على مدينة لكفاها ...
3- لم يحاول ان ينبز فهد بأي كلمة حتى لو كانت نقداً .. وكان يحاول أن افهم من مدحه لسامي ان يكون قدوة له .
4- يكلمني وكأنني مثله او اكبر منه ويحترم رأيي ويقدّر اندفاعي ومراهقتي .. ولم يعاملني بفوقية . ولم يجعل فارق السن فارقا ً بيني وبينه .
5- حرصه رحمه الله على ان يخدمني فكتابة رقمه بخط يده فضلا عن وجود ارقامه كاملة لم تكفه .. وكذلك تأكيده بقوله ( تجيني النادي واذا تبي خدمه هنا والا هنا ) !!! وكان رحمه الله يقصد الواسطه . وللأسف لم اذهب اليه ولم احصل على البطاقة الشرفيه ولم اتصل به ولم اره حتى وسّد الثرى .
مما يؤسفني أنني لم احضر عزاءه ودفنه لظروف سفري ... فكان جرحاً أخر أثخن الجراح اللتي سالت بفقد هذا الرجل اللذي لن ننساه ,,,,
أحببت ذكر هذه القصة ليعرف البعض مدى اخلاقه رحمه الله ومدى تواضعه وإنسانيته ... ولعل الجميع يدعوا له ... فوالله انه يحتاج الدعاء ووالله ما كتبت الا لذلك ...
نسأل الله تعالى ان يجعلك في عليين وأن يبدلك دارا خيرا من دارك وبيتا خيرا من بيتك وزوجا خيرا من زوجك .......
والسلام عليك حيا ً وميتا ً يا أبا مساعد ..

لـــســــــت أنــــــســــــــــــــــــــــــااااااااااكــــــــــــــ |